خطب ومحاضرات
تفسير سورة سبأ [19-21]
الحلقة مفرغة
قال الله تعالى: فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [سبأ:19].
لا نزال مع كتاب ربنا وهو يقص علينا قصة سد مأرب، وقصة قوم سبأ وكيف كانوا في رغد من العيش، وكانوا في نعمة شاملة، وكانوا في نعم متضافرة، وكانوا يعيشون بما أكرمهم الله به من أرزاق من فوقهم ومن تحت أرجلهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وكانت قراهم متصلة تُعد ثلاثة آلاف وسبع مائة قرية من أرض اليمن، من مأرب إلى أرض الشام، وبين كل قرية وقرية قُدّر فيها السير، فلا يكاد يقطعون ساعة إلا ويرون قرى ويرون نعماً وثمرات وفواكه، حتى إن المرأة إذا كانت متنقلة بين قرية وقرية يكفي أن تذهب وعلى رأسها مكتل، وإذا بالثمار تتساقط في هذا المكتل ولا تحتاج إلى جمع، ثم تجلس فتأكل مما تشتهيه نفسها، قال ربنا: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ [سبأ:18] هذه القرى ذات الأشجار المثمرة اليانعة، والمياه المتدفقة من أرض اليمن إلى أرض الشام، وهم في ظلال من الأشجار وفواكه دانية، ولكنهم أعرضوا عن الله وعن طاعته، فكان جزاؤهم جزاء من كفر بعد إيمان، وجحد النعمة بعد إسلام، فأبدلهم الله جنتين ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ:16]، ثم عادوا فدعوا ربهم كما دعاه اليهود ومشركو الجزيرة عندما كانوا يأكلون من المن والسلوى ونعم الله الدافقة، وبعد أن أكرمهم الله وأنقذهم من فرعون وهامان وقومهما، وإذا بهم يأخذهم البطر ويأخذهم التيه بهذه النعم، فيسألون موسى وهارون أن يُرزقوا من بقلها وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها؛ وهكذا انقلب عليهم ما كانوا فيه من النعم إلى قحط وأرض يابسة لا تكاد تُثمر، وأرض جافة لا يكاد يجدون ماء للشرب؛ وهكذا هؤلاء.
وطلبوا كما طلب الكفار إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ [الأنفال:32] فأُرسلت، لكن قوم محمد صلى الله عليه وعلى آله أُكرموا بالنبي عليه الصلاة والسلام فلم يُصابوا بسوء مدة وجوده بين أظهرهم، ومدة حياته عليه الصلاة والسلام تكرمة له.
فقال هؤلاء: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا بطروا النعمة فأرادوا أن تكون هناك مفاوز وقرى بعيدة بعضها عن بعض، فيتزودون لها، ويركبون الرواحل أسابيع وأشهراً، فالله جل جلاله استجاب لهم وكانوا هم الذين ظلموا أنفسهم، فأنهى ما كانوا فيه من نعمة، وسلّط عليهم القحط، وسلّط عليهم من جاء إلى سد مأرب فجعله كأنه لم يغن بالأمس، جعله خراباً يباباً، فخربت جدرانه، وذهبت مياهه، وساقت أمامها جميع مدن اليمن، وجميع شجره وبساتينه، وتفرقوا وتشتتوا في كل موقع كما قال ربنا: فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا ، وقرئ في السبع: بَعِّدْ أي: اجعل بين أسفارنا -أسفار: جمع سفر- مسافات بعيدة، بمعنى: لا نُريد هذا القرب بين هذه القرى، ولكن باعد بينها، وإذا بالله الكريم يجيبهم لما طلبوا بعد أن بطروا النعمة وجحدوها وكفروا بنعمة الله، فضاع سد مأرب، فذهبت المياه، ويبست الأشجار، وذهبت الفواكه، وماتت الدواب والشاء والطير، سواء الداجن أو البري، وإذا بهم لا يجدون طعاماً يُغنيهم ولا شراباً يرويهم، فتشتتوا في أقطار الأرض.
