خطب ومحاضرات
أمور تهم المرأة المسلمة
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعــد:
أيها الإخوة، أيتها الأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه لحظة وساعة مباركة إن شاء الله تعالى، نلتقي فيها معاً لمدارسة بعض المسائل والأسئلة والقضايا المتعلقة بالمرأة، وهذه الأمسية هي إجابة لأسئلة طرحت في محاضرات سابقة.
وقبل أن أبدأ بعرض هذه الأسئلة والإجابة على ما تيسر منها، أحب أن أشير إلى أمر مهم، فأقول: إن من الواجب اليوم على العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى أن يخاطبوا المرأة، يخاطبوها في المناسبات العامة، كهذه المناسبة، ويخاطبوها من خلال البيت كآباء، أو إخوة، أو أزواج أو غير ذلك؛ لأن المرأة نصف المجتمع -كما يقال- بل هي من حيث العدد، قد تكون أكثر من نصف المجتمع.
والمرأة قريبة العاطفة، ولديها الاستعداد للتأثر والانفعال بما تسمع، وبالمقابل فإن المرأة تتعرض اليوم لحملة شعواء من أعداء الإسلام في العالم الإسلامي، خاصة في هذا البلد بالذات، لأنهم يعتبرون أن هذه البلاد بلاد الحرمين هي آخر قلعة من قلاع الإسلام، وهي البلد الوحيد الذي مازال أهله يفتخرون بالحجاب الشرعي، وما زالت كثير من نسائه تفخر بتغطية وجهها، واستتارها عن الأجانب، وترفض الاختلاط بهم في المنتديات أو مقاعد الدراسة أو غيرها.
وهذا أمر يغيظ أعداء الإسلام كل الغيظ، يشعرون أنهم مازالوا عاجزين عن تغيير وضع المرأة؛ لذلك تجد أنهم يتكلمون -أحياناً- بكلمات تُنِمُّ عن شيء من اليأس، والشعور بأنهم يبذلون جهوداً كبيرة وتكون نتائجها قليلة، ولا أعني أنهم يائسون، بل العكس هم يزدادون جهداً يوماً بعد يوم، لكن إظهارهم أنهم يائسون كأنه وسيلة للتأثير على المرأة، وتحريك همم دعاة التخريب الذين يسمون دعاة تحرير المرأة لمزيد من الجهود.
استهداف المرأة من قبل الأعداء
إن الإنسان المؤمن، المتدين، الذي يخاف الله عز وجل ويرجو ثوابه، ويعرف حرمة النظر إلى المرأة الأجنبية وما لذلك من الآثار، إذا رأى المرأة تثور في نفسه العواطف، فلا يلجمها إلا بلجام التقوى والخوف من الله، فما بالك بسفيه من سفهاء القوم، وهم لا يخافون الله عز وجل، ولا تربوا في بيئة إسلامية، إنما غالبهم تربوا في أمريكا وأوروبا وغيرها، وعاشوا هناك في أجواء منحلة، واعتبروا أن تلك المجتمعات الكافرة هي المثل الأعلى الذي يتمنون أن تصبح البلاد الإسلامية يوماً من الأيام مثلهم.
يقول بعض خبثائهم: (إن المرأة لو سفرت وكشفت لأصبح هذا أمراً طبيعياً في بلادنا، كما هو أمر طبيعي في تلك البلاد) وهذا يكشف لكم -فعلاً- أن القوم يضمرون شراً، وإلا فلنسأل هؤلاء القوم، وهم أدرى بالبلاد التي عاشوا فيها والمجتمعات التي تربوا فيها، أعني بلاد أوروبا وأمريكا، لنسألهم إلى أي حد توجد العفة في تلك البلاد، كم يوجد من النساء العفيفات؟ لا يوجد إلا الندرة اليسيرة، واقرءوا إحصائيات القوم أنفسهم تجدوا أنها إحصائيات هائلة ورهيبة، تدل على أن تلك المجتمعات يندر أن يوجد فيها امرأة طاهرة، وإذا وجدت امرأة طاهرة اعتبروا أن هذه امرأة مريضة ومعقدة، وعرضوها على الطبيب! فكيف يقال: إنه أصبح أمراً طبيعياً؟ صحيح أن الإنسان الذي يجد جميع النساء سافرات أمامه يختار أجملهن، ولا يلتفت لمن هي أقل من ذلك، وهذا ما يقصدونه، لكن الرجل فطر على الميل إلى المرأة، والمرأة كذلك مهما كان الأمر.
