خطب ومحاضرات
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [11]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فيقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
[ فصل.
وأما ما يشبه الاتحاد فإن الذاتين المتميزتين لا تتحد عين إحداهما بعين الأخرى، ولا عين صفتها بعين صفتها، إلا إذا استحالتا بعد الاتحاد إلى ذات ثالثة، كاتحاد الماء واللبن، فإنهما بعد الاتحاد شيء ثالث وليس ماء محضاً ولا لبنا محضاً ].
نحتاج أن نضع قاعدة أو مدخلاً لهذا الفصل؛ من أجل أن تنتظم المسائل في الذهن؛ لأن الشيخ استطرد استطرادات تفصيلية، فالتفريق بين معنى الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وبين ما يشابهها من ألفاظ شرعية، قد يفهم منها من خلال النصوص والأحاديث أو من خلال كلام السلف بألفاظ مجملة، قد يفهم منها المعنى البدعي أو الكفري عند البعض، فأراد الشيخ أن يفصل بين المصطلحات الشرعية التي تشتبه على أصحاب الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ومن شايعهم، وبين المعنى البدعي، فهناك ألفاظ شرعية مجملة جاءت في النصوص الشرعية، مثل حديث: (مرضت فلم تعدني)، فهذه تسمى ألفاظاً مجملة، وهي في ظاهرها قد تشعر عند من لم يكن عنده عقيدة سليمة وبنى عقيدته على الضلال تشعر بمعنى الاتحاد والحلول ووحدة الوجود، فقد يستدل بها المبطلون ويوجهونها على توجيه باطل، لكن الشيخ سيبين أن توجيه هذه النصوص ينبغي أن يكون على الأدوات التي يفهم بها مقاصد الشرع، وهي منهج الاستدلال ومنهج التلقي الذي عليه سلف الأمة، والذي يمثل نهج النبي صلى الله عليه وسلم ونهج الصحابة رضي الله عنهم في بيان الدين وتطبيقه، ونهج السلف الصالح كذلك في تفسير الدين والعمل به، هذا المنهج لا يمكن أن يستغنى عنه، خاصة في تفسير الألفاظ المشتبهة والمجملة، لا يمكن أن نلغي استصحاب منهج الاستدلال الذي يقوم على تفسير النصوص بالنصوص، بحيث ترد مثل هذه النصوص إلى نصوص أخرى تفسرها، وسيقوم الشيخ بعد ذلك بهذا من خلال رد معنى الحديث إلى حديث آخر، فالحديث الذي اشتمل على ألفاظ توهم وحدة الوجود والاتحاد والحلول فسرها الشيخ على المنهج السليم بنصوص أخرى.
إذاً: النصوص تفسر بمنهج الاستدلال السليم الذي يقتضي العمل بقواعد الشرع، ومقتضيات الدين وقواعد الدين التي لابد أن يرجع إليها عند فهم الدين، وخاصة النصوص المشتبهة المجملة التي سيذكر الشيخ بعد قليل نماذج منها.
قال رحمه الله تعالى: [ وأما اتحادهما وبقاؤهما بعد الاتحاد على ما كانا عليه فمحال، ومن هنا يعلم أن الله لا يمكن أن يتحد بخلقه، فإن استحالته محال؛ وإنما تتحد الأسباب والأحكام في العين، وتتحد الأسماء والصفات في النوع ].
يعني: أن الله عز وجل عند أهل الحلول والاتحاد يستحيل في خلقه على أي وجه، سواء قالوا: روح أو عقل، أو كما قال أصحاب وحدة الوجود: تتحد المادة اتحاداً مادياً وروحياً، يعني: يتحول إلى أن يكون عنصراً متحداً بالمخلوقات، تعالى الله عما يتصورون ويزعمون.
قال رحمه الله تعالى: [ وإنما تتحد الأسباب والأحكام في العين، وتتحد الأسماء والصفات في النوع مثل المتحابين المتخالين اللذين صار أحدهما يحب عين ما يحبه الآخر، ويبغض ما يبغضه، ويتنعم بما يتنعم به، ويتألم بما يتألم به ].
