خطب ومحاضرات
شرح كتاب التوحيد [14]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما.
وقول الله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى [النجم:19-20].
عن أبي واقد الليثي قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف:138]، لتركبن سنن من كان قبلكم ) رواه الترمذي وصححه].
قال المؤلف رحمه الله: (باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما).
تقدم لنا تعريف التبرك، وأيضاً ما يتعلق بشرح الترجمة، ونقول: التبرك ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: تبرك مشروع.
والقسم الثاني: تبرك مذموم.
التبرك المشروع وأنواعه
النوع الأول: ما ثبت في الشرع أنه سبب للبركة من الأزمان والأمكنة والأعيان والهيئات والذوات؛ فهذا نقول: التبرك به على وجهه الشرعي تبرك مشروع.
فمثلاً من الأزمنة: رمضان سبب البركة، والبركة الموجودة في رمضان: ما جاء به الشرع من الصيام والقيام والقراءة والذكر.
الأمكنة: المساجد مثلاً، مكة، المدينة، عرفة... إلى آخره، والتبرك بالمساجد بالصلاة فيها وبالقراءة والذكر وحضور مجالس العلم.. إلى آخره، هذه سبب البركة.
والهيئات مثل: الاجتماع على الطعام سبب البركة.
والأعيان: مثل الحبة السوداء سبب البركة، زمزم سبب للبركة... إلى آخره.
والذوات: ذات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فذات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة سبب البركة، إذ كان الصحابة يتبركون بذات النبي صلى الله عليه وسلم، يتبركون بيده، يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، بمخاطه... إلى آخره سبب البركة. فنقول: هذا النوع الأول.
ومن النوع الأول التبرك بالأقوال مثل: الأذكار، وقراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والدعوة إلى الله عز وجل... هذه سبب البركة.
النوع الثاني: ما ثبت بالحس والتجربة الظاهرة المباشرة، بحيث يكون هناك أثر بين السبب والمسبب أنه سبب البركة، فنقول بأنه سبب البركة، مثل العلاج؛ إذ يتناول هذا الدواء ويحصل له به الشفاء بإذن الله عز وجل، فنقول بأن هذا سبب البركة، ما دام أن الحس والتجربة الظاهرة المباشرة دلت على ذلك وأن هناك أثراً بين السبب والمسبب، فنقول بأنه سبب البركة.
التبرك المذموم وأنواعه
النوع الأول من التبرك المذموم: ما لم يرد في الشرع أو الحس والتجربة الظاهرة المباشرة أنه سبب للبركة، فنقول بأن هذا مذموم، وبدعة، وشرك، مثل: لبس الخيوط، لبس الحلق ونحو ذلك.. إلى آخره، فنقول بأن هذا شرك أصغر، وإن اعتقد أنه ينفع ويضر من دون الله فهو شرك أكبر.
القسم الثاني: التبرك بما ورد في الشرع أنه سبب للبركة لكن على غير الوجه الشرعي، مثل: المسجد سبب البركة، لكن البركة الموجودة في المسجد الصلاة والقراءة... إلى آخره. ولو أنه تمسح بأبواب المسجد أو بترابه ونحو ذلك فنقول بأن هذه بركة مذمومة.
القبور سبب البركة، لكن ما هي البركة الموجودة في القبر؟ زيارته، والدعاء له، وتذكر الآخرة... إلى آخره. هذا سبب البركة، لكن لو أنه تبرك بالقبر على غير الوجه المشروع، كأن قصده لفعل عبادة من العبادات، أو تمسح به، أو دعاه في تفريج كربة أو تنفيس عسر أو نحو ذلك فنقول بأن هذا تبرك مذموم.
أيضاً من الأمثلة على ذلك: التبرك بالصالحين، والتبرك بالصالحين إن كان بذواتهم بدعة، لكن التبرك بهم بركة معنوية، كالإفادة من سيرتهم وأخلاقهم وعلمهم وإرشادهم وتوجيههم فهذه بركة مشروعة.
هذا ملخص ما يتعلق بالبركة.
ومناسبة الباب: أن هذا التبرك الغير الشرعي إما أن يكون منافياً للتوحيد من أصله، وإما أن يكون منافياً لكمال التوحيد.
