العمل الثقافي والنقابي في الميزان الشرعي [1]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، وعلى من اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى شرف هذا الجنس البشري على سائر الأصناف بما آتاه من العلم، فقد عقد ربنا جل جلاله مسابقة علمية بين آدم والملائكة وختم لصالح آدم فيها، فقال تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ[البقرة:31-33]، وقد شرف الله أهل هذا العلم ورفع منزلتهم في الدنيا والآخرة، فقد استشهدهم على أعظم شهادة بعد أن شهد بها وأشهد بها ملائكته، فقال تعالى: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ[آل عمران:18]، وأخبر أنهم وحدهم الذين يخشونه حق خشيته؛ فقال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28]، وأخبر أنهم وحدهم المؤهلون لفهم كلامه، فقال: وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ[العنكبوت:43]، وحكم لصالحهم على من سواهم بقوله: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ[الزمر:9]، وأخبر أنه يرفع درجاتهم فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[المجادلة:11].

وهذا العلم المنوه من شأنه منه المواد المدروسة التي تتلقونها في مثل هذه المؤسسة العريقة المباركة، ومنه الجانب الثقافي المؤازر الذي يحتاج إليه حاذقاً عظيماً، وبالأخص في هذا الزمان الذي غزيت فيه حضارة المسلمين، وسعى فيه كثير من المفكرين والسياسيين إلى صدام الحضارات، وأرادوا فيه طمس هوية المغلوب من الشعوب، وأرادوا بذلك أن تنتصر الحضارة الحديثة -حضارة السرعة- على الحضارة الإنسانية العريقة الراسخة؛ فكل هذا يقتضي منا الاكتفاء عن العمل الثقافي والقيام به على أحسن الوجوه.

فوائد الأنشطة الثقافية القائمة في المؤسسات التعليمية

ولا شك أن الأنشطة الثقافية التي تقوم في المؤسسات التعليمية يستفيد منها الطلاب مثلما يستفيدون مما يتلقونه من المواد والدروس التي يتلقونها في المقررات المنتظمة؛ ولذلك احتيج إلى هذه الأنشطة من عدة وجوه؛ فقد كان أهل الحديث قديماً يتقنون في مجال التحديث ما يسمونه بالإحماض؛ فيقولون أحْمِضْ لنا، فيقطع المحدث حديثه وينشد شعراً أو يذكر نسباً أو غريبة لغوية، أو حكاية أو طرفة، وقد اعتنى سلفنا الصالح بهذا الجانب من الثقافة؛ فهذا الشاطبي رحمه الله يؤلف كتاب "الإفادات والإشادات" بهذا الجانب، وكذلك عدد من الذين اعتنوا في تدوين العلم يذكرون كثيراً من هذه الإفادات التي يحتاج إليها، ولا توجد في المقررات ولا تدرس في العلوم المدروسة، وهذا الجانب كذلك ينير الطريق أمام الطالب في اختيار المواد التي يحتاج إليها واختيار التخصص الذي يدرسه، ولا يمكن أن يعان على اختيار ذلك من خلال المواد بأنفسها؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فيحتاج إلى ذلك في النشاط الثقافي المستقل.

ضرورة القيادة في الأنشطة الثقافية

وهذا النشاط الثقافي لا بد فيه من تولية، فلو تولته إدارات ومؤسسات، ولو كان تابعاً للبرامج لاندمج فيها وذاب، ولم يكن له ذلك الأثر؛ لأن المقصود في إحداث نشاط هو إزالة الملل، ويقصد به كذلك بعث الروح الجديدة للطلاب، وهذه الروح الجديدة التي يحتاج إليها الطلاب لا يمكن أن تكون مقتولة بالروتين، ولا أن تكون تابعة للبرامج المنتظمة لما في ذلك من إزالة حيويتها ومن إزالة تأثيرها؛ فاحتيج إلى أن يقوم بهذا الطلاب أنفسهم، وإقامتهم لهذه الأنشطة وقيامهم بها هو داخل في إطار النصح للمسلمين، وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )، وهو داخل كذلك في التعاون على البر والتقوى، يقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:2]، وهو كذلك داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعويد الناس على الطاعات، وقد أمر الله بذلك في عدد كبير من الآيات، وهو كذلك داخل في إغفاء الأخ لأخيه ومساعدته له، وكل ذلك من حقوق الأخوة الإسلامية؛ فقد أخرج الطبراني في المعجم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يذكرونهم؛ فوالذي نفس محمد بيده! ليعلمن قوم جيرانهم وليذكرنهم أو ليعاجلنهم العقوبة، قيل: ومن تعني يا رسول الله؟! قال: الأشعريين )، فكان تعاون الطلاب في هذا الباب محققاً لكل هذه الأهداف الشرعية التي تدل عليها النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة.

