الإمام ابن باز.... الفاجعة


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أشهد أن لا إله إلا الله هذه الحقيقة التي أشهد عليها سبحانه وتعالى أهل العلم فعظمهم ورفع قدرهم وقرنهم بنفسه وملائكته، فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18] أشهدهم على أجل مشهود وهو توحيده سبحانه وتعالى، وهذا يدل على فضلهم، ونفى المساواة بينهم وبين غيرهم، فقال: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9]، وأخبر أنه رفعهم درجات، فقال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]، وأخبر أنهم أهل الفهم عنه، فقال: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43]، وأخبر أنهم أهل خشيته، فقال: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28].. جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ [البينة:8].

لماذا كانوا أخشى الأمة لله؟

لكمال علمهم بربهم سبحانه وتعالى، وما أعد لأوليائه أو لأعدائه.. علمهم النافع دلهم على معرفة الرب، والمعرفة بما يحبه ويرضاه وبما يكرهه ويسخطه سبحانه وتعالى، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية وهم أهل العلم، أبصر الناس بالشر ومداخل الشر، قال عز وجل: قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ [النحل:27] هؤلاء العلماء الربانيون الذين فهموا أن العذاب يحيق بأهل العذاب.

وكذلك قال سبحانه وتعالى عنهم في قصة قارون : وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْر [القصص:80]، وكذلك فإنهم ينهون الناس عن الشر لمعرفتهم به: لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [المائدة:63].

العلماء هم ولاة الأمور

هؤلاء العلماء هم ولاة الأمر وولاة الأمر تابعون لهم.. ولاة الأمر هم العلماء والأمراء، والأمراء يتبعون العلماء؛ لأنهم ينفذون ما يقوله أهل العلم، فقوله سبحانه وتعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] يدخل فيه العلماء أولاً، ثم يدخل فيه المنفذون لكلامهم ثانياً.

هؤلاء العلماء طاعتهم طاعة لله عز وجل، فقد أمر سبحانه وتعالى بها، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] قال ابن عباس رضي الله عنه: [ يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني القرآن في دينهم ودنياهم ] وكذلك فإنه عز وجل قد أوجب الرجوع إليهم وسؤالهم عمّا أشكل، فقال: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] ( إن العلماء ورثة الأنبياء ).. (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب).. (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

إنهم المبلغون عن الأنبياء الذين ينقلون للناس أحاديث الأنبياء، فهم يعلمونها، ويحفظونها، ويعرفون صحتها، ويميزون أمرها، ويعلمون شرحها، وينقلونها للناس.

إنهم الطائفة التي أراد الله بهم الخير العظيم.. (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).

إن نجاة الناس والعالم والأمة منوطة بوجود العلماء، فإن يقبض العلماء يهلك الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).

كيفية قبض العلم

عباد الله: هذا موكب أهل العلم يسير، ويقبض الله سبحانه وتعالى من شاء منهم، ويذهب من العلم طائفة عظيمة بقبض عالم من العلماء، قال ابن عباس [ أتدرون ما ذهاب العلم؟ قالوا: لا. قال: ذهاب العلماء ].

الناس أحوج إلى العلماء منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب نحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثاً، والعلم يحتاج إليه في كل وقت؛ كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة".

هؤلاء العلماء يهتدى بهم في الظلمات، ويبينون الحق من الباطل عند الاشتباه، وهم زينة أهل الأرض كما أن النجوم زينة السماء، وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل؛ فيرجمون أهل الأهواء والضلالات بالآيات من الكتاب والسنة، ولأن تموت القبيلة بأسرها أيسر من أن يموت عالم واحد، هذا فضلهم قد جاءت به الآيات والأحاديث.

من هم العلماء

إنهم العارفون بشرع الله، المتفقهون في دينه، الذين يقولون: قال الله وقال رسوله، الذين يعلمون معاني الكتاب والسنة.

العلماء هم الذين يعملون بعلمهم.

العلماء هم الذين يخشون الله.

العلماء هم الذين لا يخافون في الله لومة لائم.

العلماء هم أهل السنة، وهم أهل الحديث، وهم أهل الفقه، هؤلاء هم العلماء المقصودون بهذه النصوص الشرعية.

هؤلاء العلماء هم ولاة الأمر وولاة الأمر تابعون لهم.. ولاة الأمر هم العلماء والأمراء، والأمراء يتبعون العلماء؛ لأنهم ينفذون ما يقوله أهل العلم، فقوله سبحانه وتعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] يدخل فيه العلماء أولاً، ثم يدخل فيه المنفذون لكلامهم ثانياً.

هؤلاء العلماء طاعتهم طاعة لله عز وجل، فقد أمر سبحانه وتعالى بها، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] قال ابن عباس رضي الله عنه: [ يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني القرآن في دينهم ودنياهم ] وكذلك فإنه عز وجل قد أوجب الرجوع إليهم وسؤالهم عمّا أشكل، فقال: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] ( إن العلماء ورثة الأنبياء ).. (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب).. (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

إنهم المبلغون عن الأنبياء الذين ينقلون للناس أحاديث الأنبياء، فهم يعلمونها، ويحفظونها، ويعرفون صحتها، ويميزون أمرها، ويعلمون شرحها، وينقلونها للناس.

إنهم الطائفة التي أراد الله بهم الخير العظيم.. (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).

إن نجاة الناس والعالم والأمة منوطة بوجود العلماء، فإن يقبض العلماء يهلك الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).

عباد الله: هذا موكب أهل العلم يسير، ويقبض الله سبحانه وتعالى من شاء منهم، ويذهب من العلم طائفة عظيمة بقبض عالم من العلماء، قال ابن عباس [ أتدرون ما ذهاب العلم؟ قالوا: لا. قال: ذهاب العلماء ].

الناس أحوج إلى العلماء منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب نحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثاً، والعلم يحتاج إليه في كل وقت؛ كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة".

هؤلاء العلماء يهتدى بهم في الظلمات، ويبينون الحق من الباطل عند الاشتباه، وهم زينة أهل الأرض كما أن النجوم زينة السماء، وهم رجوم للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل؛ فيرجمون أهل الأهواء والضلالات بالآيات من الكتاب والسنة، ولأن تموت القبيلة بأسرها أيسر من أن يموت عالم واحد، هذا فضلهم قد جاءت به الآيات والأحاديث.

إنهم العارفون بشرع الله، المتفقهون في دينه، الذين يقولون: قال الله وقال رسوله، الذين يعلمون معاني الكتاب والسنة.

العلماء هم الذين يعملون بعلمهم.

العلماء هم الذين يخشون الله.

العلماء هم الذين لا يخافون في الله لومة لائم.

العلماء هم أهل السنة، وهم أهل الحديث، وهم أهل الفقه، هؤلاء هم العلماء المقصودون بهذه النصوص الشرعية.


استمع المزيد من الشيخ محمد صالح المنجد - عنوان الحلقة اسٌتمع
الإمام علي بن المديني [2،1] 3110 استماع
الإمام حسن البصري (1) 3032 استماع
الإمام الحسن البصري [1، 2] 2843 استماع
الإمام حسن البصري (2) 2840 استماع
الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاَّم [1،2] 2420 استماع
الإمام الزهري 2204 استماع
الإمام عبد الرحمن بن مهدي [2،1] 1640 استماع
الإمام الوزير ابن هبيرة [1، 2] 1204 استماع