الولاء والبراء


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:71].

أيها الإخوة الكرام: أيها الشباب المؤمن! لا يعرف تاريخ الدين الصحيح في هذه الدنيا إلا نوعاً واحداً فقط من الاجتماع, وهو الاجتماع على طاعة الله عز وجل, فمنذ أول نبي بعثه الله عز وجل إلى أهل هذه الأرض -وهو آدم عليه الصلاة والسلام, فقد كان نبياً مكلماً، مروراً بنوح عليه الصلاة والسلام، وانتهاءً بمحمد صلى الله عليهم جميعاً وسلم, كان الرابط الوحيد الذي يجمع أهل الإيمان هو الاجتماع على تقوى الله وطاعته.

وبهذا الرابط كانت تتحطم كل الروابط الأخرى, فرابطة الأرض والرقعة الجغرافية تذوب وتنتهي، فيجتمع الرجل من المشرق مع الرجل من المغرب على أمر هذا الدين, وأيضاً رابطة العرق والنسب تضمحل وتذوب، فيجتمع العربي مع الفارسي والرومي والحبشي في نسيج واحد متلاحم، وهم يرفعون راية واحدة, وتضمحل وتذوب جميع الفوارق: فوارق الجنس، واللون، والطبقة، وكل الفوارق التي عرفتها البشرية.

وفي مقابل ذلك تنتهي كل الأشياء التي تعارف الناس عليها إذا انتفت رابطة الدين, فمثلاً قد يحارب الأخ أخاه، وقد يحارب الأب ابنه, وقد يحارب القريب قريبه, وقد يتخلى الزوج عن زوجه، إذا انحلت هذه العقدة، وهذه الرابطة -رابطة الإيمان-.

الولاء والبراء عند الأنبياء

وتاريخ النبوات وأتباع الأنبياء حافل بالأمرين, فلو تأملت في القرآن الكريم تجد قصة نوح وابنه، قال تعالى: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود:45-46] وفي قراءة (إنه عَمِل غيرَ صالح) إذاً الجواب: إن ولدك الذي خرج من صلبك قطعاً ولا شك ولا ريب -فليس المقصود نفي أبوته له- إنه ليس من أهلك، لماذا؟

إنه عمل غير صالح, لأن عمله عمل غير صالح, فلما زالت رابطة الدين وانحلت ذهبت معها كل الروابط والعلاقات الأخرى.

وكذلك نوح عليه السلام مع زوجته، قال الله عز وجل: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10], بالرغم من أن نوحاً عليه السلام كان يقول: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [نوح:28] بل نستطيع أن نفهم من هذا النص، من دعاء نوح عليه السلام, أن والد نوح وأمه كانا مسلمين, ولو لم يكونا كذلك لعاتبه الله على الدعاء لهما بالمغفرة، كما عاتب إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كما سوف يأتي.

وإبراهيم عليه السلام كانت فيه أسوة حسنة للذين آمنوا، قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة:4] فتبرءوا من قومهم، مع أنهم في وطن واحد ومن أصل واحد، والنسب واحد، والرقعة الجغرافية واحدة، وقد يكون نظام الحكم الذي يظلهم في ذلك الوقت واحداً، ومع ذلك كما قال تعالى: إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة:4] وقالوها بلهجة واضحة ليس فيها غموض ولا لف ولا دوران: كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].

ليس في الإسلام وحدة وطنية

إذاً: مسألة المصلحة الوطنية، والوحدة الوطنية ليس لها وجود في الإسلام, والوحدة وحدة على الدين والعبادة فقط, ولهذا يقول إبراهيم ومن معه لقومهم: كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] والغريب في قوم يقرءون هذا القرآن، وأنـزلت عليهم هذه الآيات وهذه الحجج، ثم تجد أنهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

فنسمع ولا أقول من عامة الناس، فقد جرت العادة -دائماً أو غالباً- أن العامة قد تضيع كثير من المفاهيم عندهم، وقد تلتبس كثير من الأمور، خاصة إذا قلّ العلم والعلماء، وشغلوا بأمور جانبيه عن القضايا الأصلية التي ينبغي أن يقرروها.

لكن من المؤسف كل الأسف إذا فسد الملح، كما كان يقول عبد الله بن المبارك:

يا معشر القراء يا ملح البلد      ما يصلح الملح إذا الملح فسد

أي: الطعام يصلحه الملح، لكن إذا فسد الملح نفسه فماذا يصلح الملح؟!! لا شيء يصلحه.

