المسائل المستجدة في نوازل الزكاة [1]


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً يا عليم يا حكيم، وبعد:

فسيكون عندنا درسان: درسٌ في هذا الصباح بإذن الله عز وجل، والدرس الثاني إن شاء الله سيكون بعد صلاة المغرب، سنكمل بقية ما جمعنا حول نوازل الزكاة، وسنجيب بإذن الله عزّ وجل على ما سيكون من أسئلة واستفسارات من الإخوة الحاضرين، في هذين الدرسين، وسنذكر جملةً من نوازل الزكاة، من هذه النوازل ما يتعلق بزكاة الأوراق النقدية، هذه الريالات والدولارات والدينارات والدراهم... إلخ، كيف تجب فيها الزكاة؟ وكيف نقدر النصاب فيها.. إلخ؟

ثم بعد ذلك ما يتعلق بالأموال العامة: هل تجب فيها الزكاة أو لا، كأموال الصدقات وأموال الأوقاف وأموال الجمعيات الخيرية كجمعية البر وجمعية تحفيظ القرآن ونحو ذلك؟ وسنتعرض بإذن الله عز وجل لزكاة الأسهم، ومن له شيء من الأسهم كيف يخرج زكاة هذه الأسهم.. إلخ؟ وكذلك أيضاً سنتعرض لزكاة مكافأة نهاية الخدمة، إذا انتهى الموظف من خدمته ثم بعد ذلك أخذ مكافأة على هذه الخدمة: هل يجب عليه أن يزكي أو لا يجب عليه أن يزكي؟ كذلك أيضاً سنتعرض لكيفية زكاة الأجرة، وإن كانت هذه ليست نازلة، إلا أن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه المسألة، وكذلك أيضاً هل يجوز صرف الزكاة للمتزوجين أو لا؟ وكذلك أيضاً هل يجوز أن نعطي الفقير من الزكاة لكي يشترى له بيتاً أو يشترى له أدوات مدرسية أو لكي تنفق أموال الزكاة في الأدوية والعلاج ونحو ذلك؟ وغير ذلك مما سجلته وكتبته.

فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد. ‏

تعريف الزكاة

الزكاة في اللغة: تطلق على معانٍ منها: النماء والتطهير والمدح.

وأما في الاصطلاح، فهي: التعبد لله سبحانه وتعالى بإخراج طائفة من مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص، والزكاة لا يخفى على الجميع وجوبها، وأنها أحد أركان الإسلام، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)، والله عز وجل يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]، ويقول سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم بِهَا وَتُزَكِّيهِم وَصَلِّ عَلَيْهِم إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم[التوبة:99].

فوائد الزكاة

والزكاة لها فوائد عظيمة ومصالح جليلة:

فمن فوائدها: أنها استجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، واقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن فوائدها: أنها تزكي المزكي، المخرج لهذه الزكاة، فالزكاة تزكيه وتطهره.. تطهره من صفات البخل والشح، وتطهر أخلاقه، وتصفه بصفات الجود والكرم.

وكذلك أيضاً: هي تزكي المال المزكى، فتطهره وتقيه من الآفات والمصائب، وتطهره من شوائب الأموال الداخلة على هذا المال الحلال إذا كان في هذه الأموال شيء من الشُبه.

كذلك أيضاً: هي تطهر وتزكي الفقير الآخذ لهذه الزكاة، فهي تزكي قلبه وتذهب ما قد يوجد في قلبه من الغل والحسد لإخوانه الأغنياء.

فالزكاة زكاة للمزكي، وكذلك أيضاً هي زكاة للمال المزكى، وهي زكاة للفقير الآخذ للزكاة، وهي زكاة للفرد وزكاة للمجتمع.

ومن فوائدها أن الزكاة هي المال الحقيقي للإنسان، فالمال الذي يخرجه الشخص في هذه الحياة هو ماله الحقيقي، وما عدا ذلك فهو مال وارثه، وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك -يا ابن آدم- إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت)، هذا الذي لك من مالك، أما ما عدا ذلك فإنه مال الوارث، وثبت أيضاً في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيكم أحب إليه ماله أم مال وارثه، قالوا: يا رسول الله! كلنا ماله أحب إليه، قال: مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أخرت)، و(ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وينزل ملكان، فيقول أحدهما: اللهم آتِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم آتِ ممسكاً تلفاً).

فالزكاة زكاة على اسمها، ففوائدها عظيمة، وكذلك من فوائدها ومصالحها ما رتب الله على هذه الزكاة من الأجور العظيمة التي يجدها المسلم، فإن الله سبحانه وتعالى يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، بحسب ما يقوم في قلب العبد من الإخلاص والصدق ونحو ذلك.

فيجب على المسلم أن يخرج هذه الزكاة طيبةً بها نفسه، لكي ينال هذه البركات والمنافع والمصالح العظيمة التي رتبت على هذه الفريضة العظيمة.

حكم ترك أداء الزكاة وآثار الترك

وترك الزكاة وجحدها.. إلخ، سبب للهلاك وذهاب الأموال ووقوع الآفات والجوائح، وكم نسمع اليوم من حصول الخسارات العظيمة وحصول الجوائح وحصول الآفات في الأموال، كل ذلك بسبب البخل والشح في هذه الفريضة العظيمة، وكم سمعنا ما حصل للأسهم لكثير من الناس من الآفات والمصائب والخسارة عن طريق المضاربات في الأسهم.. إلخ، كل ذلك من أعظم أسبابه هو الشح والبخل بهذه الفريضة العظيمة كما أعتقد.

وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن عدم إخراج الزكاة ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: أن يترك إخراج الزكاة جحداً لوجوبها، فهذا كفر مخرج من الملة؛ لأنه مكذب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولإجماع المسلمين، إذ إن المسلمين يجمعون على أن الزكاة واجبة وأنه يجب إخراجها.

أما القسم الثاني وهو الذي عليه كثير من المسلمين اليوم: فهو من ترك الزكاة بخلاً وليس جحداً لوجوبها، بل يعتقد أنها واجبة لكنه لا يخرج الزكاة بخلاً وشحاً بالمال، فهذا لا يكفر لكن يأخذها الإمام منه، حتى لو أدى ذلك إلى قتاله، كما قاتل أبو بكر رضي الله تعالى عنه المانعين للزكاة.

وذهب طوائف من العلماء أنها تؤخذ منه الزكاة ويؤخذ نصف ماله الذي منع زكاته، لحديث سهل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنا آخذوها ونصف ماله عزمةً من عزمات ربنا).

الزكاة في اللغة: تطلق على معانٍ منها: النماء والتطهير والمدح.

وأما في الاصطلاح، فهي: التعبد لله سبحانه وتعالى بإخراج طائفة من مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص، والزكاة لا يخفى على الجميع وجوبها، وأنها أحد أركان الإسلام، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)، والله عز وجل يقول: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]، ويقول سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم بِهَا وَتُزَكِّيهِم وَصَلِّ عَلَيْهِم إنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم[التوبة:99].




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
المسائل المستجدة في نوازل الزكاة [4] 1162 استماع
المسائل المستجدة في نوازل الزكاة [2] 1152 استماع
المسائل المستجدة في نوازل الزكاة [3] 1067 استماع