شرح حديث جبريل في الإسلام والإيمان [4]


الحلقة مفرغة

وصلنا إلى قول جبريل عليه السلام: ( فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).

ما يتحقق به الإحسان

سأل هنا عن الإحسان بعدما سأل عن الإسلام والإيمان, والإحسان لا يخرج عن الإسلام، ولا يخرج عن الإيمان؛ لأنه من جهة الحقيقة الإحسان كما في تعريفه أن تعبد الله, بماذا تعبده؟ تعبده بالإسلام أو الإيمان على ما تقدم, ولكن أراد أن يبين أن ثمة مراتب للإسلام والإيمان من جهة العمل في كل أمر, فمثلاً الإيمان بالله ثمة أمر لا يثبت الإيمان إلا به, وثمة أشياء هي من الإحسان أن تتعرف على الله، فتحصي أسماء الله وتتبعها من كتابه, وتعرف ما تقف عليه من آثارها على العبد ومعانيها وغير ذلك مما جاء في كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكذلك أن تتعرف على حق الله عز وجل في معرفة صفاته الواردة في كتابه وفي سنته عليه الصلاة والسلام, وأن تتعرف بحق الله في ألوهيته وما يصرف له من عبادة, وأي العبادات أحب إليه من غيره، وهذا له أثر أيضاً على الإنسان.

أعلى مراتب الإحسان

هنا سأله عن الإحسان بعدما سأله عن الإسلام والإيمان ليعلم الصحابة مراتب العمل وأفضلها في ذلك, فقال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)، وأعلى مراتب الإحسان في هذا أن يأتي الإنسان بأعظم الأعمال وأحبها عند الله على الوجه الذي يريده الله, فيصلي لله على الوجه الذي يريده الله سبحانه وتعالى بوجه الكمال, وذلك أن الصلاة هي أعظم العبادات العملية, فالإحسان في الصلاة أعظم من الإحسان في الزكاة, والإحسان في الزكاة أعظم من الإحسان في الصيام, والإحسان في الصيام أعظم من الإحسان في الحج وهكذا.

فإذا أحسن الإنسان في عبادة هي أعظم عند الله من غيرها فهو أعظم عند الله عز وجل أجراً, ولهذا تأخر السؤال عن الإحسان بعد تقرير معاني الإسلام وتقرير معاني الإيمان, والإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره واليوم الآخر هذه كلها فيها إحسان، ولا يثبت الإيمان والإسلام إلا به, وفيها إحسان زائد يتلقى فيه الإنسان, ويعلم حقائق اليوم الآخر, سواء بالوعظ والترغيب والترهيب، فيعرف الميزان، ويعرف الصراط فيما يقوي إيمانه, ويعرف صفات أهل النار والذنوب التي توجب النار، وحال المنافقين، وهم في الدرك الأسفل من النار لماذا دخلوها؟ أهل الجنة، مراتب أهل الجنة ودرجاتهم, والشفاعة ما يتعلق في ذلك, وكلما ازداد الإنسان في ذلك ازداد في ذلك إحساناً.

وهنا اختصر هذا المعنى ليدخل فيه كل هذه الدائرة؛ فلما سأله عن الإحسان قال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه), تعبده بماذا؟ تعبده بالإيمان به, بأركان الإيمان، تعبده أيضاً بأركان الإسلام.

قال: (أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا نوع من تقريب هذا المعنى، جانب من جوانب الإحسان, وذلك أن الإنسان مفطور على التأثر بالمشاهدة, فيتأثر بالمشاهدة ما لا يتأثر بالغير, وهذا أمر فطري, فالإنسان إذا كان أجيراً عند أحد، ثم جاء سيده أو مديره فإنه يتقن العمل, وإذا غاب عنه ضعف حساً عن النشاط في ذلك، والإنسان إذا كان أجيراً كأن يكون مثلاً راعياً في غنم عند سيده أو فلاحاً في بستانه، أو يكون تاجراً في متجره يعمل عنده، فإذا حضر صاحب العمل ينشط الإنسان فطرة, وإذا غاب فإنه يفتر؛ لماذا؟ للأصل الفطري في ذات الإنسان في مسألة الغيب والشهادة, ولما تأثر في هذا وغلب على طبع الإنسان في التعامل مع الناس التفريق بين الغيب والشهادة، يغيب عن الإنسان شعر أو لم يشعر، أن الله عز وجل يختلف سبحانه وتعالى عن ذلك, فليس بحاجة أن تراه ليعلمك, والله سبحانه وتعالى لا يعلم حتى يتجلى لك, فهو يراك وإن لم تكن تراه, قال: ( أن تعبد الله كأنك تراه ), يعني: كأنه أمامك، كيف تكون الصلاة, وكيف يكون الصيام, وكيف تكون الزكاة, وكيف يكون الحج من جهة الإتقان والخشوع والخضوع لله, كيف يكون إذا كنت تؤديها على مقدار معين لو أن الله أمامك، فاعبد الله وأنت لا تراه, واعلم أنه يراك في الحالين, رأيته أنت أو لم تره.

