شرح لمعة الاعتقاد [7]


الحلقة مفرغة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ فصل: ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وسيد المرسلين، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في يوم القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته.

صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود، والحوض المورود، وهو إمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، أمته خير الأمم ].

في هذا المقطع ذكر شيئاً من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وخصائص أمته.

محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين

أولاً: أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، يعني: آخرهم، فلا نبي بعده في كل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، وبين جميع الأمم، فلا نبي بعده في العرب ولا في غير العرب، ولا نبي بعده في أرض العرب ولا في أرض غيرهم، ولا نبي بعده في بلاد المسلمين ولا غيرها، بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم ختمت برسالته وبه جميع الرسالات والنبوات، فلا نبي بعده على الإطلاق، وعلى هذا فأي مدع للنبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر كاذب ملحد.

وهذا أمر بدهي من ضرورات الدين، أي معلوم من الدين بالضرورة؛ لأنه متواتر في النصوص وأجمعت عليه الأمة، ومعلوم من الدين بالضرورة من حيث إن الله عز وجل أقام الحجة برسالته، وبما أنزل إليه من القرآن والسنة، وبإقامة الحجة بالطائفة الظاهرة المنصورة على الأمم إلى قيام الساعة، فلا حاجة إلى النبوة بعده، وهو نبي لجميع الأمم عربها وعجمها.

محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين

ثانياً: (أنه سيد المرسلين) والسيد هو المقدم، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل المرسلين وهو مقدمهم، وعلى هذا فهو أفضل البشر على الإطلاق، بل هو أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام على الإطلاق.

وسيادة النبي صلى الله عليه وسلم تعني تقدمه المطلق على جميع الناس؛ لأن المرسلين هم أفضل الناس وإذا كان هو سيدهم في الدنيا والآخرة، فإذاً هو سيد الناس جميعاً بما فضله به الله عز وجل.

لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم

ثالثاً: (لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته) هذا على الإطلاق، بل الراجح أن جميع الأمم مطالبة بالإيمان به من لدن آدم إلى قيام الساعة، فهذا لا يختص بالأمة التي بعث فيها وما بعدها، بل يعم جميع الخلق، فكلهم لا بد أن يؤمنوا برسالته، لكن الذين بعث فيهم يجب أن يأخذوا بدينه جملة وتفصيلاً، أما الذين قبله فقد أخذ عليهم العهد بالإيمان به على وجه الإجمال، وهم أخذ عليهم العهد بالإيمان به صلى الله عليه وسلم، وهم أخذوا العهد على أممهم بالإيمان به صلى الله عليه وسلم كأخذهم العهد في مسألة النبوات عموماً، لكنه خص عليه الصلاة والسلام بالذكر والتخصيص.

والإيمان برسالته يشمل الجن والإنس الذين بعث فيهم والذين قبلهم.

وقوله: (ويشهد بنبوته) تابع لما قبله.

الشفاعة العظمى

رابعاً: (ولا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بشفاعته) وهي الشفاعة العظمى، وهي من المقام المحمود الذي سيأتي ذكره، بمعنى أن الناس يوم القيامة يبقون في الحشر يموج بعضهم في بعض، ولا يجدون من يشفع لهم، حتى يتصدى للشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع عند ربه بذلك المقام العظيم.

دخول أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة قبل الأمم

خامساً: (أنه لا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته) يعني أن هذه الأمة أمة النبي صلى الله عليه وسلم هي أول الأمم دخولاً للجنة.

محمد صلى الله عليه وسلم صاحب لواء الحمد

سادساً: (أنه صلى الله عليه وسلم صاحب لواء الحمد) ولواء الحمد ورد ذكره في السنة، والمقصود به أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يتقدم بأمته جميع الأمم وجميع المرسلين، للواء يرفعه وتكون اللواءات كلها بعده، واللواء هو علم كما هو معروف يرفعه النبي صلى الله عليه وسلم وتكون وراءه أمته، ويكون هو المقدم أو صاحب اللواء في هذا المقام.

محمد صلى الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود

سابعاً: (أنه صلى الله عليه وسلم صاحب المقام المحمود) وهو بمعنى الشفاعة التي مر ذكرها، لكن المقام المحمود قد يتفرع إلى مقامات، من ضمنها الشفاعة العظمى، وبعضهم يدخل في ذلك شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن تفتح لهم أبوابها.

محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الحوض المورود

ثامناً: (أنه صلى الله عليه وسلم صاحب الحوض المورود) الحوض هو الذي مر ذكره، ويرده المؤمنون من أمته، وقيل: إن الحوض يكون قبل الصراط أو بعده، والله أعلم.

وعلى أي حال فالنبي صلى الله عليه وسلم ورد في حوضه صفات مميزة في طوله وعرضه، وفي آنيته وفيمن يرد إلى آخره، كما أنه ورد أن لكل نبي حوضاً، لكن حوض النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظمها.

