خطب ومحاضرات
نواقض الإيمان [1]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء إلى صراطه المستقيم، ولا يمكن أن يؤمن أحد إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى وتوجيهه؛ لأن الإيمان نور رباني يقذفه في قلب من شاء من عباده، وقد صرح بذلك في كتابه في عدد من الآيات كقوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ [يونس:99-100]، وكما قال تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ * وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [الأنعام:109-111].
وقد عرف الله الإيمان في سورة الشورى بقوله: وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى:52].
فمن شرفه الله تعالى بهذا النور وقذف في قلبه الإيمان فاهتدى إلى طريق الله تعالى فهو ممتحن بكثير من العقبات والعراقيل أمامه لا بد أن يتعلمها، ولا بد أن يحذرها على إيمانه؛ لأنه أبلغ ما يحرزه الإنسان، وأبلغ تشريف له وتكرمة من عند الله سبحانه وتعالى، فيحتاج الإنسان إلى المحافظة على دينه؛ لأنه عرضة للزوال، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الإسلام يجد ويخلق )، وجاء عنه كذلك ما يدل على أن في آخر هذه الأمة فتناً يتساقط فيها كثير من الناس عن دين الله، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسى كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا ).
فاحتجنا إلى مدارسة هذا الموضوع وهو من الموضوعات التي تهم كل إنسان؛ لأنه ما من أحد منا لديه كفالة وضمان بحسن الخاتمة، بل كل إنسان عرضة لسوء الخاتمة، نسأل الله السلامة والعافية، فيحتاج كل إنسان أن يتعاهد إيمانه وأن يحرص على بقائه ممتعاً به إلى الموت، ولذلك فإن نبي الله يعقوب عليه السلام تعاهد إيمان أولاده في آخر لحظة من حياته عندما حضره الموت، كما قال الله تعالى: أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ[البقرة:133].
حتى اطمأن على إيمان أولاده عند موته؛ ليكون ذلك آخر العهد بهم، ومن هنا فإن وصية نبينا صلى الله عليه وسلم للناس كذلك في موقف عرفة ختمها بتعاهد هذا الإيمان، كما في حديث أبي بكرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بموقف عرفة: ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ).
فكان ذلك آخر ما أوصاهم به بعرفة، ثم إنه صلى الله عليه وسلم كذلك عند موته ذكر كثيراً مما يدل على تعاهد الإيمان ومراجعته فقال: (لا يبقى بجزيرة العرب دينان)، وذكر اليهود والنصارى فذكر أنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فقال: ( أولئك شرار الخلق ).
وكل هذا يدلنا على الاهتمام بهذا الموضوع والعناية به، وبما أن الإيمان والإسلام حقيقة، فكل حقيقة لها مقابل، فالإيمان يقابله الكفر، فمن هنا على الإنسان أن يحرص على بيان الفرق بينهما، وعلى الحذر مما يؤدي به إلى الكور بعد أن هداه الله تعالى للإسلام، فلذلك لا بد من مراجعة نواقض الإيمان، وبالأخص في زمان الفتن، فهذه الأمة هي آخر الأمم ونحن في آخرها ولا ننتظر إلا أشراط الساعة الكبرى، لا ننتظر الآن إلا خروج الدجال أو طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة بمكة، أو غير ذلك من الأشراط الكبرى، التي تأتي في آخر هذه الأمة.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه كذلك أن هذه الأشراط آتية، وأن علينا أن نبادر الأعمال قبل قدومها، فقد أخرج أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بادروا بالأعمال ستاً، فهل تنتظرون إلا غنىً مطغياً، أو فقراً منسياً، أو هرماً مفنداً، أو مرضاً مجهزاً )، وفي رواية: ( أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر )، فلذلك نحن ننتظر هذه الفتن، فعلينا أن نتعرف عليها قبل أن تبغتنا، وعلى كل إنسان منا أن يعرف ما يناقض إيمانه؛ لئلا يقع فيه، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرصون على معرفة الأضداد.
أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر، قال: نعم، قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: يا رسول الله! صفهم لنا؟ فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ).
بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لصراع الحق والباطل
وهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه مراتب ظهور الإسلام وانحساره، فإن من سنة الله تعالى أن يبقى التدافع بين الحق والباطل في هذه الأرض، فلو توقف هذا التدافع لتعطلت مصالح الأرض، وذلك أن الله بنى حياة الناس في هذه الدنيا على هذا التدافع، فلو لم يبقَ على الأرض إلا الحق وحده لم يكن للدنيا معنىً؛ لأن الدنيا عمل ولا جزاء، وهي دار امتحان، وقد نجح أهلها فما فائدة جلوسهم على الكراسي بعد إجازتهم للامتحان، حينئذٍ يستحقون الذهاب إلى الجنة.
ولو انفرد الباطل كذلك فلم يبقَ عليها من يقول: الله، لاستحق أهل الأرض سخط الله ومقته: ( إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ) وذلك حين لا يبقى على الأرض من يقول: الله.
فكانت مصلحة الأرض في بقاء هذا الصراع عليها، كما قال الله تعالى: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ[البقرة:251].
ففسادها بتوقف الصراع.
بداية وقوع الفتن
ومن هنا بين النبي صلى الله عليه وسلم مراحل الارتفاع والانحسار بمنسوب الدين، فحذيفة لم يسأله عن تفصيلات الخير الذي جاء به، وإنما قال: ( كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير )، فلم يسأل عن تفاصيل ذلك الخير؛ لأنه من أهله ومن المشاركين فيه، لكن سأل: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، ولم يذكر لنا حذيفة هل فصل له النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ذلك الشر، لكنه أشار إلى ذلك في أحاديث أخرى عنه، فقد بين أنه بين له الفتن التي تقع في أيام الصحابة، وكان حذيفة يعرف أهلها وأسماءهم قبل أن تكون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يناديه فيقول: (
وقد سأله عن الفتنة، فقال: تقصد فتنة الرجل في أهله وماله؟ قال: ليس عن ذلك أسأل، إنما أسأل عن تلك التي تموج موجا؟
فقال: ما شأنك بها؟ إن بينك وبينها باباً من حديد.
فقال عمر: أيفتح ذلك الباب أم يكسر؟
قال: بل يكسر.
فقال: ذلك أقمن أن لا يغلق أبداً.
قيل: وما الباب؟
فقيل: أكان يعرف ذلك؟
قال: نعم ).
فعمر كان يعرف أنه هو الباب فإذا قتل فستبدأ الفتن وقد حصل ذلك بالفعل.
فحذيفة قال لعمر : (إن بينك وبينها باباً من حديد)، وهو حياة عمر نفسه فإنه لم يدرك الفتن التي تقع في هذه الأمة، ولذلك بقيت الأمة بخير بعد عمر ست سنين من خلافة عثمان لم تأت الفتن، وإنما دبت الفتن بعد ست سنين من خلافة عثمان ، ثم بعد ذلك جاء طورا آخر، فقد سأل حذيفة عنه فقال: ( فقلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن )، فالخير في هذه الأمة لا ينقطع، ولذلك جاء في عدد من الأحاديث الشهادة لها بذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره )، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( لتقاتلن اليهود حتى تقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن )، فذكر أن بقية هذه الأمة لا يزال فيها الخير والجهاد حتى تقاتل بقية هذه الأمة الدجال مع المسيح بن مريم عليه السلام.
فلذلك سأله عن هذا الخير الذي بعد الصحابة، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه موجود في هذه الأمة، قلت: (فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم).
لكن قال: (وفيه دخن) فذلك الخير الذي يأتي بعد عصر الصحابة ليس مثل الخير الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وشهده الصحابة؛ لأن الخير الذي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بالوحي وبوجود النبي المعصوم، فإذا حصل أي اختلاف فمرجعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن حينئذٍ أن يضل الناس ما دام النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، لكن الخير الآتي بعد ذلك فيه دخن؛ لأنه أمور اجتهادية يصيب فيها الإنسان ويخطئ، فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد، فلذلك قال: (وفيه دخن) والدخن الغبار، والمقصود به هنا ما يشوبه من الفتن وما يظهر فيه من الاختلاف.
قلت: ( وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ).
فالدخن الذي هو مع هذا الخير قوم يهدون، فأثبت لهم النبي صلى الله عليه وسلم الهداية، والمقصود بها هنا هداية الإرشاد لا هداية التوفيق.
أنواع الهداية ودور الرسول فيهما
فالهداية قسمان:
هداية إرشاد بإقامة الحجة وإنارة المحجة، وهذه تحصل ببعثة الرسل وبتعليم العلم وبإقامة الحجة على الناس، وقد أثبت الله القدرة عليها لنبيه صلى الله عليه وسلم فقال: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ [الشورى:52-53].