فذكر معنى الإحسان هنا قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) , يعني: أن تأثرك في الغيب والشهادة لا أثر له في تعلق علم الله عز وجل بك, فالله يعلم حالك ولو لم تراه, وأما تعلقك بالرؤية والغيب من جهة العلم وعدمه فلا أثر له في الجانب الآخر وهو علم الله سبحانه وتعالى فيها. وهذا أعلى مراتب الإحسان.

الإحسان الواجب والمستحب في جانب العبادات

وما من عبادة من العبادات إلا وفيها إحسان واجب وإحسان مستحب, والإحسان الواجب هو أن يفعل الإنسان المأمور ويجتنب المنهي، ففي الصلاة مثلاً يأتي الإنسان بالأركان والواجبات, ويجتنب المنهيات في الصلاة كافتراش السبع ونقرة الغراب وإقعاء الكلب وغير ذلك، هذه منهيات وجاء بالواجبات، هذا الإحسان الواجب.

والإحسان المستحب ما هو؟ الزيادة في الخشوع, الإطالة في الصلاة, الزيادة في الطمأنينة في الصلاة, وأن يطيل القيام والقراءة, ويتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام, وما هو الدعاء الذي كان يقوله؟ ولو تركت في الصلاة مثلاً في دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: ( يا مصرف القلوب صرف قلبي على دينك ) , لو تركه هل ترك واجباً؟ ما ترك واجباً, لكن لو فعله فعل إحساناً مستحباً.

وكذلك في الحج ثمة إحسان واجب وإحسان مستحب, فالإحسان الواجب أن يأتي بالواجبات والأركان، ويجتنب المنهيات والآثام, وكذلك بالنسبة للمستحب في ذلك أن يأتي بالسنن؛ كالاغتسال في الميقات, والتهليل والتكبير, والتلبية وتعهدها, والتكبير عند كل شرف, والتسبيح عند كل هبوط, والاغتسال عند دخول الحرم, وتقبيل الحجر, والرمل, والاضطباع, وصلاة الركعتين على قول الجمهور, ورفع اليدين على الصفا, فهذه مستحبات لا تؤثر على أصل العمل، لكنه إحسان.

لكن ما هو الذي يعرف الإنسان مقامه في جانب الإيمان؟ يعرف مقامه في جانب الإيمان, وفي جانب المستحبات، كلما ازداد فيها ازداد إيماناً؛ لأن قوة العلم بأن الله يراك تزداد لدى الإنسان, فإذا غابت أزلت المستحب حتى أكلت من الواجب, ولهذا ترى بعض الناس يصلي وينظر للسماء, أو يقعي أو يفترش أو ينقر نقرة الغراب أو غير ذلك من المنهيات فهذا تجاوز المستحبات، ووقع في المنهيات.

إذاً: هل هو من المحسنين؟ ليس من المحسنين.

ولهذا الأصل في المحسن أنه يفعل المستحب, أما من ترك الواجب فلا يسمى محسناً, فالإحسان هو الزيادة في قدر المستحب في كل عبادة من العبادات, ولهذا الأولياء والأصفياء يبحثون عن المفقود من المستحب ليزيدوا ولا ينظروا إلى المفقود من الواجب؛ لأنه لا مفقود في الواجبات عندهم, ولأن المفقود من الواجب تاركه لا يسمى محسناً أصلاً, وإنما يسمى مقصراً عاصياً، فإذا جاء بمقدار الكمال فيما عدا ذلك فإنه يسمى إحساناً.

