خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/1800"> الشيخ الدكتور عبد الله بن ناصر السلمي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/1800?sub=65208"> الروض المربع
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
الروض المربع - كتاب الصلاة [61]
الحلقة مفرغة
حكم رفع اليدين في القنوت
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل. وبعد:
فقد وصلنا إلى قول المؤلف: (وإن قنت قبله بعد القراءة جاز)، وذكر الحديث، وذكرنا أن السنة من فعله عليه الصلاة والسلام هي القنوت بعد الركوع، لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث أنس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، أو قنت بعد الركوع في النازلة )، ولا يثبت في القنوت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، وثبت أنه من فعل عمر .
قال المؤلف رحمه الله: [ فيرفع يديه إلى صدره ويبسطهما وبطونهما نحو السماء، ولو كان مأموماً ].
قول المؤلف رحمه الله: (فيرفع يديه)، في هذا دلالة على استحباب رفع اليدين حال القنوت، وقد قلنا: إنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر، وإنما ثبت في قنوت النازلة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، وكذلك ثبت عن عمر أنه رفع يديه، كما روى ابن عباس رضي الله عنه عن عمر أنه كان يقرأ بسورتي أبي التي هي: اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نطلب رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، وهذه سورتي أبي، كان أبي بن كعب يضعهما في مصحفه. وقد روى عبد الرحمن بن أبزى أن عمر كان يقرأ، في ذلك ما رواه البيهقي بسند صحيح، فكان عمر يرفع يديه، وكان الناس يرفعون أيديهم، ويؤمنون من خلفه، قال ابن عباس : فكان عمر يدعو والناس يؤمنون.
وكذلك ثبت ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو والناس يؤمنون )، وعلى هذا فيستحب رفع اليدين من حين شروع الإمام بالدعاء، سواء كان الدعاء دعاء مسألة، أم كان الدعاء دعاء ثناء على الله سبحانه وتعالى، فإنه يشرع رفع اليدين، فلم يفصل الصحابة الذين رووا عن عمر أنه كان يرفع يديه ومن خلفه يرفعون في الثناء دون الطلب، فإن عمر أثنى على الله وطلب فقال: اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نطلب رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، اللهم عذب الكفرة الذين يقاتلون أولياءك، أو يعذبون أولياءك، فهذا طلب، فكان عمر يرفع يديه.
ومن هنا تعلم أن ما يفعله بعض الفضلاء من عدم رفع اليدين إلا حال الطلب غير صحيح، فإذا قال الإمام في القنوت: سبحان الذي تعطف بالعز وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذا الجلال والإكرام، سبحان ذا الإنعام والإفضال، وغير ذلك من الثناء، فتجدهم لا يرفعون أيديهم، فإذا قال: اللهم اهدنا فيمن هديت رفع يديه، ظاناً أن الدعاء إنما هو في وقت الطلب وأن هذا ثناء، والصحيح أن الثناء والدعاء كله دعاء، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، فسمى هذا الثناء دعاءً، فيستحب رفع اليدين.
ومما يدل على استحباب رفع اليدين في الثناء أمور منها:
أولاً: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في يوم عرفة )، وأكثر دعائه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
ثانياً: أن الدعاء يطلق على الثناء والطلب، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله ).
ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه فيما كان فيه ثناء، وفيه دعاء، فإنه ثبت في صحيح مسلم ، وكذلك عند البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجه إذا استقبل الصفا قال: ( أبدأ بما بدأ الله به، حتى إذا صعد إلى الصفا استقبل القبلة، فرفع يديه وقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا، ثم قال: الله أكبر ثلاثاً، لا إله إلا الله مرتين، ثم ينحدر إلى المروة )، فهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الثناء يرفع يديه.
رابعاً: كما قلنا في أول شيء: إن عمر رضي الله عنه كان يثني على الله بما هو أهله، فكان يرفع يديه، والناس يرفعون أيديهم؛ لعموم حديث ابن عباس : ( فكان يرفع يديه والناس يؤمنون )، فهذه أربعة أدلة تفيد استحباب رفع اليدين حال الثناء.
كيفية رفع اليدين في القنوت
هذه السنة في الدعاء، أن الإنسان يرفع يديه إلى صدره، لما روى ابن عباس وإن كان في سنده ضعف مرفوعاً، والصحيح وقفه على ابن عباس أنه قال: ( إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك، ولا تدع بظهورهما )، وقد جاء عند أبي داود من قول ابن عباس أيضاً.
قال المؤلف رحمه الله: (ويبسطهما وبطونهما نحو السماء).
يعني: لا يضعها تحت رقبته، ولكنه يبسطهما، وبطونهما إلى السماء، ولا يفرق مثلما يفعله بعض الإخوة فإنه يجعل يديه حذو منكبيه ويبسطهما وهذا ليس من السنة فليس من السنة أن يبسط يديه ويجعلهما محاذية لمنكبيه كأنه يسجد بدل أن يضع بطون كفيه إلى الأرض يرفعهما إلى السماء هذا ليس من السنة، أو يرفع يديه إلى أعلى، حتى يرى بياض إبطيه، فهذا إنما يفعل حال الابتهال، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين الاستسقاء، يقول أنس : ( حتى رأيت بياض إبطيه ). وقال ابن عباس : وأما الابتهال فيجعل كفيه إلى السماء ماداً يديه.