التبرك المشروع يتنوع إلى نوعين:
النوع الأول: ما ثبت في الشرع أنه سبب للبركة من الأزمان والأمكنة والأعيان والهيئات والذوات؛ فهذا نقول: التبرك به على وجهه الشرعي تبرك مشروع.
فمثلاً من الأزمنة: رمضان سبب البركة، والبركة الموجودة في رمضان: ما جاء به الشرع من الصيام والقيام والقراءة والذكر.
الأمكنة: المساجد مثلاً، مكة، المدينة، عرفة... إلى آخره، والتبرك بالمساجد بالصلاة فيها وبالقراءة والذكر وحضور مجالس العلم.. إلى آخره، هذه سبب البركة.
والهيئات مثل: الاجتماع على الطعام سبب البركة.
والأعيان: مثل الحبة السوداء سبب البركة، زمزم سبب للبركة... إلى آخره.
والذوات: ذات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فذات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة سبب البركة، إذ كان الصحابة يتبركون بذات النبي صلى الله عليه وسلم، يتبركون بيده، يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، بمخاطه... إلى آخره سبب البركة. فنقول: هذا النوع الأول.
ومن النوع الأول التبرك بالأقوال مثل: الأذكار، وقراءة القرآن، والأمر بالمعروف، والدعوة إلى الله عز وجل... هذه سبب البركة.
النوع الثاني: ما ثبت بالحس والتجربة الظاهرة المباشرة، بحيث يكون هناك أثر بين السبب والمسبب أنه سبب البركة، فنقول بأنه سبب البركة، مثل العلاج؛ إذ يتناول هذا الدواء ويحصل له به الشفاء بإذن الله عز وجل، فنقول بأن هذا سبب البركة، ما دام أن الحس والتجربة الظاهرة المباشرة دلت على ذلك وأن هناك أثراً بين السبب والمسبب، فنقول بأنه سبب البركة.
القسم الثاني: التبرك المذموم.
النوع الأول من التبرك المذموم: ما لم يرد في الشرع أو الحس والتجربة الظاهرة المباشرة أنه سبب للبركة، فنقول بأن هذا مذموم، وبدعة، وشرك، مثل: لبس الخيوط، لبس الحلق ونحو ذلك.. إلى آخره، فنقول بأن هذا شرك أصغر، وإن اعتقد أنه ينفع ويضر من دون الله فهو شرك أكبر.
القسم الثاني: التبرك بما ورد في الشرع أنه سبب للبركة لكن على غير الوجه الشرعي، مثل: المسجد سبب البركة، لكن البركة الموجودة في المسجد الصلاة والقراءة... إلى آخره. ولو أنه تمسح بأبواب المسجد أو بترابه ونحو ذلك فنقول بأن هذه بركة مذمومة.
القبور سبب البركة، لكن ما هي البركة الموجودة في القبر؟ زيارته، والدعاء له، وتذكر الآخرة... إلى آخره. هذا سبب البركة، لكن لو أنه تبرك بالقبر على غير الوجه المشروع، كأن قصده لفعل عبادة من العبادات، أو تمسح به، أو دعاه في تفريج كربة أو تنفيس عسر أو نحو ذلك فنقول بأن هذا تبرك مذموم.
أيضاً من الأمثلة على ذلك: التبرك بالصالحين، والتبرك بالصالحين إن كان بذواتهم بدعة، لكن التبرك بهم بركة معنوية، كالإفادة من سيرتهم وأخلاقهم وعلمهم وإرشادهم وتوجيههم فهذه بركة مشروعة.
هذا ملخص ما يتعلق بالبركة.
ومناسبة الباب: أن هذا التبرك الغير الشرعي إما أن يكون منافياً للتوحيد من أصله، وإما أن يكون منافياً لكمال التوحيد.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح كتاب التوحيد [18] | 2635 استماع |
شرح كتاب التوحيد [22] | 2372 استماع |
شرح كتاب التوحيد [10] | 2287 استماع |
شرح كتاب التوحيد [36] | 2246 استماع |
شرح كتاب التوحيد [8] | 2180 استماع |
شرح كتاب التوحيد [19] | 2169 استماع |
شرح كتاب التوحيد [6] | 2045 استماع |
شرح كتاب التوحيد [29] | 2022 استماع |
شرح كتاب التوحيد [7] | 1879 استماع |
شرح كتاب التوحيد [27] | 1826 استماع |