التفسير النبوي للقرآن


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الحمد لله القائل الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً * وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً [الكهف:1-4] والصلاة والسلام على رسوله القائل كما في حديث المقدام وغيره: {ألا وأني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته أن يأتيه الأمر من أمري فيما أمرت به أو فيما نهيت عنه، فيقول: عندنا كتاب الله حسبنا، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله تعالى}.

إن من نعمة الله تعالى لا أقول علينا فحسب، بل على الناس أجمعين أن يوجد بين أظهرهم كلام الله، كلمات الله مضبوطة محفوظة من الزيادة والنقصان.

ولعل هذه أعظم نعمة يفيض الله تعالى من خيرها على البشر أجمعين، أن يكون بين أيديهم كتاب محفوظ، قرآن يحتكمون إليه فيما يقع بينهم من خلاف أو شجار، وذلك بعد أن حرفت الكتب السماوية كلها، التوراة، والإنجيل، وغيرها، وضاع أكثرها، ولعبت بها أيدي التغيير والتبديل فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة:79].

إخوتي الكرام: إن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وإذا كان القرآن الكريم هو كلام الله؛ فلا أعتقد أن هناك مجالاً لذكر محاسن ومزايا وخصائص القرآن الكريم، فحسبه أنه كلام الله، ولذلك وصفه الله عز وجل بقوله: وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:41-42] وكما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الله تعالى على خلقه}.

إذاً: فكون القرآن كلام الله هو أمر يغني عن تعداد خصائص القرآن وفضائله ومزاياه، لكنني أجدني مضطراً إلى أن أشير إلى ثلاث خصائص لهذا القرآن لا بد من ذكرها في مطلع هذه المحاضرة.

الحفظ

الخاصية الأولي: خاصية الحفظ إِنَّا نَحْنُ نـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] ولذلك قيض الله تعالى للقرآن منذ نـزل من يحفظه، من الصحابة ومن بعدهم، في الصدور وفي السطور، وبلغت عناية المسلمين بالقرآن الكريم وتدوينه، وكتابته، وحفظه، وضبطه، شيئاً يفوق الوصف، حتى إن جميع حروف القرآن وكلماته مضبوطة محفوظة بقراءاتها المختلفة لا يزاد فيها ولا ينقص، وبدقة متناهية، حتى إن الرسم الذي يتناقله الناس لهذا القرآن اليوم هو الرسم الذي كتبه به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نحو ألف وأربعمائة عام، لا يختلفون في حرف واحد من القرآن الكريم زيادة ولا نقصاً.

وقد ذكر بعض المفسرين كـالقرطبي وغيره، قصة طريفة تتعلق بحفظ القرآن الكريم، وذلك أن المأمون كان يجالسه رجل من اليهود، وكان رجلاً ذكياً نابغةً عالماً ينادم المأمون، ويتحدث معه في مجلسه، فأعجب بعقلة وذكائه وقال له: لماذا لا تسلم؟

قال: لا أسلم، فحاول أن يدعوه إلى الإسلام؛ لكن هذا اليهودي أبى وأصر على دينه ورفض الإسلام، فغضب منه المأمون وطرده من مجلسه، فانقطع عن المأمون فترة طويلة، ثم جاءه بعد زمان طويل بعد سنين يستأذن عليه، فلما مَثُلَ بين يديه قال: يا أمير المؤمنين، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فتعجب الخليفة لذلك وقال: بالأمس كنت أدعوك إلى الإسلام، وأنت نديمي، وصديقي، وجليسي، فكنت تأبى وتصر على رغم أن كثيراً من الناس يقبلون ولو مجاملة ولو من أجل مطمع دنيوي، أو مغنم عاجل، وأنت تصر على دينك الباطل، فما بالك أسلمت الآن؟!

قال: إنني بعد ما خرجت من عندك بلوت الأديان كلها، وكان الرجل خطاطاً، فقال: إنني أخذت نسخة من التوراة فنسختها بخطي الجميل، وزدت فيها ونقصت كما أريد، ثم وقفت بها عند بيعةٍ من بيع اليهود بعد صلاة من صلواتهم، فلما خرج اليهود أخذوها وتداولوها واشتروها مني بأغلى الأثمان، فقلت: هذا دين لا خير فيه، يزاد فيه وينقص دون أن يعلم أهله، هذا دين لا خير فيه، فتركته.

