خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/157"> الشيخ سلمان العودة . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/157?sub=2"> خطب عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
المستقبل للإسلام
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعــد:
فهذا هو الدرس العشرون من سلسلة الدروس العلمية العامة، ينعقد في ليلة الإثنين، الخامس من ربيع الأول، لعام 1411هـ، وعنوان هذا الدرس "المستقبل للإسلام".
وأحمد الله تعالى، فإن الله عز وجل قد وفق إلى جمع مادة كبيرة ومفيدة في هذا الدرس، وأسأله عز وجل أن يوفقني إلى عرضها عليكم باختصار، بحيث أتمكن من ذكر كل ما لدي في هذا الوقت القصير.
أول نقطة أود أن أتحدث عنها، هي: ضرورة الاهتمام الشخصي بهذا الموضوع ثم أتحدث بعد ذلك عن قضية الاهتمام بالمستقبل، على أنه خاصية من خصائص الإنسان تميزه عن الحيوان وأثلث بحديث موجز عن أعداء الإسلام، من هم؟ وما هي خططهم؟ ثم أتحدث عن الأدلة الشرعية على أن المستقبل للإسلام، من القرآن الكريم، ثم من الحديث النبوي الشريف، ثم الأدلة من التاريخ، ثم الأدلة من الواقع، ثم الحديث عن الجزيرة العربية، وأنها أرض الإسلام، وبعد ذلك نصل إلى النهاية، وهي الطريق نحو مستقبل الإسلام.
مدى عنايتنا بموضوع المستقبل للإسلام
لا شك أن هناك من ينصب اهتمامه منا على سلامته الشخصية، وأسرته، وراتبه، وتوفر القوت الكافي، والمسكن الواسع، والسيارة الفخمة، والاحتياجات المتنوعة، وألا ينقص شيء من راتبه أو دخله الشهري، ومع ذلك قد تجد هذا الإنسان يؤدي عبادته وأموره الشرعية بانتظام، لكن دون أن يهمه شأن الإسلام والمسلمين.
الارتباط العاطفي بقضايا الإسلام والمسلمين
أما كون الإنسان يهتم بقضاياه الشخصية، ثم بعد ذلك لا يهمه شأن الإسلام ولا شأن المسلمين، فهذا لن يفكر في واقع المسلمين أصلاً، ولذلك فمن باب الأولى أنه لن يفكر في مستقبله.
ففيما يتعلق بالنقطة الأولى، وهي: ضرورة الاهتمام الشخصي بهذا الموضوع، فإن هناك سؤالاً يطرح نفسه: ما مدى عنايتنا بهذا الموضوع؟
لا شك أن هناك من ينصب اهتمامه منا على سلامته الشخصية، وأسرته، وراتبه، وتوفر القوت الكافي، والمسكن الواسع، والسيارة الفخمة، والاحتياجات المتنوعة، وألا ينقص شيء من راتبه أو دخله الشهري، ومع ذلك قد تجد هذا الإنسان يؤدي عبادته وأموره الشرعية بانتظام، لكن دون أن يهمه شأن الإسلام والمسلمين.
نحن بحاجة -أيها الإخوة- إلى أن يكون لدينا ارتباط عاطفي بقضايا الإسلام والمسلمين، بحيث أن حزن الإنسان وفرحه وسروره وغضبه ورضاه ويقظته ومنامه، تكون كلها مربوطة بشأن الإسلام، فإذا لاحظت عليه الحزن وجدته لما يصيب المسلمين، أو الفرح وجدته لانتصار الإسلام، تأملت في أحلام هذا الإنسان وهو يتقلب في فراشه، وجدتها مرتبطة بأوضاع المسلمين وأحوالهم، في يقظته تجده يكدح في شأن الإسلام والمسلمين.