وللتجربة فقد عرفنا أن هذا النشاط كلما حصل في مؤسسة كثر طلابها وارتقى مستواها، حتى يرتقي مستوى الدراسة فيها، وقد عرفنا بعض المؤسسات التي يحصل النشاط فترتقي ارتقاءً كبيراً، ويسمو طلابها وتعلو هممهم ويزداد أثرهم في المجتمع، وفي مقابل ذلك عرفنا المؤسسات التي يموت بها هذا النشاط فتموت معه، ولا يكون لها أي أثر في المجتمع ولا يرتقي طلابها في رسالتهم ولا مهماتهم، بل يشعرون أنهم كالمدجنين، يساقون ويقادون، ويتلقون هذه الدروس التي ليس لها طعم ولا رائحة، ثم يخرجون منها كأنما يتجهزون للامتحان فقط، ولا شك أن روح الثقافة حياة مع الإنسان يعيشها في بيته وفي مجتمعه وفي محيطه فضلاً عن مؤسسته التعليمية.

دور الأنشطة الثقافية في جلب ولاء الطلاب لمؤسستهم التعليمية

ولا يمكن أن يتحقق الولاء للمؤسسات التعليمية إلا إذا كان فيها هذا النشاط، وأذكر قديماً في عام تسعين أنني زرت جامعة أردنية في عمان؛ فوجدت كل تلميذ في هذه الجامعة لا يصلون الجمعة إلا في مسجدها إعلاناً للولاء لها، ومنهم من ذلك رئيس الوزراء يأتي يصلي الجمعة في هذه الجامعة، في مسجدها الجامعي، والمسجد الجامعي دائماً يؤمه عميد كلية الشريعة.

والولاء للمؤسسات التعليمية مهم جداً؛ لأنه يقتضي الحرص على بقاء هذه المؤسسة بتكاملها ونشاطها والعناية بها، وما لم يوجد هذا النشاط لا يمكن أن يوجد ذلك الأثر، وقد شاهدت في ليكنو - في الهند - هذا الولاء بارزاً لدى طلاب ندوة العلماء؛ فيتخرج العلماء منها ويسيرون في مشارق الأرض ومغاربها؛ ومع ذلك يحافظون على الولاء للندوة، وإذا كان أحدهم في الهند لا بد أن يلقي بعض الدروس للجالية في ندوة العلماء. وشاهدت كذلك انتماء أهل الأزهر له، وعنايتهم بالقبعة والعمامة! فهم يضعونها في كل مكان كانوا وأين حلوا وارتحلوا تعبيراً عن ولائهم للمؤسسة واعتقادهم بها، وما ذلك إلا بسبب النشاط. وقد شاهدت في مدنية البعوث الإسلامية التابعة للأزهر بالقاهرة أن أثر هذا النشاط على الطلاب أكبر بكثير مما يتلقونه من الدروس على كراسي الدراسة.

ووجدت أن كثيراً منهم إنما يكتشفون وتكتشف مهاراتهم ويكتشف نبوغهم من خلال الأنشطة الثقافية التي يقوم بها الطلاب؛ فالكثير من الدروس يأتي الأستاذ محضراً لها فيلقيها وهو ذو مهابة، لا يناقشوه في شيء، ولا يفتح لهم المجال بأية كلمة، فيلقي درسه وينصرف، فلا يكتشف مهارةً ولا يكتشف ذكاءً ولا نبوغاً لدى أي طالب من الطلاب؛ وبالتالي تموت هيبة الطلاب ومكانتهم المتميزة في أي جانب من الجوانب، ولا يكتشف ولا يشعر به؛ فلذلك كان أثر النشاط الثقافي بارزاً في اختيار الصفوة من الطلاب الذين هم الرواحل ويمكن الاعتماد عليهم في المستقبل.

