نصيحة للشباب


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

ثم أما بعد:

حقٌ على النصيحة ألا تكون طويلة، فإن شاء الله لن نطيل في الكلام إلا إن احتجت إلى بعض القصص والمواقف، فنستسمح منكم -أيها الإخوة- أن نستقطع من وقتكم الثمين هذه الدقائق.

قصتان ختم لصاحبيهما بسوء

ثلاثة شباب لا يعرفون من الدنيا إلا اللعب، واللهو، والطرب، والأغاني، والنساء، ذهبوا إلى مكانٍ يستمتعون مع النساء.. تخيل ماذا يفعلون؟! فلما جاء الليل قال أحد الثلاثة: سوف أذهب لآتي بالعشاء فذهب، فبقي اثنان، فتأخر الرجل، فانتظرا فلم يأتِ، فقال أحدهما: سوف أذهب لأنظر ما الذي أخره، فخرج بسيارته وفي أثناء الطريق رأى سيارة تحترق، فتوقف، ثم نزل يبحث داخل السيارة فإذا صاحبه يحترق، أخرجه بسرعة ونظر إليه وهو يصرخ ويقول: النار، النار، النار، يقول: أخذته في السيارة ولا زال يلفظ أنفاسه الأخيرة، يقول: فأسرعت بالسيارة إلى المستشفى وأنا أنظر إليه، فتخنقني العبرة، فتوقفت ليلفظ أنفاسه الأخيرة، نظرت إليه فإذا به يريد أن يتكلم، فكان يردد ويقول: ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ فقلت له: من هو؟ يقول: فخرج بصوتٍ كأنه من بئر فقال: الله، الله، ثم خرجت روحه، فبكى صاحبه يقول: وكانت بدايتي للهداية إلى هذا الطريق.. طريق الاستقامة.

استمع إلى موقفٍ آخر:

رجلٌ من أهل الخليج، كبيرٌ في السن، لا يعرف من الدنيا إلا الخمور، سافر إلى دولة غربية، دخل في غرفة الفندق، وأغلق على نفسه الباب بعد أن جمعت الغرفة زجاجات الخمور، فأخذ يشرب ويشرب حتى أحس بالغثيان، دخل -أجلكم الله- في دورة المياه ليرجع ما شربه، انتظره أهل الفندق يوماً أو يومين أو ثلاثة فلم يخرج من غرفته، طرقوا عليه الباب فلم يجب، ثم كسروا عليه الباب وفتحوا فإذا برأسه في مكان المجاري، وقد زهقت روحه قبل ثلاثة أيام.

قصة ثالثة:

قصة صحابيين ختم لهما بخير

استمع -عبد الله- قبل أن أبدأ بالنصيحة، إلى بلال بن رباح مؤذن رسول الله، تحضره الوفاة.. أتدري ماذا قال قبلها؟

غداً نلقى الأحبة      محمداً وصحبه

ثم نطق بالشهادة وخرجت روحه.

حرام بن ملحان، يضرب بخنجرٍ في صدره قبل الموت، فأخذ الدم ومسح به وجهه، ثم قال: : [الله أكبر! فزت ورب الكعبة.. الله أكبر! فزت ورب الكعبة].

السبب في خاتمة السوء

عبد الله: انظر إلى هؤلاء وأولئك.. أتعرف الفرق بينهما؟ الفرق أن الأول كان يريد الدنيا: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ [هود:15].

إذا قلت له: ما أمنيتك في الحياة؟

قال: أصير لاعباً.

وإذا قلت للآخر: ما هدفك في الدنيا؟

قال: أصير مطرباً.

وإذا قلت لآخر: ماذا تريد من الدنيا؟

قال: الشهادة الدنيوية، والمال، وذاك البيت، وهذه السيارات.. وهذا ماذا يريد؟ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ [هود:15] حتى يصير مطرباً وصورته في الجرائد، أو لاعب كرة ويعطى أعلى الجوائز، أو يصبح له أعلى الشهادات وأكثر الأموال، ويركب أفخم السيارات، ثم ماذا؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:16].

والشاب الذي تمتع في الدنيا ما بين لعبٍ ولهو، وأغانٍ وسفر، وسيارات وعاهرات.. وغيرها من الملهيات، فأتته ساعة الوفاة وهو يلعب، أو وهو نائم، أو وهو يضحك أو يلهو، أو في السيارة، وتذكر صاحباً لك، جيء بخبره أتذكر فلاناً؟ نعم. كان معنا في المدرسة، أو كان يلعب معنا الكرة، أو كان يقود السيارة.

