الأخوة في الدين


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمه للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحمد الله تعالى الذي جمعنا مرةً أخرى في هذا المكان المبارك في هذه الأيام المباركة التي هي أعظم أيام السنة، وما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله منه في هذه الأيام، وهذا فضل عظيم للمرابطة في المسجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ومحاولة تدارس ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله من القرآن والسنة، ولا بد لمن يستحضر هذه المعاني من الإخلاص لله ومن حضور النية لأن لا يضيع العمل، فإن كثيراً من الأعمال يُحبطها الله وتذهب حين لا يكون أصحابها مخلصين لله، وحين لم يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحققوا نيتهم في ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى )، وقد أخرج مالك في الموطأ ( من خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا علم يعلمه أو يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله رجع غانماً ).

أما الموضوع الذي طُلب الحديث فيه فهو موضوع مهم من الأصول والمبادئ التي بنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعته عندما آمن به المؤمنون الذين اختارهم الله له في مكة، فإنه صلى الله عليه وسلم بنى عمله على خمسة أركان:

مبدأ الربانية

الركن الأول: الربانية، وهي الاتصال بالله تعالى وقصد وجهه الكريم والتوكل عليه بالشأن كله، وعدم الاعتماد على النفس والبراءة من الحول والقوة، فالاتكال الكامل على الله سبحانه وتعالى داخل في نطاق الربانية.

مبدأ التربية وأنواعها

والأصل الثاني من هذه الأصول الخمسة: هو التربية، فقد ربى الذين آمنوا به بمكة تربية مغايرة لما كان عليه المجتمع، وهذه التربية تشمل ثلاثة أنواع:

تشمل التربية العقلية بزيادة العلم، والتربية الروحية بزيادة التقوى وحسن الخلق، والتربية البدنية بزيادة التحمل والخبرة والمهارة.

مبدأ الإخاء ونماذج منه

ثم بعد ذلك الركن الثالث من هذه الأركان: هو الإخاء، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين به إخاءً عظيماً جعلوه عوضاً عمن كان يؤازرهم من ذويهم وأقاربهم.

فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه لما أسلم به في ذلك الوقت وشحنه الله بهذه الشحنة الإيمانية كانت أمه من تاجرات مكة الغنيات، وكانت تنفق عليه إنفاقاً بدون محاسبة، وكان أجمل فتىً بمكة، فلما أسلم آذته أمه وحبسته بين أربعة جدران، وسلطت عليه رجالاً يجلدونه وينشرونه بالحديد، فلم يصده ذلك عن دينه، وقالت له: أنا أمن الناس عليك فقد أعطيتك وأعطيتك، فقال: كلا والله فأمن الناس عليّ من هداني الله به من الضلالة وأنقذني به من النار(يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول لأمه وهي قد أضربت عن الطعام والشراب لما أسلم قال لها: يا أماه لو كان لكي مائة نفس فخرجت نفساً بعد نفسٍ على أن أرجع عن هذا الدين ما رجعت عنه.

وكذلك غيرهم من الذين خرجوا، فهذه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط و حمنة بنت جحش رضي الله عنهما تحملان قربة فيها ماء مهاجرتين من مكة إلى المدينة مهاجرتين إلى الله ورسوله ليس لهما زاد إلا ماءٍ في قربة تحملانها.

فهذا الإخاء استمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد آخى بين المهاجرين أنفسهم وبين المهاجرين والأنصار وبين الأنصار أنفسهم، وكانوا يتوارثون بإخوة الإسلام في أول العهد حتى أنزل الله تعالى: وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الأحزاب:6]، وذلك أن الله سبحانه وتعالى قسم التركات، فقال: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ [النساء:7]، فجعل لأخوة الدين سهماً آخر وهو الوصية، فقال: إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا [الأحزاب:6]، وهذا المعروف هو الوصية، فكانوا يوصون لهم كما في حديث ابن عباس في صحيح البخاري : ( كان المهاجري يرث الأنصاري والأنصاري يرث المهاجري بإخوة الإسلام، حتى نزل: (( وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ )) قال: فكانوا يوصون لهم ).