يشير الشيخ إلى بعض معاني الاتحاد أو الوحدة، يعني: أن هذه الألفاظ المجملة أحياناً تعني الشيء الجزئي، كما تقول: فلان لا يرى إلا من خلال صديقه، كأن العبارة تشعر بأنه حل فيه، يعني: أنه سلم له وخضع لقوله، فلذلك الشيخ عندما قال: (وإنما تتحد الأسباب والأحكام في العين) فرق بين الأسباب والأحكام، فاتحاد الأسباب: هو التأثر والتأثير المادي، مثل اتحاد الماء مع النبات، فإن الماء سبب للنبات، فهذا مادي يعود إلى خصائص المخلوقات، والنوع الثاني في الأحكام والعين: التأثير المعنوي، فهذا الأمر قد يكون كلياً وقد يكون نسبياً، والنسبي منه أمر اعتباري، قد يكون فيما يتعلق بصلة صفات الله عز وجل بخلقه، فإن صفات الله عز وجل لها أثر في خلقه، فالرحمة والإرادة والقدرة والخلق صفات لها تأثير، فهل هذا التأثير يعني: الاتحاد؟ لا، إنما يعني: وجود نوع من العلاقة بين الخالق والمخلوق، وهذه العلاقة لا تعني الاتحاد، فهذا في باب الأسباب والأحكام، فكيف في الأسماء والصفات؟!
قال رحمه الله تعالى: [ وهذا فيه مراتب ودرجات لا تنضبط؛ فأسماؤهما وصفاتهما صارتا من نوع واحد.
وعين الأحكام والأسباب المتعلقة بهما، التي هي -مثلاً- المحبوب والمكروه هو واحد بالعين، كالرسول الذي يحبه كل المؤمنين، فهم متحدون في محبته، بمعنى أن محبوبهم واحد، ومحبة هذا من نوع محبته هذا، لا أنها عينها.
فهذا في اتحاد الناس بعضهم ببعض، وهي الأخوة والخلة الإيمانية، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) أخرجاه في الصحيحين، فجعل المؤمن مع المؤمن بمنزلة العضو مع العضو اللذين تجمعهما نفس واحدة ].
يعني: يجوز أن نعبر عن هذا المعنى بقولنا: أهل الحق متحدون، أهل الحق يد واحدة، وهذا لا يعني: أن بعضهم حل في بعض، كما يزعم الذين أخذوا ألفاظ الشرع المجملة دليلاً على حلول الله عز وجل في خلقه، تعالى الله عما يزعمون، فإن هذه الأمور نسبية يفهمها العقلاء، فالعقلاء يفهمون من قولنا: أهل الحق متحدون ويد واحدة أنهم مع ذلك بقوا أفراداً، كل فرد له كيانه، وإنما اتحادهم هذا على نوع من الأعمال القلبية، وأنواع من عمل الجوارح، فالخالق -وله المثل الأعلى- من باب أولى أن ينفرد بصفاته عن خلقه.
وإن جاءت مثل هذه التعبيرات التي سيأتي ذكرها في الأحاديث فهي من الصفات المشتركة أو الأحوال المشتركة، التي الاشتراك فيها بين الخالق والمخلوق إنما هو اشتراك لفظي، أو على اعتبار معنوي لا يؤدي إلى الحلول والاتحاد، ولا يؤدي أيضاً إلى اشتراك المخلوق بالخالق في أي خصيصة من الخصائص التي تعني الكمال لله عز وجل، فإن الله ليس كمثله شيء.
قال رحمه الله تعالى: [ ولهذا سمى الله الأخ المؤمن نفساً لأخيه في غير موضع من الكتاب والسنة، قال تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ [النجم:32].
وقال: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ [التوبة:128].
وقال: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ [آل عمران:164].
وقال: فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ [النور:61].
وقال: فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [البقرة:54].
فالعبد المؤمن إذا أناب إلى ربه، وعبده ووافقه حتى صار يحب ما يحب ربه، ويكره ما يكره ربه، ويأمر بما يأمر به ربه، وينهى عما ينهى عنه ربه، ويرضى بما يرضى ربه، ويغضب لما يغضب له ربه، ويعطي من أعطاه ربه، ويمنع من منع ربه، فهو العبد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود من حديث القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)، وصار هذا العبد دينه كله لله، وأتى بما خلق له من العبادة، فقد اتحدت أحكام هذه الصفات التي له وأسبابها بأحكام صفات الرب وأسبابها].