أما كون الإنسان يهتم بقضاياه الشخصية، ثم بعد ذلك لا يهمه شأن الإسلام ولا شأن المسلمين، فهذا لن يفكر في واقع المسلمين أصلاً، ولذلك فمن باب الأولى أنه لن يفكر في مستقبله.
أضرب لكم بعض الأمثلة من واقع الجيل الأول، وهي أمثلة سريعة وغير مقصودة، إنما هي على سبيل التذكير فقط:
الأحلام والرؤى
ماذا كانت تدور حوله؟ لم تكن تدور حول قضاياهم الشخصية فقط، ولا مشاكلهم الخاصة فقط، بل كان الغالب على هذه الأحلام، هو أنها تدور حول أوضاع الإسلام والمسلمين، إما في علم أو عمل، أو انتصار للمسلمين، أو خطر يهددهم، أو ما أشبه ذلك، ولو أردت أن أذكر أمثلة من ذلك لطال المقام، لكنني سبق أن ذكرت شيئاً من ذلك في درس بعنوان: "الأحلام والرؤى".
خروجه إلى الطائف
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى مسافة طويلة وكأنه فيما يشبه الغيبوبة، من شدة الحزن والهم والكمد الذي أصابه بسبب ردهم السيئ عليه، حتى ما وعى على نفسه وانتبه، إلا وهو في هذا المكان، وكأنه لم يكن يقصده، لكن انتبه فوجد نفسه في قرن الثعالب. إذاً همه وحزنه صلى الله عليه وسلم، لم يكن من أجل فوات دنيا أو مطمع أو منصب أو زوجة.
أبداً، كان همه مربوط بقضية الإسلام، ومدى قبول الناس أو ردهم لهذا الدين.
فتح خيبر وقدوم جعفر
قصة أم أيمن رضي الله عنه الله عنها
إذاً هذه المرأة لا تبكي لموت حبيب لها، أو قريب، أو صديق، أو ابن، كلا! إنما تبكي لانقطاع الوحي من السماء، حتى فقدها لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يكن هو فقط الذي يبكيها، وإن كان فقده عزيزاً عظيماً على النفوس، لكن الذي كان يبكيها هو انقطاع الوحي من السماء، وتعتبر ذلك أمراً جللاً يستحق البكاء، فهيجتهما على البكاء الخليفة ووزيره فجعلا يبكيان معها.
يا أحبتي! يجب أن يفكر المرء منا، كم كتب له من العمر في هذه الدنيا؟ خمسين، ستين، سبعين سنة -مثلاً- كم مضى من هذا العمر؟ سؤال ثالث ماذا صنعت فيما مضى من العمر؟ وكم بقي؟ وماذا سوف تصنع في ما بقي من عمرك؟ هل تعتقد أن الأمور سوف تتاح لك، حتى تفعل بكامل راحتك وهدوئك وسعة بالك؟
تصور يا أخي الكريم، أنه في يوم من الأيام أصابك صداع في رأسك، وبعد ما ذهبت إلى المستشفى، وأجريت التحاليل والفحوص اللازمة، قالوا: عندك سرطان في المخ هذا وارد، كل إنسان ممكن يحدث له ذلك. ما موقفك حين ذاك؟ لا شك أن موازين الإنسان سوف تتغير، ونظرته تختلف، وتفكيره سينحو منحى آخر، لكن المشكلة أنه في ذلك الوقت قد لا يكون بإمكانه أن يعمل شيئاً؛ لأنه لم يعد في حالته الطبيعية، وربما ليس لديه من الإمكانيات ما لديه الآن.
مثلاً الأحلام والرؤى، التي كان الصحابة رضي الله عنهم يعرضونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. بعد صلاة الفجر -أحياناً- يسأل الرسول: من رأى منكم رؤيا؟ فيقول رجل: رأيت رؤيا فيذكر رؤيا، وثاني وثالث.
