شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب سجود السهو وغيره - حديث 371-373


الحلقة مفرغة

باب ما جاء في الصلاة والسجود عند الشكر.

تخريج الحديث

ورواه أيضاً أحمد في مسنده، ورواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد.. وغيرهم، والحديث في إسناده من أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى، وهو بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وفيه كلام، قال فيه الترمذي كما سمعتم: مقارب الحديث، ووثقه ابن حبان، أيضاً وقال البزار ليس به بأس، في جماعة آخرين، وبالمقابل فقد ضعفه الأكثرون، حتى قال فيه الإمام ابن معين : ليس بشيء، وقال يعقوب بن سفيان صاحب التاريخ: ضعيف.

فالأكثرون على تضعيفه، فالحديث لذلك فيه ضعف .

وخلاصة الكلام فيه: جمعها الحافظ ابن حجر في التقريب، فقال في شأن بكار هذا: صدوق يهم، وهذه الدرجة الأغلب أن حديث صاحبها في قائمة الضعيف، ولكنه ضعيف منجبر، فإن قوله: يهم، يدل على أن وهمه ليس بالقليل، بخلاف ما إذا قال: صدوق له أوهام أو له أغلاط، فإن ذلك يدل على أن أغلاطه معدودة، ومن هو الذي لا تكون له أوهام وأغلاط، فقوله: (يهم)، الفعل المضارع كما هو معروف يدل على التجديد والتكرر والاستمرار منه، فلذلك كان الكثيرون على أن حديث صاحب هذه الدرجة في عيار الحديث الضعيف، إلا أن ضعفه ليس شديداً، ولهذا قال النووي في المجموع بعد أن ساق هذا الحديث: إسناده فيه ضعيف ولعله يعني بكار بن عبد العزيز.

وفي الحديث مسألة سجود الشكر ومشروعيته، وسنتحدث عنه في الأحاديث التي بعده إن شاء الله تعالى.

مقارب الحديث يعني: هم أحياناً كلمة (مقارب) يطلقونها على الحديث نفسه، وأحيانا يطلقونها على الراوي، وأكثر من يستخدمها البخاري رحمه الله، وينقلها الترمذي عنه أحياناً في جامعه، فكأن المعنى أنه يقرب من الحديث المقبول، ولكنه ليس من الأحاديث الصحيحة، فكأنه يشير إلى وجود ضعف ما في الراوي.

ورواه أيضاً أحمد في مسنده، ورواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح الإسناد.. وغيرهم، والحديث في إسناده من أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى، وهو بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة وفيه كلام، قال فيه الترمذي كما سمعتم: مقارب الحديث، ووثقه ابن حبان، أيضاً وقال البزار ليس به بأس، في جماعة آخرين، وبالمقابل فقد ضعفه الأكثرون، حتى قال فيه الإمام ابن معين : ليس بشيء، وقال يعقوب بن سفيان صاحب التاريخ: ضعيف.

فالأكثرون على تضعيفه، فالحديث لذلك فيه ضعف .

وخلاصة الكلام فيه: جمعها الحافظ ابن حجر في التقريب، فقال في شأن بكار هذا: صدوق يهم، وهذه الدرجة الأغلب أن حديث صاحبها في قائمة الضعيف، ولكنه ضعيف منجبر، فإن قوله: يهم، يدل على أن وهمه ليس بالقليل، بخلاف ما إذا قال: صدوق له أوهام أو له أغلاط، فإن ذلك يدل على أن أغلاطه معدودة، ومن هو الذي لا تكون له أوهام وأغلاط، فقوله: (يهم)، الفعل المضارع كما هو معروف يدل على التجديد والتكرر والاستمرار منه، فلذلك كان الكثيرون على أن حديث صاحب هذه الدرجة في عيار الحديث الضعيف، إلا أن ضعفه ليس شديداً، ولهذا قال النووي في المجموع بعد أن ساق هذا الحديث: إسناده فيه ضعيف ولعله يعني بكار بن عبد العزيز.