فقوله تعالى: وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ أي: ظلموها بالكفر والجحود، وظلموها بما طلبوا لأنفسهم من عذاب ومحنة، فاستجاب الله لهم، يقول تعالى: فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ذهبوا في أمس الدابر، وانتقلوا من شهرة واسعة إلى أسماء تُذكر، فيسير الناس على ذكرهم وعلى غريب قصصهم ويملئون المجالس بحديثهم، وأنه كان يوماً من الأيام وفي سنة من السنين قوم يقال لهم: قوم سبأ، كان لهم من الخيرات ومن النعم والأرزاق، وكان لهم أنبياء تعددوا وتكاثروا، وإذا بهم في يوم من الأيام رجعوا للكفر والردة، وأضاعوا ما أوتوا من الإيمان والتوحيد، فضاع بضياعهم خيرهم وبلادهم وجعلوا أحاديث.
قال تعالى: وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ أي: فرّقهم الله تفريقاً، وشتت جمعهم وشملهم، وأصبحوا كدابر الأمس، كأن لم يغنوا فيها يوماً من الأيام، وتشتتت القبائل فذهبت الأزد إلى عمان، والأوس والخزرج إلى المدينة، وغسّان إلى الشام، وخزيمة إلى العراق، وخزاعة إلى تهامة..، وهكذا تشتتوا طرائق وأحزاباً ومللاً ونحلاً، فأصبحوا يُضرب بهم المثل، وكل هذه القبائل في أصولها من قوم سبأ، وهو: ابن يشجب بن قحطان .
فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ بهذا الدعاء فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ انتقلوا من صفوف قائمة، وقبائل حية إلى فناء، ولم يبق إلا ذكرهم على الورق، وفي ألسنة الناس يسمر عليهم بحكايات وقصص.
قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ الإشارة لسبأ لما كانوا فيه من نعمة وأمان وعيش رغد وحضارة، ثم انقلب عليهم الأمر عندما جحدوا ربهم وكفروا بدينه وعصوا رسله، فسلب عنهم هذه النعم، ولا يبدّل الله ما بقوم إلا بعد أن يبدّلوا ما بأنفسهم؛ فأصبحوا مثلاً ضربه الله لأهل مكة، ولكفار الجزيرة والعالم إذا هم أبوا وأصروا على الجحود والكفران، وإذا هم صنعوا ذلك يصنع الله بهم ما صنعه في قوم سبأ، يشتتون ويمزّقون، ويصبحون أحاديث، وقد فعل هذا ربنا، فأين فارس؟ وأين الروم؟ وأين دول عاصرناها كانت تُعتبر الدول الأولى في الأرض؟ وإذا بها آبت ورجعت للذل والهوان والفقر والحاجة، واستولى عليها من كانوا تحت حكمها وتحت سُلطانها!
فعندما جحد المؤمنون عوقبوا، وعندما أصر الكافرون زاد الله من محنتهم وعذابهم.
فقوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أي: لعلامات على قدرة الله جل جلاله، وهو القادر على كل شيء، يرزق ويكرم ويُعطي ويُعز، حتى إذا جحد من أُنعم عليه نعم الله نزعها وسلبها منه، وأعاده إلى الذل والفقر والجوع والحاجة.
قوله: صَبَّارٍ شَكُورٍ صبّار: صيغة مبالغة، أي: شديد الصبر، يصبر على طاعة الله ويصبر على ترك المنكرات والمعاصي، يُمهل نفسه ويعقلها طاعة لله وبعداً عن الأرجاس.