فالمصيبة إذا كان بعض الدعاة -أحياناً- أو أقول بلهجة أصح: المنتسبين إلى الدعوة، قد يضيع عندهم هذا المفهوم، فتجد من بينهم من ينادي بما يسميه بالوحدة الوطنية، التي تجمع الشيوعي إلى جوار المسلم، إلى جوار القومي، إلى جوار النصراني، إلى جوار اليهودي، والراية التي تظللهم هي الوحدة الوطنية كما يقولون.

فيرددون: جمع ولمّ شمل الوطن الواحد. ودعك الآن من الحكام الذين يرفعون هذه الراية؛ لأن الحاكم الذي يرفع هذه الراية هو أصلاً يريد أن تستتب الأمور له، وتجتمع الأمة عليه, ولا يهم بعد ذلك إذا كان يحكم، يهودياً أو نصرانياً أو مسلماً أو غير ذلك! بل يهمه أن يدوم له السلطان، لكن الأمر المؤسف أن يقع الداعية في هذا الأمر, فنسمع من بعض المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية، مناداة بالوحدة الوطنية، على أنهم يسمعون صباح مساء قول الله عز وجل: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].

إن من أطرف وأعجب ما قرأت: أن أحد الكتاب يتحدث عن الوحدة الوطنية، ويحاول أن يلتمس لها مبرراً أو مسوغاً في الإسلام, فبماذا استدل؟!

استدل بقصة موسى وهارون: قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي [طه:93-94] وهذا موسى يخاطب هارون عليه السلام, قال هارون كما قال الله تعالى: قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [طه:94] فيقول: هذا دليل على مراعاة الوحدة الوطنية! ولا أدري كيف غاب عنه وعن وعيه أن يستدل بمعنى فهمه فهماً غير صحيح في كلام هارون, وينسى أن يستدل بكلام واضح صحيح، لا يختلف على معناه من كلام موسى عليه السلام.

المهم أن هذا موقف إبراهيم عليه السلام من قومه, بل إن والد إبراهيم آزر كان الموقف معه واضحاً: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الأنعام:74] والله تعالى عاتب إبراهيم على دعائه لوالده, فإبراهيم دعا لأبيه قال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41] فعاتبه الله عز وجل على هذا الدعاء، قال تعالى: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ [التوبة:114] وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة، وعليه قترة وغبرة تغشى وجهه, فيقول له: يا أبتي ألم آمرك فعصيتني؟

يقول: يا ولدي! اليوم لا أعصيك, فيأتي إبراهيم ربه عز وجل يشفع لوالده, ويقول: يارب! إنك وعدتني ألاَّ تخزيني -بناءً على أن الله تعالى أجاب دعاءه يوم قال: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:87-88]- وأي خزي أخزى من قذف أبي في النار, فيقول الله عز وجل له: يا إبراهيم! إني حرمت الجنة على الكافرين، ولكن انظر، فينظر إلى أعلى فينفخ الله عز وجل والده حيواناً قبيح الخلقة، سيء الشكل متلطخاً، فإذا نظر إليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد مسخ صورته قذره واستبشعه وطابت نفسه. فيؤخذ بقوائمه فيلقى في نار جنهم}.

قضية الدين والإيمان ليس فيها أوساط حلول

فقضية الإيمان لا يوجد فيها أوساط حلول وليس فيها مجاملات، وليس فيها التقاء في وسط الطريق، فليست المسألة مسألة سلعة بينك وبين شخص آخر, تسومها بمبلغ من المال، وهو يطلب مبلغاً آخر، ثم تتفقان على مبلغ وسط بينكما.

إن قضية الدين والإيمان ليس فيها أوساط حلول, إنما هي قضية واضحة لا تجوز المداهنة ولا المداراة أو المماراة فيها.

وحين تنتقل إلى سيد المرسلين وخاتمهم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تجد العجب العجاب، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم، بغض النظر عن مواقفه الشخصية -وهي كثيرة- في براءته من أقاربه إذ كانوا غير مؤمنين, كما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري قال: {إن آل بني فلان -يصف قوماً من أقربائه من قريش- ليسوا بأوليائي وإنما وليي الله وصالح المؤمنين} فيتبرأ عليه الصلاة والسلام من أقرب الناس إليه لأنهم غير مؤمنين, وفي مقابل ذلك كان صلى الله عليه وسلم يدني ويقرب من كان مؤمناً، مهما كان نسبه أو بلده أو لونه, فكان في خاصة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلال، وصهيب، وعمار وأشباههم وأمثالهم من المؤمنين الصادقين.