وهذا الإخاء الذي رباهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل به اندماج كامل فذهبت عنهم عادة الجاهلية وتفاخرهم بالآباء، وأصبحوا جمعياً يوقنون أنه لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى، الناس سواسية كأسنان المشط، أكرمهم عند الله أتقاهم، وتفاضلهم إنما هو بتقوى الله جل جلاله والتقرب إليه.

مبدأ الأخذ بالأسباب

ثم بعد ذلك الركن الرابع من هذه الأركان: هو الأخذ بالأسباب، فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أي سببٍ يؤدي إلى النصر إلا أعمله، سواءً كان معروفاً عند أهل مكة أو كان منقولاً من حضارة أخرى، فكتب إلى كل جبارٍ يدعوهم إلى الإسلام، وأخرج السرايا والبعوث وخرج هو في الغزوات، وسابق بين الخيل المضمرة، وعلم أصحابه كثيراً من أنواع الحرف الحربية، وكذلك استورد فكرة الخندق من حضارة فارس وفكرة الخاتم من حضارة الروم، وفكرة المنبر من حضارة الحبشة.

والركن الخامس من هذه الأركان: التدرج والمرحلية، فلم يُقدم النبي صلى الله عليه وسلم على مغامرة ولا على مخاطرة قط، ففي العهد المكي مكث ثلاثة عشرة سنة هو وأصحابه يتحملون أنواع الأذى في الأنفس والأموال وبالأقوال وبأنواع الأذى في كل شيء، وصُودرت حرياتهم وحُوصروا لمدة ثلاث سنوات في الشعب، ومع ذلك لم يكسر أي صنم ولم يقتل رمزاً من رموز الشرك بمكة، وكان قادراً على ذلك فكان معه في دار الأرقم أربعون هم خيرة رجال مكة، وكانت دار الأرقم على الصفا وعلى الصفا صنم اسمه "إساف"، وعلى المروة صنم اسمه "نائلة"، فلم يكسر النبي صلى الله عليه وسلم أي صنم من هذه الأصنام.

بل الأغرب من ذلك أنه في عمرة القضية وكانت في ذي القعدة من العام السابع من الهجرة خرج له المشركون عن مكة ثلاث ليالٍ فدخلها هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين كما وعدهم الله ذلك، ولم يبق معهم فيها مشرك، وكان يطوف بالبيت وعلى البيت إذ ذاك ثلاث مائة وستون صنماً، فلم يكسر منها صنماً واحداً، وكان كلما ازدادت الطاقة يزداد الإنتاج، فعندما بلغ المقاتلون من أصحابه ثلاث مائة كانت معركة بدر، وعندما بلغوا عشرة آلاف كان فتح مكة، وعندما بلغوا ثلاثين ألفاً أو سبعين ألفاً دانت الجزيرة العربية كلها لدين الله، وخرج إلى الروم في غزوة تبوك، فكلما ازداد العدد وازدادت الطاقة ازداد الإنتاج والتوسع في نصرة دين الله ونشره.

مبدأ التخطيط والكتابة

وقد اعتمد كذلك التخطيط والكتابة كما في صحيح البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أحصوا لي من دخل في دين الله )، وفي رواية: ( اكتبوا لي من نطق بالإسلام، فقلنا: يا رسول الله! أتخاف علينا ونحن ما بين ألف إلى ألف وخمس مائة؟ )، فهم يظنون أن هذا بمجرد الخوف عليهم، وليس الحال كذلك بل إن القائد لا يمكن أن يعلن الحرب في عدة جبهات حتى يعرف عدد أفراده ومن يقاتل معه، ولا يمكن أن يُقدم على خُطة حتى يعرف من لديه من المستعدين؛ ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم امتحن أصحابه في الاستعداد، ففي صحيح البخاري : أنه كتب لـابن جحش كتاباً وناوله إياه مختوماً، فقال: ( اذهب أنت ورهطك ) أي الصحب الذي عينهم معه ( حتى تصلوا إلى بطن نخلة أو إلى مكان كذا وكذا، ثم افتح الكتاب فأنفذ ما فيه ) فذهب ابن جحش وأصحابه بالكتاب المختوم لا يدورن ما فيه، طاعة لله ورسوله، وانقياداً تاماً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وصلوا إلى المكان الذين عينه لهم ففكوا الكتاب فلما قرأه ابن جحش استرجع معناه قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال: أما أنا فصائر إلى ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أراد أن يسير معي فليفعل، فقالوا: والله لا نتخلف عنك، فخرج ابن جحش في سريته.