قال: ثم ذهبت إلى النصرانية فأخذت نسخة من الإنجيل فنسخت منها عدداً من الكتب بخطي، وزدت فيها ونقصت، ثم وقفت عند كنيسة من كنائسهم في عيد من أعيادهم، فلما خرج النصارى أخذوها منى وتداولوها واشتروها مني بأغلى الأثمان، قال فقلت: هذا دين لا خير فيه، يزاد فيه وينقص دون أن يعلم أهله بذلك!

قال: ثم أخذت نسخة من القرآن الكريم فنسختها بخطي الجميل عدداً من النسخ، وزدت فيها ونقصت وغيرت وبدلت شيئاً يسيراً، ثم وقفت عند جامع من جوامعهم في يوم جمعة، فلما خرج المسلمون من صلاتهم أخذوا هذه النسخ وتداولوها وبدءوا يتصفحونها ويفتشونها ورقة ورقة، فعثر هذا على زيادة، وعثر هذا على نقص، وعثر هذا على خطأ، وعثر هذا على تغيير، قال: فأخذوا النسخ من حجري، وانكبوا على يركلونني بأقدامهم، ويلكمونني بأيديهم، حتى حملت من عند باب المسجد وأنا لا أعي، ثم ذهب بي إلى المسئولين وتعهدت ألا أعود إلى مثل عملي وإلا فعلوا بي وفعلوا، قال: فعرفت أن هذا كتاب محفوظ فأسلمت.

الشمولية والكمال

الخاصية الثانية لهذا القرآن: الشمول والكمال، فإن هذا الكتاب فيه كما قال الله عز وجل: َتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ [يوسف:111] ما من أمر يحتاجه الناس في دينهم أو دنياهم إلا وفي القرآن بيانه، سواء بياناً بالنص عليه، أو بدخوله تحت قاعدة كلية عامة قررها الله تعالى في القرآن الكريم، أو بالإحالة على مصدر آخر، كالإحالة على السنة النبوية، أو على القياس الصحيح، أو ما أشبه ذلك، أو على إجماع أهل العلم.

فما من قضية يحتاجها الناس في اجتماعهم، أو أخلاقهم، أو عقائدهم، أو اقتصادهم، أو سياستهم، أو أمورهم الفردية، أو الاجتماعية الدنيوية أو الأخروية، إلا وفي القرآن بيانها إجمالاً أو تفصيلاً، فجاء القرآن بأصول المسائل، ولذلك لو أتيت مثلاً إلى أصول الطب لوجدتها في القرآن الكريم، أو إلى أصول الاقتصاد لوجدتها في القرآن الكريم، أو إلى أصول الاجتماع لوجدتها في القرآن الكريم، أو إلى أصول العقائد بل وتفاصيل كثير منها في القرآن الكريم، أو إلى أصول الأحكام لو جدتها في القرآن الكريم، فالقرآن شامل كامل مهيمن على جميع شئون الحياة.

الحق المطلق

الخاصية الثالثة هي: أن هذا القرآن يقرر الحق المطلق الذي لا ريب فيه ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2] فالقرآن حق كله، وصدق كله، فهو فيما أخبر به عن الماضي، أو الحاضر، أو المستقبل، صدق، ويستحيل استحالة مطلقة قطعية لا تردد فيها أن يتعارض خبر القرآن مع الواقع، أو مع التاريخ الماضي، أو مع ما يكتشفه العلم في المستقبل، فنجزم ونقطع بلا تردد من منطلق إيماننا بالله العظيم، أن كل ما أخبر به القرآن عن الأمم السابقة، من أخبار الأنبياء، وأخبار الأمم من بني إسرائيل، ومن قبلهم ومن بعدهم، وما حدث لهم من العز والارتفاع، أو الذل والانحدار، والمصائب والنكبات، أو النعم أو غيرها، والدول وسواها، والقصص والأخبار أن كلها حق وصدق، ونجزم ونقطع بلا تردد من منطلق إيماننا بالله العظيم أن كل ما أخبر به القرآن الكريم في الواقع، وفي الكون، وفي الفلك، وفي النجوم، وفي الأرض، وفي السماء، وفي الأرحام، وفي النفس البشرية، من الأخبار أنه صدقٌ وحقٌ قطعيٌ لا تردد فيه، ولذلك يستحيل أن يثبت العلم حقيقة تناقض القرآن، ومن ادعى أن هناك حقيقة علمية تناقض القرآن، فهو إما أنه لم يفهم القرآن حق فهمه، فظن أنه يناقض العلم، أو لم يفهم العلم حق فهمه فظن أنه يناقض القرآن، أما أن توجد حقيقة علمية تناقض نصاً قطعياً صريحاً فهذا والله لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال؛ لأن الذي أنـزل القرآن، هو الذي خلق الأكوان وأوجد الإنسان، فلا يمكن أن يخبر عن الإنسان، أو عن الأكوان، إلا بما هو الحق والواقع.

