خطب ومحاضرات
شرح كتاب التوحيد [36]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ولهما عن زيد بن خالد الجهني قال: ( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ).
ولهما من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه: قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ [الواقعة:75].. إلى قوله: تُكَذِّبُونَ [الواقعة:82] ].
قال: (ولهما عن زيد بن خالد الجهني ) الضمير يعود إلى البخاري ومسلم رحمهم الله.
قال: ( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) صلى لنا: اللام بمعنى الباء، يعني صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( صلاة الصبح بالحديبية )، الحديبية قريبة من مكة، وبها بئر، سمي هذا المكان باسم ذلك البئر، وتعرف الآن بالشميسي.
قال: ( على إثر سماء ) يعني: ما يعقب الشيء، والسماء المراد بذلك المطر.
( كانت من الليل فلما انصرف ) يعني: من الصلاة، سلم من الصلاة.
قال: ( أقبل على الناس فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ ). هل تعلمون ماذا قال ربكم؟
( قالوا: الله ورسوله أعلم ) قول الله ورسوله أعلم، هل هو جائز مطلقا أو نقول بأنه ليس جائزا مطلقا؟ أو فيه تفصيل؟
نقول بأن هذا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يتعلق بالأمور الشرعية الدينية، فأنت تقول: الله ورسوله أعلم. يعني: حكم صلاة الجماعة مثلاً، الله ورسوله أعلم، حكم الوتر: الله ورسوله أعلم، إذا كان في الأمور الشرعية الدينية.
القسم الثاني: أن يكون في الأمور الكونية القدرية، فهذه لا تقول فيها: الله ورسوله أعلم؛ لأن هذا من أمر الغيب، وأمر الغيب مما اختص الله عز وجل به.
( قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته ) الباء هنا سببية.
قوله: كافر، هل هذا كفر أصغر أو أكبر؟ حسب التفصيل كما تقدم لنا.
(ولهما من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه: قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا) يعني: جعل النوء -النجم- سبباً للمطر، وهذا من إثبات سبب ولم يرد في الشرع ولا في التجربة على أنه سبب.
(لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ [الواقعة:75]... إلى قوله: تُكَذِّبُونَ [الواقعة:82]).
الشاهد من هذا الحديث قوله: ( وأما من قال: مطرنا بنوء كذا ) يعني: جعل النوء سبباً.
( فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) مما يدل على أن نسبة المطر إلى النوء -النجم- كفر، وتقدم التفصيل في هذا، والواجب نسبته إلى الله سبحانه وتعالى.
قال رحمه الله: [باب قول الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ [البقرة:165]، الآية) وتمام الآية: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [البقرة:165] ].
وهذا الباب المراد به: باب المحبة، والمحبة من أجل العبادات، والأعمال مبنية على المحبة، إذ لا يعمل العبد عملاً إلا لجلب منفعة أو دفع مضرة، إلا لما يحب، لمن جلب منفعة أو دفع مضرة.
وقد يكون الشيء محبوباً لذاته كالطعام، وقد يكون الشيء محبوباً لغيره كالدواء، الدواء ليس محبوباً لذاته وإنما هو محبوب لغيره، وما يترتب عليه من الشفاء.
قال رحمه الله: وَمِنَ النَّاسِ [البقرة:165] من: هذا تبعيضية.
مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ [البقرة:165] سوى الله.
أَندَادًا [البقرة:165] الأنداد: هم النظراء والأمثال.
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ [البقرة:165] يعني: يساوون هؤلاء الأنداد والنظراء الله في المحبة.
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165] يعني: الذين آمنوا أشد حباً لله عز وجل من حب أصحاب الأنداد لله.
وقيل: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165]
من حب أصحاب الأنداد للأنداد.
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ [البقرة:165].
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد أن المحبة عبادة من أجل العبادات، وأن صرف هذه العبادة لغير الله عز وجل شرك، وسيأتينا إن شاء الله أن من أقسام المحبة ما هو شرك أكبر، ومنها ما هو شرك أصغر، والشاهد من هذا قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ [البقرة:165] يعني: في هذا أن الله سبحانه وتعالى ذم من سوى الله بغيره في المحبة، يعني: أحب الأنداد والنظراء كما يحب الله.
قال: [وقوله تعالى: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ [التوبة:24]... إلى قوله: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:24] ].