والهداية الثانية: هي هداية التوفيق، وهي أن يأخذ الله بناصية العبد فيلزمه محبته ونهجه، وهذه الهداية ليست القدرة عليها بيد أحد غير الله تعالى، فالله وحده هو الهادي إلى سواء السبيل، ولذلك نفى القدرة عليها عن محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص:56].
فالقدرة على الهداية نفيت عنه صلى الله عليه وسلم إذا كانت الهداية هداية توفيق، وأثبتت له عندما كانت الهداية هداية إرشاد، ولذلك فهؤلاء القوم يهدون، فأثبت لهم الهداية أي هداية الإرشاد، لكن بين أن منهجهم يختلف عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (بغير هديي)، فدعوتهم يهتدي بها الناس، لكنها ليست تماماً على المنهج النبوي، فبعضها يوافقه وبعضها يخالفه، فلهذا قال: ( يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر )، أي: تعرف ما وافق هديي وتنكر ما خالفه.
عودة الضمير في قوله: تعرف منهم وتنكر
والمقصود بالمعرفة هنا: موافقته للحق وإقامة البرهان والحجة عليه، والمقصود بالإنكار مخالفته للحق، فليس الضمير هنا راجعاً على حذيفة وحده، بل هذا من أساليب العرب أن يوجه الخطاب عاماً لا يوجه إلى شخص بعينه، وذلك مثل قول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23].
فالخطاب هنا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله علم أن والديه لن يبلغا معه الكبر ولا أحدهما، فقد مات أبوه وهو حمل، وماتت أمه وهو في إكمال الرابعة من عمره، وبهذا يعلم أن الخطاب غير موجه إليه صلى الله عليه وسلم، وإنما هو موجه إلى السامع مطلقاً، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ [الإسراء:23] أيه السامع، الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23].
ومثل هذا قوله تعالى: فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:8] فالخطاب للسامع مطلقاً، ولا يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه، كذلك هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم لـحذيفة : (تعرف منهم وتنكر)، ليس الخطاب لـحذيفة وحده، بل للسامع مطلقاً، تعرف أيها السامع المحق منهم ما يوافق الشرع وتنكر ما يخالفه.
ماهية المعروف والمنكر
والأمور كلها تنقسم إلى هذين القسمين: إلى معروف ومنكر، فالمعروف: ما وافق الحق والدليل، والمنكر: ما خالفه، ولذلك فتفصيلات المنكر وتجزئته إنما هي راجعة إلى الدرجة لا إلى الجنس، فالمنكر كل ما لم يرضه الله لخلقه، وهو في الدرجة متفاوت فمنه ناقض للإيمان، ومنه ما دون ذلك، منه كبائر الإثم ومنه الفواحش، ومنه اللمم، ومنه المكروهات، فكل ذلك داخل في الجنس بالعموم، وإن كان في الاصطلاح الأخص عندما يذكر تغيير المنكر أو إنكاره يختص بالدرجات العليا منه، كنقض الإيمان وككبائر الإثم والفواحش وكالأمور المجمع عليها.
لكن أصل النكارة جامع بين الجميع، فالجنس واحد وإن اختلفت الدرجة، وعلى هذا فالنكر والمنكر هو كل ما ينكره المحق مما لم يقم عليه الدليل؛ ولذلك فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ينكرون كل أمر يخالف ما عهدوه لدى النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك صح في صحيح مسلم وغيره: ( أن عمارة بن رويبة الأسلمي رضي الله عنه لما قام بشر بن مروان على المنبر يخطب رفع يديه في الدعاء فقام إليه عمارة فقال: قبح الله هاتين اليدين القصيرتين: لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ما زاد على هكذا ورفع إصبعه ).
فرفع اليدين في الدعاء على المنبر في الخطبة بغير الاستسقاء ليس سنة، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه مع ذلك ليس حراماً وليس ناقضاً للإسلام، ومع هذا فصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثارت فيه الحمية للدين لإنكار المنكر، فقام في أثناء الخطبة، فقال: ( قبح الله هاتين اليدين القصيرتين )، ويخاطب بذلك هذا الأمير الذي كان يقيم حدود الله ويجاهد العدو، ويقسم بالسوية بين المسلمين خيرات بلادهم، ومع ذلك يقسو عليه بهذه القسوة؛ لئلا يظهر شيء يخالف السنة فقال: ( قبح الله هاتين اليدين القصيرتين، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ما زاد على هكذا ورفع إصبعه ).