وكذلك ما أخبر به الله عز وجل في القرآن من الأخبار المستقبلة في آخر الدنيا، أو في يوم القيامة، فإنه لا بد أن يكون حقاً لا شك فيه، فأخبار الله تعالى في القرآن صدق لا ريب فيها، وأحكامه في القرآن عدل لا ظلم فيها ولا جور، ولذلك يقول الله عز وجل: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً [الأنعام:115] صدقاً في الأخبار ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وعدلاً في الأحكام خاصها وعامها، فرعها وأصلها، فهو الحق المطلق الذي لا شك فيه.

ولذلك لهذه الأسباب كلها ولاحظوا هذا الخصائص الثلاث، حق مطلق، شامل لجميع شئون الحياة، محفوظ من الزيادة والنقصان، لهذا أصبح القرآن ميزاناً وفيصلاً فيما يشتجر الناس ويختلفون فيه من أمور الدين والدنيا، وبذلك تعرف نعمة الله تعالى بحفظ هذا القرآن إلى هذا الزمان، وأنه نعمة كبرى على المسلمين بل على البشرية كلها.

وهذه النعمة شكرها: أن يكون القرآن هو المهيمن على حياتنا، أفراداً، وأسراً، ومجتمعات، ودولاً، وأمماً، بحيث يكون القرآن هو المحكم، وإذا لم نفعل فنكون قد كفرنا هذه النعمة، وعقوبة كفران هذه النعمة عقوبة أليمة، أتدرون أيٌ هي؟

إنها أن يرفع هذا القرآن من بين أيدينا، فلا يبقى في الأرض منه آية، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره بسند صحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يدرس الإسلام كما يُدرَس وشيء الثوب، حتى لا يدرى ما صلاة، ولا صيام، ولا صدقة، ولا نسك، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، حتى لا يبقى في الأرض منه آية} ينـزع القرآن من المصاحف، وينـزع القرآن من صدور الرجال، لماذا؟

لأنه لم يُعمل به، فتعطلت منافعه، فرفعه الله تعالى تكريماً لكلامه العظيم أن يوضع عند من لا يستأمنونه، ولا يستحقونه، ولذلك نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.

وإذا رُزِقَ إنسان القرآن حفظاً وفهماً ثم أهمله وفرط فيه، فإن الله تعالى يبتليه بعقوبة عاجلة، بنسيان القرآن الكريم وتفلته منه.

ولذلك أذكر لكم قصة قرأتها في بعض التواريخ، أن جماعة من المسلمين خرجوا في غزو للروم، وكان معهم شابٌ يحفظ القرآن، ويصلي ويقرأ، فكانوا يحبونه ويعدوه كأحد أبنائهم، قال: فلما مررنا بقرية للنصارى أطلت من سور القرية فتاة جميلة حسناء، فنظر إليها ذلك الشاب وافتتن بها، فذهب إليها، وقال لها: هل إليك من سبيل؟

قالت: لا سبيل إلي إلا بأن تتنصر، فقال: أنا كذلك والعياذ بالله، ثم دخل في هذه القرية وكان مع هذه النصرانية، فلما رجعوا من الغزو مروا بتلك القرية وهم حزانى، ثكلوا بردة هذا الشاب الذي كانوا يحبونه ويقدرونه ويوقرونه، فلما مروا بالقرية تمنوا أن يروه، فرأوه عند باب السور، فقالوا له: يا فلان! ما فعل القرآن؟

قال: والله لقد نسيت القرآن فلا أذكر منه إلا هذه الآية رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ [الحجر:2] فنسأل الله جل وعلا أن يعافينا، ولا يفضحنا في الدنيا ولا في الآخرة، اللهم لا تفضحنا في الأرض ولا يوم العرض، اللهم لا تفضح عبيداً أحسنوا الظن بك يا كريم.