قال رحمه الله تعالى: [وهم في ذلك على درجات: فإن كان نبياً كان له من الموافقة لله ما ليس لغيره، والمرسلون فوق ذلك، وأولو العزم أعظم، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم له الوسيلة العظمى في كل مقام.
فهذه الموافقة هي الاتحاد السائغ، سواء كان واجباً أو مستحباً ].
وصل الشيخ إلى النتيجة التي يريد، وهي قرب المؤمنين من ربهم مع تفاوتهم، فأقربهم الأنبياء، وهذا نوع من الاتحاد، وليس اتحاداً كلياً، لا، بل قرب القلوب من الله عز وجل، فقرب القلوب من الله عز وجل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الإحسان: (هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا لا شك أنه قرب القلب المؤمن من الله عز وجل بقدر أعماله وأحواله القلبية والعملية، فإذا قويت أحواله القلبية وقويت أعمال الجوارح بخصال الإيمان قرب من ربه، وإذا شعر بنوع من الاتحاد الذاتي والاتحاد العقلي والروحي فإنما هو اتحاد القرب من الله عز وجل، فهذا نوع تقتضيه معاني اللغة وهو الاتحاد السائغ، أما المعنى البدعي والكفري الذي يقتضي الاتحاد الذاتي، ويقتضي الاندماج والمخالطة بين الخالق والمخلوق بأي نوع من أنواع المخالطة، فلا شك أن هذا إساءة إلى الله عز وجل، وسوء أدب مع الله وسوء تصور مبني على توهمات وعقائد باطلة، توارثها هؤلاء الاتحادية والوحدوية.. وغيرهم، توارثوها من الفلاسفة التالفة عقائدهم ومن الأمم الضائعة في عقائدها، ومن الاتجاهات الشركية والبدعية عند الأمم الأخرى، فإنها هي التي تعتقد هذه الاعتقادات الباطلة في معنى الحلول والاتحاد.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وفي مثل هذا جاءت نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح:10] ].
يعني: أهل الاتحاد ووحدة الوجود كـابن عربي وغيره ساقوا هذا النص على أنه دليل على مذهبهم؛ لأنهم ما فطنوا المعنى الشرعي، ولأنهم زاغت قلوبهم ومالت إلى المعنى البدعي، مع أنه لا شك عند المخاطب أن بيعة المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم لا تعني المصافحة المباشرة بينهم وبين الله عز وجل، إنما تعني المعاني الأخرى، أي: أنهم سلموا قلوبهم وأمرهم لدين الله، وخضعوا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان هذا الخضوع -والذي شعاره البيعة- بمثابة المبايعة المباشرة لله عز وجل، لكن لا بعينها، فإن الله عز وجل أعظم وأجل من أن يختلط بخلقه على النحو الذي يتصوره هؤلاء المبطلون.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقال تعالى: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ [التوبة:62].
وقال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80].
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [الأحزاب:57].
وقال تعالى: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [التوبة:24].
وقال تعالى: قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ [الأنفال:1].
ومن هذا الباب قول المسيح عليه السلام -إن ثبت هذا اللفظ عنه-: (أنا وأبي واحد، من رآني فقد رأى أبي) ونحو ذلك ].
هذه اللفظة مشكلة في الحقيقة، يعني: التعبير عن الله عز وجل بالأب هذا يؤيد النصارى في اعتقادهم بالأبوة والبنوة بين عيسى وبين الله عز وجل، تعالى الله عما يزعمون، والله عز وجل أنكر ذلك، ولا شك أن هذا مما تنكره البدائه والعقول والفطر السليمة، فضلاً عن أن الله حكم بأنه شرك، فهذا المعنى عندما تأملته وجدت أنه راجع إلى الترجمات الطويلة التي تعرض لها الإنجيل والتوراة، وتعرضت لها النصوص المأثورة عن بني إسرائيل، والترجمات يعتريها النقص والانحراف المقصود، فإنه لما دخل قسطنطين ملك اليونان والرومان دين النصرانية فرض عليهم الشرك، فتحولت معاني النصوص الشرعية عندهم والآثار الشرعية إلى الألفاظ الشركية، قصداً وعمداً.