ومع ذلك لم يرد عليه أحد، حتى بشر ما زاد على أن أرسل يديه فترك رفعهما امتثالاً للأمر عندما جاءه الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يناكف ولم تأخذه العزة بالإثم، ولم يستكبر عن أن يترك المنكر الذي نهي عنه، فلذلك قال: ( تعرف منهم وتنكر ).
المراد بقوله: دعاة على أبواب جهنم
ثم بعد هذا بين النبي صلى الله عليه وسلم لـحذيفة مراتب أخرى تأتي في هذه الأمة وهي الشر الذي بعد ذلك الخير، وبين أن ذلك الخير سببه دعاة على أبواب جهنم، وأبواب جهنم هي نواقض الإيمان وهي كبائر الإثم والفواحش، فكل باب من أبواب جهنم يختص بطائفة من العصاة المارقين عن أمر الله تعالى، كما أن أبواب الجنة هي طاعات الله تعالى فللجنة ثمانية أبواب، منها: باب الصلاة، وباب اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد، وفيها باب الجهاد وباب الصدقة، فكل باب يدخل منه من غلب على عمله ذلك الخير.
وأبواب النار في المقابل كذلك تسمى بأسماء هذه الفواحش والكبائر، ففيها باب الزنا، وفيها باب شرب الخمر، وفيها نحو ذلك من الأبواب، كباب القتل والاعتداء على الناس، فهذه هي أبواب جهنم، وكل باب منها له دعاة يدعون إليه.
فالذين يدعون إلى شرب الخمور والسفور وترك الحياء وإشاعة الفحشاء، هؤلاء على أبواب جهنم يدعون إليها من أجابهم إليها قذفوه فيها، والذين يدعون إلى عقوق الآباء والأمهات على باب من أبواب جهنم كذلك من أجابهم إليه قذفوه فيها، وهكذا في كل معاصي الله سبحانه وتعالى، فهي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها.
الحرص على جماعة المسلمين ولزومها
وقد حرص حذيفة على أن يختم الحديث بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإرشاده، وليس ذلك مختصاً به هو؛ لأنه علم من خلال التفاصيل أنه لن يدرك ذلك، فسأله: ( فما تأمرني إن أدركني ذلك )، وهنا تلاحظون أنه عبر بـ (إن) الدالة على التشكيك، فمعناه أنه يتوقع أن لا يدركه ذلك ولم يقل: (فما تأمرني إذا أدركني ذلك)؛ لأن الفرق بين إن وإذا، أن إذا للمجزوم به، و(إن) للمشكوك فيه، فقال: (فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ).
فإذا كان هناك جماعة وإمام فإن لزومها عصمة من الشيطان، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدد كثير من الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم: ( يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار )، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( يد الله على الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة )، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( من فارق الجماعة شبراً مات ميتة جاهلية)، وكقوله صلى الله عليه وسلم: (من فارق الجماعة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً أوصلها بعض الباحثين إلى ثمانية وخمسين حديثاً صحيحاً، كلها تأمر بلزوم الجماعة فهو عصمة من الشيطان ومن الفتن.
لكن حذيفة أيضاً استشعر أنه قد يكون المؤمن في بلد ليس فيه إمام للمسلمين ولا جماعة لهم فماذا يعمل؟
إذا غلب أهل الشر على الناس فاستحوذوا على الأرض فلم يستطع الإنسان أن يغير؛ لأن الإنسان لا يستطيع التغيير بنفسه، وإنما يستطيع ذلك بجماعته ومن حوله فقال: ( فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام )، بأن كانوا أفراداً فالفرد لا يستطيع فعل شيء فقال: ( فاعتزل تلك الفرق كلها )، فالذين يدعون إلى كبائر الإثم والذين يدعون إلى الفواحش وجميع الداعين إلى نواقض الإسلام، يلزم اعتزالهم جميعاً، والحيدة عنهم فلذلك قال: ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ).