اختلف العلماء في هذه الصورة، فقال بعضهم: هو أن يجعلها ممدودة إلى السماء جاعلاً كفيه إلى السماء، وليس بطون الكفين، وقال بعضهم: إنه يجعل بطونهما إلى الأرض، وظهورهما إلى السماء بعد أن يرفع يديه وهو باسط يديه ضامهما، بحيث تكون أصابع يديه إلى خلفه، وليس أصابع يديه أمامه، بل أصابع يديه خلفه. هاتان صورتان ذكرهما بعض أهل العلم لشدة رفعه عليه الصلاة والسلام، فيرفع حتى تكون أصابع يديه إلى خلفه، وعلى أي فعل جاز، لكن لا يفعل إلا حال الابتهال كالاستسقاء ونحوه.
قال المؤلف رحمه الله: (ولو كان مأموماً). يعني: أن المأموم يفعل مثل فعل الإمام، وذلك لأدلة:
الدليل الأول: لعموم قوله صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح من حديث أبي موسى وغيره: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه ).
الدليل الثاني: أن الصحابة الذين كانوا يؤمنون خلفه عليه الصلاة والسلام في قنوت النازلة كانوا يرفعون أيديهم ويؤمنون، ولهذا قال ابن عباس كما في الصحيح: ( فيدعو على رعل وذكوان، وعصي الحديث ) قال: ( ويؤمن من خلفه )، هذا يدل على أن المأمومين كانوا يصنعون مثل صنيعه عليه الصلاة والسلام.
الدليل الثالث: ما رواه ابن عباس عن عمر أنه كان يدعو والناس خلفه يرفعون أيديهم ويؤمنون، أما كلمة (يرفعون أيديهم) فما أدري أنها موجودة في الحديث، لكنهم يؤمنون، وما يفعله الإمام يفعله المأموم، هذه ثلاثة أدلة تدل على أن المأموم حاله كحال الإمام، والله أعلم.
ومما يدل على هذا أيضاً أن ابن مسعود كان يرفع يديه حال القنوت إلى ثندوتيه، يعني: إلى صدره، هذا فعل ابن مسعود وكان يؤمن.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل. وبعد:
فقد وصلنا إلى قول المؤلف: (وإن قنت قبله بعد القراءة جاز)، وذكر الحديث، وذكرنا أن السنة من فعله عليه الصلاة والسلام هي القنوت بعد الركوع، لما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، ومن حديث ابن عباس ، ومن حديث أنس ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، أو قنت بعد الركوع في النازلة )، ولا يثبت في القنوت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً، وثبت أنه من فعل عمر .
قال المؤلف رحمه الله: [ فيرفع يديه إلى صدره ويبسطهما وبطونهما نحو السماء، ولو كان مأموماً ].
قول المؤلف رحمه الله: (فيرفع يديه)، في هذا دلالة على استحباب رفع اليدين حال القنوت، وقد قلنا: إنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر، وإنما ثبت في قنوت النازلة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، وكذلك ثبت عن عمر أنه رفع يديه، كما روى ابن عباس رضي الله عنه عن عمر أنه كان يقرأ بسورتي أبي التي هي: اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نطلب رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، وهذه سورتي أبي، كان أبي بن كعب يضعهما في مصحفه. وقد روى عبد الرحمن بن أبزى أن عمر كان يقرأ، في ذلك ما رواه البيهقي بسند صحيح، فكان عمر يرفع يديه، وكان الناس يرفعون أيديهم، ويؤمنون من خلفه، قال ابن عباس : فكان عمر يدعو والناس يؤمنون.
وكذلك ثبت ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو والناس يؤمنون )، وعلى هذا فيستحب رفع اليدين من حين شروع الإمام بالدعاء، سواء كان الدعاء دعاء مسألة، أم كان الدعاء دعاء ثناء على الله سبحانه وتعالى، فإنه يشرع رفع اليدين، فلم يفصل الصحابة الذين رووا عن عمر أنه كان يرفع يديه ومن خلفه يرفعون في الثناء دون الطلب، فإن عمر أثنى على الله وطلب فقال: اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونستغفرك ونتوب إليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نطلب رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق، اللهم عذب الكفرة الذين يقاتلون أولياءك، أو يعذبون أولياءك، فهذا طلب، فكان عمر يرفع يديه.
