تفسير سورة النور - قصة الإفك [3]


الحلقة مفرغة

قالت عائشة رضي الله عنها: ( فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهراً، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، لا أشعر بشيء من ذلك، والذي يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ).

نستفيد من هذا أدبين عظيمين، تقول عائشة رضي الله عنها: ( فقدمنا المدينة فاشتكيت شهراً )، (اشتكيت) بمعنى: مرضت.

إخبار المريض بما يظن أنه يزيده مرضاً

( والناس يفيضون في قول الإفك، ولا أشعر بشيء )، نستفيد من ذلك أن أهل المريض ينبغي ألا يبلغوه بما يزيده مرضاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم بما يقوله الناس، وكذلك أبو بكر و أم رومان عليهما من الله الرضوان، لكن لما كانت عائشة رضي الله عنها مريضة، فإنهم قد أمسكوا عن إخبارها لئلا تزداد مرضاً، ومن هنا يبحث العلماء في مسألة وهي: إذا غلب على ظن الطبيب أن هذا المرض هو مرض الموت المخوف؛ لأنه أحياناً بقوانين الطب يعلم الطبيب أن هذا المرض لا علاج له، وأنه في الغالب يعقبه موت، فهل يخبر المريض بذلك أم لا؟

كثير من العلماء قالوا: لا يخبر الطبيب المريض بأن مرضه مميت؛ لأنه لو أخبره ازداد مرضاً، ولربما عجل بهلاكه، وبعض العلماء ومنهم العلامة الشيخ محمد المختار في كتابه القيم أحكام الجراحة الطبية، قال: بل ينبغي أن يخبره بطريق ما؛ من أجل أن تتحقق عدة مصالح:

أولها: أن يعجل بالتوبة.

ثانيها: أن يرد المظالم إلى أهلها.

ثالثها: أن ينبعث في الطاعات ويكثر منها.

رابعها: أن ينظم أموره؛ فإذا كان عنده ديون، أو كان عنده وصايا، أو كان عنده شيء يحتاج إلى قسمة على ما شرع الله فإنه يحصل تلك المصالح كلها إذا علم بأنه ميت.

ولا يخفى عليكم بأن المسألة ربما تكون تقديرية، فقد يرى الطبيب بأن من المصلحة أن يخبر المريض لما هو عليه من رباطة جأش، وقوة إيمان، وقد يرى الطبيب بأن المريض لو أخبر ربما يزداد سوءاً على سوء؛ فهذا أدب أول نستفيده.

حسن معاشرة الزوجة وجميل ملاطفتها

الأدب الثاني: حسن معاشرة الزوجة، وجميل ملاطفتها.

هنا السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: ( فما رابني إلا أني لم أعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أجده منه حين أمرض )، معنى ذلك: أن الهدي الدائم من النبي عليه الصلاة والسلام ملاطفة زوجاته، وحسن معاشرتهن، لكنه عليه الصلاة والسلام لما كان متأثراً بما يقوله الناس من الطعن في عرضه، فإنه ما كان يلاطف عائشة في مرضها، قالوا: ويستفاد من ذلك أن الزوج يكف عن الملاطفة، أو يقصر فيها من أجل أن تنتبه الزوجة للمخالفة التي وقعت فيها.

قالت: (إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف ).

(كيف تيكم؟) تقال للمؤنث، ويقابلها في المذكر كيف ذلكم؟ فما كان يزيد على ذلك صلوات ربي وسلامه عليه، ما كان يجلس عندها، بينما هديه عليه الصلاة والسلام حتى إذا زار مريضاً من أصحابه كان يجلس عند رأسه، ويقول له: ( كيف تجدك؟ )، ولربما سأله: هل يشتهي شيئاً؟ فإذا علم أنه يشتهي شيئاً ولا يضر، أمر له به، وكان يدعو ثلاثاً: اللهم اشف فلاناً، مثلما قال: ( اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً )، ولربما قال سبع مرات: ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )، ولربما رقاه، أي: استعمل الرقية، وكان عليه الصلاة والسلام يتفل على إصبعه ثم يضعه في تراب، ثم يضعه في موضع الألم ويقول: ( باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ).

