خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/157"> الشيخ سلمان العودة . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/157?sub=2"> خطب عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
الشريط الإسلامي ما له وما عليه
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، الذي دعا إلى خير منهج وأقوم سبيل, وجاهد في الله تعالى حتى جاءه اليقين من ربه, اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته.
أما بعـد...
أيها الأحبة.. في هذه الليلة المباركة، وهي ليلة اليوم الأول من الشهر السادس لعام ألف وأربعمائة وإحدى عشرة للهجرة, نبقى مع الدرس الرابع والثلاثين، وهو درس استثنائي كما علمتم، وعنوان هذا الدرس: (الشريط الإسلامي ما له وما عليه).
وسأتحدث عن هذا الموضوع الكبير المهم في عدة نقاط, أبدؤها بالكلام عن أسباب طرح هذا الموضوع، ثم أذكر ميزات الشريط، وأسباب انتشاره، ثم المعوقات, وننتقل بعد ذلك إلى السلبيات والمآخذ، وأنتهي إلى المقترحات، وأخيراً وقفة مع يوميات.
فأما فيما يتعلق بالنقطة الأولى وهي أسباب الحديث عن هذا الموضوع، فلعل الأسباب ظاهرة في ذهن كل امرئ منكم، فإن ثمة أسباباً كثيرة تدعو إلى طرح هذا الموضوع, منها:
أولاً: الهجوم على الشريط الإسلامي, فإننا منذ زمن ليس بالبعيد بدأنا نسمع هجوماً ضارياً على الأشرطة الإسلامية وعلى ما يسمى بالكاسيت وتجارة الكاسيت, عبر أجهزة كثيرة، منها: الصحافة التي سخرت أقلام عدد من كتابها لطرق مثل هذه الموضوعات والحديث عنها بطريقة أو بأخرى.
ثانياً: انتشار الشريط والحاجة إلى ترشيده؛ فإن الأشرطة اليوم أصبحت هي أوسع وسائل الدعوة انتشاراً، أوسع من الكتاب، وأوسع من المجلة، وأوسع من غيرها, ولا يكاد يوجد إنسان إلا ولديه مجموعة أشرطة قلَّت أو كثرت، ولا بد أنه استمع شريطاً ما، ثم مهما كان مستواه من حيث السن أو العلم أو العمل والوظيفة أو نوعية الثقافة, أو ما أشبه ذلك.
ثالثاً: أهمية التعاون بين العلماء والدعاة وبين القائمين على محلات التسجيلات، وكذلك بين الرواد الذين يقتنون هذه الأشرطة ويسمعونها، التعاون في اختيار الموضوعات المهمة مثلاً, والتعاون في توفير المادة التي يحتاج إليها في طرق الموضوع, والتعاون في تصحيح ما قد يحدث من أخطاء أو ملاحظات مما لابد للبشر أن يقع فيه.
أما ما يتعلق بميزات الشريط، فلا شك أن للشريط ميزات كبيرة، منها:
1- سهولة الاستفادة منه, فإن الإنسان يستطيع أن يستمع إلى الشريط وهو قائم، أو وهو قاعد أو نائم, أو ماشٍ في سيارته، وبكل وضع، وبكل حال؛ ولذلك فإن الاستفادة من الشريط أصبحت كبيرة.
2- سرعة الانتشار، يكفي أن تعلم أن أحد محلات التسجيل الإسلامية يوجد عنده من الأشرطة المتداولة أكثر من تسعة آلاف وخمسمائة شريط, يباع من هذه الأشرطة شهرياً ما يزيد عن ستين ألفَ شريطٍ, وهذه لا شك أرقام قد تكون خيالية بالنسبة لتصور بعض الناس, ويكفي أن تعلم أن هناك شريطاً واحداً، وهو شريط: هاذم اللذات، ولا بد أن أكثركم سمعوه, هذا الشريط بيع منه في محل واحد أكثر من ثلاثين ألف نسخة, وفي المملكة كلها ربما بيع من هذا الشريط ما يربو على مائتي ألف نسخة, ولعله ضرب رقماً قياسياً في سرعة الانتشار وكثرة الانتشار, مع أن المحلات -محلات التسجيلات الإسلامية- هي الأخرى أصبحت -ولله الحمد- في ازدياد وانتشار, ففي الرياض -مثلاً- يوجد ما بين ستين محلاً إلى سبعين محلاً للتسجيل, بل ربما تزيد على ذلك, وفي القصيم يبلغ عدد محلات التسجيلات ما يقارب الثلاثين, ولا تستغرب هذا الرقم أو تعتبر أنه كبير، فهو رقم متواضع, لكن بالقياس إلى الواقع يعتبر رقماً جيداً، وإلا فلو قارنته -مثلاً- بمحلات التسجيل الأخرى -تسجيلات الأغاني- لوجدت أن عدد محلات الأغاني حسب بعض المصادر يزيد على ثلاثة آلاف وخمسمائة محل, وهذا رقم لا شك كبير, ولكنها ولله الحمد آخذة في التناقص والانتهاء، وهي تتساقط كأوراق الخريف, وأغلق كثير منها بأسباب مختلفة، وبيع كثير منها، وحول عدد منها أيضاً إلى محلات لتسجيل المواد والأشرطة الإسلامية, وهذه أيضاً نعمة من نعم الله عز وجل.