فهذه نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حصول الاختلال الكبير، الذي لا يجد فيه الإنسان مخرجاً ولا مساغاً، ويكون فيه منفرداً لا يجد من يثبته ولا من يعينه على تغيير منكر، أو الاعتراف بمعروف، وما دام المعروف يوجد من يعرفه والمنكر يوجد من ينكره، فلا عزلة حينئذٍ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أذن له في ذلك عند عدم جماعة المسلمين، وجماعة المسلمين هي من يعتني بشأن الإسلام أمراً ونهياً، أمراً بمعروف ونهياً عن منكر، فهذه هي جماعة المسلمين، وإذا وجدها الإنسان في أية قرية أو أية مسجد أو أي مكان فعليه لزومها، وليس له أن يعتزلها، بل عليه أن يصلي مع المسلمين في مساجدهم وأن لا يعتزلهم ما داموا يصلون جماعة وما دامت جماعتهم يداً واحدة، حتى إذا ظهرت الفتن نسأل الله أن لا يدركنا زمانها، فحينئذٍ يكون وقت العزلة، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث كما أخرجه البخاري في الصحيح قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: أخبرنا مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن )، وفي رواية كذلك: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم)، ومعناهما واحد، والحديث أيضاً في صحيح مسلم وغيره.
فذلك عندما لا يجد الإنسان معيناً على طريق الحق.
وهذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه مراتب ظهور الإسلام وانحساره، فإن من سنة الله تعالى أن يبقى التدافع بين الحق والباطل في هذه الأرض، فلو توقف هذا التدافع لتعطلت مصالح الأرض، وذلك أن الله بنى حياة الناس في هذه الدنيا على هذا التدافع، فلو لم يبقَ على الأرض إلا الحق وحده لم يكن للدنيا معنىً؛ لأن الدنيا عمل ولا جزاء، وهي دار امتحان، وقد نجح أهلها فما فائدة جلوسهم على الكراسي بعد إجازتهم للامتحان، حينئذٍ يستحقون الذهاب إلى الجنة.
ولو انفرد الباطل كذلك فلم يبقَ عليها من يقول: الله، لاستحق أهل الأرض سخط الله ومقته: ( إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ) وذلك حين لا يبقى على الأرض من يقول: الله.
فكانت مصلحة الأرض في بقاء هذا الصراع عليها، كما قال الله تعالى: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ[البقرة:251].
ففسادها بتوقف الصراع.
ومن هنا بين النبي صلى الله عليه وسلم مراحل الارتفاع والانحسار بمنسوب الدين، فحذيفة لم يسأله عن تفصيلات الخير الذي جاء به، وإنما قال: ( كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير )، فلم يسأل عن تفاصيل ذلك الخير؛ لأنه من أهله ومن المشاركين فيه، لكن سأل: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، ولم يذكر لنا حذيفة هل فصل له النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ذلك الشر، لكنه أشار إلى ذلك في أحاديث أخرى عنه، فقد بين أنه بين له الفتن التي تقع في أيام الصحابة، وكان حذيفة يعرف أهلها وأسماءهم قبل أن تكون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يناديه فيقول: (
وقد سأله عن الفتنة، فقال: تقصد فتنة الرجل في أهله وماله؟ قال: ليس عن ذلك أسأل، إنما أسأل عن تلك التي تموج موجا؟
فقال: ما شأنك بها؟ إن بينك وبينها باباً من حديد.
فقال عمر: أيفتح ذلك الباب أم يكسر؟
قال: بل يكسر.
فقال: ذلك أقمن أن لا يغلق أبداً.
قيل: وما الباب؟
فقيل: أكان يعرف ذلك؟
قال: نعم ).
فعمر كان يعرف أنه هو الباب فإذا قتل فستبدأ الفتن وقد حصل ذلك بالفعل.
فحذيفة قال لعمر : (إن بينك وبينها باباً من حديد)، وهو حياة عمر نفسه فإنه لم يدرك الفتن التي تقع في هذه الأمة، ولذلك بقيت الأمة بخير بعد عمر ست سنين من خلافة عثمان لم تأت الفتن، وإنما دبت الفتن بعد ست سنين من خلافة عثمان ، ثم بعد ذلك جاء طورا آخر، فقد سأل حذيفة عنه فقال: ( فقلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن )، فالخير في هذه الأمة لا ينقطع، ولذلك جاء في عدد من الأحاديث الشهادة لها بذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: ( مثل أمتي كمثل المطر لا يدرى أوله خير أو آخره )، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ( لتقاتلن اليهود حتى تقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن )، فذكر أن بقية هذه الأمة لا يزال فيها الخير والجهاد حتى تقاتل بقية هذه الأمة الدجال مع المسيح بن مريم عليه السلام.