أيضاً هناك سبب آخر قد لا يكون مقصوداً عند بعض المترجمين، وهو أن المترجمين من لغة إلى لغة، لما أرادوا أن يحولوا كلمة الرب من لغة إلى لغة، فهموا منها جانباً من جوانب الربوبية، وهو أن من معاني الربوبية لله عز وجل أنه المربي، ففهم بعضهم كلمة (مربي) أباً؛ لأن أصل المربي هو الأب، فتحولت في أذهانهم مع الجهل ومع تراكمات الخرافات إلى جزء من المعاني اللغوية، وأخذوا الجانب الباطل من هذه التفسيرات.
إذاً: فالذي يوافق ما كان عليه المتأخرون من نصارى من اعتقاد البنوة والأبوة بين الله عز وجل وبين عيسى عليه السلام، أنهم ترجموا الرب إلى الأب؛ لوجود معنى من المعاني المشتركة، وهو أن من معاني الرب عز وجل أنه المربي، وأيضاً من صفات الأب أنه مربي، فأخذوا هذه اللفظة اللغوية الجزئية فجعلوها هي الأصل، فترجموا الرب بمعنى الأب.
وهناك أسباب أخرى أيضاً يطول فيها الكلام، لكن هذه في نظري أبرز الأسباب.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فإنه مثل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ [الفتح:10].
وقوله: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80].. ونحو ذلك من اللفظ الذي فيه تشابه ].
هناك ألفاظ شرعية محتملة مشتبهة على الناس، فأهل الباطل حملوها على المعاني البدعية الكفرية، وأهل الحق فسروا النصوص بالنصوص وفسروا النصوص بمقتضيات الشرع، وفسروا النصوص بقواعد منهج الاستدلال التي يلزم منها عدم الوقوع في المعاني الشركية في تفسير ألفاظ الشرع أو المعاني البدعية والكفرية؛ لأن هذا أمر يخالف مقاصد الشرع العظمى.
قال رحمه الله تعالى: [ فصل. وجاء في أولياء الله الذين هم المتقون نوع من هذا، فروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله تعالى: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له منه) ].
شرح حديث: (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)
يعني: اتفقا في حال من الأحوال وليس في جميع الأحوال هذا أمر، الأمر الآخر: اتفقا في النوع لا في الذات؛ فليس هناك تحابب ذاتي أو عقلي أو روحي كما يقولون، إنما هو نوع من اتفاق الحال، وهذا يرد في أسماء الله وصفاته كما وصف الله عز وجل نفسه بأنه الرحيم، ووصف بعض عباده بأنه رحيم، ووصف نفسه بالعلم، ووصف بعض عباده بالعلم ووصف نفسه بالحكمة ووصف بعض عباده بالحكمة، فهذا اتفاق في النوع لا في الذات.
وهذا النوع أيضاً لا بد من إثبات التفاوت فيه، فهو في حق الله عز وجل على الكمال والجلال والعظمة التي لا تحدها حدود، وفي حق المخلوق على ما يليق بالمخلوق من النقص والضعف والمحدودية.. ونحو ذلك.
قال رحمه الله تعالى: [ ثم قال: (فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله)، وفي رواية في غير الصحيح: (فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)، فقوله: (بي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)، بين معنى قوله: (كنت سمعه وبصره ويده ورجله)، لا أنه يكون نفس الحدقة والشحمة والعصب والقدم، وإنما يبقى هو المقصود بهذه الأعضاء والقوى وهو بمنزلتها في ذلك، فإن العبد بحسب أعضائه وقواه يكون إدراكه وحركته، فإذا كان إدراكه وحركته بالحق، ليس بمعنى خلق الإدراك والحركة، فإن هذا قدر مشترك فيمن يحبه وفيمن لا يحبه، وإنما للمحبوب الحق من الحق من هذه الإعانة بقدر ما له من المعية والربوبية والإلهية، فإن كل واحدة من هذه الأمور عامة وخاصة ].