شاب صغير توفي بحادث انقلبت به السيارة وزهقت نفسه، تخيل أنك هو! أتته ساعة الوفاة، فإذا به ينظر من هذا؟ إنه ملك الموت، ما الذي أمامه؟ إنهم ملائكة، مد البصر، لقد خاف وارتعد، واضطرب وصرخ، وبدأ ملك الموت يجر الروح، من شدة الخوف لا تخرج الروح، إنما تتوزع في الجسد، وملك الموت ينزع الروح وهي تثبت، حتى تتقطع العروق والمفاصل، فلو رأيت حاله في تلك اللحظة لرأيته يصيح ويبكي، بل لعله كان رجلاً شجاعاً، فتراه ينتفض.. ما باله؟ إن ملك الموت ينتزع روحه وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً [النازعات:1] يبكي وينظر من حوله، إما أن يكونوا أصحابه حملوه إلى المستشفى، أو لعل أمه تبكي، أو لعل أباه قد أتى بالطبيب، أو لعل الإخوة ينظرون إلى حاله، وهذا تدمع حاله، وهذا يبكي، وذلك ينوح، ومن حوله في وادٍ وهو في وادٍ آخر.

كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ [القيامة:26]* وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ [القيامة:27] ينظر إليهم فأتوا بالراقين وبالطبيب وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ [القيامة:28] أتعرف من يفارق؟

إنه يفارق المدرسة والصحبة والكرة.. مسكين! يفارق السيارة والفتاة التي كان يعشقها.. إنه فارق الدنيا وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ [القيامة:28] غسل وإذا به في الكفن ووضعت رجله مع الرجل الأخرى وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ [القيامة:29] ويلها أين تذهبون بها؟ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ [القيامة:30] إلى الآن لقد ضيع حياته فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى [القيامة:31-32] كان في الدنيا إن صلى فلأجل إخوانه وأصحابه، فإذا اختلى بنفسه لا صدق ولا صلى؛ بل لعله يرائي الناس، إن رأوه صلى، وإن لم يره أحد لم يصلِّ، لا يعرف من الدنيا إلا المرأة والضحك واللعب والكرة والسيارة.

ثلاثة شباب لا يعرفون من الدنيا إلا اللعب، واللهو، والطرب، والأغاني، والنساء، ذهبوا إلى مكانٍ يستمتعون مع النساء.. تخيل ماذا يفعلون؟! فلما جاء الليل قال أحد الثلاثة: سوف أذهب لآتي بالعشاء فذهب، فبقي اثنان، فتأخر الرجل، فانتظرا فلم يأتِ، فقال أحدهما: سوف أذهب لأنظر ما الذي أخره، فخرج بسيارته وفي أثناء الطريق رأى سيارة تحترق، فتوقف، ثم نزل يبحث داخل السيارة فإذا صاحبه يحترق، أخرجه بسرعة ونظر إليه وهو يصرخ ويقول: النار، النار، النار، يقول: أخذته في السيارة ولا زال يلفظ أنفاسه الأخيرة، يقول: فأسرعت بالسيارة إلى المستشفى وأنا أنظر إليه، فتخنقني العبرة، فتوقفت ليلفظ أنفاسه الأخيرة، نظرت إليه فإذا به يريد أن يتكلم، فكان يردد ويقول: ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟ فقلت له: من هو؟ يقول: فخرج بصوتٍ كأنه من بئر فقال: الله، الله، ثم خرجت روحه، فبكى صاحبه يقول: وكانت بدايتي للهداية إلى هذا الطريق.. طريق الاستقامة.

استمع إلى موقفٍ آخر:

رجلٌ من أهل الخليج، كبيرٌ في السن، لا يعرف من الدنيا إلا الخمور، سافر إلى دولة غربية، دخل في غرفة الفندق، وأغلق على نفسه الباب بعد أن جمعت الغرفة زجاجات الخمور، فأخذ يشرب ويشرب حتى أحس بالغثيان، دخل -أجلكم الله- في دورة المياه ليرجع ما شربه، انتظره أهل الفندق يوماً أو يومين أو ثلاثة فلم يخرج من غرفته، طرقوا عليه الباب فلم يجب، ثم كسروا عليه الباب وفتحوا فإذا برأسه في مكان المجاري، وقد زهقت روحه قبل ثلاثة أيام.

