ظاهرة ضعف الإيمان وأسبابها


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

أما بعد..

فنحمد الله -سبحانه وتعالى- أن أعادنا وإياكم إلى هذه المجالس التي نسأله سبحانه أن يجعلها من مجالس الذكر، وأن يجعلنا وإياكم من المقبولين عنده، ومن الذين تحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله فيمن عنده، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا في أحوالنا كلها من المستقيمين على شرعه، المتمسكين بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وموضوعنا هنا يتعلق بالقلوب.

وموضوع القلوب موضوع حساس وهام، والقلب يتقلب بشدة؛ كما وصفه عليه الصلاة والسلام: (كالقدر إذا استجمعت غلياناً) بل هو أشد من القدر إذا اشتد غليانها، وهو يتقلب -أيضاً- كما يصفه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الآخر ( كالريشة في الأرض الخلاء تقلبها الرياح ظهراً لبطنٍ، وبطناً لظهرٍ ).

هذا القلب يحتاج إلى نوع خاص من التربية، وهي التربية الإيمانية، فالجسد يحتاج إلى ما يغذيه، وكذلك القلب يحتاج إلى ما يغذيه، الجسد حتى يكون سليماً يجب أن تمنع عنه الأشياء الضارة؛ مثل: السموم والآلات الحادة وغيرها، كذلك القلب يجب أن تمنع عنه الأشياء الضارة. الجسم أحياناً يحتاج إلى نوع من الحمية حتى من الأشياء المباحة لكي يسلم، وكذلك القلب يحتاج إلى حمية، والتربية الإيمانية أهم نوع من أنواع التربية، ويمكن أن نعرف التربية الإيمانية: بأنها تنقية القلب والارتقاء به حتى يكون سليماً، قال تعالى: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:89] وأن توصل هذه التربية الإنسان إلى مرحلة الإحسان، وهي التي وصفها عليه الصلاة والسلام بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه) ومجال هذه التربية في القلب.

والأشياء الموجودة في القلب من الإيمان: قول القلب وعمله؛ قول القلب التصديق واليقين الجازم الذي لا شك معه، وعمل القلب في أشياء كثيرة، منها: الرجاء والخوف والخشوع والحياء والمحبة.. إلى آخره.

واعظ الإيمان في قلب المسلم

الإيمانيات هي أكبر الطاقات في نفس المسلم، فالطاقة الإيمانية هي المحرك لجميع الأعمال، ويمكن أن نقول أيضاً: إن الهدف من التربية الإيمانية هو إحياء واعظ الله في قلب المسلم.

كل واحدٍ فينا فيه واعظ من الله عز وجل، والدليل على ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبوابٌ مفتحةً، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ) أي: مثل الستائر (وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس! ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تتعودوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب -يعني: المحرمات- قال الداعي من فوق الصراط: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه) لو كشفت الستار؛ ستلج. فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط الذي يقول: (ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه) واعظ الله في قلب كل مسلم.

أي مسلم يريد أن يقدم على معصية وكان من الذين في قلوبهم خوفٌ من الله، لا بد أن يكون هناك شيء في قلبه وضميره يعظه ويقول له: لا تفعل حتى لو وقع في المعصية؛ لأن النفس الأمارة بالسوء غلبت واعظ الله في قلبه، وإلا فواعظ الله موجود.

فالتربية الإيمانية تهدف إلى تقوية واعظ الله؛ حتى يتغلب واعظ الله على النفس الأمارة بالسوء.

انتشار ظاهرة ضعف الإيمان

ومن الظواهر الخطيرة أيها الإخوة: أن نجد نفراً كثيراً من المسلمين اليوم، وحتى من الذين يعملون للإسلام؛ من يتأمل في أحوالهم، ويخالط أشخاصهم، ويحدق في وجوههم؛ يرى ظاهرةً خطيرةً وهي هُزال الإيمان في القلوب، وذبول الناحية العبادية، وضعف الصلة بالله التي أكد عليها القرآن والسنة، وهذه الظاهرة الخطيرة لا بد أن تعالج.

نحن الآن لا نتكلم عن البعداء عن الإسلام بالكلية والخارجين عن ملة الإسلام، لا. إنما نتكلم عن أناس فيهم خير، لكن اعتراهم ضعفٌ في إيمانهم، وهذا الضعف في الإيمان قد يكون من البداية، مثل: إنسان كانت بداية دخوله في الدين -أصلاً- فيها أخطاء، وبدايته غير صحيحة تماماً، ولذلك إيمانه بقي ضعيفاً مع سيره في طريق الإسلام، لأن البداية فيها أخطاء.

هناك أناس دخلوا في الدين بحماس، والتزموا بشرع الله عز وجل.. أقبلوا على الله، لكن مع طول الوقت واستمرار الزمن حصل عندهم ضعف في الإيمان، إلى هؤلاء سنتكلم ونوجه هذا الحديث.