ولكن الأمر الذي ينبغي التوقف عنده هو قضية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تمكَّن من أمر لم يذكر عن كثير من الأنبياء، وهو أن الله مكّنه من إقامة دولة قوية تحكم بالإسلام في المدينة المنورة, وقوام هذه الدولة كان من المهاجرين والأنصار, فالمهاجرون من قريش من مكة، والأنصار من المدينة.

وكانوا يخشون أن تثور العداوات والحروب فيما بينهم, والأنصار أنفسهم -في المدينة- كانوا منقسمين على أنفسهم قبل الإسلام, ودارت معارك ضارية لعل من أشهرها يوم بعاث، وهو يوم تاريخي مشهور بين الأوس والخزرج، وقد سالت فيه الدماء، وتطايرت فيه الرءوس، ولمعت فيه السيوف, وكانت ذكرياته مرة، حتى إن اليهود كانوا إذا أرادوا أن يثيروا الأحقاد بين المسلمين، أمروا أن ينشد ببعض أناشيد وأشعار يوم بعاث، فيثور الأنصار -الأوس والخزرج- إلى سلاحهم من شدة الغليان والغضب.

الولاء عند العرب

والعربي بطبيعته عنده ولاء للنسب وللقبيلة, ولعلكم جميعاً تحفظون أبيات الشاعر المعروف الذي يقول:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى      فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغدِ
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى غوايتهم وأنني غير مهتدِوهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشدِ

فهل عرفتم من هو هذا الشاعر؟!

إنه دريد بن الصمة.

فكانت هذه هي فلسفة العربي أياً كانت, حيث كان يذوب في القبيلة وينصهر فيها, يدافع عن مصالحها، ويتبنى قضاياها حقاً كانت أم باطلاً!!

لا يسألون أخاهم حين يندبهم     في النائبات على ما قال برهاناً

فهذا الشاعر يمدح قبيلة؛ بأنهم إذا سمعوا واحداً من قبيلتهم يستغيث بهم، ويطلب منهم النجدة، لا يسألونه برهاناً على ما يقول, بل يهبون لسلاحهم وينصرونه بحق أو بباطل!

ومن أمثالهم في الجاهلية، كانوا يقولون: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً, وكانوا يطلقونه بالمعنى الجاهلي بمعنى: انصر أخاك على حق أو باطل.

فلما جاء الإسلام قال الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري من حديث أنس قال: {انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً, قال: يا رسول الله! هذا أنصره إذا كان مظلوماً، لكن إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: تحجزه وتمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره}.

فهذا العربي الذي كانت هذه فلسفته في الحياة، لما جاء الإسلام انصهروا كلهم في مجتمع المدينة المنورة حتى آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم, فجعل كل واحد من المهاجرين ينـزل عند واحد من الأنصار, حتى إنه ما نـزل رجل من المهاجرين على رجل من الأنصار إلا بقرعة, من شدة المشاحة فيما بينهم حيث كان عدد المهاجرين أقل فكل واحد من الأنصار يقول: هذا يكون عندي!

من صور الولاء الحقيقي في الإسلام

ولعل من أرقى وأعظم صور الولاء الحقيقي للإسلام وأهل الإسلام: القصة التي رواها البخاري، قصة سعد بن الربيع رضي الله عنه, وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فقال له سعد بن الربيع: [[خذ نصف مالي لك، وكان عنده زوجتين فقال: اختر إحدى زوجتي -أجملهما- وانظر إليها، فإذا أعجبتك أطلقها، فإذا اعتددت فتزوجها -إلى هذا الحد-! فقال له عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلوني على سوق المدينة]].

فكانوا رجالاً عمليين، وأصحاب قدرة في مجال التجارة, فدلُّوه على السوق, فبعد أيام تزوج رضي الله عنه من حر ماله.