أيها الإخوة: القرآن الذي هذه مزاياه، وهذه مكانته، نـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلقاه عنه أصحابه، ثم تلقاه عنهم المسلمون، وعنوا به كما أشرت عناية كبيرة.

الخاصية الأولي: خاصية الحفظ إِنَّا نَحْنُ نـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] ولذلك قيض الله تعالى للقرآن منذ نـزل من يحفظه، من الصحابة ومن بعدهم، في الصدور وفي السطور، وبلغت عناية المسلمين بالقرآن الكريم وتدوينه، وكتابته، وحفظه، وضبطه، شيئاً يفوق الوصف، حتى إن جميع حروف القرآن وكلماته مضبوطة محفوظة بقراءاتها المختلفة لا يزاد فيها ولا ينقص، وبدقة متناهية، حتى إن الرسم الذي يتناقله الناس لهذا القرآن اليوم هو الرسم الذي كتبه به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نحو ألف وأربعمائة عام، لا يختلفون في حرف واحد من القرآن الكريم زيادة ولا نقصاً.

وقد ذكر بعض المفسرين كـالقرطبي وغيره، قصة طريفة تتعلق بحفظ القرآن الكريم، وذلك أن المأمون كان يجالسه رجل من اليهود، وكان رجلاً ذكياً نابغةً عالماً ينادم المأمون، ويتحدث معه في مجلسه، فأعجب بعقلة وذكائه وقال له: لماذا لا تسلم؟

قال: لا أسلم، فحاول أن يدعوه إلى الإسلام؛ لكن هذا اليهودي أبى وأصر على دينه ورفض الإسلام، فغضب منه المأمون وطرده من مجلسه، فانقطع عن المأمون فترة طويلة، ثم جاءه بعد زمان طويل بعد سنين يستأذن عليه، فلما مَثُلَ بين يديه قال: يا أمير المؤمنين، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فتعجب الخليفة لذلك وقال: بالأمس كنت أدعوك إلى الإسلام، وأنت نديمي، وصديقي، وجليسي، فكنت تأبى وتصر على رغم أن كثيراً من الناس يقبلون ولو مجاملة ولو من أجل مطمع دنيوي، أو مغنم عاجل، وأنت تصر على دينك الباطل، فما بالك أسلمت الآن؟!

قال: إنني بعد ما خرجت من عندك بلوت الأديان كلها، وكان الرجل خطاطاً، فقال: إنني أخذت نسخة من التوراة فنسختها بخطي الجميل، وزدت فيها ونقصت كما أريد، ثم وقفت بها عند بيعةٍ من بيع اليهود بعد صلاة من صلواتهم، فلما خرج اليهود أخذوها وتداولوها واشتروها مني بأغلى الأثمان، فقلت: هذا دين لا خير فيه، يزاد فيه وينقص دون أن يعلم أهله، هذا دين لا خير فيه، فتركته.

قال: ثم ذهبت إلى النصرانية فأخذت نسخة من الإنجيل فنسخت منها عدداً من الكتب بخطي، وزدت فيها ونقصت، ثم وقفت عند كنيسة من كنائسهم في عيد من أعيادهم، فلما خرج النصارى أخذوها منى وتداولوها واشتروها مني بأغلى الأثمان، قال فقلت: هذا دين لا خير فيه، يزاد فيه وينقص دون أن يعلم أهله بذلك!