منزلة استحضار رؤية الله للعبد

قال صلى الله عليه وسلم: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، وهذا أيضاً إذا استحضره الإنسان في كل عمل وفعل أن الله يراه, ويستحضر كأن الله أمامه حقيقة هو يراه, تتغير عبادته في ذلك, وهذا فيه إشارة إلى قوة اليقين وضعفه في قلوب الناس, فمن الناس من يبلغ مرتبة في اليقين عبادته في الخفاء كعبادته في العلن خشوعاً وتضرعاً وبكاء وحضور قلب وإطالة صلاة, ومن الناس في العلن من يطيل الصلاة ويخشع إذا رأى الناس, والمقدار بين السر والعلانية هذا هو مقدار الرياء, لا إحساناً للخالق في الغالب، وإنما إحسان للمخلوق, والإحسان للمخلوق الذي يحسن في السر والعلانية هو المحسن حقيقة, فتستوي صلاته، ويستوي صيامه، وتستوي عبادته على حد سواء.

سأل هنا عن الإحسان بعدما سأل عن الإسلام والإيمان, والإحسان لا يخرج عن الإسلام، ولا يخرج عن الإيمان؛ لأنه من جهة الحقيقة الإحسان كما في تعريفه أن تعبد الله, بماذا تعبده؟ تعبده بالإسلام أو الإيمان على ما تقدم, ولكن أراد أن يبين أن ثمة مراتب للإسلام والإيمان من جهة العمل في كل أمر, فمثلاً الإيمان بالله ثمة أمر لا يثبت الإيمان إلا به, وثمة أشياء هي من الإحسان أن تتعرف على الله، فتحصي أسماء الله وتتبعها من كتابه, وتعرف ما تقف عليه من آثارها على العبد ومعانيها وغير ذلك مما جاء في كلام الله أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكذلك أن تتعرف على حق الله عز وجل في معرفة صفاته الواردة في كتابه وفي سنته عليه الصلاة والسلام, وأن تتعرف بحق الله في ألوهيته وما يصرف له من عبادة, وأي العبادات أحب إليه من غيره، وهذا له أثر أيضاً على الإنسان.

هنا سأله عن الإحسان بعدما سأله عن الإسلام والإيمان ليعلم الصحابة مراتب العمل وأفضلها في ذلك, فقال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)، وأعلى مراتب الإحسان في هذا أن يأتي الإنسان بأعظم الأعمال وأحبها عند الله على الوجه الذي يريده الله, فيصلي لله على الوجه الذي يريده الله سبحانه وتعالى بوجه الكمال, وذلك أن الصلاة هي أعظم العبادات العملية, فالإحسان في الصلاة أعظم من الإحسان في الزكاة, والإحسان في الزكاة أعظم من الإحسان في الصيام, والإحسان في الصيام أعظم من الإحسان في الحج وهكذا.

فإذا أحسن الإنسان في عبادة هي أعظم عند الله من غيرها فهو أعظم عند الله عز وجل أجراً, ولهذا تأخر السؤال عن الإحسان بعد تقرير معاني الإسلام وتقرير معاني الإيمان, والإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره واليوم الآخر هذه كلها فيها إحسان، ولا يثبت الإيمان والإسلام إلا به, وفيها إحسان زائد يتلقى فيه الإنسان, ويعلم حقائق اليوم الآخر, سواء بالوعظ والترغيب والترهيب، فيعرف الميزان، ويعرف الصراط فيما يقوي إيمانه, ويعرف صفات أهل النار والذنوب التي توجب النار، وحال المنافقين، وهم في الدرك الأسفل من النار لماذا دخلوها؟ أهل الجنة، مراتب أهل الجنة ودرجاتهم, والشفاعة ما يتعلق في ذلك, وكلما ازداد الإنسان في ذلك ازداد في ذلك إحساناً.

وهنا اختصر هذا المعنى ليدخل فيه كل هذه الدائرة؛ فلما سأله عن الإحسان قال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه), تعبده بماذا؟ تعبده بالإيمان به, بأركان الإيمان، تعبده أيضاً بأركان الإسلام.

قال: (أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا نوع من تقريب هذا المعنى، جانب من جوانب الإحسان, وذلك أن الإنسان مفطور على التأثر بالمشاهدة, فيتأثر بالمشاهدة ما لا يتأثر بالغير, وهذا أمر فطري, فالإنسان إذا كان أجيراً عند أحد، ثم جاء سيده أو مديره فإنه يتقن العمل, وإذا غاب عنه ضعف حساً عن النشاط في ذلك، والإنسان إذا كان أجيراً كأن يكون مثلاً راعياً في غنم عند سيده أو فلاحاً في بستانه، أو يكون تاجراً في متجره يعمل عنده، فإذا حضر صاحب العمل ينشط الإنسان فطرة, وإذا غاب فإنه يفتر؛ لماذا؟ للأصل الفطري في ذات الإنسان في مسألة الغيب والشهادة, ولما تأثر في هذا وغلب على طبع الإنسان في التعامل مع الناس التفريق بين الغيب والشهادة، يغيب عن الإنسان شعر أو لم يشعر، أن الله عز وجل يختلف سبحانه وتعالى عن ذلك, فليس بحاجة أن تراه ليعلمك, والله سبحانه وتعالى لا يعلم حتى يتجلى لك, فهو يراك وإن لم تكن تراه, قال: ( أن تعبد الله كأنك تراه ), يعني: كأنه أمامك، كيف تكون الصلاة, وكيف يكون الصيام, وكيف تكون الزكاة, وكيف يكون الحج من جهة الإتقان والخشوع والخضوع لله, كيف يكون إذا كنت تؤديها على مقدار معين لو أن الله أمامك، فاعبد الله وأنت لا تراه, واعلم أنه يراك في الحالين, رأيته أنت أو لم تره.