( والناس يفيضون في قول الإفك، ولا أشعر بشيء )، نستفيد من ذلك أن أهل المريض ينبغي ألا يبلغوه بما يزيده مرضاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم بما يقوله الناس، وكذلك أبو بكر و أم رومان عليهما من الله الرضوان، لكن لما كانت عائشة رضي الله عنها مريضة، فإنهم قد أمسكوا عن إخبارها لئلا تزداد مرضاً، ومن هنا يبحث العلماء في مسألة وهي: إذا غلب على ظن الطبيب أن هذا المرض هو مرض الموت المخوف؛ لأنه أحياناً بقوانين الطب يعلم الطبيب أن هذا المرض لا علاج له، وأنه في الغالب يعقبه موت، فهل يخبر المريض بذلك أم لا؟

كثير من العلماء قالوا: لا يخبر الطبيب المريض بأن مرضه مميت؛ لأنه لو أخبره ازداد مرضاً، ولربما عجل بهلاكه، وبعض العلماء ومنهم العلامة الشيخ محمد المختار في كتابه القيم أحكام الجراحة الطبية، قال: بل ينبغي أن يخبره بطريق ما؛ من أجل أن تتحقق عدة مصالح:

أولها: أن يعجل بالتوبة.

ثانيها: أن يرد المظالم إلى أهلها.

ثالثها: أن ينبعث في الطاعات ويكثر منها.

رابعها: أن ينظم أموره؛ فإذا كان عنده ديون، أو كان عنده وصايا، أو كان عنده شيء يحتاج إلى قسمة على ما شرع الله فإنه يحصل تلك المصالح كلها إذا علم بأنه ميت.

ولا يخفى عليكم بأن المسألة ربما تكون تقديرية، فقد يرى الطبيب بأن من المصلحة أن يخبر المريض لما هو عليه من رباطة جأش، وقوة إيمان، وقد يرى الطبيب بأن المريض لو أخبر ربما يزداد سوءاً على سوء؛ فهذا أدب أول نستفيده.

الأدب الثاني: حسن معاشرة الزوجة، وجميل ملاطفتها.

هنا السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: ( فما رابني إلا أني لم أعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أجده منه حين أمرض )، معنى ذلك: أن الهدي الدائم من النبي عليه الصلاة والسلام ملاطفة زوجاته، وحسن معاشرتهن، لكنه عليه الصلاة والسلام لما كان متأثراً بما يقوله الناس من الطعن في عرضه، فإنه ما كان يلاطف عائشة في مرضها، قالوا: ويستفاد من ذلك أن الزوج يكف عن الملاطفة، أو يقصر فيها من أجل أن تنتبه الزوجة للمخالفة التي وقعت فيها.

قالت: (إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف ).

(كيف تيكم؟) تقال للمؤنث، ويقابلها في المذكر كيف ذلكم؟ فما كان يزيد على ذلك صلوات ربي وسلامه عليه، ما كان يجلس عندها، بينما هديه عليه الصلاة والسلام حتى إذا زار مريضاً من أصحابه كان يجلس عند رأسه، ويقول له: ( كيف تجدك؟ )، ولربما سأله: هل يشتهي شيئاً؟ فإذا علم أنه يشتهي شيئاً ولا يضر، أمر له به، وكان يدعو ثلاثاً: اللهم اشف فلاناً، مثلما قال: ( اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً )، ولربما قال سبع مرات: ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )، ولربما رقاه، أي: استعمل الرقية، وكان عليه الصلاة والسلام يتفل على إصبعه ثم يضعه في تراب، ثم يضعه في موضع الألم ويقول: ( باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ).




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث 2767 استماع
تفسير سورة نوح [3] 2763 استماع
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع 2663 استماع
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول 2649 استماع
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] 2530 استماع
تفسير سورة يس [8] 2520 استماع
تفسير سورة يس [4] 2472 استماع
تفسير سورة يس [6] 2464 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] 2232 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع 2208 استماع