وفي الحديث مسألة سجود الشكر ومشروعيته، وسنتحدث عنه في الأحاديث التي بعده إن شاء الله تعالى.

مقارب الحديث يعني: هم أحياناً كلمة (مقارب) يطلقونها على الحديث نفسه، وأحيانا يطلقونها على الراوي، وأكثر من يستخدمها البخاري رحمه الله، وينقلها الترمذي عنه أحياناً في جامعه، فكأن المعنى أنه يقرب من الحديث المقبول، ولكنه ليس من الأحاديث الصحيحة، فكأنه يشير إلى وجود ضعف ما في الراوي.

الحديث الثاني: هو حديث: عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: ( سجد النبي صلى الله عليه وسلم فأطال السجود، ثم رفع رأسه، فقال: إن جبريل أتاني فبشرني فسجدت شكراً لله تعالى )، والحديث رواه أحمد، وصححه الحاكم.

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد في مسنده من طرق، ورواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح، ورواه البزار، وابن أبي عاصم في كتابه فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً رواه العقيلي في كتابه الضعفاء، كلهم رووه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

قال البيهقي رحمه الله تعالى: وفي الباب عن جابر وأنس وابن عمر وجرير وأبي جحيفة رضي الله عنهم، يعني: في سجود الشكر، وربما عنى في مسألة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذلك أن الحديث كما ساقه المصنف فيه طي وحذف، فإن فيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فأطال السجود، فلما رفع قيل: له في ذلك؟ -يعني: سجدت فأطلت السجود- فقال: إن جبريل أتاني فبشرني أو أخبرني أن من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشراً، فسجدت شكراً لله تعالى )، هكذا قال عليه الصلاة والسلام فذكر أن سبب السجود الفرح بهذه البشارة الربانية: ( أن جبريل أتاني فأخبرني: أنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، فسجدت شكراً لله تعالى )، فقد يكون قول البيهقي: (وفي الباب) يعني: ذلك أيضاً.

فوائد الحديث

والحديث فيه فوائد:

منها: مشروعية سجود الشكر، وستأتي في الحديث الذي بعده.

ومنها: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله تعالى عليه بها عشر مرات، وهذا من فضل الله عز وجل، ففيه الحث على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حين، وهي واجبة في الصلاة كما سبق، ومشروعة في كل وقت، وخاصة في يوم الجمعة وليلة الجمعة.

وفيه أيضاً: مشروعية البشارة بالأمور السارة، سواء كانت من الأمور الدينية، أو من الأمور الدنيوية، فإن جبريل بشر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأخبره، فسجد لله شكراً، وكان المسلمون يتباشرون بالأمور السارة، كالفتح والنصر، أو التوبة على أحد، أو هزيمة عدو، أو مجيء الفرج.. أو ما أشبه ذلك، ففيه مشروعية التبشير بالأمور الطيبة السارة، سواء كانت أموراً دينية، أو أموراً دنيوية.

رواه الإمام أحمد في مسنده من طرق، ورواه الحاكم في مستدركه وقال: صحيح، ورواه البزار، وابن أبي عاصم في كتابه فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً رواه العقيلي في كتابه الضعفاء، كلهم رووه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

قال البيهقي رحمه الله تعالى: وفي الباب عن جابر وأنس وابن عمر وجرير وأبي جحيفة رضي الله عنهم، يعني: في سجود الشكر، وربما عنى في مسألة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ ذلك أن الحديث كما ساقه المصنف فيه طي وحذف، فإن فيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فأطال السجود، فلما رفع قيل: له في ذلك؟ -يعني: سجدت فأطلت السجود- فقال: إن جبريل أتاني فبشرني أو أخبرني أن من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشراً، فسجدت شكراً لله تعالى )، هكذا قال عليه الصلاة والسلام فذكر أن سبب السجود الفرح بهذه البشارة الربانية: ( أن جبريل أتاني فأخبرني: أنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً، فسجدت شكراً لله تعالى )، فقد يكون قول البيهقي: (وفي الباب) يعني: ذلك أيضاً.