الحقيقة -أيها الإخوة- أن الكلام في قضايا الإيمانيات يحتاج إلى أشخاص متخصصين، يتميزون بالشفافية، وقوة الصلة بالله عز وجل، والمداومة على العبادة؛ لأن الحديث الذي يخرج من قلوب هؤلاء يدخل في القلوب، وأحياناً الواحد قد يتعب في موضوع مثل هذا ويحضر نقاطه، ولكن لا يدخل في قلوب السامعين دخولاً قوياً، بينما تجد إنساناً مجتهداً في العبادة، متصلاً بالله عز وجل صلة قوية، يتكلم كلمات بسيطة في مثل هذه القضايا، فيبدع إبداعاً كبيراً ويدخل كلامه في النفوس.

وأحياناً تجد الواحد قد ينتقي موضوعاً من هذه الموضوعات في حالة يكون فيها في وضع إيماني طيب، فإذا جاء يتكلم حصل لإيمانه نوع من الانخفاض، فلا يتأثر السامعون كثيراً بكلامه.

وعلى أية حال أقول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه عندما خطب في المسلمين، قال: [إني وليت عليكم ولست بخيركم] وهو خيرهم، ولكنه قال هذا تواضعاً.

والواعظ الذي يتكلم في موضوعات إيمانية لا يشترط أن يكون هو أحسن الموجودين؛ لأني أجزم -الآن- أن منكم من يستطيع أن يؤثر في السامعين أكثر مني، ولكني أستعين بالله عز وجل ما دمنا قد انتقينا الموضوع وتورطنا فيه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب النفع.

أهمية التربية الإيمانية

أيها الإخوة! التربية الإيمانية مهمة للآتي:

1- أنها كفيلة بتصحيح النيات، وترسيخ الإخلاص، وإيجاد الضمانات لعدم حصول الانحرافات والأمراض القلبية، مثل: الرياء، وحب الرئاسة، وغيرها.

2- التربية الإيمانية مهمة للفرد المسلم حتى تحميه من هذه الانحرافات والأمراض.

3- وهي كذلك مهمة حتى يذوق المسلم حلاوة الإيمان؛ وحتى لا يكون هذا الإيمان بارداً جافاً ليس فيه حرارة في قلبه وضميره، وحتى يعمر الإيمان قلب المسلم بحيث يصبح هذا الإيمان في القلب مصدر الدفع، والمحرك الدائم لكل الأعمال الصالحة.

4- وكذلك التربية الإيمانية مهمة لإيجاد إيجاد الأوساط الإيمانية التي من خلالها يتربى الناس ويتحولون إلى لبنات صالحة في بناء المجتمع المسلم الكبير.

5- كذلك التربية الإيمانية مهمة لضمان نجاح العمل الإسلامي الذي يختلف عن بقية الأعمال، ويتميز عنها أكثر ما يتميز بهذه النقطة وهي الأشياء الإيمانية، لأن أي عمل تجاري يكون فيه دقة وقوة وحركة دائبة، وفيه تنسيق وتخطيط، وكفاءة عالية، كذلك العمل الإسلامي ينبغي أن يكون كذلك، لكن ليست هذه الأشياء هي التي تفرق بين العمل الإسلامي وغيره بقدر ما تفرق القضايا الإيمانية بين العمل الإسلامي وغيره، وبدون الأشياء الإيمانية تتحول الدعوة إلى الله إلى شبه أعمال روتينية مثل القضايا التجارية فيها تخطيط وتنسيق وكفاءة عالية، فالذي يميز هذه عن هذه قضية الأعمال الإيمانية أعمال القلب وأمور الإيمان.

6- وأخيراً فإن التربية الإيمانية مهمة؛ لأنها جالبةٌ لتوفيق الله الموصل إلى النصر، وإلا فإن الإخفاق والإحباط مصير كل عمل لا يلتزم بهذه الإيمانيات.

الإيمانيات هي أكبر الطاقات في نفس المسلم، فالطاقة الإيمانية هي المحرك لجميع الأعمال، ويمكن أن نقول أيضاً: إن الهدف من التربية الإيمانية هو إحياء واعظ الله في قلب المسلم.

كل واحدٍ فينا فيه واعظ من الله عز وجل، والدليل على ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبوابٌ مفتحةً، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ) أي: مثل الستائر (وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس! ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تتعودوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب -يعني: المحرمات- قال الداعي من فوق الصراط: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه) لو كشفت الستار؛ ستلج. فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق الصراط الذي يقول: (ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه) واعظ الله في قلب كل مسلم.

أي مسلم يريد أن يقدم على معصية وكان من الذين في قلوبهم خوفٌ من الله، لا بد أن يكون هناك شيء في قلبه وضميره يعظه ويقول له: لا تفعل حتى لو وقع في المعصية؛ لأن النفس الأمارة بالسوء غلبت واعظ الله في قلبه، وإلا فواعظ الله موجود.

فالتربية الإيمانية تهدف إلى تقوية واعظ الله؛ حتى يتغلب واعظ الله على النفس الأمارة بالسوء.