فكان ذلك المجتمع نموذجاً للولاء الحقيقي لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

وما لي إلا آل أحمد شيعة      وما لي إلا مذهب الحق مذهبُ
بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عاراً عليّ وتحسبُ

وفي مقابل ذلك تجد الصورة الأخرى أيضاً موجودة في مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, فمثلاً لا أريد أن أستشهد بالقصة المشهورة: قصة أبي عبيدة عامر بن الجراح أنه قتل والده في معركة بدر, لأن هذه القصة ليست صحيحة, كما ذكر ذلك النووي وغيره من أهل العلم، أنه ليس لها إسناد يثبت, لكن لسنا بحاجة إلى قصة ليست صحيحة, فعندنا العشرات من القصص والأخبار المؤكدة التي كان المسلم يتبرأ فيها من أقرب الناس إليه, فزوجته -مثلاً- إذا أصرت على الكفر طلقها, وكان يغادر بلده ويترك أمه وأباه, مثلما فعل سعد بن أبي وقاص، ومصعب بن عمير وp=1000033>عمر بن الخطاب

، وأبو بكر وغيرهم، وما هم إلا مجرد نماذج تؤكد المعنى العام.

كم أبٍ حارب في الله ابنه      وأخ حارب في الله أخاه!!

قال بعضهم لأبيه: بعدما أسلم يا أبتي! والله إني كنت أراك في المعركة فأصد عنك، لا أريد أن أواجهك بشيء تكرهه, قال أبوه: أما أنا فوالله لو رأيتك لعلوتك بالسيف! ولا يمكن أن أعرض عنك أو أن أصد عنك.

إذاً: الولاء والبراء جانبان متلازمان, أو كما يقال: وجهان لعملة واحدة, وهما ظاهران في قضية التوحيد, فشهادة التوحيد -شهادة أن لا إله إلا الله- كما يقول العلماء: نفي وإثبات, ففيها الشق الأول نفي، والشق الثاني إثبات, فهي نفي للألوهية عن كل أحد، وإثباتها لله عز وجل, فهي نفي عن كل أحد غير الله.

وكذلك العقيدة ولاء وبراء، براءة من كل أحد إلا الذين يوافقون الإنسان على نفس الطريق، ويقفون معه على ذات الأرض التي يقف عليها، ويلتزمون بالعقيدة والمنهج الذي يلتزم به.

فلا بد من الأمرين معاً، ولا يتصور في الإسلام شخص يحمل مشاعر إسلامية، ويؤدي النسك والعبادات، ثم بعد ذلك يكون ولاؤه لغير المؤمنين! فهذا لا يتصور بحال من الأحوال، ولذلك يقول الله عز وجل كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري {من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب} أي أعلنته بأني محارب له.

وتاريخ النبوات وأتباع الأنبياء حافل بالأمرين, فلو تأملت في القرآن الكريم تجد قصة نوح وابنه، قال تعالى: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود:45-46] وفي قراءة (إنه عَمِل غيرَ صالح) إذاً الجواب: إن ولدك الذي خرج من صلبك قطعاً ولا شك ولا ريب -فليس المقصود نفي أبوته له- إنه ليس من أهلك، لماذا؟

إنه عمل غير صالح, لأن عمله عمل غير صالح, فلما زالت رابطة الدين وانحلت ذهبت معها كل الروابط والعلاقات الأخرى.

وكذلك نوح عليه السلام مع زوجته، قال الله عز وجل: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10], بالرغم من أن نوحاً عليه السلام كان يقول: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [نوح:28] بل نستطيع أن نفهم من هذا النص، من دعاء نوح عليه السلام, أن والد نوح وأمه كانا مسلمين, ولو لم يكونا كذلك لعاتبه الله على الدعاء لهما بالمغفرة، كما عاتب إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كما سوف يأتي.

وإبراهيم عليه السلام كانت فيه أسوة حسنة للذين آمنوا، قال تعالى: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة:4] فتبرءوا من قومهم، مع أنهم في وطن واحد ومن أصل واحد، والنسب واحد، والرقعة الجغرافية واحدة، وقد يكون نظام الحكم الذي يظلهم في ذلك الوقت واحداً، ومع ذلك كما قال تعالى: إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الممتحنة:4] وقالوها بلهجة واضحة ليس فيها غموض ولا لف ولا دوران: كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].

إذاً: مسألة المصلحة الوطنية، والوحدة الوطنية ليس لها وجود في الإسلام, والوحدة وحدة على الدين والعبادة فقط, ولهذا يقول إبراهيم ومن معه لقومهم: كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] والغريب في قوم يقرءون هذا القرآن، وأنـزلت عليهم هذه الآيات وهذه الحجج، ثم تجد أنهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

فنسمع ولا أقول من عامة الناس، فقد جرت العادة -دائماً أو غالباً- أن العامة قد تضيع كثير من المفاهيم عندهم، وقد تلتبس كثير من الأمور، خاصة إذا قلّ العلم والعلماء، وشغلوا بأمور جانبيه عن القضايا الأصلية التي ينبغي أن يقرروها.