وهذا يؤكد أن الشريط سريع الانتشار, وأنه قوي التأثير فعلاً.
3- تغطية كافة الطبقات من المجتمع، الرجل الكبير السن يجد ما يناسبه, والمرأة تجد ما يناسبها, بل الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يستطيع أن يستمع إلى الشريط وينتفع به, وإنني أتذكر أنني أحياناً أدخل على نساء مسنات، وربما تكون الواحدة منهن في آخر عمرها، وعلى كبر سنها تجد أن عندها أشرطة لبعض العلماء والمشايخ وأشرطة القرآن والحديث والوعظ وما أشبه ذلك, فهي تستفيد منها وتنتفع بها, فهو يخاطب كافة الطبقات, فقد تجد أن هناك أشرطة تخاطب الطفل، ويمكن أن تستفيد الأسر من هذا النوع من الأشرطة وتقتنيها، وتجعل أطفالها يتربون على مواد مفيدة ونافعة.
4- قوة التأثير, وذلك سواء بالصوت والعبارة أو الأسلوب أو غير ذلك, فإن الذي يستمع للشريط كأنه يستمع إلى شخص يتحدث, يستمع إلى العبارات، يستمع إلى مخارج الحروف, يستمع إلى العاطفة, يستمع إلى الأسلوب، يستمع إلى التأثير، وكأنه يستمع إلى خفقات قلب المتحدث, فيتأثر وينفعل معه, ويحزن لحزنه، وقد يبكي, لكن الذي يقرأ كتاباً أصم ربما لا يشعر بمدى تأثر المؤلف بما يقول ويكتب, وهذه ميزة خاصة للشريط, ولذلك يقول بعضهم: الشريط إذا فرغته تحول إلى مادة أخرى غير مؤثرة, لكن إذا استمعت إليه كما هو وبإلقاء محدثه يكون له من التأثير الشيء الكبير.
5- التنوع, فنحن لدينا الآن -مثلاً- في محلات التسجيل دروس مختلفة, وهذه الدروس منها دروس في العقيدة، وهي كثيرة، سواء في كتب معينة كـالعقيدة الواسطية أو الطحاوية أو غيرها, ودروس فقهية، ودروس حديثية، ودروس في التفسير، وكذلك اللغة والنحو، ودروس في الأصول, وهذه أشياء كثيرة، وربما كان في فهارس التسجيلات التي صدرت -وهي كثيرة- ما يعطي قائمة ببعض هذه, فضلاً عن المحاضرات، فضلاً عن الندوات والأمسيات الشعرية والقصائد والكتب والإصدارات والمناقشات, وقبل ذلك كله الأشرطة المتعلقة بتسجيل القرآن الكريم, سواء لقراء معروفين أو التسجيل من صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان المبارك لأئمة الحرم وأئمة مشهورين, من هذا البلد ومن غيره من البلاد الأخرى, فهي تتميز بالتنوع وتغطية موضوعات شتى ومجالات مختلفة.
لانتشار الشريط أو عدم انتشاره أسباب منها:
أولاً: سمعة المتحدث؛ فإن كثيرا ًمن الناس يقتنون الشريط بالنظر إلى المتحدث أو الملقي, خاصة إذا كان من العلماء المشهورين، من أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أو فضيلة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني, أو فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين, أو أمثالهم من كبار العلماء أو الخطباء المشهورين الذين يتحدثون بقوة ووضوح وقدرة ويهتمون, فتجد أن كثيراً من الناس يقتنون أشرطة هؤلاء ويتابعونها أولاً بأول، خاصة إذا كانت تصدر على شكل سلسلة لشرح كتاب أو ما أشبه ذلك.
ثانياً: جودة المادة وارتباطها بحدث معين؛ فإن الناس إذا وجدوا مادة قد أجاد فيها من أعدها, واهتم بها وجمع المعلومات الكافية، فإنهم يقبلون عليها، وكذلك إذا كانت المادة متعلقة بحدث معين, وعلى سبيل المثال: الأحداث التي وقعت في الخليج وما تلاها من أحداث متسلسلة جَرَّت الناس إلى سماع ما يقوله المتحدثون والعلماء والخطباء, ومتابعة ذلك؛ فإن جودة المادة وارتباطها بحدث من الأحداث من أسباب انتشارها والإقبال عليها.
ثالثاً: طرافة الموضوع؛ فإن الإنسان حينما يجد إعلاناً في محل التسجيل عن موضوع ما, يجد في نفسه تطلعاً إلى سماع هذا الموضوع, ومعرفة ماذا قال المتحدث فيه، حتى ولو لم يكن يعرف المتحدث, ولا يدري هل أجاد أو لم يجد لكن الموضوع بحد ذاته جذاب, وهذا يدل على أهمية اختيار الموضوعات التي يتحدث عنها الناس.