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:24]. الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم، المراد جميع الأمة.
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ [التوبة:24]، العشيرة هي القريبة.
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا [التوبة:24] يعني: اكتسبتموها.
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا [التوبة:24] يعني: فوات وقت نفاقها ورواجها.
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ [التوبة:24] المساكن: هي المنازل، ترضونها: يعني: تعجبكم الإقامة فيها.
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:24].
فَتَرَبَّصُوا [التوبة:24] انتظروا ما يحل بكم من العقاب.
الشاهد من هذه الآية: أن هذه الآية: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:24]. فيها وجوب تقديم محبة الله ومحبة ما يحبه الله من الأشخاص والأعمال والأزمنة والأمكنة على ما سوى ذلك، كما سيأتينا في أقسام المحبة.
قال رحمه الله: [عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم )] النفي الوارد على المسميات الشرعية -كما هو هنا- وارد على الإيمان. ( لا صلاة لمن لا وضوء له )، ( لا أمانة لمن لا إيمان له )، إلى آخره، فما المراد بهذا النفي؟ هل هو نفي للكمال أو نفي للوجوب؟ الصحيح: أنه نفي للوجوب، وليس نفياً للكمال، فهو نفي للكمال الواجب، وليس نفياً للكمال المستحب هذا الصواب.
فهنا قوله: ( لا يؤمن أحدكم ) هذا نفي للكمال الواجب من الإيمان.
[( حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )] يعني: لا يؤمن الإيمان الكامل، فهذا نفي للكمال الواجب من الإيمان، حتى يقدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم على ولده ووالده والناس أجمعين.
قال رحمه الله: (ولهما عنه) يعني البخاري ومسلم عن أنس .
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث ) هذا الحصر كما تقدم لنا من أساليب تعليم وتربية النبي صلى الله عليه وسلم، والمراد بذلك: تقريب العلم وتسهيل الحفظ.
( ثلاث من كن فيه ) يعني: من اتصف بهن.
( وجد بهن حلاوة الإيمان ) يعني: ما يحصل في القلب من اللذة والسرور والطمأنينة.. إلى آخره.
( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) يعني: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سوى الله ورسوله، من الأولاد، والزوجة، والأموال.. إلى آخره.
( وأن يحب المرء ) المرء المؤمن.
( لا يحبه إلا لله ) يعني: لا يحبه لأمر الدنيا، وإنما يحبه لإيمانه.
( وأن يكره أن يعود في الكفر ) يرجع في الكفر.
( بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار ) يعني: يستوي عنده الأمران، إما أن يلقى في النار أو يعود في الكفر، كلاهما سواء عنده.
قال: وفي رواية: ( لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى... ) إلى آخره، هذه الرواية للبخاري .
الشاهد من هذا الحديث: قوله: ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) يعني: مما سوى الله والرسول من الأزواج والأولاد والأموال، هذه الأشياء التي اقتضت الطبيعة محبتها، فيقدم محبة الله ومحبة رسوله على هذه الأشياء.
قال رحمه الله: (وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من أحب في الله) يحتمل أن تكون ظرفية، يعني: أحب في ذات الله، وفي دينه وشرعه، ويحتمل أنها سببية.
(من أحب في الله) يعني: أحب المؤمنين من أجل إيمانهم.
(وأبغض في الله) (في) كما تقدم، والبغض: هو الكره والشناءة، يعني: أبغض الكفار من أجل كفرهم، والعاصين من أجل معصيتهم.
(ووالى في الله) الموالاة: هي النصرة والمودة والحبة، والى المؤمنين: نصرهم وأحبهم في الله عز وجل.
(وعادى في الله) يعني: أظهر العداوة والشناءة والبغض والكراهية للكفار لكفرهم.
قال: (فإنما تنال ولاية الله بذلك) يعني: تولي الله عز وجل للعبد بالنصرة والمودة والرحمة، إنما ينال ذلك بسبب ذلك، فإذا أحببت في الله، وأبغضت في الله، وواليت في الله، وعاديت في الله، فأنت تنال ولاية الله، يعني: نصرته ومحبته وتقريبه لك، تنال هذه الأشياء لحبك وبغضك في الله عز وجل.
