خطب ومحاضرات
لقاء الباب المفتوح [193]
الحلقة مفرغة
الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والتسعون بعد المائة من اللقاءات المعروفة باسم (لقاء الباب المفتوح) التي تتم كل يوم خميس، وهذا هو يوم الخميس السابع من شهر شعبان عام (1419هـ).
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تبقى من سورة الرحمن.
تفسير قوله تعالى: (ومن دونهما جنتان)
تفسير قوله تعالى: (فيهما عينان نضاختان)
فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:66-67].
تفسير قوله تعالى: (فيهما فاكهة ونخل ورمان)
تفسير قوله تعالى: (فيهن خيرات حسان)
لأن هذا الجمع يعود على الجنان الأربع كلها، ففي الجنان الأربع (قاصرات الطرف) كما سبق، وفي الجنان الأربع (خيرات حسان) (فيهن) أي: في الجنان الأربع، (خيرات) خيرات في الأخلاق، أخلاق طيبة، (حسان) الوجوه والهيكل، فالأول حسنٌ باطن وهذا حسن ظاهر.
فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:70-71].
تفسير قوله تعالى: (حور مقصورات في الخيام)
تفسير قوله تعالى: (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:74-75].
تفسير قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان)
وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:76-77] ومعنى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) التقرير، أي: أن النعم واضحة، فبأي شيءٍ تكذبون؟
الجواب: لا نكذب بشيء، نعترف بآلاء الله -أي: بنعمه- ونقر بها، ونعترف أننا مقصرون، لم نشكر الله تعالى حق شكره، ولكننا نؤمن بأن عفو الله أوسع من ذنوبنا، وأن الله تبارك وتعالى عفوٌ كريم يحب توبة عبده، ويحب التوابين ويحب المتطهرين، حتى قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم) وذكر الرجل في فلاة أضل راحلته -ضيعها- وعليها طعامه وشرابه، فطلبها ولم يجدها وهو في فلاة من الأرض ليس حوله أحد، فأيس منها، فاضطجع في ظل شجرة ينتظر الموت -أي: يئس من الحياة- فإذا بخطام ناقته متعلق بالشجرة، فأخذه وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، ماذا يريد؟ يريد: أنت ربي وأنا عبدك، لكن من شدة الفرح أخطأ، فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، فالله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا الرجل بناقته، اللهم تب علينا يا رب العالمين.
تفسير قوله تعالى: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)
يرى الإنسان الصيد الزاحف أو الطائر فيرميه ولم يسم ماذا يكون هذا الصيد؟
يكون حراماً، ميتة، نجساً، مضراً على البدن.
الإنسان إذا أتى أهله -يعني: جامع زوجته- وقال: (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) كان هذا حمايةً لهذا الولد الذي ينشأ من هذا الجماع من الشيطان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً) الإنسان يسعى يميناً وشمالاً لحماية ولده، ويخسر الدراهم الكثيرة، وهنا هذا الدواء من الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو غالٍ أم رخيص؟ رخيص ومن حيث العمل سهل، هذا يحميه من الشيطان أبداً، (باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) كل هذا دليل على بركة اسم الله عز وجل، ولهذا قال: تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:78] أي: ذي العظمة والإكرام، هل الإكرام يعني: هو يُكَرم أم هو يُكِرم؟ كله، فهو يُكَرم ويحترم ويعظم عز وجل، وهو -أيضاً- يُكِرم، قال الله تعالى في أصحاب الجنة -اللهم اجعلنا منهم- : أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [المعارج:35] فهو ذو الجلال والإكرام، يكرم من يستحق الإكرام وهو يكرمه عز وجل عباده الصالحون، جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه.
وإلى هنا تنتهي قراءاتنا في التفسير وبه تنتهي سورة الرحمن.
قال الله تبارك وتعالى: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ [الرحمن:62] أي: من دون الجنتين السابقتين جنتان من نوعٍ آخر، وقد جاء ذلك مبيناً في السنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما) والآية صريحة في أن هاتين الجنتين دون الأوليان، وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُدْهَامَّتَانِ [الرحمن:62-64] أي: سودوان من كثرة الأشجار، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:65].
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
لقاء الباب المفتوح [63] | 3400 استماع |
لقاء الباب المفتوح [146] | 3358 استماع |
لقاء الباب المفتوح [85] | 3321 استماع |
لقاء الباب المفتوح [132] | 3300 استماع |
لقاء الباب المفتوح [8] | 3283 استماع |
لقاء الباب المفتوح [13] | 3262 استماع |
لقاء الباب المفتوح [127] | 3121 استماع |
لقاء الباب المفتوح [172] | 3096 استماع |
لقاء الباب المفتوح [150] | 3044 استماع |
لقاء الباب المفتوح [47] | 3039 استماع |