فذكر معنى الإحسان هنا قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) , يعني: أن تأثرك في الغيب والشهادة لا أثر له في تعلق علم الله عز وجل بك, فالله يعلم حالك ولو لم تراه, وأما تعلقك بالرؤية والغيب من جهة العلم وعدمه فلا أثر له في الجانب الآخر وهو علم الله سبحانه وتعالى فيها. وهذا أعلى مراتب الإحسان.

وما من عبادة من العبادات إلا وفيها إحسان واجب وإحسان مستحب, والإحسان الواجب هو أن يفعل الإنسان المأمور ويجتنب المنهي، ففي الصلاة مثلاً يأتي الإنسان بالأركان والواجبات, ويجتنب المنهيات في الصلاة كافتراش السبع ونقرة الغراب وإقعاء الكلب وغير ذلك، هذه منهيات وجاء بالواجبات، هذا الإحسان الواجب.

والإحسان المستحب ما هو؟ الزيادة في الخشوع, الإطالة في الصلاة, الزيادة في الطمأنينة في الصلاة, وأن يطيل القيام والقراءة, ويتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام, وما هو الدعاء الذي كان يقوله؟ ولو تركت في الصلاة مثلاً في دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: ( يا مصرف القلوب صرف قلبي على دينك ) , لو تركه هل ترك واجباً؟ ما ترك واجباً, لكن لو فعله فعل إحساناً مستحباً.

وكذلك في الحج ثمة إحسان واجب وإحسان مستحب, فالإحسان الواجب أن يأتي بالواجبات والأركان، ويجتنب المنهيات والآثام, وكذلك بالنسبة للمستحب في ذلك أن يأتي بالسنن؛ كالاغتسال في الميقات, والتهليل والتكبير, والتلبية وتعهدها, والتكبير عند كل شرف, والتسبيح عند كل هبوط, والاغتسال عند دخول الحرم, وتقبيل الحجر, والرمل, والاضطباع, وصلاة الركعتين على قول الجمهور, ورفع اليدين على الصفا, فهذه مستحبات لا تؤثر على أصل العمل، لكنه إحسان.

لكن ما هو الذي يعرف الإنسان مقامه في جانب الإيمان؟ يعرف مقامه في جانب الإيمان, وفي جانب المستحبات، كلما ازداد فيها ازداد إيماناً؛ لأن قوة العلم بأن الله يراك تزداد لدى الإنسان, فإذا غابت أزلت المستحب حتى أكلت من الواجب, ولهذا ترى بعض الناس يصلي وينظر للسماء, أو يقعي أو يفترش أو ينقر نقرة الغراب أو غير ذلك من المنهيات فهذا تجاوز المستحبات، ووقع في المنهيات.

إذاً: هل هو من المحسنين؟ ليس من المحسنين.

ولهذا الأصل في المحسن أنه يفعل المستحب, أما من ترك الواجب فلا يسمى محسناً, فالإحسان هو الزيادة في قدر المستحب في كل عبادة من العبادات, ولهذا الأولياء والأصفياء يبحثون عن المفقود من المستحب ليزيدوا ولا ينظروا إلى المفقود من الواجب؛ لأنه لا مفقود في الواجبات عندهم, ولأن المفقود من الواجب تاركه لا يسمى محسناً أصلاً, وإنما يسمى مقصراً عاصياً، فإذا جاء بمقدار الكمال فيما عدا ذلك فإنه يسمى إحساناً.




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح حديث جبريل في الإسلام والإيمان [1] 2532 استماع
شرح حديث جبريل في الإسلام والإيمان [3] 2163 استماع
شرح حديث جبريل في الإسلام والإيمان [2] 1982 استماع