قوله: (وإنما للمحبوب) لها عدة احتمالات: الاحتمال الأول: أن يكون المحبوب له الحق الذي أوجبه الله عز وجل على نفسه، أي: الحق من الحق.
والثاني: أن المحبوب حقه من الحق الذي فرضه الله للعباد، يعني: الحق الجزئي من الحق الكلي، فهذه كلها معان محتملة، وأظن العبارة أقرب إلى هذا السياق، بمعنى أن كلمة الحق ليست مكررة وأنها على ما هي.
والآن اقرنوا في أذهانكم تفسير المعاني الأولى في حديث (من عادى لي ولياً فقد بارزته بالحرب)، بما فسر به الحديث نفسه هنا، من أن المقصود هو المقصود الشرعي، يعني: الحديث نفسه الذي سيأتي في صحيح مسلم عن أبي هريرة فسر بعضه بعضاً، فسر المعاني المجملة التي يتكئ عليها أصحاب الحلول والاتحاد بالمعاني التي تميز الخالق عن المخلوق، كما سيأتي في النص نفسه، وأشير إليه أثناء أو بعد سياق الحديث.
شرح حديث: (يقول الله تعالى: عبدي! مرضت فلم تعدني)
أحب أن أشير إلى المعاني المجملة التي أراد الشيخ أن يفسر النص بالنص وهذا ما ذكرته لكم في أول القاعدة: أنه إذا وردت هذه الألفاظ المجملة فإنا نفسرها بالألفاظ الأخرى الواردة في الأحاديث الأخرى، وأحياناً يأتي التفسير في الحديث نفسه، فهذا الحديث هو تفسير نصي قاطع على أن المقصود بهذه المعاني المجملة هو المعنى الذي يميز الخالق عن المخلوق، ولذلك لما توهم الإشكال في قول الله عز وجل في الحديث القدسي: (عبدي! مرضت فلم تعدني، فيقول: رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟) فوجد التوهم عند المخاطب، فلما وجد فسر في الحديث نفسه، فيقول: (أما علمت أن عبدي فلاناً مرض) لكن يبقى الإشكال عند أهل الحلول والاتحاد على أنه اعتبر نفسه هو عبده، وهذا أيضاً يفسره الحديث فقال: (فلو عدته لوجدتني عنده)، العندية عقلاً وشرعاً ولغة تعني: التمايز، فلا أحد يقول عن نفسه: أنا عند نفسي لا عنده غير.
إذاً: العندية تعني التمايز ولا شك؛ فلذلك قال: (فلو عدته لوجدتني عنده)، وهل معنى هذا أن الله عز وجل بذاته يوجد عند المخلوق؟ لا، هذا منفي عقلاً وشرعاً، ومنفي بمقتضى النصوص وبداهة العقول، فيبقى ما معنى كون الله عنده؟ فسره بعد ذلك بأن عبده فلاناً مرض وفلاناً جاع، فلو أطعمته لوجدت ذلك، عندي، أي: لو أطعمته لوجدت أجر ذلك عندي، هذا معنى كون العندية لعبده تعني العندية الخاصة والقرب الخاص، والرعاية الخاصة من الله عز وجل لعباده الخلص، فلا شك أن المقصود أجر ذلك وثوابه وجزاء العمل؛ لأن العمل وجد.
فإذاً: الحديث فسر بعضه بعضاً على ثلاث درجات: أولاً: جعل العبد غير الرب سبحانه.
ومقتضى الحديث الثاني: أنه فسر المعنى على التمييز بين الله عز وجل وبين عبده.