فلننتبه -أيها الإخوة وأيتها الأخوات- جيداً لهذه المؤامرة التي تحبك خيوطها الآن، وتطرح في الساحة بشكل جاد، في محاولة لإخراج المرأة المسلمة من بيتها، لتكون ألعوبة يتلهى بها الرجل في كل مكان، وهذا من الأخطار العظيمة التي أشعر أن المجتمع يقاد إليها بقوى خفية مندسة في داخل المجتمع، فهم كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة في صحيح البخاري قال: {قوم من جلدتنا، ويتكلمون بلغتنا، وهم دعاه على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها} ويا ليتهم يكونون صرحاء، ويكشفون عن حقيقة ما يريدون لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [الأنفال:42].
أما أن يلفّوا المسألة بحجة أن هذه الأشياء تتم وفق تعاليم ديننا الحنيف، ووفق الشريعة الإسلامية، وبإشراف إسلامي وغير ذلك من العبارات التي يلطفون بها الجو، وإذا أرادوا أن يهجموا على تعاليم الإسلام في شأن المرأة هجموا على المجتمع، ولا يستطيعون أن يقولوا: إن الإسلام ظلم المرأة، هذا صعب عليهم؛ لأنهم يكشفون أنفسهم بهذه الطريقة، ولذلك يلجؤون فيقولون: المجتمع ظلم المرأة، المرأة مهضومة الحقوق في مجتمعنا، المرأة مضطهدة في مجتمعنا، المرأة يجب أن تعطى حقها، إلى آخره.. وهذه في كثير من الأحيان: كلمة باطل، وفي قليل من الأحيان: كلمة حق أريد بها باطل.
واجب المسلم تجاه المرأة وأعدائها
أولاً: بمخاطبة المرأة المسلمة، من خلال المحاضرات، والخطب، والكتب، والرسائل وغيرها.
ثانياً: بجهودنا من خلال بيوتنا وغيرها، فالواجب على كل فرد منا أن يكون شرطياً عند باب بيته، يفتش جميع السلع والبضائع التي تدخل إلى البيت، وأعني بها يفتش جميع الأفكار التي تدخل للبيت، ينظر ما هي تصورات أخواته أو بناته أو زوجته داخل البيت عن القضايا الإسلامية، ما هي الكتب التي تقرؤها؟ ما هي الأشرطة التي تسمعها؟ ما هي المجلات التي تقتنيها؟ ما هي الأزياء والملابس التي تلبسها؟ والواقع -يا إخوة- أن سنة الله عز وجل أن الإنسان لو بذر بذرة في الصحراء وتركها، فإن الرياح تغطيها، وحرارة الشمس تقضي عليها فلا تنبت، وإن نبتت فسرعان ما تذبل وتموت، فالإنسان عليه أن يبذر البذرة ثم يتعاهدها بالسقي والرعاية وحمايتها من العوامل المؤثرة فيها حتى تقوم على سوقها، كذلك أختك وابنتك وزوجتك في البيت هي بذرة! عليك أولاً أن ترعاها بالتعليم والتربية، ثم تحرص على حمايتها من وسائل الهدم والتخريب، وما أكثر وسائل الهدم والتخريب، وما أكثرها!
فالمرأة مستهدفة في عقيدتها، وفي دينها وأخلاقها، وفي عرضها وكرامتها، وهؤلاء الدعاة الذين لهم فحيح كفحيح الأفاعي، وهم يطرحون أنفسهم من خلال وسائل كثيرة، كل ما يريدون أن تكون المرأة سلعة معروضة في قارعة الطريق، وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن هذا هو ما يسعون إليه ويركضون خلفه، أن تكون المرأة سلعة يستمتعون بها في العمل، وفي السوق، وفي المتجر، ويستمتعون بها في كل مكان.