قال: ثم أخذت نسخة من القرآن الكريم فنسختها بخطي الجميل عدداً من النسخ، وزدت فيها ونقصت وغيرت وبدلت شيئاً يسيراً، ثم وقفت عند جامع من جوامعهم في يوم جمعة، فلما خرج المسلمون من صلاتهم أخذوا هذه النسخ وتداولوها وبدءوا يتصفحونها ويفتشونها ورقة ورقة، فعثر هذا على زيادة، وعثر هذا على نقص، وعثر هذا على خطأ، وعثر هذا على تغيير، قال: فأخذوا النسخ من حجري، وانكبوا على يركلونني بأقدامهم، ويلكمونني بأيديهم، حتى حملت من عند باب المسجد وأنا لا أعي، ثم ذهب بي إلى المسئولين وتعهدت ألا أعود إلى مثل عملي وإلا فعلوا بي وفعلوا، قال: فعرفت أن هذا كتاب محفوظ فأسلمت.

الخاصية الثانية لهذا القرآن: الشمول والكمال، فإن هذا الكتاب فيه كما قال الله عز وجل: َتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ [يوسف:111] ما من أمر يحتاجه الناس في دينهم أو دنياهم إلا وفي القرآن بيانه، سواء بياناً بالنص عليه، أو بدخوله تحت قاعدة كلية عامة قررها الله تعالى في القرآن الكريم، أو بالإحالة على مصدر آخر، كالإحالة على السنة النبوية، أو على القياس الصحيح، أو ما أشبه ذلك، أو على إجماع أهل العلم.

فما من قضية يحتاجها الناس في اجتماعهم، أو أخلاقهم، أو عقائدهم، أو اقتصادهم، أو سياستهم، أو أمورهم الفردية، أو الاجتماعية الدنيوية أو الأخروية، إلا وفي القرآن بيانها إجمالاً أو تفصيلاً، فجاء القرآن بأصول المسائل، ولذلك لو أتيت مثلاً إلى أصول الطب لوجدتها في القرآن الكريم، أو إلى أصول الاقتصاد لوجدتها في القرآن الكريم، أو إلى أصول الاجتماع لوجدتها في القرآن الكريم، أو إلى أصول العقائد بل وتفاصيل كثير منها في القرآن الكريم، أو إلى أصول الأحكام لو جدتها في القرآن الكريم، فالقرآن شامل كامل مهيمن على جميع شئون الحياة.

الخاصية الثالثة هي: أن هذا القرآن يقرر الحق المطلق الذي لا ريب فيه ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:2] فالقرآن حق كله، وصدق كله، فهو فيما أخبر به عن الماضي، أو الحاضر، أو المستقبل، صدق، ويستحيل استحالة مطلقة قطعية لا تردد فيها أن يتعارض خبر القرآن مع الواقع، أو مع التاريخ الماضي، أو مع ما يكتشفه العلم في المستقبل، فنجزم ونقطع بلا تردد من منطلق إيماننا بالله العظيم، أن كل ما أخبر به القرآن عن الأمم السابقة، من أخبار الأنبياء، وأخبار الأمم من بني إسرائيل، ومن قبلهم ومن بعدهم، وما حدث لهم من العز والارتفاع، أو الذل والانحدار، والمصائب والنكبات، أو النعم أو غيرها، والدول وسواها، والقصص والأخبار أن كلها حق وصدق، ونجزم ونقطع بلا تردد من منطلق إيماننا بالله العظيم أن كل ما أخبر به القرآن الكريم في الواقع، وفي الكون، وفي الفلك، وفي النجوم، وفي الأرض، وفي السماء، وفي الأرحام، وفي النفس البشرية، من الأخبار أنه صدقٌ وحقٌ قطعيٌ لا تردد فيه، ولذلك يستحيل أن يثبت العلم حقيقة تناقض القرآن، ومن ادعى أن هناك حقيقة علمية تناقض القرآن، فهو إما أنه لم يفهم القرآن حق فهمه، فظن أنه يناقض العلم، أو لم يفهم العلم حق فهمه فظن أنه يناقض القرآن، أما أن توجد حقيقة علمية تناقض نصاً قطعياً صريحاً فهذا والله لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال؛ لأن الذي أنـزل القرآن، هو الذي خلق الأكوان وأوجد الإنسان، فلا يمكن أن يخبر عن الإنسان، أو عن الأكوان، إلا بما هو الحق والواقع.