ومن الظواهر الخطيرة أيها الإخوة: أن نجد نفراً كثيراً من المسلمين اليوم، وحتى من الذين يعملون للإسلام؛ من يتأمل في أحوالهم، ويخالط أشخاصهم، ويحدق في وجوههم؛ يرى ظاهرةً خطيرةً وهي هُزال الإيمان في القلوب، وذبول الناحية العبادية، وضعف الصلة بالله التي أكد عليها القرآن والسنة، وهذه الظاهرة الخطيرة لا بد أن تعالج.

نحن الآن لا نتكلم عن البعداء عن الإسلام بالكلية والخارجين عن ملة الإسلام، لا. إنما نتكلم عن أناس فيهم خير، لكن اعتراهم ضعفٌ في إيمانهم، وهذا الضعف في الإيمان قد يكون من البداية، مثل: إنسان كانت بداية دخوله في الدين -أصلاً- فيها أخطاء، وبدايته غير صحيحة تماماً، ولذلك إيمانه بقي ضعيفاً مع سيره في طريق الإسلام، لأن البداية فيها أخطاء.

هناك أناس دخلوا في الدين بحماس، والتزموا بشرع الله عز وجل.. أقبلوا على الله، لكن مع طول الوقت واستمرار الزمن حصل عندهم ضعف في الإيمان، إلى هؤلاء سنتكلم ونوجه هذا الحديث.

الحقيقة -أيها الإخوة- أن الكلام في قضايا الإيمانيات يحتاج إلى أشخاص متخصصين، يتميزون بالشفافية، وقوة الصلة بالله عز وجل، والمداومة على العبادة؛ لأن الحديث الذي يخرج من قلوب هؤلاء يدخل في القلوب، وأحياناً الواحد قد يتعب في موضوع مثل هذا ويحضر نقاطه، ولكن لا يدخل في قلوب السامعين دخولاً قوياً، بينما تجد إنساناً مجتهداً في العبادة، متصلاً بالله عز وجل صلة قوية، يتكلم كلمات بسيطة في مثل هذه القضايا، فيبدع إبداعاً كبيراً ويدخل كلامه في النفوس.

وأحياناً تجد الواحد قد ينتقي موضوعاً من هذه الموضوعات في حالة يكون فيها في وضع إيماني طيب، فإذا جاء يتكلم حصل لإيمانه نوع من الانخفاض، فلا يتأثر السامعون كثيراً بكلامه.

وعلى أية حال أقول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه عندما خطب في المسلمين، قال: [إني وليت عليكم ولست بخيركم] وهو خيرهم، ولكنه قال هذا تواضعاً.

والواعظ الذي يتكلم في موضوعات إيمانية لا يشترط أن يكون هو أحسن الموجودين؛ لأني أجزم -الآن- أن منكم من يستطيع أن يؤثر في السامعين أكثر مني، ولكني أستعين بالله عز وجل ما دمنا قد انتقينا الموضوع وتورطنا فيه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب النفع.

أيها الإخوة! التربية الإيمانية مهمة للآتي:

1- أنها كفيلة بتصحيح النيات، وترسيخ الإخلاص، وإيجاد الضمانات لعدم حصول الانحرافات والأمراض القلبية، مثل: الرياء، وحب الرئاسة، وغيرها.

2- التربية الإيمانية مهمة للفرد المسلم حتى تحميه من هذه الانحرافات والأمراض.

3- وهي كذلك مهمة حتى يذوق المسلم حلاوة الإيمان؛ وحتى لا يكون هذا الإيمان بارداً جافاً ليس فيه حرارة في قلبه وضميره، وحتى يعمر الإيمان قلب المسلم بحيث يصبح هذا الإيمان في القلب مصدر الدفع، والمحرك الدائم لكل الأعمال الصالحة.

4- وكذلك التربية الإيمانية مهمة لإيجاد إيجاد الأوساط الإيمانية التي من خلالها يتربى الناس ويتحولون إلى لبنات صالحة في بناء المجتمع المسلم الكبير.

5- كذلك التربية الإيمانية مهمة لضمان نجاح العمل الإسلامي الذي يختلف عن بقية الأعمال، ويتميز عنها أكثر ما يتميز بهذه النقطة وهي الأشياء الإيمانية، لأن أي عمل تجاري يكون فيه دقة وقوة وحركة دائبة، وفيه تنسيق وتخطيط، وكفاءة عالية، كذلك العمل الإسلامي ينبغي أن يكون كذلك، لكن ليست هذه الأشياء هي التي تفرق بين العمل الإسلامي وغيره بقدر ما تفرق القضايا الإيمانية بين العمل الإسلامي وغيره، وبدون الأشياء الإيمانية تتحول الدعوة إلى الله إلى شبه أعمال روتينية مثل القضايا التجارية فيها تخطيط وتنسيق وكفاءة عالية، فالذي يميز هذه عن هذه قضية الأعمال الإيمانية أعمال القلب وأمور الإيمان.

6- وأخيراً فإن التربية الإيمانية مهمة؛ لأنها جالبةٌ لتوفيق الله الموصل إلى النصر، وإلا فإن الإخفاق والإحباط مصير كل عمل لا يلتزم بهذه الإيمانيات.