رابعاً: الدعاية للشريط؛ فبعض التسجيلات -مثلاً- تتقن فن الدعاية لأشرطة معينة, وإبرازها للرواد، وجعلهم يفكرون ويقبلون عليها -وهذا لا شك سواء في محل التشكيل أو في غيره- يصنع إقبالاً على الشريط.
خامساً: الأسلوب الذي طرق به المتحدث موضوعه وطريقة الإلقاء, مثل الإكثار من القصص والشواهد والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأحداث التاريخية والأبيات الشعرية وما أشبه ذلك, فضلاً عن الحماس الذي يتميز به المتحدث.
المهم أن الأسلوب بشكل عام من أقوى الوسائل لإقبال الناس على الأشرطة, فإذا كان المتحدث يتميز بأسلوب قوي، فإن هذا من أسباب ودواعي الإقبال على ما يطرح.
سادساً وأخيراً: عناصر التشويق والإخراج, فإذا تمكن المتحدث أو تمكنت محلات التسجيل من إخراج الشريط إخراجاً جيداً, والاهتمام بعناصر التشويق في بداية الشريط ونهايته، فإنها تستطيع بذلك أن تكسب عدداً آخر من المستمعين إلى هذه المادة.
وهناك مقابل ذلك معوقات تحول دون انتشار الأشرطة، وهي كثيرة جداً من هذه المعوقات:
1- الأعداء الخارجيون الذين يحاولون أن يخيفوا الناس من الشريط, ويحملون الشريط ما لا يحتمل, حتى إنهم يصورون الشريط كأنه مادة متفجرة قابلة للانفجار، كما فعلوا في صورهم وكاريكاتيراتهم ودراساتهم, بل إنهم يعقدون الجلسات في أماكن عليا وفي مؤسسات إدارية وسياسية كبرى, ليتحدثوا عن الشريط، ويحاولون أن ينفخوا في هذا الأمر، ليثيروا مخاوف الآخرين من مثل هذه المادة, هذه من المعوقات التي يترتب عليها ما بعدها من التخوف من الشريط، وبالتالي الوقوف في وجهه أو الحيلولة دون انتشاره أو عدم الإذن به وترخيصه, أو ما أشبه ذلك من العقبات التي تحول دون انتشار الشريط.
2- بعض الصحافة والعلمانيين الذين يشنون حملات كبيرة على الشريط الإسلامي، كما سوف أشير إلى ذلك فيما بعد.
3- بعض الجهات والأطراف التي يتوقف على دورها وموقفها انتشار الشريط وتداوله بين أيدي الناس أو عدم انتشاره، وامتناع الناس من شرائه أو تداوله, إضافة إلى أنها تتحكم وتؤثر في فتح المحلات الجديدة وفي عدم ذلك, أو فتح فروع جديدة للمحلات أو تحويل المحلات التي تباع فيها أشرطة الأغاني إلى محلات إسلامية، فبقدر ما يكون التجاوب في هذه المجالات بقدر ما يكون انتشار الشريط أو عدم انتشاره.
أما إيجابيات الشريط فهي كثيرة جداً، ولا أعتقد أني بحاجة إلى أن أتحدث عن فوائد الشريط وإيجابياته؛ فإن هذا مما يعلمه الخاص والعام, ويكفي لنعرف إيجابيات الشريط أن ندرك هذا السعار العجيب الذي أصاب أعداء الدين والدعوة من انتشار الشريط الإسلامي؛ فإنهم ما أصابهم هذا الذي أصابهم إلا حين رأوا انتشار الشريط وفاعليته وتأثيره, ودخوله في كل بيت وكل عقل وكل سيارة، وتأثر الناس به بكافة طوائفهم وطبقاتهم ومستوياتهم العلمية ومستوياتهم في السن وفي الوظيفة وفي غير ذلك.
فالشريط كما أسلفت وسيلة من أقوى وأكثر وسائل الدعوة تأثيراً وانتشاراً ورواجاً، وكم من إنسان سلك هدايته بتوفيق الله عز وجل ثم بسبب الشريط الذي استمع إليه, فكان السبب في تغيير خط حياته ومساره من الضلال إلى الهدى, ومن الظلام إلى النور, ومن الغواية إلى الرشد, وهذه نعم كبيرة جداً.
أما الجانب الذي أود أن أقف عنده الآن، فهو بعض السلبيات التي قد تؤخذ على الشريط الإسلامي, ونحن بحمد الله تعالى -أقول عن نفسي وعن غيري من دعاة الإسلام- نرجو أن نكون ممن يتسع صدره للأخذ والعطاء والمناقشة والتصحيح، وهذا أمر طبيعي؛ لأن الإسلام عودنا ذلك, ولهذا لا حرج ولا عيب أن نلاحظ على أنفسنا وأن نعيب أنفسنا وإخواننا بأمور نرجو التخلص منها, ولكن الذي نعيبه على الجميع دائماً وأبداً هو حملات التشهير، وحملات النقد وحملات التجريح والظلم والتهجم الذي ليس له أساس من العقل ولا من العدل ولا من الحكمة ولا من الموضوعية, ومن أناس يدعون مثل ذلك.