وكذلك ما أخبر به الله عز وجل في القرآن من الأخبار المستقبلة في آخر الدنيا، أو في يوم القيامة، فإنه لا بد أن يكون حقاً لا شك فيه، فأخبار الله تعالى في القرآن صدق لا ريب فيها، وأحكامه في القرآن عدل لا ظلم فيها ولا جور، ولذلك يقول الله عز وجل: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً [الأنعام:115] صدقاً في الأخبار ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وعدلاً في الأحكام خاصها وعامها، فرعها وأصلها، فهو الحق المطلق الذي لا شك فيه.

ولذلك لهذه الأسباب كلها ولاحظوا هذا الخصائص الثلاث، حق مطلق، شامل لجميع شئون الحياة، محفوظ من الزيادة والنقصان، لهذا أصبح القرآن ميزاناً وفيصلاً فيما يشتجر الناس ويختلفون فيه من أمور الدين والدنيا، وبذلك تعرف نعمة الله تعالى بحفظ هذا القرآن إلى هذا الزمان، وأنه نعمة كبرى على المسلمين بل على البشرية كلها.

وهذه النعمة شكرها: أن يكون القرآن هو المهيمن على حياتنا، أفراداً، وأسراً، ومجتمعات، ودولاً، وأمماً، بحيث يكون القرآن هو المحكم، وإذا لم نفعل فنكون قد كفرنا هذه النعمة، وعقوبة كفران هذه النعمة عقوبة أليمة، أتدرون أيٌ هي؟

إنها أن يرفع هذا القرآن من بين أيدينا، فلا يبقى في الأرض منه آية، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره بسند صحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يدرس الإسلام كما يُدرَس وشيء الثوب، حتى لا يدرى ما صلاة، ولا صيام، ولا صدقة، ولا نسك، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، حتى لا يبقى في الأرض منه آية} ينـزع القرآن من المصاحف، وينـزع القرآن من صدور الرجال، لماذا؟

لأنه لم يُعمل به، فتعطلت منافعه، فرفعه الله تعالى تكريماً لكلامه العظيم أن يوضع عند من لا يستأمنونه، ولا يستحقونه، ولذلك نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.

وإذا رُزِقَ إنسان القرآن حفظاً وفهماً ثم أهمله وفرط فيه، فإن الله تعالى يبتليه بعقوبة عاجلة، بنسيان القرآن الكريم وتفلته منه.

ولذلك أذكر لكم قصة قرأتها في بعض التواريخ، أن جماعة من المسلمين خرجوا في غزو للروم، وكان معهم شابٌ يحفظ القرآن، ويصلي ويقرأ، فكانوا يحبونه ويعدوه كأحد أبنائهم، قال: فلما مررنا بقرية للنصارى أطلت من سور القرية فتاة جميلة حسناء، فنظر إليها ذلك الشاب وافتتن بها، فذهب إليها، وقال لها: هل إليك من سبيل؟

قالت: لا سبيل إلي إلا بأن تتنصر، فقال: أنا كذلك والعياذ بالله، ثم دخل في هذه القرية وكان مع هذه النصرانية، فلما رجعوا من الغزو مروا بتلك القرية وهم حزانى، ثكلوا بردة هذا الشاب الذي كانوا يحبونه ويقدرونه ويوقرونه، فلما مروا بالقرية تمنوا أن يروه، فرأوه عند باب السور، فقالوا له: يا فلان! ما فعل القرآن؟

قال: والله لقد نسيت القرآن فلا أذكر منه إلا هذه الآية رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ [الحجر:2] فنسأل الله جل وعلا أن يعافينا، ولا يفضحنا في الدنيا ولا في الآخرة، اللهم لا تفضحنا في الأرض ولا يوم العرض، اللهم لا تفضح عبيداً أحسنوا الظن بك يا كريم.

أيها الإخوة: القرآن الذي هذه مزاياه، وهذه مكانته، نـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلقاه عنه أصحابه، ثم تلقاه عنهم المسلمون، وعنوا به كما أشرت عناية كبيرة.