قصة ثالثة:

استمع -عبد الله- قبل أن أبدأ بالنصيحة، إلى بلال بن رباح مؤذن رسول الله، تحضره الوفاة.. أتدري ماذا قال قبلها؟

غداً نلقى الأحبة      محمداً وصحبه

ثم نطق بالشهادة وخرجت روحه.

حرام بن ملحان، يضرب بخنجرٍ في صدره قبل الموت، فأخذ الدم ومسح به وجهه، ثم قال: : [الله أكبر! فزت ورب الكعبة.. الله أكبر! فزت ورب الكعبة].

عبد الله: انظر إلى هؤلاء وأولئك.. أتعرف الفرق بينهما؟ الفرق أن الأول كان يريد الدنيا: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ [هود:15].

إذا قلت له: ما أمنيتك في الحياة؟

قال: أصير لاعباً.

وإذا قلت للآخر: ما هدفك في الدنيا؟

قال: أصير مطرباً.

وإذا قلت لآخر: ماذا تريد من الدنيا؟

قال: الشهادة الدنيوية، والمال، وذاك البيت، وهذه السيارات.. وهذا ماذا يريد؟ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ [هود:15] حتى يصير مطرباً وصورته في الجرائد، أو لاعب كرة ويعطى أعلى الجوائز، أو يصبح له أعلى الشهادات وأكثر الأموال، ويركب أفخم السيارات، ثم ماذا؟ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:16].

والشاب الذي تمتع في الدنيا ما بين لعبٍ ولهو، وأغانٍ وسفر، وسيارات وعاهرات.. وغيرها من الملهيات، فأتته ساعة الوفاة وهو يلعب، أو وهو نائم، أو وهو يضحك أو يلهو، أو في السيارة، وتذكر صاحباً لك، جيء بخبره أتذكر فلاناً؟ نعم. كان معنا في المدرسة، أو كان يلعب معنا الكرة، أو كان يقود السيارة.

شاب صغير توفي بحادث انقلبت به السيارة وزهقت نفسه، تخيل أنك هو! أتته ساعة الوفاة، فإذا به ينظر من هذا؟ إنه ملك الموت، ما الذي أمامه؟ إنهم ملائكة، مد البصر، لقد خاف وارتعد، واضطرب وصرخ، وبدأ ملك الموت يجر الروح، من شدة الخوف لا تخرج الروح، إنما تتوزع في الجسد، وملك الموت ينزع الروح وهي تثبت، حتى تتقطع العروق والمفاصل، فلو رأيت حاله في تلك اللحظة لرأيته يصيح ويبكي، بل لعله كان رجلاً شجاعاً، فتراه ينتفض.. ما باله؟ إن ملك الموت ينتزع روحه وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً [النازعات:1] يبكي وينظر من حوله، إما أن يكونوا أصحابه حملوه إلى المستشفى، أو لعل أمه تبكي، أو لعل أباه قد أتى بالطبيب، أو لعل الإخوة ينظرون إلى حاله، وهذا تدمع حاله، وهذا يبكي، وذلك ينوح، ومن حوله في وادٍ وهو في وادٍ آخر.

كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ [القيامة:26]* وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ [القيامة:27] ينظر إليهم فأتوا بالراقين وبالطبيب وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ [القيامة:28] أتعرف من يفارق؟

إنه يفارق المدرسة والصحبة والكرة.. مسكين! يفارق السيارة والفتاة التي كان يعشقها.. إنه فارق الدنيا وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ [القيامة:28] غسل وإذا به في الكفن ووضعت رجله مع الرجل الأخرى وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ [القيامة:29] ويلها أين تذهبون بها؟ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ [القيامة:30] إلى الآن لقد ضيع حياته فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى [القيامة:31-32] كان في الدنيا إن صلى فلأجل إخوانه وأصحابه، فإذا اختلى بنفسه لا صدق ولا صلى؛ بل لعله يرائي الناس، إن رأوه صلى، وإن لم يره أحد لم يصلِّ، لا يعرف من الدنيا إلا المرأة والضحك واللعب والكرة والسيارة.