ماذا كانت تدور حوله؟ لم تكن تدور حول قضاياهم الشخصية فقط، ولا مشاكلهم الخاصة فقط، بل كان الغالب على هذه الأحلام، هو أنها تدور حول أوضاع الإسلام والمسلمين، إما في علم أو عمل، أو انتصار للمسلمين، أو خطر يهددهم، أو ما أشبه ذلك، ولو أردت أن أذكر أمثلة من ذلك لطال المقام، لكنني سبق أن ذكرت شيئاً من ذلك في درس بعنوان: "الأحلام والرؤى".
عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى الطائف فدعاهم إلى الله عز وجل، فردوه أبشع رد وكذبوه فيما قال، خرج من عندهم، أو من مكة -على اختلاف في الروايات- يقول صلى الله عليه وسلم: {فخرجت هائماً على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بـقرن الثعالب، فإذا سحابة قد أظلتني... الحديث.
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى مسافة طويلة وكأنه فيما يشبه الغيبوبة، من شدة الحزن والهم والكمد الذي أصابه بسبب ردهم السيئ عليه، حتى ما وعى على نفسه وانتبه، إلا وهو في هذا المكان، وكأنه لم يكن يقصده، لكن انتبه فوجد نفسه في قرن الثعالب. إذاً همه وحزنه صلى الله عليه وسلم، لم يكن من أجل فوات دنيا أو مطمع أو منصب أو زوجة.
أبداً، كان همه مربوط بقضية الإسلام، ومدى قبول الناس أو ردهم لهذا الدين.
مثل ثالث:بعد فتح خيبر، وكان هذا الفتح نصراً عظيماً للإسلام والمسلمين، جاء جعفر بن أبي طالب من الحبشة، وكان قد هاجر إليها مع المهاجرين، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، قام إليه واعتنقه وقال: {ما أدري بأيهما أسر أبفتح خيبر، أم بقدوم جعفر} إذاً سرور النبي صلى الله عليه وسلم، كان مربوطاً بقضية الإسلام، فيسر لفتح خيبر ويسر أيضاً لقدوم جعفر.
مثل رابع: بعد ما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصاب المسلمين كلهم هم وحزن عظيم، حتى إنهم كانوا كالغنم المطيرة، وأظلم في المدينة كل شيء -كما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه- ولما بويع لـأبي بكر الصديق بالخلافة قال لـعمر: [[انطلق بنا إلى
إذاً هذه المرأة لا تبكي لموت حبيب لها، أو قريب، أو صديق، أو ابن، كلا! إنما تبكي لانقطاع الوحي من السماء، حتى فقدها لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يكن هو فقط الذي يبكيها، وإن كان فقده عزيزاً عظيماً على النفوس، لكن الذي كان يبكيها هو انقطاع الوحي من السماء، وتعتبر ذلك أمراً جللاً يستحق البكاء، فهيجتهما على البكاء الخليفة ووزيره فجعلا يبكيان معها.
يا أحبتي! يجب أن يفكر المرء منا، كم كتب له من العمر في هذه الدنيا؟ خمسين، ستين، سبعين سنة -مثلاً- كم مضى من هذا العمر؟ سؤال ثالث ماذا صنعت فيما مضى من العمر؟ وكم بقي؟ وماذا سوف تصنع في ما بقي من عمرك؟ هل تعتقد أن الأمور سوف تتاح لك، حتى تفعل بكامل راحتك وهدوئك وسعة بالك؟
تصور يا أخي الكريم، أنه في يوم من الأيام أصابك صداع في رأسك، وبعد ما ذهبت إلى المستشفى، وأجريت التحاليل والفحوص اللازمة، قالوا: عندك سرطان في المخ هذا وارد، كل إنسان ممكن يحدث له ذلك. ما موقفك حين ذاك؟ لا شك أن موازين الإنسان سوف تتغير، ونظرته تختلف، وتفكيره سينحو منحى آخر، لكن المشكلة أنه في ذلك الوقت قد لا يكون بإمكانه أن يعمل شيئاً؛ لأنه لم يعد في حالته الطبيعية، وربما ليس لديه من الإمكانيات ما لديه الآن.