وكان من أوجه عنايتهم به عنايتهم بتفسير القرآن الكريم، فكان الصحابة يعنون بتفسير القرآن، حتى كان فيهم مشاهير كـابن عباس وابن مسعود؛ صرفوا حياتهم ووقتهم في فهم معاني القرآن الكريم، وابن عمر رضي الله عنه حتى إن مالكاً روى في الموطأ أن ابن عمر رضي الله عنه يقول: إنه مكث في تعلم سورة البقرة عشر سنين، فلما أتمها نحر بدنة شكراً لله تعالى، وهو لا شك أنه يتعلم البقرة ألفاظاً ومعان، وإلا فصغار الطلبة اليوم في المدارس الابتدائية يحفظون البقرة في أسبوع أو في شهر.

حاشا لـابن عمر أن يحتاج إلى عشرة سنين في حفظ ألفاظها فحسب، بل كان يتفهمها ويتلقنها ألفاظاً ومعانٍ، وابن عباس رضى الله عنه كان يسأل عن معاني كتاب الله تعالى ويتفهمها حتى سمي ترجمان القرآن، وابن مسعود رضى الله عنه يقول كما في الرواية الصحيحة عنه: [[والله ما من آية في كتاب الله تعالى إلا وأنا أعلم أين نـزلت وفيم نـزلت، ولو أعلم رجلاً أعلم مني بكتاب الله تناله المطي لأتيته]] يعني ولو في أقصى الدنيا لأتيته، وكذلك التابعون تلقوا عن الصحابة رضى الله عنهم فكان منهم أئمة في التفسير، كـمجاهد بن جبر المكي الذي يقول فيه سفيان الثوري [[إذا جاءك التفسير من مجاهد فحسبك به]] لا تسأل عن غيره، وليس هذا بغريب فقد تلقى عن ابن عباس، حتى إنه كان يقول: إنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات، يقف عند كل آية ويسأله عن معناها، وكذلك كما هو معروف من تفسير قتادة، وعكرمة، والسدي، وغيرهم كثير من التابعين وأتباعهم.

اختلاف مناهج المفسرين تبعاً لاختلاف مذاهبهم وعلومهم

ثم انتهت النوبة إلى الأئمة المصنفين، فصنفوا مئات بل ألوف الكتب في تفسير كتاب الله تعالى بمختلف الفنون، فأهل اللغة صنفوا كتباً في تفسير القرآن من النواحي اللغوية، والإعراب، والبلاغة، والبيان، والبديع، وغيرها، وأهل الفقه صنفوا كتباً في معاني آيات الأحكام، وتفسيرها، ودلالاتها، واختلاف العلماء فيها، وأهل الحديث صنفوا كتباً في جمع الروايات التي وردت في تفسير معاني كتاب الله تعالى، وهكذا أهل كل فن صنفوا كتباً في التفسير تتناول القرآن من الزاوية التي يحسنونها ويتحدثون فيها.

وهذه الكتب لاشك أن فيها الغث والسمين، والقوى والضعيف، والجيد والرديء، بل إن بعض الذين فسروا القرآن الكريم، فسروه ليتوافق مع ما لديهم من الأغراض، سواء كانت حقاً، أو باطلاً.

فـالمعتزلة -مثلاً- منهم من فسر القرآن ليخدم مذهبه الفاسد، كما فعل القاضي عبد الجبار في تفسيره، وكما فعل الزمخشري في كشافه المعروف، حيث جعل القرآن لخدمة مذهبه الفاسد في الاعتزال، وكذلك بعض المتكلمين فسروا القرآن ليوافق آراءهم وأصولهم، كما فعل الرازي في تفسيره الكبير، والماتريدي وغيرهم، وبعض الفقهاء فسروا آيات الأحكام تفسيراً يخدم اتجاهاتهم المذهبية، ويؤيد ما اختاروه من الأقوال الفقهية، بل ووجد من الصوفية من يفسر القرآن ليخدم مذهبه الصوفي، كما فعل الغزالي وغيره، ووجد من أرباب العلوم خاصة المعاصرين من يحاول أن يحمّل القرآن وألفاظه مالا يحتمل من الدلالة على أنواع العلوم العصرية، كما فعل مثلاً طنطاوي جوهري في تفسيره المسمى بـ الجواهر والذي فيه كل شيء إلا التفسير! فهو كتاب في الفلك، والعلوم المادية، والأحياء، والفيزياء، والجيولوجيا، لكن ليس فيه شيء من تفسير القرآن الكريم!