محمد صلى الله عليه وسلم إمام النبيين

تاسعاً: (أنه إمام النبيين) والإمامة أخص من السيادة من جانب؛ لأن الإمامة تعني الإمامة في الدين، والسيادة تعني السيادة في الدين والدنيا، فهو صلى الله عليه وسلم إمام النبيين من كل وجه، حتى في الصلاة فقد صلى بهم صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس في أثناء الإسراء كما هو معلوم، كما أنه إمامهم ومقدمهم أيضاً في الدنيا والآخرة.

محمد صلى الله عليه وسلم خطيب النبيين

العاشر: (وخطيبهم) كما ورد في السنة أيضاً وذلك يوم القيامة.

محمد صلى الله عليه وسلم صاحب شفاعتهم

الحادي عشر: (وصاحب شفاعتهم) أي المقدم في جميع الشفاعات، فشفاعته المقدمة على كل شفاعة، سواء في ذلك المقام المحمود أو ما دونه من الشفاعات الأخرى كالشفاعة لأهل الكبائر وغير ذلك من الشفاعات، فشفاعته صلى الله عليه وسلم هي المقدمة ابتداء واعتباراً.

هي المقدمة ابتداء بمعنى أنه هو الذي يبدأ الشفاعات صلى الله عليه وسلم، كما أنه شفاعته مقدمة على غيرها، ويستجاب له في شفاعته قبل أن يستجاب لغيره.

أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم

الثاني عشر: (أن أمته خير الأمم إطلاقاً) خيرها من حيث الفضل، وخيرها من حيث الصفات العامة، وخيرها من حيث النبي، وخيرها من حيث الشريعة، وخيرها من حيث العدد، وخيرها من حيث أفضلية أفرادها، أو بعض أفرادها كالصحابة، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أفضل أصحاب النبيين من بعده ومن قبله.

كما أن أمته ميزت بخصائص تشريعية كثيرة، كأن جعلت لهم الأرض مسجداً وطهوراً وغير ذلك مما هو معلوم.

أولاً: أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، يعني: آخرهم، فلا نبي بعده في كل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، وبين جميع الأمم، فلا نبي بعده في العرب ولا في غير العرب، ولا نبي بعده في أرض العرب ولا في أرض غيرهم، ولا نبي بعده في بلاد المسلمين ولا غيرها، بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم ختمت برسالته وبه جميع الرسالات والنبوات، فلا نبي بعده على الإطلاق، وعلى هذا فأي مدع للنبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر كاذب ملحد.

وهذا أمر بدهي من ضرورات الدين، أي معلوم من الدين بالضرورة؛ لأنه متواتر في النصوص وأجمعت عليه الأمة، ومعلوم من الدين بالضرورة من حيث إن الله عز وجل أقام الحجة برسالته، وبما أنزل إليه من القرآن والسنة، وبإقامة الحجة بالطائفة الظاهرة المنصورة على الأمم إلى قيام الساعة، فلا حاجة إلى النبوة بعده، وهو نبي لجميع الأمم عربها وعجمها.

ثانياً: (أنه سيد المرسلين) والسيد هو المقدم، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل المرسلين وهو مقدمهم، وعلى هذا فهو أفضل البشر على الإطلاق، بل هو أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام على الإطلاق.

وسيادة النبي صلى الله عليه وسلم تعني تقدمه المطلق على جميع الناس؛ لأن المرسلين هم أفضل الناس وإذا كان هو سيدهم في الدنيا والآخرة، فإذاً هو سيد الناس جميعاً بما فضله به الله عز وجل.

ثالثاً: (لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته) هذا على الإطلاق، بل الراجح أن جميع الأمم مطالبة بالإيمان به من لدن آدم إلى قيام الساعة، فهذا لا يختص بالأمة التي بعث فيها وما بعدها، بل يعم جميع الخلق، فكلهم لا بد أن يؤمنوا برسالته، لكن الذين بعث فيهم يجب أن يأخذوا بدينه جملة وتفصيلاً، أما الذين قبله فقد أخذ عليهم العهد بالإيمان به على وجه الإجمال، وهم أخذ عليهم العهد بالإيمان به صلى الله عليه وسلم، وهم أخذوا العهد على أممهم بالإيمان به صلى الله عليه وسلم كأخذهم العهد في مسألة النبوات عموماً، لكنه خص عليه الصلاة والسلام بالذكر والتخصيص.

والإيمان برسالته يشمل الجن والإنس الذين بعث فيهم والذين قبلهم.

وقوله: (ويشهد بنبوته) تابع لما قبله.

رابعاً: (ولا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بشفاعته) وهي الشفاعة العظمى، وهي من المقام المحمود الذي سيأتي ذكره، بمعنى أن الناس يوم القيامة يبقون في الحشر يموج بعضهم في بعض، ولا يجدون من يشفع لهم، حتى يتصدى للشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع عند ربه بذلك المقام العظيم.




استمع المزيد من الشيخ ناصر العقل - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح لمعة الاعتقاد [8] 2713 استماع
شرح لمعة الاعتقاد [4] 2203 استماع
شرح لمعة الاعتقاد [2] 2193 استماع
شرح لمعة الاعتقاد [6] 2121 استماع
شرح لمعة الاعتقاد [5] 1875 استماع
شرح لمعة الاعتقاد [1] 1619 استماع