ومثل ذلك امتحانه لـحذيفة ليلة أرسله إلى الأحزاب فعممه بعمامته وقال: ( لا تُحدث حدثاً حتى ترجع إليّ )، وأمره أن يأتيه بأخبار المشركين، فخرج حذيفة من الخندق بتسلق وصعوبة حتى وصل إلى المشركين في الليلة الظلماء، فبحث عن الخيمة الكبرى التي تجتمع فيها قيادتهم حتى دخل فيها، وبدأوا نقاشهم فشعروا أنه يمكن أن يكون فيهم من ليس منهم لأن الليلة ظلماء والرياح شديدة عاصفة، فقال لهم صاحب رأي منهم: ليمسك كل رجلٍ من يليه ويسأله من هو؟ فبادر حذيفة فأمسك من عن يمنيه ومن عن شماله، فقال الذي عن يمينه معاوية، وقال الذي عن شماله صفوان، ودارت الدائرة وبقي حذيفة لم يسأله أحد، ثم خرج بعد أن أعلنوا قرارهم بالانسحاب والهزيمة خرج فإذا أبو سفيان يركب بعيره كلما أراد أن ينهض رجع إلى الأرض، فأراد أن يطير رأسه بسيفه وهو في يده، فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تُحدث حدثاً حتى ترجع إليّ )، فأمسك عن هذا القرار الذي ظاهر الأمر أنه مفيد جداً، ولكنه فقيه تفقه بتربية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الركن الأول: الربانية، وهي الاتصال بالله تعالى وقصد وجهه الكريم والتوكل عليه بالشأن كله، وعدم الاعتماد على النفس والبراءة من الحول والقوة، فالاتكال الكامل على الله سبحانه وتعالى داخل في نطاق الربانية.

والأصل الثاني من هذه الأصول الخمسة: هو التربية، فقد ربى الذين آمنوا به بمكة تربية مغايرة لما كان عليه المجتمع، وهذه التربية تشمل ثلاثة أنواع:

تشمل التربية العقلية بزيادة العلم، والتربية الروحية بزيادة التقوى وحسن الخلق، والتربية البدنية بزيادة التحمل والخبرة والمهارة.

ثم بعد ذلك الركن الثالث من هذه الأركان: هو الإخاء، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين به إخاءً عظيماً جعلوه عوضاً عمن كان يؤازرهم من ذويهم وأقاربهم.

فهذا مصعب بن عمير رضي الله عنه لما أسلم به في ذلك الوقت وشحنه الله بهذه الشحنة الإيمانية كانت أمه من تاجرات مكة الغنيات، وكانت تنفق عليه إنفاقاً بدون محاسبة، وكان أجمل فتىً بمكة، فلما أسلم آذته أمه وحبسته بين أربعة جدران، وسلطت عليه رجالاً يجلدونه وينشرونه بالحديد، فلم يصده ذلك عن دينه، وقالت له: أنا أمن الناس عليك فقد أعطيتك وأعطيتك، فقال: كلا والله فأمن الناس عليّ من هداني الله به من الضلالة وأنقذني به من النار(يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول لأمه وهي قد أضربت عن الطعام والشراب لما أسلم قال لها: يا أماه لو كان لكي مائة نفس فخرجت نفساً بعد نفسٍ على أن أرجع عن هذا الدين ما رجعت عنه.

وكذلك غيرهم من الذين خرجوا، فهذه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط و حمنة بنت جحش رضي الله عنهما تحملان قربة فيها ماء مهاجرتين من مكة إلى المدينة مهاجرتين إلى الله ورسوله ليس لهما زاد إلا ماءٍ في قربة تحملانها.