قوله: شَكُورٍ أي: كثير الشكر، يشكر الله في كل أحواله بأركانه ولسانه، يشكره مصلياً ويشكره مزكياً وصائماً وحاجاً، يشكره بلسان الحمد لله رب العالمين، فيفرده بالحمد، ومن حُمِدَ إنما هو حمد مجازي، فالله المكرم والمنعم وهو الذي حرّك قلب ذلك العبد الذي قدّم لك خدمة أو قدّم لك إحساناً، فالمشكور هو الله دوماً واستمراراً.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه -في مسند أحمد - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن كل خير، إذا أصابه خير حمد الله وشكر، وإذا أصابته مصيبة حمد الله وصبر) فهو على كل حال مأجور، يؤجر حتى باللقمة يرفعها إلى في امرأته، ويؤجر بالنفقة على عياله؛ فالمؤمن على كل حال مأجور .. شاكر للنعمة صابر على البلوى، ولهذا الحديث شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيحي البخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبت للمؤمن هو في خير أبداً إذا أُنعم عليه شكر، وإذا بُلي صبر، وهو في كل حال مأجور مثاب) أو كما قال عليه الصلاة والسلام؛ وهكذا المؤمن يرى أن كل ما يحصل عليه هو من الله، فيفرح لكرمه ولنعمه ويشكر الله عليها، ويصبر على قضاء الله، ويقول: هي كفارات للذنوب ورفع للدرجات، وهكذا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمن ليؤجر حتى في الشوكة يشاكها) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
قال تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20] هؤلاء الكفرة بالله في قديم الزمان وفي حاضره وفي مستقبله، أتباع الشيطان وحزبه، ولقد صدق الشيطان فيهم، أي: صدّقوا ظنونه، فإبليس عندما تكبّر أبى السجود لآدم، ثم طرده الله من الجنة، وطلب أن يُنظر إلى يوم البعث، أجابه الله لطلبه، فأخذ عند ذلك يتوعد آدم وذريته وقال: وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر:39] ، وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف:17] وَلَأُضِلَّنَّهُمْ [النساء:119] قال ذلك ظناً منه، فإنه لا يعلم الغيب إلا الله، فاحتمل ذلك وظن ذلك رجماً بالغيب، وإذا بالأمر كان كما ظنه الشيطان، فكفر المشركون فصدق فيهم ظن إبليس، حيث انتقلوا من حزب الله إلى حزب الشيطان، ومن شكر النعم إلى جحودها وكفرها، ومن حمد الله إلى الكفر بالله، وهكذا أصبحوا من حزب الشيطان وأنصاره، وما ذلك الظن إلا عندما أغوى آدم وحواء، فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها، عند ذلك قال في نفسه: إن كنت أغويت الأبوين وهما من هما، فالأولاد مهما كانوا فهم أضعف عند الصبر على مثل هذه الطاعة، وعلى وساوسي وإغوائي؛ فأخذ يظن ويتوعد ويقول: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ [النساء:119] ، وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر:39] ، وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف:17] وهكذا سمى الله هذا الظن صدقاً قال تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20] فكانوا من أتباع الشيطان، كفروا بكفره وجحدوا بجحوده، وخالفوا بمخالفته، وتكبروا على الله وعباده بتكبره، فكانوا بذلك من جماعة الشيطان، فأوقدت جهنم لهم ولأمثالهم من الكفار والعصاة.
قال تعالى: فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فريق: مستثنى منقطع أي: اتبعه هؤلاء إلا فريق المؤمنين، أي: إلا المؤمنين جميعاً أهل التوحيد والعبادة والإيمان بالله وبرسوله، وفسّر قوم إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إلا طائفة من بين المؤمنين، وليس جميع المؤمنين، فنحن نرى في المؤمنين من يعصي الله ويرتكب الكبائر، والمعنيان صحيحان، فهم اتبعوه في المخالفة الفرعية، أما الاتباع في أصل الشرك وأصل الكفر فليسوا كذلك. ومن قال: إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي: إلا جماعة من بينهم، فالمعنى: لم يعصه إلا المؤمنون الكاملون الذين عصمهم الله من بين الأنبياء والرسل، والذين كانت حسناتهم أكثر من سيئاتهم، وإذا أساءوا بادروا إلى التوبة، ومن تاب تاب الله عليه، وخير المؤمنين الواهي الراقع، وخير المؤمنين من إذا أذنب عوض ذنبه بحسنة، قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114] فهم على كل حال اتبعوهم في الفروع، وعصوهم في الأصول، وهم على كل حال في خير، وفرق كبير بينهم وبين المشركين، فأولئك حزب الشيطان، أما المؤمن الذي مات على التوحيد والإيمان بالله وبرسله فهو على خير على كل حال، إما أن يغفر الله له، وإما أن يعذبه ثم المآل إلى الجنة، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
قال تعالى: وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ [سبأ:21] .