المآخذ على المتحدثين
أولاً: الإلقاء كما هو معروف يعتريه شيء من التوسع في العبارة أو عجلة أو جهل, ولذلك تأتي أهمية المراجعة؛ فإن الذي يتكلم ليس كالذي يقرأ من ورقة، قد يحصل له سهو، أو غفلة أو عبارة لم يرد أن يقولها فقالها، أو توسع في الأسلوب, ففهمه الناس على غير وجهه, ولذلك فإن من المهم أن يكون هناك مراجعة مستمرة.
وإنه ليطيب لي أن أذكر في هذه المناسبة أنني بإذن الله تعالى سوف أجعل من ضمن الدروس العلمية العامة التي ألقيها في هذا المكان سلسلة من الدروس اسمها: المراجعات, وهذه الدروس سوف أخصصها -إن شاء الله- لبعض الملاحظات والأخطاء التي وقعت مني، سواء اكتشفتها بنفسي من خلال سماع الشريط أو راسلني بها بعض الإخوة جزاهم الله عني خيراً, وسأتحدث عنها في مناسبتها وأبين ما فيها, سواء كان خطأً علمياً أو خطأً في الأسلوب.
وأذكر في هذه المناسبة أن عدداً من الإخوة كتبوا إليّ فيما يتعلق بشريط: جلسة على الرصيف, ونبهت على ذلك، ولكن لا مانع من الإعادة للأهمية أنه عندما تحدثت عن المجاهرين بالمعاصي وعن الأغاني، وذكرت طبقة من المغنين لا كرامة لهم، وأشرت إلى مجاهرتهم بالمعصية, وتحدثت عن قضية الكفر، وأن مثل هؤلاء مخلدون في النار, ففهم بعض الإخوة خلاف ما أريد، وسواء كان الخطأ مني في العبارة وعدم ضبطها أو كان الخطأ مشتركاً مني ومن الإخوة أو منهم, المهم أنني أود أن أشير كما أشرت في المجلس السابق إلى أنني أعني أولئك الذين يستخفون بالمعاصي التي يفعلونها, ويستخفون بحدود الله عز وجل وحرماته, ولا شك أن الاستخفاف من المكفرات التي تدل على أن فاعل المعصية لا يؤمن بتحريمها, وكنت أقصد بالضبط نوعاً من المغنين, كتبوا أغاني ونطقوا بها وسجلوها على أشرطة يتداولها الشباب, وهذه الأغاني يفتخرون فيها بالجريمة, ويفخرون بها، ويعيبون من لا يفعلها, ويتباهون بأنهم غرروا بالفتيات والشباب، وفعلوا معهم الجرائم والموبقات, ويتمنون على الله عز وجل أن يكون الناس كلهم فجرةً ومرتكبي فواحش وما أشبه ذلك من الكلام البذيء الوقح الذي أعوذ بالله أن يقال في مثل هذا المكان، والذي يدل أن قائله لا يؤمن أبداً بقوله عز وجل: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] هذا هو مقصودي فقط، أما مجرد المجاهرة بالمعصية، فلا شك أنه لا يعتبر كفراً، فهذه من القضايا المعروفة.
ثانياً: الخطأ؛ فهو من طبيعة الإنسان، وبسبب سعة انتشار الشريط وكثافة التوزيع كما أشرت إلى بعض الأرقام في ذلك, فإن حجم الخطأ يكون أكبر, فإن الإنسان إذا أخطأ في مجلس من عشرة، فسوف يكون الأمر يسيراً, لكن إذا أخطأ في شريط قد يتداوله الألوف بل عشرات الألوف أحياناً, فمعنى ذلك أن حجم الخطأ يكبر، ويحتاج إلى تصحيح, ولذلك أقول: لا بد أن يكون الحل بأحد أمور:
الأول: إما أن يكون ما يلقيه الإنسان مكتوباً, بحيث يقرؤه من ورقة، خاصة إذا كان مهماً.
الثاني: وإما أن يضبط الحديث بعناصر، يتدرج بها واحداً بعد آخر.
الثالث: التدرب على التريث في الحديث وعدم الاستعجال، خاصة في المسائل العلمية والعقدية والقضايا الحساسة التي قد يترتب على الخطأ فيها آثار بعيدة.
الرابع: المراجعة، فإن كل عالم أو طالب علم لا مانع أن يصدر بين الحين والآخر شريطاً بعنوان: المراجعات, أو بعنوان آخر يكتب فيه النقاط التي ينبه عليها, كما يقع ذلك للعلماء في كل زمان وفي كل مكان.