فهذا الإخاء استمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد آخى بين المهاجرين أنفسهم وبين المهاجرين والأنصار وبين الأنصار أنفسهم، وكانوا يتوارثون بإخوة الإسلام في أول العهد حتى أنزل الله تعالى: وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الأحزاب:6]، وذلك أن الله سبحانه وتعالى قسم التركات، فقال: لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ [النساء:7]، فجعل لأخوة الدين سهماً آخر وهو الوصية، فقال: إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا [الأحزاب:6]، وهذا المعروف هو الوصية، فكانوا يوصون لهم كما في حديث ابن عباس في صحيح البخاري : ( كان المهاجري يرث الأنصاري والأنصاري يرث المهاجري بإخوة الإسلام، حتى نزل: (( وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ )) قال: فكانوا يوصون لهم ).

وهذا الإخاء الذي رباهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل به اندماج كامل فذهبت عنهم عادة الجاهلية وتفاخرهم بالآباء، وأصبحوا جمعياً يوقنون أنه لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى، الناس سواسية كأسنان المشط، أكرمهم عند الله أتقاهم، وتفاضلهم إنما هو بتقوى الله جل جلاله والتقرب إليه.

ثم بعد ذلك الركن الرابع من هذه الأركان: هو الأخذ بالأسباب، فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أي سببٍ يؤدي إلى النصر إلا أعمله، سواءً كان معروفاً عند أهل مكة أو كان منقولاً من حضارة أخرى، فكتب إلى كل جبارٍ يدعوهم إلى الإسلام، وأخرج السرايا والبعوث وخرج هو في الغزوات، وسابق بين الخيل المضمرة، وعلم أصحابه كثيراً من أنواع الحرف الحربية، وكذلك استورد فكرة الخندق من حضارة فارس وفكرة الخاتم من حضارة الروم، وفكرة المنبر من حضارة الحبشة.

والركن الخامس من هذه الأركان: التدرج والمرحلية، فلم يُقدم النبي صلى الله عليه وسلم على مغامرة ولا على مخاطرة قط، ففي العهد المكي مكث ثلاثة عشرة سنة هو وأصحابه يتحملون أنواع الأذى في الأنفس والأموال وبالأقوال وبأنواع الأذى في كل شيء، وصُودرت حرياتهم وحُوصروا لمدة ثلاث سنوات في الشعب، ومع ذلك لم يكسر أي صنم ولم يقتل رمزاً من رموز الشرك بمكة، وكان قادراً على ذلك فكان معه في دار الأرقم أربعون هم خيرة رجال مكة، وكانت دار الأرقم على الصفا وعلى الصفا صنم اسمه "إساف"، وعلى المروة صنم اسمه "نائلة"، فلم يكسر النبي صلى الله عليه وسلم أي صنم من هذه الأصنام.

بل الأغرب من ذلك أنه في عمرة القضية وكانت في ذي القعدة من العام السابع من الهجرة خرج له المشركون عن مكة ثلاث ليالٍ فدخلها هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين كما وعدهم الله ذلك، ولم يبق معهم فيها مشرك، وكان يطوف بالبيت وعلى البيت إذ ذاك ثلاث مائة وستون صنماً، فلم يكسر منها صنماً واحداً، وكان كلما ازدادت الطاقة يزداد الإنتاج، فعندما بلغ المقاتلون من أصحابه ثلاث مائة كانت معركة بدر، وعندما بلغوا عشرة آلاف كان فتح مكة، وعندما بلغوا ثلاثين ألفاً أو سبعين ألفاً دانت الجزيرة العربية كلها لدين الله، وخرج إلى الروم في غزوة تبوك، فكلما ازداد العدد وازدادت الطاقة ازداد الإنتاج والتوسع في نصرة دين الله ونشره.


استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4810 استماع
بشائر النصر 4287 استماع
أسئلة عامة [2] 4131 استماع
المسؤولية في الإسلام 4057 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 3997 استماع
نواقض الإيمان [2] 3946 استماع
عداوة الشيطان 3932 استماع
اللغة العربية 3930 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3906 استماع
القضاء في الإسلام 3896 استماع