فهذه المؤسسة العريقة التي نجتمع فيها اليوم درس فيها المشايخ الأئمة الأعلام، من أمثال الشيخ محمد يحيى بن الشيخ الحسين رحمة الله عليه، والشيخ ناجي بن محمود رحمة الله عليه، والشيخ محمد بن سالم المحبوبي رحمة الله عليه، والمشايخ الأحياء نسأل الله أن يمد في أعمارهم مثل الشيخ محمد سالم العدود .

ولا يمكن أن تهمل هذه المؤسسة، بل لا يمكن أن يدرس فيها إلا أولادها الذين تخرجوا منها ونهلوا من علمها، وهم الذين يمكن أن يقوموا برفع لوائها وأن يعزوها ويرفعوا شأنها، ولا يمكن أن يتم ذلك من خلال المتردية والنطيحة وما أكل السبع، بل لا يتم إلا من خلال المبرزين الأفذاذ، الذين هم حملة اللواء، وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

لم تطق حمله العواتق منكم إنما يحمل اللواء النجوم

فالذين يشاركون بجد وتشمير واجتهاد في العمل الثقافي الطلابي هم الرواحل الذين يوثق بهم، وهم الذين يعلون شأن هذه المؤسسة ويعتنون بها، ومن الأسف أن نجد في بعض المؤسسات تشاكساً بين الإدارة وأولئك القائمين على النشاط والطلاب، وما ذلك إلا بسبب عدم التفاهم؛ لأن الإدارة إذا قدرت نشاط أولئك الطلاب وقدر الطلاب أيضاً عمل الإدارة قام كل بعمله على أحسن الوجوه وحصل التكامل بين الجانبين، وقد قال الشيخ حامد ولد محمد رحمة الله عليه:

لو أنصف الناس استراح القاضي وراح كل عن أخيه راضي

لو عمل الناس على الإنصاف لم تر بين الناس من خلاف

فهذا العمل الثقافي رغم كل الحاجة إليه لا بد أن يكون مضبوطاً، وضبطه لا بد أن يكون بما لا يقضي ولا يطغى عن المواد العلمية المقدمة، وبما لا يكون على حساب الانتظام في المؤسسة، وعلى حساب الدروس المقدمة فيها؛ فلذلك لا بد من العناية بالتوازن، ولا بد أن يكون العمل الثقافي متوازناً مع الحاجة، ولا بد أن يكون ملبياً لحاجات الطلاب، ولا بد أن يهتم فيه برفع همتهم ومستوياتهم، فأشكى ما تشكو منه الأمة الآن، وأبلغ خطر داهم يهددها في كيانها وعقر دارها هو ضعف الهمة وتراجع الأداء، فما دام في هذه الأمة أصحاب همم عالية يسمون للمناصب العالية، ويفكرون في مصير أمتهم، ويسعون لرفع مكانتها بين الأمم؛ فإنها بخير، وحين قامت النهضة التي كانت سبباً لهذه الصحوة المباركة التي شملت مشارق الأرض ومغاربها، إنما قامت على أكتاف أصحاب الهمم العالية، وهنا أذكر قول علال بن عبد الله الفاسي رحمة الله عليه:

أبعد بلوغي خمس عشرة ألعب وألهو بلذات الحياة وأطرب

ولي نظر عال ونفس أبية مقاماً على هام المجرة تطلب

وعندي آمال أريد بلوغها تضيع إذا لاعبت دهري وتذهب

ولي أمة منكودة حظ لم تجد سبيلاً إلى العيش الذي تتقلب

على أمرها أنفقت دهري تحسراً فلا طاب لي طعم ولا لذ مشرب

ولا راق لي نوم وإن نمت ساعة فإني على جمر اللظى أتقلب

فأصحاب الهمم العالية هم الذين يمكن أن يغيروا ما بالأمة، والله تعالى يقول: إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11].