وكما يفعل كذلك بعض الذين يتحدثون عن ما يسمى بإعجاز القرآن، فإن منهم من يغلوا فيحمّل ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه مالا تحتمل، لتوافق بعض مكتشفات ومخترعات العلم، بل بعض النظريات العلمية التي لم تصل إلى حد أن تكون حقيقة قطعية ثابتة.

وهذا الخلاف الطويل العريض في تفسير القرآن الكريم؛ يوجب للمسلم الحريص على معرفة كلام الله عز وجل أن يعود إلى الأصل الأول، والمنبع الأول، الرسول عليه الصلاة والسلام وسنته الصحيحة الثابتة، فهي خير ما يفسر كتاب الله تعالى، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالبلاغ إِنْ عليكَ إِلَّا الْبَلاغُ [الشورى:48]

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ علينَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ علينَا بَيَانَهُ [القيامة:16-19] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [المائدة:67].

ثم انتهت النوبة إلى الأئمة المصنفين، فصنفوا مئات بل ألوف الكتب في تفسير كتاب الله تعالى بمختلف الفنون، فأهل اللغة صنفوا كتباً في تفسير القرآن من النواحي اللغوية، والإعراب، والبلاغة، والبيان، والبديع، وغيرها، وأهل الفقه صنفوا كتباً في معاني آيات الأحكام، وتفسيرها، ودلالاتها، واختلاف العلماء فيها، وأهل الحديث صنفوا كتباً في جمع الروايات التي وردت في تفسير معاني كتاب الله تعالى، وهكذا أهل كل فن صنفوا كتباً في التفسير تتناول القرآن من الزاوية التي يحسنونها ويتحدثون فيها.

وهذه الكتب لاشك أن فيها الغث والسمين، والقوى والضعيف، والجيد والرديء، بل إن بعض الذين فسروا القرآن الكريم، فسروه ليتوافق مع ما لديهم من الأغراض، سواء كانت حقاً، أو باطلاً.

فـالمعتزلة -مثلاً- منهم من فسر القرآن ليخدم مذهبه الفاسد، كما فعل القاضي عبد الجبار في تفسيره، وكما فعل الزمخشري في كشافه المعروف، حيث جعل القرآن لخدمة مذهبه الفاسد في الاعتزال، وكذلك بعض المتكلمين فسروا القرآن ليوافق آراءهم وأصولهم، كما فعل الرازي في تفسيره الكبير، والماتريدي وغيرهم، وبعض الفقهاء فسروا آيات الأحكام تفسيراً يخدم اتجاهاتهم المذهبية، ويؤيد ما اختاروه من الأقوال الفقهية، بل ووجد من الصوفية من يفسر القرآن ليخدم مذهبه الصوفي، كما فعل الغزالي وغيره، ووجد من أرباب العلوم خاصة المعاصرين من يحاول أن يحمّل القرآن وألفاظه مالا يحتمل من الدلالة على أنواع العلوم العصرية، كما فعل مثلاً طنطاوي جوهري في تفسيره المسمى بـ الجواهر والذي فيه كل شيء إلا التفسير! فهو كتاب في الفلك، والعلوم المادية، والأحياء، والفيزياء، والجيولوجيا، لكن ليس فيه شيء من تفسير القرآن الكريم!

وكما يفعل كذلك بعض الذين يتحدثون عن ما يسمى بإعجاز القرآن، فإن منهم من يغلوا فيحمّل ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه مالا تحتمل، لتوافق بعض مكتشفات ومخترعات العلم، بل بعض النظريات العلمية التي لم تصل إلى حد أن تكون حقيقة قطعية ثابتة.

وهذا الخلاف الطويل العريض في تفسير القرآن الكريم؛ يوجب للمسلم الحريص على معرفة كلام الله عز وجل أن يعود إلى الأصل الأول، والمنبع الأول، الرسول عليه الصلاة والسلام وسنته الصحيحة الثابتة، فهي خير ما يفسر كتاب الله تعالى، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالبلاغ إِنْ عليكَ إِلَّا الْبَلاغُ [الشورى:48]

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ علينَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ علينَا بَيَانَهُ [القيامة:16-19] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [المائدة:67].