ثالثاً: التكرار؛ فإن كل شيء الآن أصبح يسجل كما تلاحظون، حتى إن بعض العلماء إذا قام من بيته إلى المسجد أو من المسجد إلى بيته أو خرج إلى السوق, فإنه يكون معه طلبة يسجلون ما يقول وهو في الطريق, وأصبح كل شيء يسجل، وبناءً على ذلك أصبح هناك تكرار كبير في أشياء كثيرة؛ لأن الإنسان ليس لديه وقت للتحضير دائماً, وليس التسجيل مقصوراً على مجرد دروس ومحاضرات يعدها الإنسان, بل أصبح يسجل من الإنسان كل شيء, ولذلك أرى أن الحل يتلخص في إحدى النقطتين:
إما التجديد وإعطاء المستمعين حقهم, بحيث يتعب الإنسان فيما يقدم للناس, ويعد ويفرغ وقته لهذا الأمر, فإذا استمع إليه الناس, قالوا: إن هذا الإنسان يحترم مستمعيه فعلاً فقد قدم لهم شيئاً, فإذا لم يستطع ذلك لغلبة المشاغل وضيق الوقت، فلا بد من عدم التسجيل, وأن يكون التسجيل لأشياء مخصوصة فقط, والأمور الأخرى لا يأذن الإنسان بتسجيلها, اللهم إلا في نوعية خاصة من العلماء كمن ذكرت أسماءهم من قبل؛ فإن أمثال هؤلاء من العلماء ربما الفتوى مطلوب تسجيلها, مهما كان وقت الفتوى وزمانها ومكانها, لكن البقية يكفي أن يسجل لهم دروس أو محاضرات أعدها وتعب في إعدادها وفي تحضيرها ضماناً لعدم التكرار.
رابعاً: عدم الاهتمام -أحياناً- بالتأصيل, فإن المتحدث قد يتحدث في عموميات كثيرة جداً، ولا يهتم بوضع الأصول والضوابط والمنطلقات التي يستطيع الناس أن يضبطوها ويفهموها ويستفيدوا منها.
خامساً: عدم مراعاة واقع الناس أحياناً في اختيار الموضوع وعدم التفاعل مع الأحداث, فقد تجد أن الناس مشغولون في حديث أو حدث ما, والحديث في مجال آخر!
فعلى سبيل المثال لما وقعت أحداث الكويت -مثلاً- وأحداث الخليج بعدها, وهي أحداث حية ومتفاعلة في نفوس الناس كلهم، فقد تأتي إلى خطيب وهو يتحدث في موضع بعيد كل البعد عن هذه القضايا, فالناس يفكرون في أمر، وهو يتحدث في أمر آخر, وهذا لا شك ليس من الحكمة في شيء؛ فإن الحكمة أن يتحدث الناس عن الموضوع الذي يشغل بال المستمعين ليوجههم إلى الطريقة المناسبة والحل الشرعي لمثل هذه القضايا التي تهمهم.
سادساً: عدم التحضير للموضوع -أحياناً- من حيث المعلومات والإحصائيات والحقائق والنصوص وغيرها, وقد يكون الموضوع أمراً مهماً، لكن ليس فيه مادة علمية جيدة قد تعب صاحبها في إعدادها وتحضيرها.
سابعاً: ومن ذلك الأخطاء في اللغة العربية من جهة طبيعية؛ لأن المتحدث قد تسبق إليه كلمة عامية أو خطأ في اللغة العربية رفع المنصوب أو نصب المرفوع أو ما أشبه ذلك, فهذا أمر طبيعي، ولكن ينبغي أن يراعيها الإنسان بقدر المستطاع, أما ما يتعلق باللهجة العامية، فأرى أنه لا بأس أحياناً أن الإنسان لإزالة الملل والسأم عن الناس قد يأتي بمثل عامي أو كلمة عامية بسبب السرعة أو ما شابه ذلك, وهذا معروف عند السلف، فقد كانوا يستخدمون بعض ذلك، ولا حرج إن شاء الله.
معالجة هذه المآخذ
يتمثل في جهد فردي للإنسان، وهو أن يهتم بما يقدم ويضبط ويتعود، وكذلك في جهد علمي من المحلات التي تقوم ببيع الأشرطة الإسلامية, بإيجاد لجان محكمة متخصصة واستشارة العارفين في ذلك, أي: كيف نستطيع أن نضبط هذه السلبيات من المتحدثين؟
أولاً: المتحدث مطلوب منه أن يهتم بما يخصه، وأن يقدم للناس مادة جيدة بقدر المستطاع وبقدر الوقت.
ثانياً: بالنسبة لمحلات التسجيل يا حبذا أن يكون لها لجان متخصصة محكمة، تراعي وتراقب هذه المواد؛ بحيث أنها تعتني بها، وتحاول أن تصححها بقدر المستطاع أو تستبعد ما لا يصلح منها أو تراجع صاحب التسجيل أو تستشير العارفين بهذه الأمور.