لكن من المؤسف كل الأسف إذا فسد الملح، كما كان يقول عبد الله بن المبارك:

يا معشر القراء يا ملح البلد      ما يصلح الملح إذا الملح فسد

أي: الطعام يصلحه الملح، لكن إذا فسد الملح نفسه فماذا يصلح الملح؟!! لا شيء يصلحه.

فالمصيبة إذا كان بعض الدعاة -أحياناً- أو أقول بلهجة أصح: المنتسبين إلى الدعوة، قد يضيع عندهم هذا المفهوم، فتجد من بينهم من ينادي بما يسميه بالوحدة الوطنية، التي تجمع الشيوعي إلى جوار المسلم، إلى جوار القومي، إلى جوار النصراني، إلى جوار اليهودي، والراية التي تظللهم هي الوحدة الوطنية كما يقولون.

فيرددون: جمع ولمّ شمل الوطن الواحد. ودعك الآن من الحكام الذين يرفعون هذه الراية؛ لأن الحاكم الذي يرفع هذه الراية هو أصلاً يريد أن تستتب الأمور له، وتجتمع الأمة عليه, ولا يهم بعد ذلك إذا كان يحكم، يهودياً أو نصرانياً أو مسلماً أو غير ذلك! بل يهمه أن يدوم له السلطان، لكن الأمر المؤسف أن يقع الداعية في هذا الأمر, فنسمع من بعض المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية، مناداة بالوحدة الوطنية، على أنهم يسمعون صباح مساء قول الله عز وجل: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4].

إن من أطرف وأعجب ما قرأت: أن أحد الكتاب يتحدث عن الوحدة الوطنية، ويحاول أن يلتمس لها مبرراً أو مسوغاً في الإسلام, فبماذا استدل؟!

استدل بقصة موسى وهارون: قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي [طه:93-94] وهذا موسى يخاطب هارون عليه السلام, قال هارون كما قال الله تعالى: قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [طه:94] فيقول: هذا دليل على مراعاة الوحدة الوطنية! ولا أدري كيف غاب عنه وعن وعيه أن يستدل بمعنى فهمه فهماً غير صحيح في كلام هارون, وينسى أن يستدل بكلام واضح صحيح، لا يختلف على معناه من كلام موسى عليه السلام.

المهم أن هذا موقف إبراهيم عليه السلام من قومه, بل إن والد إبراهيم آزر كان الموقف معه واضحاً: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الأنعام:74] والله تعالى عاتب إبراهيم على دعائه لوالده, فإبراهيم دعا لأبيه قال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41] فعاتبه الله عز وجل على هذا الدعاء، قال تعالى: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ [التوبة:114] وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة، وعليه قترة وغبرة تغشى وجهه, فيقول له: يا أبتي ألم آمرك فعصيتني؟

يقول: يا ولدي! اليوم لا أعصيك, فيأتي إبراهيم ربه عز وجل يشفع لوالده, ويقول: يارب! إنك وعدتني ألاَّ تخزيني -بناءً على أن الله تعالى أجاب دعاءه يوم قال: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء:87-88]- وأي خزي أخزى من قذف أبي في النار, فيقول الله عز وجل له: يا إبراهيم! إني حرمت الجنة على الكافرين، ولكن انظر، فينظر إلى أعلى فينفخ الله عز وجل والده حيواناً قبيح الخلقة، سيء الشكل متلطخاً، فإذا نظر إليه إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد مسخ صورته قذره واستبشعه وطابت نفسه. فيؤخذ بقوائمه فيلقى في نار جنهم}.

فقضية الإيمان لا يوجد فيها أوساط حلول وليس فيها مجاملات، وليس فيها التقاء في وسط الطريق، فليست المسألة مسألة سلعة بينك وبين شخص آخر, تسومها بمبلغ من المال، وهو يطلب مبلغاً آخر، ثم تتفقان على مبلغ وسط بينكما.

إن قضية الدين والإيمان ليس فيها أوساط حلول, إنما هي قضية واضحة لا تجوز المداهنة ولا المداراة أو المماراة فيها.