قال: (وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا) يعني: محبة الناس وتآلفهم صار لأجل الدنيا ليس لله عز وجل؛ ولهذا تجد أنه يحب الفاسق ويبغض المؤمن، وقد يحب الكافر ويبغض المؤمن، يحب الفاسق ويبغض التقي.
(على أمر الدنيا) يعني: لأجل الدنيا ومن أجل المال.
قال: (وذلك لا يجدي على أهله شيئاً) لا ينفعهم، بل هذا يضرهم.
(وقال ابن عباس في قوله تعالى: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ [البقرة:166]. يعني: المودة).
الشاهد من هذا الحديث: قوله: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله).. إلى آخره، في هذا وجوب الحب لله عز وجل، كما هو قسم من أقسام المحبة، يعني: يجب على المسلم أن يحب ما يحبه الله عز وجل من الأشخاص والأعمال والأزمنة والأمكنة وغير ذلك مما يحبه الله عز وجل.
نقول: المحبة تنقسم إلى أقسام:
القسم الأول: محبة الله عز وجل، وهذه من أجل العبادات، وأفضل القربات، يعني: كون المسلم يحب الله عز وجل هذا من أجل العبادات وأفضل القربات، وهذه المحبة واجبة، لكن لا يكتفى بها، يعني: لا يكتفي المسلم بأن يحب الله عز وجل.
القسم الثاني: أن يحب ما يحبه الله، من الأشخاص كالأنبياء والمؤمنين، والأعمال كالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. إلى آخره، والأقوال كالأذكار، والأزمنة الفاضلة كرمضان وغير ذلك، والأمكنة، كالأمكنة الفاضلة كمكة والمدينة.. إلى آخره. أن يحب ما يحبه الله من الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأعمال.. إلى آخره، هذه المحبة واجبة.
القسم الثالث: المحبة الطبيعية، كمحبة الزوجة والأولاد والمال، فكون المسلم يحب مثل هذه الأشياء لا يلام على ذلك، فالله عز وجل قال: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ [آل عمران:14]... إلى آخره، فلا يلام على ذلك.
القسم الرابع: المحبة التي تكون شركاً أصغر، وهي تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الغلو في المحبة الشرعية، إذا غالى في المحبة الشرعية فإن هذا ينقله إلى كونه شركاً أصغر، مثال ذلك: محبة النبي صلى الله عليه وسلم، هذه محبة شرعية، ومحبة واجبة، لكن كون المسلم يغلو فيها هذا ينقلها من كونها محبة شرعية إلى كونها محبة شركية، ويدل لذلك حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تطروني ). والإطراء: هو المبالغة في المديح، قال: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ). فدل ذلك على أن هذا الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة إطرائه -المبالغة في مديحه- ينقله من مرتبة العبودية إلى فوق هذه المرتبة؛ ولهذا قال: ( إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ).
وبهذا نعرف ما يقع فيه أهل الخرافة من الصوفيين الذين يقيمون الموالد ويغلون في مديح النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا ينقل هذه المحبة الشرعية الواجبة إلى أن تكون محبة شركية.
القسم الثاني من قسمي المحبة الشركية: الغلو في المحبة الطبيعية، إذا غالى في المحبة الطبيعية، غالى في محبة الزوجة، غالى في محبة المال، غالى في محبة الأولاد، يقدم مرادهم على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم أصبحت هذه شركية، فإنه إذا غالى في المال أصبح يحب من أجل المال، ويبغض من أجل المال، ويوالي من أجل المال، ويعادي من أجل المال.. إلى آخره، فهذه المحبة الطبيعية تنتقل إلى كونها شركاً؛ ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة ). فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبداً لها، مما يدل على أنه انتقلت من كونها محبة طبيعية إلى محبة شركية.
والله أعلم، وصلى الله وسلم.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح كتاب التوحيد [18] | 2634 استماع |
شرح كتاب التوحيد [22] | 2372 استماع |
شرح كتاب التوحيد [10] | 2287 استماع |
شرح كتاب التوحيد [8] | 2180 استماع |
شرح كتاب التوحيد [19] | 2169 استماع |
شرح كتاب التوحيد [6] | 2044 استماع |
شرح كتاب التوحيد [29] | 2022 استماع |
شرح كتاب التوحيد [7] | 1878 استماع |
شرح كتاب التوحيد [27] | 1826 استماع |
شرح كتاب التوحيد [12] | 1822 استماع |