فعلى الإنسان أن يغتنم الفرصة، ويسعى إلى أن يشارك في صناعة مستقبل الإسلام؛ لأننا لا نصنع شيئاً إذا قلنا المستقبل للإسلام. ثم لم نأتِ بجديد، هذا قاله قبلنا كثيرون من الناس، من الخلف والسلف، والمعاصرين، ومن المفكرين، ومن العلماء المسلمين، بل ومن غير المسلمين، قالوا: المستقبل للإسلام. ما صنعنا شيئاً إذا كان هذا مجرد كلام نردده ونكرره ونتلهى به، ومجرد أمانٍ نقولها.
ينبغي أن يكون قولنا: المستقبل للإسلام بداية لخطوة عملية، يساهم فيها كل فرد منا في العمل على صناعة هذا المستقبل بقدر ما يستطيع.
الفرق بين تفكير الجاهليين وتفكير المسلمين للمستقبل
وكذلك أهل أوروبا، يخططون ويفكرون للمستقبل من خلال نظرات وحسابات مادية بحتة، ولذلك كثيراً ما تأتي الأمور مخالفة لما كانوا يتوقعون.
الاهتمام بالمستقبل خاصية تميز الإنسان عن الحيوان
إذاً الإنسان لا يستطيع أن يعمل كل ما في أمنيته الآن فيقول: بعض الأمور أعملها غداً أو بعد غد في المستقبل. لكن ينبغي أن نربط ذلك بمشيئة الله عز وجل، فلا يجزم ويقول: سأفعل ذلك غداً، بل يقول: إن شاء الله أفعله غداً. فالتخطيط للمستقبل أمر ضروري، ولا يمكن تجاهله، ولكنه ينبغي أن يُربط بمشيئة الله عز وجل.
انظر إلى بعض هذه الأحاديث -وأنا أذكر لكم هذه الأشياء كلها، لا على سبيل الاستقصاء، وإنما كأمثلة مرت في خاطري وأنا أتأمل الموضوع.
مثلاً الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، في صيام يوم عاشورا: {لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع} أي: مع العاشر يصوم يوم تسعة وعشرة من المحرم، فعلق هذا الأمر على المستقبل؛ لأنه لم يفعله في هذا العام، فوعد إن بقي إلى العام القادم، وكتب الله له حياة أن يفعله،يقول صلى الله عليه وسلم: {لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب} ويقول: {لئن عشت إن شاء الله، لأنهين أن يسمى أفلح ويسار ورباح، ونجيح} فوعد أنه إن عاش سوف ينهى عن هذه الأمور.
نحن نجد لغة العرب فيها حرف السين، وفيها سوف، لماذا وجد حرف السين وسوف؟ للتعليق على المستقبل، فإذا قلت لك: اقرأ هذا الكتاب؟ تقول: سوف أقرؤه إن شاء الله، أو سأقرؤه إن شاء الله. فالإنسان يعلق كثيراً من الأمور في المستقبل. الذي لا يمكن أن تفعله اليوم، تفعله غداً، والذي لا يمكن أن تفعله غداً، تفعله بعد غد، وهذا أمر طبيعي أن الإنسان يفكر في المستقبل، ويرتب بعض الأمور، ويعد أن يفعل هذه الأشياء في مقبلات الأيام.
ولذلك جاء في السنة النبوية الخبر عن أحوال هذه الأمة، وما يمر بها من الفتن والشرور والمصائب والخيرات أيضاً، إلى قيام الساعة، وفي بعض الأحيان كان الصحابة أنفسهم يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، كما في حديث حذيفة المشهور، أنه قال: { كان الناس يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقال: جاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ وهل بعد هذا الشر من خير؟ } إلى آخر الحديث.