انتفاضة إسلامية ضد ضم الحرم الإبراهيمي للتراث اليهودي
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
ثار العالم الإسلامي ما بين مؤسسات وجمهور وعلماء، على قرار حكومة الاحتلال الصهيوني بضم الحرم الإبراهيمي وعدد من المقدسات الإسلامية إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية.وأكد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم وضمهما إلى قائمة التراث الصهيوني جريمة لا يجب السكوت عليها، مؤكدًا أنهما مسجدان للمسلمين فقط، ويضمَّان تراثًا إسلاميًّا خالصًا لا ينبغي الاعتداء عليه أو ادعاء ملكيتِه.
وقال الأمين العام في بيان: "القرار الصهيوني يُشكِّل انتهاكًا فظًّا للقانون الدولي ولاتفاقية جنيف التي لا تُجيز لدولة الاحتلال العبث بالمواقع الدينية والتراثية في المناطق التي تحتلها أو الاستيلاء عليها أو اعتبارها من ممتلكاتها التراثية".
ودعا أوغلو المدير العام لليونسكو إلى سرعة التحرك للوقوف في وجه القرصنة الصهيونية للتراث الإسلامي في فلسطين ، مناشدًا العالم الإسلامي بتنسيق تحرك عاجل لمجموعة سفراء الدول الأعضاء في اليونسكو لمواجهة هذا الاعتداء السافر.
كما طالب اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي ومؤسساته إلى الوقوف في وجه هذا العدوان السافر الذي من شأنه أن يؤجِّج مشاعر المسلمين.
وخلال كلمة أمام مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي يعقد في الفترة من 22 إلى 25 من فبراير الجاري، لفت الدكتور محمد إبراهيم المصري رئيس المجلس الإسلامي الكندي إلى أن "اعتداء الصهاينة على المقدسات الإسلامية ليس جديدًا، فقد زرت الحرم الإبراهيمي في التسعينيات من القرن الماضي، ورأيت كيف قسمت قوات الاحتلال ذلك الحرم إلى قسمين الأول هو معبد يهودي يدخله فقط اليهود ، والجزء الآخر هو مسجد، وهو ما يؤكد استمرار انتهاك المقدسات الإسلامية".
وفي السياق ذاته، طالب المصري منظمة المؤتمر الإسلامي بإصدار قرار حاسم لمقاطعة الكيان الصهيوني بكل السبل، بالإضافة إلى فضح الانتهاكات الإسرائيلية للمقدَّسات الإسلامية أمام وسائل الإعلام الغربية.
من جهته، وصف الدكتور علي عبد الرحمن الهاشمي المستشار الديني لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، الخطوة الإسرائيلية بشأن المسجد الإبراهيمي بـ"بأنها قرار خطير يصادر حق المسلمين في المسجد كتراث ومكان عبادة في ذات الوقت ".
وحذَّر الهاشمي من أن "أطماع اليهود وعدوانهم على العالم الإسلامي والمقدسات الإسلامية لا حدود لها، وهو ما يستلزم توعية العالم أجمع بهذه المخططات".
وشدد على أن الإسلام يرفض أي عنف موجه ضد المقدسات، مشيرًا إلى أن العدوان عليها "هو عدوان على الإسلام، وعلى مبدأ حرية العقيدة التي ينادي بها العالم".
ومتفقًا مع الهاشمي، طالب الدكتور صلاح سلطان مستشار مجلس الشئون الإسلامية البحريني بموقف صارم ضد التهويد بأرض فلسطين والمسجد الأقصى، "وإلا فستضيع مقدسات الأمة الإسلامية في فلسطين".
من جهته رأى الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين أن وحدة الشعب الفلسطيني "هي السبيل الأول لحماية مقدساتنا الإسلامية في فلسطين، وبدونها ستتمادى إسرائيل في انتهاك كل ما هو إسلامي وعربي".
وعقب صدور القرار الإسرائيلي، استهجنت حركة فتح قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرته خطوةً تصعيدية تهدِّد الاستقرار، وتدفع بالمنطقة إلى مزيد من العنف، بينما اعتبرته كتلة التغيير والإصلاح الممثلة لحركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني بمثابة "جريمة جديدة في قاموس الاحتلال الصهيوني، ويأتي ضمن استراتيجية انتهجها الاحتلال".