ثالثاً: أنه فسر المعنى بالعندية (لوجدتني عنده) ثم فسر العندية بالجزاء فقال: (فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي) فانتفى المعنى البدعي الضال والمعنى الشركي الذي عليه أهل الأهواء والبدع من المتصوفة والاتحادية والحلولية وأصحاب وحدة الوجود.. وغيرهم، ممن مال إلى الباطل، واشتغل بهذه المتشابهات؛ ليصرف الناس عن الحق، وهذه المعاني المتشابهة هي التي جعلها الله عز وجل فتنة للذين في قلوبهم زيغ، كما قال عز وجل: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7]، هذا المتشابه الغيبي، والمتشابه غير الغيبي الذي هو في مقدور البشر، قال الله فيه: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران:7]؛ لأن القراءة الصحيحة في القرآن بمثابة النص، يعني: كل قراءة كأنها آية، فمثلاً: الآية التي فيها ثلاث قراءات هي عبارة عن تفهم معنى ثلاث آيات، لكنها آية واحدة، وهذا من إعجاز القرآن، يعني: كل قراءة تحمل معنى غير الآخر، ولفظ القرآن واحد، لكن يكون على الوقف والوصل.. ونحو ذلك.
فالوقف يعني معنى، والوصل يعني معنى آخر، ولا تضاد بين المعنيين، وكلاهما نص مستقل.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فقوله: (جعت ومرضت) لفظ اتحاد يثبت الحق.
وقوله: (لوجدتني عنده، ووجدت ذلك عندي) نفي للاتحاد العيني بنفي الباطل، وإثبات لتمييز الرب عن العبد.
وقوله: (لوجدتني عنده) لفظ ظرف، وبكل يثبت المعنى الحق من الحلول الحق، الذي هو بالإيمان لا بالذات ].
هذه النصوص لا بد من الجمع بينها؛ لتعطي المعنى الفطري اليقيني الذي ينبني عليه التوحيد والإيمان، ولذلك لا يمكن أن تصفو عقيدة المسلم، ولا يكون عنده القدر اليقيني الصافي الذي تطمئن إليه النفس، ويرتاح إليه القلب، إلا إذا جمع بين نصوص الشرع على نحو ما كان يفعل أئمة السنة رحمهم الله، وبذلك يجد العقيدة الصافية، ولو إنه اشتغل بغير هذا المنهج وضرب آيات الله بعضها ببعض لوجد عنده التشويش، ووجد عنده عدم اليقين.
وبعض الناس يقع في هذا الخطأ فيضطرب قلبه، وقد لا يفصح عن ذلك، ويكون سبب اضطراب القلب هو اتباع المتشابه، يعني: تأتيه هذه النصوص فيأخذها على ظاهرها، وقد لا يجيد القدرة على الجمع بين النصوص، أو لا يحفظ النصوص التي بعضها يرد إلى بعض، فلا يرجع إلى أهل الذكر الذين قال الله فيهم: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ولا يرجع إلى الراسخين، فإذا لم يفعل ذلك وقع في الخلط، وهذا ما وقع فيه كثير من المنتسبين إلى العلم من المثقفين وغيرهم في عصرنا هذا، يخبطون ويخلطون في الدين؛ بسبب أنهم يتناولون النصوص بمجرد القراءة لها، وهم لا يحيطون بالنصوص، ولا يعرفون القواعد الشرعية الصحيحة لرد النصوص بعضها إلى بعض، بحيث تعطي التفسير الذي تطمئن إليه النفس، وهذا معنى من معاني الاشتباه الذي ابتلى الله بها العباد تجاه نظرتهم للنصوص الشرعية، فإنه لا يمكن أن يفسر الدين إلا بقواعد التفسير الصحيحة، التي منها: رد النصوص بعضها إلى بعض، والرد إلى قواعد الشرع، وكيف نستدل، ومتى نستدل، وإلى من نرجع.. إلى آخره.