وحين تنتقل إلى سيد المرسلين وخاتمهم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تجد العجب العجاب، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم، بغض النظر عن مواقفه الشخصية -وهي كثيرة- في براءته من أقاربه إذ كانوا غير مؤمنين, كما قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري قال: {إن آل بني فلان -يصف قوماً من أقربائه من قريش- ليسوا بأوليائي وإنما وليي الله وصالح المؤمنين} فيتبرأ عليه الصلاة والسلام من أقرب الناس إليه لأنهم غير مؤمنين, وفي مقابل ذلك كان صلى الله عليه وسلم يدني ويقرب من كان مؤمناً، مهما كان نسبه أو بلده أو لونه, فكان في خاصة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلال، وصهيب، وعمار وأشباههم وأمثالهم من المؤمنين الصادقين.

ولكن الأمر الذي ينبغي التوقف عنده هو قضية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تمكَّن من أمر لم يذكر عن كثير من الأنبياء، وهو أن الله مكّنه من إقامة دولة قوية تحكم بالإسلام في المدينة المنورة, وقوام هذه الدولة كان من المهاجرين والأنصار, فالمهاجرون من قريش من مكة، والأنصار من المدينة.

وكانوا يخشون أن تثور العداوات والحروب فيما بينهم, والأنصار أنفسهم -في المدينة- كانوا منقسمين على أنفسهم قبل الإسلام, ودارت معارك ضارية لعل من أشهرها يوم بعاث، وهو يوم تاريخي مشهور بين الأوس والخزرج، وقد سالت فيه الدماء، وتطايرت فيه الرءوس، ولمعت فيه السيوف, وكانت ذكرياته مرة، حتى إن اليهود كانوا إذا أرادوا أن يثيروا الأحقاد بين المسلمين، أمروا أن ينشد ببعض أناشيد وأشعار يوم بعاث، فيثور الأنصار -الأوس والخزرج- إلى سلاحهم من شدة الغليان والغضب.

والعربي بطبيعته عنده ولاء للنسب وللقبيلة, ولعلكم جميعاً تحفظون أبيات الشاعر المعروف الذي يقول:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى      فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغدِ
فلما عصوني كنت منهم وقد أرى غوايتهم وأنني غير مهتدِوهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشدِ

فهل عرفتم من هو هذا الشاعر؟!

إنه دريد بن الصمة.

فكانت هذه هي فلسفة العربي أياً كانت, حيث كان يذوب في القبيلة وينصهر فيها, يدافع عن مصالحها، ويتبنى قضاياها حقاً كانت أم باطلاً!!

لا يسألون أخاهم حين يندبهم     في النائبات على ما قال برهاناً

فهذا الشاعر يمدح قبيلة؛ بأنهم إذا سمعوا واحداً من قبيلتهم يستغيث بهم، ويطلب منهم النجدة، لا يسألونه برهاناً على ما يقول, بل يهبون لسلاحهم وينصرونه بحق أو بباطل!

ومن أمثالهم في الجاهلية، كانوا يقولون: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً, وكانوا يطلقونه بالمعنى الجاهلي بمعنى: انصر أخاك على حق أو باطل.

فلما جاء الإسلام قال الرسول صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري من حديث أنس قال: {انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً, قال: يا رسول الله! هذا أنصره إذا كان مظلوماً، لكن إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: تحجزه وتمنعه عن الظلم فإن ذلك نصره}.

فهذا العربي الذي كانت هذه فلسفته في الحياة، لما جاء الإسلام انصهروا كلهم في مجتمع المدينة المنورة حتى آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم, فجعل كل واحد من المهاجرين ينـزل عند واحد من الأنصار, حتى إنه ما نـزل رجل من المهاجرين على رجل من الأنصار إلا بقرعة, من شدة المشاحة فيما بينهم حيث كان عدد المهاجرين أقل فكل واحد من الأنصار يقول: هذا يكون عندي!




استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحاديث موضوعة متداولة 5003 استماع
حديث الهجرة 4962 استماع
تلك الرسل 4144 استماع
الصومال الجريح 4140 استماع
مصير المترفين 4075 استماع
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة 4042 استماع
وقفات مع سورة ق 3968 استماع
مقياس الربح والخسارة 3921 استماع
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية 3860 استماع
التخريج بواسطة المعجم المفهرس 3821 استماع