نظرة في ( القول المعتام في عدم ارتباط صلاة المأموم بالإمام )
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
نظرة في (القول المعتام في عدم ارتباط صلاة المأموم بالإمام)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصبحه، ومن والاه.
وبعد:
فقد نظرتُ في هذه الرسالة: (القول المعتام[1] في عدم ارتباط صلاة المأموم بالإمام) للشيخ عبد الله بن دادّاه الشنقيطي (ت: 1394هـ)، التي خرَجَ فيها عن مذهبه المالكي، ونصَرَ اتجاه الشافعية، وهي رسالةٌ حسنةٌ، دفعتْ إليها نيةٌ حسنةٌ، وتوجُّهٌ محمود.
والذي زاد من قيمتها ما قام به محقِّقُها الشيخُ النابهُ والأديبُ الأريبُ الفاضلُ محمد إبراهيم بن محمد عمران البُصادي الأنصاري، من تحقيقٍ لنصها، وتعليقٍ عليه، سمّاه "وبل الغمام"، تحقيقاً وتعليقاً دلَّا على تتبُّع وتوسُّع، وحسن تأت.
وفي هذه المناسبة يُسعدني أنْ ألفت النظرَ إلى ضرورة العناية بآثار علماء ذلك الصقع العزيز من عالم الإسلام "موريتانيا"، وضرورةِ التواصل بين المشرق والمغرب، وإفادةِ كلٍّ من آخر، وسنجدُ في تراثهم ما يَنهض بالقلوب إلى الله علماً وعملاً وحالاً وذوقاً.
وفي تحقيق شيء من هذا يأتي توجُّهي لخدمة "مطهرة القلوب عن قترة الذنوب" للعلامة الشيخ محمد مولود بن أحمد فال: (ت: 1323هـ).
وأرجو أنْ ينهضَ ناهضٌ إلى خدمة كتاب الشيخ مُحُنْض بابَه الديماني: "سُلَّم الضعاف المُرتقين إلى درجات المتقين"، وهو شرحٌ لمنظومةٍ جميلة لهُ يقولُ فيها:
فاعقلْ ولا تضيعِ العمرَ القصيرْ
وراقبِ البصيرَ واذكرِ المصيرْ
وضُنَّ بالأَنفاس إنَّ الأنْفَسا
ممّا تراهُ لا يُسَاوي نَفَسا[2]
وغيرُ هذين الكتابين -ممّا يُمتع ويَنفع ويَرفع- كثيرٌ.
وأخيرًا لا يَسعني إلا التوجُّه إلى الله بسؤالِ الرحمة للمؤلِّف الشيخ العلامة الورع الصالح عبد الله بن دادّاه.
ورجاء الجزاءِ الموفور للأخ الشيخ المحقِّق محمد إبراهيم على تعريفنا بهذا الشيخ، وتقديم رسالته هذه.
وأقولُ له:
أنبأتَ عن علمٍ وحسنِ قيامِ
فيما صنعتَ لِ "قولك المعتامِ"
فاللُه يَجزيك الجميلَ لخدمة ال
علمِ الشريف وخدمةِ الأعلامِ
ويُثيرُ منكَ محفَّزاً متوثِّباً
أبدَ الزمان لنصرةِ الإسلامِ
وليرحمِ اللهُ المؤلِّف كُلَّما
روَّى العطاشى منكَ "وبلُ غمامِ"
[1] المعتام: المختار.
[2] وقد ذكرتُ هذين البيتين للدلالة على ما وراءهما.