إن الإنسان المؤمن، المتدين، الذي يخاف الله عز وجل ويرجو ثوابه، ويعرف حرمة النظر إلى المرأة الأجنبية وما لذلك من الآثار، إذا رأى المرأة تثور في نفسه العواطف، فلا يلجمها إلا بلجام التقوى والخوف من الله، فما بالك بسفيه من سفهاء القوم، وهم لا يخافون الله عز وجل، ولا تربوا في بيئة إسلامية، إنما غالبهم تربوا في أمريكا وأوروبا وغيرها، وعاشوا هناك في أجواء منحلة، واعتبروا أن تلك المجتمعات الكافرة هي المثل الأعلى الذي يتمنون أن تصبح البلاد الإسلامية يوماً من الأيام مثلهم.
يقول بعض خبثائهم: (إن المرأة لو سفرت وكشفت لأصبح هذا أمراً طبيعياً في بلادنا، كما هو أمر طبيعي في تلك البلاد) وهذا يكشف لكم -فعلاً- أن القوم يضمرون شراً، وإلا فلنسأل هؤلاء القوم، وهم أدرى بالبلاد التي عاشوا فيها والمجتمعات التي تربوا فيها، أعني بلاد أوروبا وأمريكا، لنسألهم إلى أي حد توجد العفة في تلك البلاد، كم يوجد من النساء العفيفات؟ لا يوجد إلا الندرة اليسيرة، واقرءوا إحصائيات القوم أنفسهم تجدوا أنها إحصائيات هائلة ورهيبة، تدل على أن تلك المجتمعات يندر أن يوجد فيها امرأة طاهرة، وإذا وجدت امرأة طاهرة اعتبروا أن هذه امرأة مريضة ومعقدة، وعرضوها على الطبيب! فكيف يقال: إنه أصبح أمراً طبيعياً؟ صحيح أن الإنسان الذي يجد جميع النساء سافرات أمامه يختار أجملهن، ولا يلتفت لمن هي أقل من ذلك، وهذا ما يقصدونه، لكن الرجل فطر على الميل إلى المرأة، والمرأة كذلك مهما كان الأمر.
فلننتبه -أيها الإخوة وأيتها الأخوات- جيداً لهذه المؤامرة التي تحبك خيوطها الآن، وتطرح في الساحة بشكل جاد، في محاولة لإخراج المرأة المسلمة من بيتها، لتكون ألعوبة يتلهى بها الرجل في كل مكان، وهذا من الأخطار العظيمة التي أشعر أن المجتمع يقاد إليها بقوى خفية مندسة في داخل المجتمع، فهم كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة في صحيح البخاري قال: {قوم من جلدتنا، ويتكلمون بلغتنا، وهم دعاه على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها} ويا ليتهم يكونون صرحاء، ويكشفون عن حقيقة ما يريدون لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [الأنفال:42].
أما أن يلفّوا المسألة بحجة أن هذه الأشياء تتم وفق تعاليم ديننا الحنيف، ووفق الشريعة الإسلامية، وبإشراف إسلامي وغير ذلك من العبارات التي يلطفون بها الجو، وإذا أرادوا أن يهجموا على تعاليم الإسلام في شأن المرأة هجموا على المجتمع، ولا يستطيعون أن يقولوا: إن الإسلام ظلم المرأة، هذا صعب عليهم؛ لأنهم يكشفون أنفسهم بهذه الطريقة، ولذلك يلجؤون فيقولون: المجتمع ظلم المرأة، المرأة مهضومة الحقوق في مجتمعنا، المرأة مضطهدة في مجتمعنا، المرأة يجب أن تعطى حقها، إلى آخره.. وهذه في كثير من الأحيان: كلمة باطل، وفي قليل من الأحيان: كلمة حق أريد بها باطل.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5155 استماع |
حديث الهجرة | 5026 استماع |
تلك الرسل | 4157 استماع |
الصومال الجريح | 4148 استماع |
مصير المترفين | 4126 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4054 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3979 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3932 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3874 استماع |
العالم الشرعي بين الواقع والمثال | 3836 استماع |