سلبيات محلات التسجيلات
أولاً: تغيير الأسماء أحياناً؛ فإنك قد تجد المحاضر أو الشريط الواحد يحمل أكثر من اسم, أسماء متعددة؛ وذلك لأن الإخوة يضعون عناوين الأشرطة باجتهادهم هم, والمراجع قد يأتي يأخذ الشريط هذا ويظنه جديداً، فإذا استمعه يجد أنه قد اشتراه من قبل, لكن الاسم تغير, وهذه قضية أمانة ينبغي أن يراعى فيها الدقة؛ بحيث يوضع العنوان الذي اختاره المتحدث له.
ثانياً: عدم التركيز على الدروس العلمية؛ فإن العناية بالدروس العلمية وتقديمها للناس ومحاولة نشرها بين الشباب والدعاية لها مهمة؛ لأن الدروس العلمية لا شك هي الباقية بخلاف كثير من الأشياء الوقتية التي قد تنتهي وتزول.
ثالثاً: عدم المبادرة في طلب الحديث أو المشاركة في مناسبات معينة, فكثير من التسجيلات ربما يكون دورهم هو التسجيل فقط والنشر, لكن لا مانع -بحكم أنهم يحتكون بالناس ويدركون أن هناك موضوعات ينبغي أن يكون الحديث عنها, وتحتاج إلى طَرْق أن يقدمها للمتحدثين من المشايخ والعلماء على أن هذه الأشياء يكثر السؤال عنها, وأن كثيراً من الناس يأتي للمحل يقول: هل عندك أشرطة حول موضوع كذا؟ أو ما أشبه ذلك, وكذلك إصدار موضوعات من قبل أنفسهم، فهو أمر حسن.
رابعاً: عدم التعارف بين أصحاب التسجيلات، وهذا من السلبيات التي تؤخذ, فينبغي أن يكون بينهم تعارف وتنسيق في أمور كثيرة، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتعاون بما يخدم المصلحة العامة، فإن الذي أعلم من أصحاب هذه التسجيلات أن كلهم أو جلهم على الأقل ممن يحمل هم الدعوة إلى الله عز وجل؛ ولذلك فإنني أقول: إن الاهتمام بموضوع الشريط والعناية به وعقد الندوات أو حلقات للنقاش لمثل هذا الموضوع بين المختصين هو من أهم الأمور.
خامساً: عدم متابعة الجديد والإعلان عنه, فإنك قد تجد في بعض المحلات عدم معرفة بالجديد من الأشرطة.
سادساً: ارتفاع السعر أحياناً، كما يشكو من ذلك بعض الإخوة, وخاصة أن الناس اليوم يتساءلون ويراقبون ويراعون قضية السعر والمال, بسبب ظروفهم المادية بلا شك, فكل شيء يؤثر فيهم؛ ولذلك كلما أمكن أن يكون السعر منخفضاً كان هذا أكثر تأثيراً في انتشار المادة والانتفاع والإقبال عليها.
والاحتساب بالدعوة إلى الله عز وجل يجب أن يكونه وارداً، أنا لا أقول: إن أصحاب التسجيلات أصحاب أهداف مادية كما يقول بعض الصحفيين، حاشاهم من ذلك! وإن كنا لا نقول: كلهم على قلب رجل واحد أيضاً, لكن أعرف من أصحاب التسجيلات من يبيع بسعر مخفض، وهذه محمدة, وأعرف من يوزع نسخاً مجانية كثيرة، وهذه أيضاً تشكر لهم, وأعرف من يقومون بمشاريع تعاونية خيرية، وأعرف من يقومون بنسخ مواد مفيدة على بعض الأشرطة السيئة بالمجان، في هذا البلد وفي الرياض وفي أماكن أخرى.
على كل حال هذه الأشياء من السلبيات يتحملها الإخوة؛ لأن المقصود منها التوجيه ولفت النظر لبعض هذه الأمور.
معالجة السلبيات في التسجيلات
أولاً: ضرورة نقل مناهج الدراسة إلى أشرطة, سواء مناهج قرآن كريم أو مناهج المواد الأخرى للطلاب في الابتدائي والمتوسطة وغيرها, بحيث تكون في متناول الطلاب بنين وبنات… وهذا مفيد.
ثانياً: وجود برامج متخصصة لطبقة معينة من المجتمع, مثل برامج للعوام، برامج للأطفال، برامج للمرأة، برامج للمثقفين، برامج للشباب... إلى غير ذلك, وهناك بداية جيدة، ولكن تحتاج إلى تخطيط وترتيب أكثر.
ثالثاً: اقتراح موضوعات يحتاجها الناس كما أشرت إلى ذلك، وينبغي أن يوجد هناك رابطة بين المتحدث وبين السامع، وذلك بالاقتراح والتجاوب.
رابعاً: تطوير الناحية الفنية في الشريط والإعداد، وهذه ناحية مهمة, فمن المزعج أن يسمع الإنسان شريطاً مشوشاً أو مرتبكاً أو فيه معانٍ متداخلة وأصوات غريبة وما أشبه ذلك, فلذلك لا بد من العناية بها من الناحية الفنية وجودة الإخراج، وبعض المحلات خطت خطوات في هذا المجال.
خامساً: من المقترحات تخفيض السعر بقدر الإمكان, فالناس كما ذكرت في ظروفهم الاقتصادية يهتمون بالسعر.