وما لم يعد الناس إلى هذا الأصول، فإنهم سيقعون في الفرقة والشقاوة وعدم اليقين في دين الله عز وجل، ولذلك أصحاب هذا المسلك الآن تكثر فيهم الشكوك في منهج السلف وعقيدة السلف؛ لأنهم ما أدركوا ولا فقهوا المنهج السليم الذي عليه السلف في فهم النصوص وإرجاع بعضها إلى بعض، بل إن بعضهم الآن يقع في بدهيات الاستدلال، بعض المعاصرين يقف عند نصوص الوعيد ويترك نصوص الوعد، وهذا خلل ظاهر، يسلك سبيل الخوارج الذين عندهم حدة في الأحكام على الأشياء والحوادث والأشخاص، أو العكس كذلك الذين يأخذون بنصوص الوعد دون نصوص الوعيد ولا يجمعون بينها، تجد عندهم الإرجاء، ومحاولة إخراج الناس من التمسك بالدين، وعدم التفريق بين الصالح والطالح، وبين المؤمن والفاجر.. إلى غير ذلك مما تجدونه الآن في أحكام الناس، الذين يدَّعون العلم ويدعون الثقافة، والسبب أنهم لم يدركوا الجمع بين النصوص، وليس العجيب في أن توجد هذه النماذج؛ فإن هؤلاء أخلوا بسبب ما في قلوبهم الله يعلمه، لكن العجيب أن مثل هذه الأفكار المشككة المضطربة صارت مسلكاً عند كثير ممن ينتسبون للثقافة والعلم، نسأل الله السلامة والعافية.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ويفسر قوله: (مرضت فلم تعدني)، فلو كان الرب عين المريض والجائع، لكان إذا عاده وإذا أطعمه يكون قد وجده إياه، وقد وجده قد أكله.
وفي قوله في المريض: (وجدتني عنده)، وفي الجائع: (لوجدت ذلك عندي)، فرقان حسن؛ فإن المريض الذي تستحب عيادته ويجد الله عنده هو المؤمن بربه، الموافق لإلهه الذي هو وليه، وأما الطاعم فقد يكون فيه عموم لكل جائع يستحب إطعامه، فإن الله يقول: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [البقرة:245]، فمن تصدق بصدقة واجبة أو مستحبة فقد أقرض الله سبحانه بما أعطاه لعبده.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب-، فإن الله يأخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه، أو فصيله، حتى تكون مثل الجبل العظيم)، وقال: (إن الصدقة لتقع بيد الحق قبل أن تقع بيد السائل).
لكن الأشبه: أن هذا العبد المذكور في الجوع هو المذكور في المرض، وهو العبد الولي الذي فيه نوع اتحاد، وإن كان الله يثيب على طعام الفاسق والذمي.
ونظير القرض النصر في مثل قوله تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40]، وقوله: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ [محمد:7].. ونحو ذلك، لكن النصر فيه معنى، لكن لا يقال في مثله: جعت.
فقد ذكر الله في القرآن القرض والنصر، وجعله له، هذا في الرزق، وهذا في النصر، وجاء في الحديث العيادة، وهذه الثلاثة هي المذكورة، في قوله تعالى: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ [البقرة:177]، وقوله: مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا [البقرة:214]، وإنما في الحديث أمر البأساء والضراء فقط؛ لأن ذلك ينفرد به الواحد المخاطب، بقوله: (عبدي مرضت وجعت) فلذلك عاتبه.
وأما النصر: فيحتاج في العادة إلى عدد، فلا يعتب فيه على أحد معين غالباً، أو المقصود بالحديث التنبيه، وفي القرآن النصر والرزق، وليس فيه العيادة؛ لأن النصر والقرض فيه عموم لا يختص بشخص دون شخص.
وأما العيادة: فإنما تكون لمن يجد الحق عنده ].
يمكن أن يتضح هذا بمثال نعرفه في أحوال البشر، فمثلاً الآن: لو أن إنساناً اتصل بأخيه أو بصديق له في بلد آخر وذاك له مشكلة، فيمكن أن تقول: أنا معك، فإذا ما فقه، تقول: يا أخي قلبي معك، فإذا ما فقه، تقول: أنا أؤيدك وأدعو لك، يعني: النص يفسر بعضه بعضاً، فأنت إذا ما قلت: أنا معك وما فهم، تقول: قلبي معك، يعني: إني أشعر بقلبي بحاجتك وسأسعى من خلال بواعث القلب إلى نصرتك بما أستطيع، ما فهم، تقول: يا أخي سأنصرك وسأفعل معك كذا وكذا.