ولا شك أن الأنشطة الثقافية التي تقوم في المؤسسات التعليمية يستفيد منها الطلاب مثلما يستفيدون مما يتلقونه من المواد والدروس التي يتلقونها في المقررات المنتظمة؛ ولذلك احتيج إلى هذه الأنشطة من عدة وجوه؛ فقد كان أهل الحديث قديماً يتقنون في مجال التحديث ما يسمونه بالإحماض؛ فيقولون أحْمِضْ لنا، فيقطع المحدث حديثه وينشد شعراً أو يذكر نسباً أو غريبة لغوية، أو حكاية أو طرفة، وقد اعتنى سلفنا الصالح بهذا الجانب من الثقافة؛ فهذا الشاطبي رحمه الله يؤلف كتاب "الإفادات والإشادات" بهذا الجانب، وكذلك عدد من الذين اعتنوا في تدوين العلم يذكرون كثيراً من هذه الإفادات التي يحتاج إليها، ولا توجد في المقررات ولا تدرس في العلوم المدروسة، وهذا الجانب كذلك ينير الطريق أمام الطالب في اختيار المواد التي يحتاج إليها واختيار التخصص الذي يدرسه، ولا يمكن أن يعان على اختيار ذلك من خلال المواد بأنفسها؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فيحتاج إلى ذلك في النشاط الثقافي المستقل.

وهذا النشاط الثقافي لا بد فيه من تولية، فلو تولته إدارات ومؤسسات، ولو كان تابعاً للبرامج لاندمج فيها وذاب، ولم يكن له ذلك الأثر؛ لأن المقصود في إحداث نشاط هو إزالة الملل، ويقصد به كذلك بعث الروح الجديدة للطلاب، وهذه الروح الجديدة التي يحتاج إليها الطلاب لا يمكن أن تكون مقتولة بالروتين، ولا أن تكون تابعة للبرامج المنتظمة لما في ذلك من إزالة حيويتها ومن إزالة تأثيرها؛ فاحتيج إلى أن يقوم بهذا الطلاب أنفسهم، وإقامتهم لهذه الأنشطة وقيامهم بها هو داخل في إطار النصح للمسلمين، وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )، وهو داخل كذلك في التعاون على البر والتقوى، يقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ[المائدة:2]، وهو كذلك داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعويد الناس على الطاعات، وقد أمر الله بذلك في عدد كبير من الآيات، وهو كذلك داخل في إغفاء الأخ لأخيه ومساعدته له، وكل ذلك من حقوق الأخوة الإسلامية؛ فقد أخرج الطبراني في المعجم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يذكرونهم؛ فوالذي نفس محمد بيده! ليعلمن قوم جيرانهم وليذكرنهم أو ليعاجلنهم العقوبة، قيل: ومن تعني يا رسول الله؟! قال: الأشعريين )، فكان تعاون الطلاب في هذا الباب محققاً لكل هذه الأهداف الشرعية التي تدل عليها النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة.

وللتجربة فقد عرفنا أن هذا النشاط كلما حصل في مؤسسة كثر طلابها وارتقى مستواها، حتى يرتقي مستوى الدراسة فيها، وقد عرفنا بعض المؤسسات التي يحصل النشاط فترتقي ارتقاءً كبيراً، ويسمو طلابها وتعلو هممهم ويزداد أثرهم في المجتمع، وفي مقابل ذلك عرفنا المؤسسات التي يموت بها هذا النشاط فتموت معه، ولا يكون لها أي أثر في المجتمع ولا يرتقي طلابها في رسالتهم ولا مهماتهم، بل يشعرون أنهم كالمدجنين، يساقون ويقادون، ويتلقون هذه الدروس التي ليس لها طعم ولا رائحة، ثم يخرجون منها كأنما يتجهزون للامتحان فقط، ولا شك أن روح الثقافة حياة مع الإنسان يعيشها في بيته وفي مجتمعه وفي محيطه فضلاً عن مؤسسته التعليمية.




استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4779 استماع
بشائر النصر 4275 استماع
أسئلة عامة [2] 4118 استماع
المسؤولية في الإسلام 4042 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 3981 استماع
نواقض الإيمان [2] 3937 استماع
اللغة العربية 3919 استماع
عداوة الشيطان 3919 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3892 استماع
القضاء في الإسلام 3882 استماع