سادساً: تغطية المناطق بالمندوبين الذي يتابعون ما يجد.
سابعاً: العناية بنوعية الشريط؛ فإن بعض محلات التسجيل قد تسجل على أشرطة غير جيدة, سريعة التآكل والانتهاء، فلا يستفيد منها الناس، ولا يستطيعون الاحتفاظ بها.
بالنسبة للمتحدثين الذين يلقون دروساً ومحاضرات هناك بعض السلبيات منها:
أولاً: الإلقاء كما هو معروف يعتريه شيء من التوسع في العبارة أو عجلة أو جهل, ولذلك تأتي أهمية المراجعة؛ فإن الذي يتكلم ليس كالذي يقرأ من ورقة، قد يحصل له سهو، أو غفلة أو عبارة لم يرد أن يقولها فقالها، أو توسع في الأسلوب, ففهمه الناس على غير وجهه, ولذلك فإن من المهم أن يكون هناك مراجعة مستمرة.
وإنه ليطيب لي أن أذكر في هذه المناسبة أنني بإذن الله تعالى سوف أجعل من ضمن الدروس العلمية العامة التي ألقيها في هذا المكان سلسلة من الدروس اسمها: المراجعات, وهذه الدروس سوف أخصصها -إن شاء الله- لبعض الملاحظات والأخطاء التي وقعت مني، سواء اكتشفتها بنفسي من خلال سماع الشريط أو راسلني بها بعض الإخوة جزاهم الله عني خيراً, وسأتحدث عنها في مناسبتها وأبين ما فيها, سواء كان خطأً علمياً أو خطأً في الأسلوب.
وأذكر في هذه المناسبة أن عدداً من الإخوة كتبوا إليّ فيما يتعلق بشريط: جلسة على الرصيف, ونبهت على ذلك، ولكن لا مانع من الإعادة للأهمية أنه عندما تحدثت عن المجاهرين بالمعاصي وعن الأغاني، وذكرت طبقة من المغنين لا كرامة لهم، وأشرت إلى مجاهرتهم بالمعصية, وتحدثت عن قضية الكفر، وأن مثل هؤلاء مخلدون في النار, ففهم بعض الإخوة خلاف ما أريد، وسواء كان الخطأ مني في العبارة وعدم ضبطها أو كان الخطأ مشتركاً مني ومن الإخوة أو منهم, المهم أنني أود أن أشير كما أشرت في المجلس السابق إلى أنني أعني أولئك الذين يستخفون بالمعاصي التي يفعلونها, ويستخفون بحدود الله عز وجل وحرماته, ولا شك أن الاستخفاف من المكفرات التي تدل على أن فاعل المعصية لا يؤمن بتحريمها, وكنت أقصد بالضبط نوعاً من المغنين, كتبوا أغاني ونطقوا بها وسجلوها على أشرطة يتداولها الشباب, وهذه الأغاني يفتخرون فيها بالجريمة, ويفخرون بها، ويعيبون من لا يفعلها, ويتباهون بأنهم غرروا بالفتيات والشباب، وفعلوا معهم الجرائم والموبقات, ويتمنون على الله عز وجل أن يكون الناس كلهم فجرةً ومرتكبي فواحش وما أشبه ذلك من الكلام البذيء الوقح الذي أعوذ بالله أن يقال في مثل هذا المكان، والذي يدل أن قائله لا يؤمن أبداً بقوله عز وجل: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] هذا هو مقصودي فقط، أما مجرد المجاهرة بالمعصية، فلا شك أنه لا يعتبر كفراً، فهذه من القضايا المعروفة.
ثانياً: الخطأ؛ فهو من طبيعة الإنسان، وبسبب سعة انتشار الشريط وكثافة التوزيع كما أشرت إلى بعض الأرقام في ذلك, فإن حجم الخطأ يكون أكبر, فإن الإنسان إذا أخطأ في مجلس من عشرة، فسوف يكون الأمر يسيراً, لكن إذا أخطأ في شريط قد يتداوله الألوف بل عشرات الألوف أحياناً, فمعنى ذلك أن حجم الخطأ يكبر، ويحتاج إلى تصحيح, ولذلك أقول: لا بد أن يكون الحل بأحد أمور:
الأول: إما أن يكون ما يلقيه الإنسان مكتوباً, بحيث يقرؤه من ورقة، خاصة إذا كان مهماً.
الثاني: وإما أن يضبط الحديث بعناصر، يتدرج بها واحداً بعد آخر.
الثالث: التدرب على التريث في الحديث وعدم الاستعجال، خاصة في المسائل العلمية والعقدية والقضايا الحساسة التي قد يترتب على الخطأ فيها آثار بعيدة.
الرابع: المراجعة، فإن كل عالم أو طالب علم لا مانع أن يصدر بين الحين والآخر شريطاً بعنوان: المراجعات, أو بعنوان آخر يكتب فيه النقاط التي ينبه عليها, كما يقع ذلك للعلماء في كل زمان وفي كل مكان.