إذاً: كل مخاطب يفهم هذه الأحوال، وهي في حق المخلوق ولله عز وجل المثل الأعلى، فمن باب أولى أن نفهم هذه المعاني التي ورد فيها المجمل مما يوهم الاتحاد والحلول أن المقصود بها معان وليس أحوالاً حسية والأحوال الحسية هي ما يهيئه الله عز وجل من الأسباب، فيما يتعلق بالأقسام الثلاثة التي ذكرها الشيخ، وهي ما ذكرها الله عز وجل في قوله: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ [البقرة:177]، والْبَأْسَاءِ [البقرة:177]: هي الفقر، وَالضَّرَّاءِ [البقرة:177]: وهو المرض، وَحِينَ الْبَأْسِ [البقرة:177]: وهو القتال وما يحتاجه إلى النصرة.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: [فأول ما في الحديث قوله: (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة)، فجعل معاداة عبده الولي معاداة له، فعين عدوه عين عدو عبده، وعين معاداة وليه عين معاداته، ليسا هما شيئين متميزين، ولكن ليس الله هو عين عبده، ولا جهة عداوة عبده عين جهة عداوة نفسه، وإنما اتفقا في النوع ].
يعني: اتفقا في حال من الأحوال وليس في جميع الأحوال هذا أمر، الأمر الآخر: اتفقا في النوع لا في الذات؛ فليس هناك تحابب ذاتي أو عقلي أو روحي كما يقولون، إنما هو نوع من اتفاق الحال، وهذا يرد في أسماء الله وصفاته كما وصف الله عز وجل نفسه بأنه الرحيم، ووصف بعض عباده بأنه رحيم، ووصف نفسه بالعلم، ووصف بعض عباده بالعلم ووصف نفسه بالحكمة ووصف بعض عباده بالحكمة، فهذا اتفاق في النوع لا في الذات.
وهذا النوع أيضاً لا بد من إثبات التفاوت فيه، فهو في حق الله عز وجل على الكمال والجلال والعظمة التي لا تحدها حدود، وفي حق المخلوق على ما يليق بالمخلوق من النقص والضعف والمحدودية.. ونحو ذلك.
قال رحمه الله تعالى: [ ثم قال: (فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله)، وفي رواية في غير الصحيح: (فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)، فقوله: (بي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي)، بين معنى قوله: (كنت سمعه وبصره ويده ورجله)، لا أنه يكون نفس الحدقة والشحمة والعصب والقدم، وإنما يبقى هو المقصود بهذه الأعضاء والقوى وهو بمنزلتها في ذلك، فإن العبد بحسب أعضائه وقواه يكون إدراكه وحركته، فإذا كان إدراكه وحركته بالحق، ليس بمعنى خلق الإدراك والحركة، فإن هذا قدر مشترك فيمن يحبه وفيمن لا يحبه، وإنما للمحبوب الحق من الحق من هذه الإعانة بقدر ما له من المعية والربوبية والإلهية، فإن كل واحدة من هذه الأمور عامة وخاصة ].
قوله: (وإنما للمحبوب) لها عدة احتمالات: الاحتمال الأول: أن يكون المحبوب له الحق الذي أوجبه الله عز وجل على نفسه، أي: الحق من الحق.
والثاني: أن المحبوب حقه من الحق الذي فرضه الله للعباد، يعني: الحق الجزئي من الحق الكلي، فهذه كلها معان محتملة، وأظن العبارة أقرب إلى هذا السياق، بمعنى أن كلمة الحق ليست مكررة وأنها على ما هي.
والآن اقرنوا في أذهانكم تفسير المعاني الأولى في حديث (من عادى لي ولياً فقد بارزته بالحرب)، بما فسر به الحديث نفسه هنا، من أن المقصود هو المقصود الشرعي، يعني: الحديث نفسه الذي سيأتي في صحيح مسلم عن أبي هريرة فسر بعضه بعضاً، فسر المعاني المجملة التي يتكئ عليها أصحاب الحلول والاتحاد بالمعاني التي تميز الخالق عن المخلوق، كما سيأتي في النص نفسه، وأشير إليه أثناء أو بعد سياق الحديث.
استمع المزيد من الشيخ ناصر العقل - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [19] | 3145 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [9] | 3043 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [20] | 2582 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [12] | 2431 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [5] | 2404 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [17] | 2355 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [7] | 2178 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [6] | 2039 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [3] | 2010 استماع |
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية [16] | 1938 استماع |