يقول الله: لم يكن لإبليس والشيطان سلطان على العباد، أي: استيلاء وتسلط، ولكن الله سلّطه اختباراً وابتلاء؛ ليعلم من يؤمن بالآخرة، أي: من كان مؤمناً بالله ورسله واليوم الآخر، وبما أوجب الله ورسوله من الإيمان به، ثم الإيمان بالكتب وبالقدر خيره وشره وبجميع العقائد الإسلامية، فالله لم يجعل للشيطان سبيلاً ولم يجعل له استيلاء وتسلطاً إلا ليعلم علم ظهور ووقوف، أما العلم السابق في الأزل -علم الغيب- فقد قدّر الله ذلك قبل أن يخلق الكون وقبل أن يخلق العوالم بألفي عام؛ ولكن العلم هنا علم الظهور والوقوف، والله يعلم ذلك قبل أن يكون وكيف سيكون، فهو ابتلاء من الله لهؤلاء، فصبر من صبر على البلاء وانتصر على الشيطان، وأبى إلا أن يكون مطيعاً لله ولرسوله وأن يكون من حزب الله، فآمن بالله ورسله والآخرة فلم يكن للشيطان عليه سبيل، فإن وسوس له ساعة من الزمن سرعان ما يعود للتوبة وللاستغفار، يقول الله: إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ أي: ليظهر حقيقة دين المؤمن باليوم الآخر، وحقيقة دين الكافر الذي هو في شك من الآخرة ولا يؤمن بها حقيقة واقعة، ولا يؤمن بالله وحده، ولا بالكتاب كتاباً من الله، ولا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً لله وخاتماً فابتلي بالشيطان ووسواسه فلم يصبر على ذلك وسرعان ما تهدم وسقط، وعند الامتحان يُعز المر أو يُهان، وقد امتُحن فرسب ولم ينجح.
قوله: وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ [سبأ:21] أي: وربك الله على كل شيء رقيب، يحفظ المؤمن الذي يسعى لتطهير قلبه، فإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ فإذا كان الله في قلبه عقيدة وإيمان ثبت وانتصر على إبليس، وإن كان مرتاباً شاكاً متردداً متزعزعاً بعقيدته رسب وخسر وخاب وأصبح ممن صدّق إبليس ظنه فيه، فالله رقيب على الخلق يعلم الصالح من المفسد، ويحسن إلى الصالح، قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7-8] .
قال الإمام الحسن البصري : لم يكن للشيطان سلطان ولا قوة، ولا ضربهم بعصا ولا أجبرهم بمال ولا ألزمهم بسلطان، ولكنه منّاهم ووعدهم وأغراهم بالنزوات والشهوات فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين، فلم يكن له عليهم في الأصل قوة ولا سلطان يجبرهم ويلزمهم بالكفر بالله، ولكن أنفسهم أضاعوا وأنفسهم ظلموا فخابوا وخسروا في الدنيا والآخرة.
استمع المزيد من الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
تفسير سورة سبأ [39-41] | 2922 استماع |
تفسير سورة سبأ [34-38] | 2717 استماع |
تفسير سورة سبأ [12-14] | 2306 استماع |
تفسير سورة سبأ [7-9] | 2111 استماع |
تفسير سورة سبأ [42-47] | 2064 استماع |
تفسير سورة سبأ [1-6] | 1691 استماع |
تفسير سورة سبأ [15-19] | 1671 استماع |
تفسير سورة سبأ [22-27] | 1387 استماع |
تفسير سورة سبأ [27-33] | 1372 استماع |
تفسير سورة سبأ [10-13] | 1008 استماع |