ومن هنا تعلم أن ما يفعله بعض الفضلاء من عدم رفع اليدين إلا حال الطلب غير صحيح، فإذا قال الإمام في القنوت: سبحان الذي تعطف بالعز وقال به، سبحان الذي لبس المجد وتكرم به، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذا الجلال والإكرام، سبحان ذا الإنعام والإفضال، وغير ذلك من الثناء، فتجدهم لا يرفعون أيديهم، فإذا قال: اللهم اهدنا فيمن هديت رفع يديه، ظاناً أن الدعاء إنما هو في وقت الطلب وأن هذا ثناء، والصحيح أن الثناء والدعاء كله دعاء، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، فسمى هذا الثناء دعاءً، فيستحب رفع اليدين.
ومما يدل على استحباب رفع اليدين في الثناء أمور منها:
أولاً: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في يوم عرفة )، وأكثر دعائه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
ثانياً: أن الدعاء يطلق على الثناء والطلب، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله ).
ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه فيما كان فيه ثناء، وفيه دعاء، فإنه ثبت في صحيح مسلم ، وكذلك عند البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حجه إذا استقبل الصفا قال: ( أبدأ بما بدأ الله به، حتى إذا صعد إلى الصفا استقبل القبلة، فرفع يديه وقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا، ثم قال: الله أكبر ثلاثاً، لا إله إلا الله مرتين، ثم ينحدر إلى المروة )، فهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الثناء يرفع يديه.
رابعاً: كما قلنا في أول شيء: إن عمر رضي الله عنه كان يثني على الله بما هو أهله، فكان يرفع يديه، والناس يرفعون أيديهم؛ لعموم حديث ابن عباس : ( فكان يرفع يديه والناس يؤمنون )، فهذه أربعة أدلة تفيد استحباب رفع اليدين حال الثناء.
قال المؤلف رحمه الله: (يرفع يديه إلى صدره).
هذه السنة في الدعاء، أن الإنسان يرفع يديه إلى صدره، لما روى ابن عباس وإن كان في سنده ضعف مرفوعاً، والصحيح وقفه على ابن عباس أنه قال: ( إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك، ولا تدع بظهورهما )، وقد جاء عند أبي داود من قول ابن عباس أيضاً.
قال المؤلف رحمه الله: (ويبسطهما وبطونهما نحو السماء).
يعني: لا يضعها تحت رقبته، ولكنه يبسطهما، وبطونهما إلى السماء، ولا يفرق مثلما يفعله بعض الإخوة فإنه يجعل يديه حذو منكبيه ويبسطهما وهذا ليس من السنة فليس من السنة أن يبسط يديه ويجعلهما محاذية لمنكبيه كأنه يسجد بدل أن يضع بطون كفيه إلى الأرض يرفعهما إلى السماء هذا ليس من السنة، أو يرفع يديه إلى أعلى، حتى يرى بياض إبطيه، فهذا إنما يفعل حال الابتهال، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين الاستسقاء، يقول أنس : ( حتى رأيت بياض إبطيه ). وقال ابن عباس : وأما الابتهال فيجعل كفيه إلى السماء ماداً يديه.
اختلف العلماء في هذه الصورة، فقال بعضهم: هو أن يجعلها ممدودة إلى السماء جاعلاً كفيه إلى السماء، وليس بطون الكفين، وقال بعضهم: إنه يجعل بطونهما إلى الأرض، وظهورهما إلى السماء بعد أن يرفع يديه وهو باسط يديه ضامهما، بحيث تكون أصابع يديه إلى خلفه، وليس أصابع يديه أمامه، بل أصابع يديه خلفه. هاتان صورتان ذكرهما بعض أهل العلم لشدة رفعه عليه الصلاة والسلام، فيرفع حتى تكون أصابع يديه إلى خلفه، وعلى أي فعل جاز، لكن لا يفعل إلا حال الابتهال كالاستسقاء ونحوه.
قال المؤلف رحمه الله: (ولو كان مأموماً). يعني: أن المأموم يفعل مثل فعل الإمام، وذلك لأدلة:
الدليل الأول: لعموم قوله صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح من حديث أبي موسى وغيره: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه ).
الدليل الثاني: أن الصحابة الذين كانوا يؤمنون خلفه عليه الصلاة والسلام في قنوت النازلة كانوا يرفعون أيديهم ويؤمنون، ولهذا قال ابن عباس كما في الصحيح: ( فيدعو على رعل وذكوان، وعصي الحديث ) قال: ( ويؤمن من خلفه )، هذا يدل على أن المأمومين كانوا يصنعون مثل صنيعه عليه الصلاة والسلام.
الدليل الثالث: ما رواه ابن عباس عن عمر أنه كان يدعو والناس خلفه يرفعون أيديهم ويؤمنون، أما كلمة (يرفعون أيديهم) فما أدري أنها موجودة في الحديث، لكنهم يؤمنون، وما يفعله الإمام يفعله المأموم، هذه ثلاثة أدلة تدل على أن المأموم حاله كحال الإمام، والله أعلم.
ومما يدل على هذا أيضاً أن ابن مسعود كان يرفع يديه حال القنوت إلى ثندوتيه، يعني: إلى صدره، هذا فعل ابن مسعود وكان يؤمن.