ثالثاً: التكرار؛ فإن كل شيء الآن أصبح يسجل كما تلاحظون، حتى إن بعض العلماء إذا قام من بيته إلى المسجد أو من المسجد إلى بيته أو خرج إلى السوق, فإنه يكون معه طلبة يسجلون ما يقول وهو في الطريق, وأصبح كل شيء يسجل، وبناءً على ذلك أصبح هناك تكرار كبير في أشياء كثيرة؛ لأن الإنسان ليس لديه وقت للتحضير دائماً, وليس التسجيل مقصوراً على مجرد دروس ومحاضرات يعدها الإنسان, بل أصبح يسجل من الإنسان كل شيء, ولذلك أرى أن الحل يتلخص في إحدى النقطتين:
إما التجديد وإعطاء المستمعين حقهم, بحيث يتعب الإنسان فيما يقدم للناس, ويعد ويفرغ وقته لهذا الأمر, فإذا استمع إليه الناس, قالوا: إن هذا الإنسان يحترم مستمعيه فعلاً فقد قدم لهم شيئاً, فإذا لم يستطع ذلك لغلبة المشاغل وضيق الوقت، فلا بد من عدم التسجيل, وأن يكون التسجيل لأشياء مخصوصة فقط, والأمور الأخرى لا يأذن الإنسان بتسجيلها, اللهم إلا في نوعية خاصة من العلماء كمن ذكرت أسماءهم من قبل؛ فإن أمثال هؤلاء من العلماء ربما الفتوى مطلوب تسجيلها, مهما كان وقت الفتوى وزمانها ومكانها, لكن البقية يكفي أن يسجل لهم دروس أو محاضرات أعدها وتعب في إعدادها وفي تحضيرها ضماناً لعدم التكرار.
رابعاً: عدم الاهتمام -أحياناً- بالتأصيل, فإن المتحدث قد يتحدث في عموميات كثيرة جداً، ولا يهتم بوضع الأصول والضوابط والمنطلقات التي يستطيع الناس أن يضبطوها ويفهموها ويستفيدوا منها.
خامساً: عدم مراعاة واقع الناس أحياناً في اختيار الموضوع وعدم التفاعل مع الأحداث, فقد تجد أن الناس مشغولون في حديث أو حدث ما, والحديث في مجال آخر!
فعلى سبيل المثال لما وقعت أحداث الكويت -مثلاً- وأحداث الخليج بعدها, وهي أحداث حية ومتفاعلة في نفوس الناس كلهم، فقد تأتي إلى خطيب وهو يتحدث في موضع بعيد كل البعد عن هذه القضايا, فالناس يفكرون في أمر، وهو يتحدث في أمر آخر, وهذا لا شك ليس من الحكمة في شيء؛ فإن الحكمة أن يتحدث الناس عن الموضوع الذي يشغل بال المستمعين ليوجههم إلى الطريقة المناسبة والحل الشرعي لمثل هذه القضايا التي تهمهم.
سادساً: عدم التحضير للموضوع -أحياناً- من حيث المعلومات والإحصائيات والحقائق والنصوص وغيرها, وقد يكون الموضوع أمراً مهماً، لكن ليس فيه مادة علمية جيدة قد تعب صاحبها في إعدادها وتحضيرها.
سابعاً: ومن ذلك الأخطاء في اللغة العربية من جهة طبيعية؛ لأن المتحدث قد تسبق إليه كلمة عامية أو خطأ في اللغة العربية رفع المنصوب أو نصب المرفوع أو ما أشبه ذلك, فهذا أمر طبيعي، ولكن ينبغي أن يراعيها الإنسان بقدر المستطاع, أما ما يتعلق باللهجة العامية، فأرى أنه لا بأس أحياناً أن الإنسان لإزالة الملل والسأم عن الناس قد يأتي بمثل عامي أو كلمة عامية بسبب السرعة أو ما شابه ذلك, وهذا معروف عند السلف، فقد كانوا يستخدمون بعض ذلك، ولا حرج إن شاء الله.
أما العلاج من هذه الأشياء فهو:
يتمثل في جهد فردي للإنسان، وهو أن يهتم بما يقدم ويضبط ويتعود، وكذلك في جهد علمي من المحلات التي تقوم ببيع الأشرطة الإسلامية, بإيجاد لجان محكمة متخصصة واستشارة العارفين في ذلك, أي: كيف نستطيع أن نضبط هذه السلبيات من المتحدثين؟
أولاً: المتحدث مطلوب منه أن يهتم بما يخصه، وأن يقدم للناس مادة جيدة بقدر المستطاع وبقدر الوقت.
ثانياً: بالنسبة لمحلات التسجيل يا حبذا أن يكون لها لجان متخصصة محكمة، تراعي وتراقب هذه المواد؛ بحيث أنها تعتني بها، وتحاول أن تصححها بقدر المستطاع أو تستبعد ما لا يصلح منها أو تراجع صاحب التسجيل أو تستشير العارفين بهذه الأمور.