فلذلك سأله عن هذا الخير الذي بعد الصحابة، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه موجود في هذه الأمة، قلت: (فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم).
لكن قال: (وفيه دخن) فذلك الخير الذي يأتي بعد عصر الصحابة ليس مثل الخير الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وشهده الصحابة؛ لأن الخير الذي في زمان النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بالوحي وبوجود النبي المعصوم، فإذا حصل أي اختلاف فمرجعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن حينئذٍ أن يضل الناس ما دام النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، لكن الخير الآتي بعد ذلك فيه دخن؛ لأنه أمور اجتهادية يصيب فيها الإنسان ويخطئ، فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد، فلذلك قال: (وفيه دخن) والدخن الغبار، والمقصود به هنا ما يشوبه من الفتن وما يظهر فيه من الاختلاف.
قلت: ( وما دخنه يا رسول الله؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ).
فالدخن الذي هو مع هذا الخير قوم يهدون، فأثبت لهم النبي صلى الله عليه وسلم الهداية، والمقصود بها هنا هداية الإرشاد لا هداية التوفيق.
فالهداية قسمان:
هداية إرشاد بإقامة الحجة وإنارة المحجة، وهذه تحصل ببعثة الرسل وبتعليم العلم وبإقامة الحجة على الناس، وقد أثبت الله القدرة عليها لنبيه صلى الله عليه وسلم فقال: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ [الشورى:52-53].
والهداية الثانية: هي هداية التوفيق، وهي أن يأخذ الله بناصية العبد فيلزمه محبته ونهجه، وهذه الهداية ليست القدرة عليها بيد أحد غير الله تعالى، فالله وحده هو الهادي إلى سواء السبيل، ولذلك نفى القدرة عليها عن محمد صلى الله عليه وسلم فقال: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص:56].
فالقدرة على الهداية نفيت عنه صلى الله عليه وسلم إذا كانت الهداية هداية توفيق، وأثبتت له عندما كانت الهداية هداية إرشاد، ولذلك فهؤلاء القوم يهدون، فأثبت لهم الهداية أي هداية الإرشاد، لكن بين أن منهجهم يختلف عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (بغير هديي)، فدعوتهم يهتدي بها الناس، لكنها ليست تماماً على المنهج النبوي، فبعضها يوافقه وبعضها يخالفه، فلهذا قال: ( يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر )، أي: تعرف ما وافق هديي وتنكر ما خالفه.
والمقصود بالمعرفة هنا: موافقته للحق وإقامة البرهان والحجة عليه، والمقصود بالإنكار مخالفته للحق، فليس الضمير هنا راجعاً على حذيفة وحده، بل هذا من أساليب العرب أن يوجه الخطاب عاماً لا يوجه إلى شخص بعينه، وذلك مثل قول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23].
فالخطاب هنا ليس للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله علم أن والديه لن يبلغا معه الكبر ولا أحدهما، فقد مات أبوه وهو حمل، وماتت أمه وهو في إكمال الرابعة من عمره، وبهذا يعلم أن الخطاب غير موجه إليه صلى الله عليه وسلم، وإنما هو موجه إلى السامع مطلقاً، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ [الإسراء:23] أيه السامع، الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23].
ومثل هذا قوله تعالى: فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:8] فالخطاب للسامع مطلقاً، ولا يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصه، كذلك هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم لـحذيفة : (تعرف منهم وتنكر)، ليس الخطاب لـحذيفة وحده، بل للسامع مطلقاً، تعرف أيها السامع المحق منهم ما يوافق الشرع وتنكر ما يخالفه.
استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
خطورة المتاجرة بكلمة الحق | 4810 استماع |
بشائر النصر | 4287 استماع |
أسئلة عامة [2] | 4131 استماع |
المسؤولية في الإسلام | 4057 استماع |
كيف نستقبل رمضان [1] | 3997 استماع |
نواقض الإيمان [2] | 3946 استماع |
عداوة الشيطان | 3932 استماع |
اللغة العربية | 3930 استماع |
المسابقة إلى الخيرات | 3906 استماع |
القضاء في الإسلام | 3896 استماع |