خطب ومحاضرات
كبار العلماء يتكلمون عن الدعاة
الحلقة مفرغة
الحمد الله الذي أمر بالاعتصام بحبله، ونهى عن الفرقة والاختلاف بين أهل الحق، وأوصى بالتعاون والتواصي بالحق والصبر، والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبد الله، الذي آخى بين المهاجرين والأنصار مؤاخاة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وربّى أصحابه على المحبة في الله، والإيثار والتضحية، فكانوا نماذج رائعة لصفاء القلوب ونقاء الصدور.
أما بعــد:
أيها الأحبة: إن مما تتميز به الصحوة الإسلامية في عصرنا هذا أنها تسري كما يسري النسيم، وتجري كما يجري النهر الصافي المتدفق، تحوطها رعاية الله، وتكلؤها عينه التي لا تنام.
الصحوة الإسلامية مقدمة للوعد الإلهي
ولذلك فإن نهر الصحوة المبارك سيظل متدفقاً -بإذن الله تعالى- مهما بنيت أمامه سدود الباطل، وأنى لسدود بشرية واهية أن ترد قضاء الله وقدره.
هذه -أيها الأحبة- حقيقة يجب على كل مسلم أن يثق بها، وأن يصرف عن ذهنه وقلبه الشك فيها، فإذا غلبه شكه وسيطر عليه ظنه السيئ، فليراجع إيمانه.
وإن من توفيق الله لهذه الصحوة أن هيأ لها عقولاً نيرة، وألْسنة معبِّرة، وقلوباً موقنة، وأذهاناً متوقدة، من دعاة، ومفكرين، ومصلحين، وأدباء، وشعراء، يحملون لواءها، ويبصرون الناس بها، ويصدقون في بيان زيف الباطل وأهله، ويرفعون عن وجوه الماكرين أقنعة الغدر والنفاق، ويهزون بعض القناعات الزائفة التي رسخت في نفوس كثير من المسلمين، كما أن من توفيق الله لهذه الصحوة أن هيأ لها شباباً مؤمناً مجاهداً يبذل روحه رخيصة في سبيل الله، ويعيد إلى الأمة ثقتها بعقيدتها التي تصنع الرجال الأفذاذ، الذين تتكرر على أيديهم مواقف البذل في سبيل الله بذلاً سخياً لا يبخل بشيء في هذه الحياة لا بمال، ولا بولد، ولا بنفس.
فلكم رأينا شاباً عهدنا به لاهياً عابثاً تحول في جبال الهندكوش بـأفغانستان، وفي أرض فلسطين، وفي بلاد البوسنة والهرسك أسداً هصوراً، يواجه دبابات الأعداء ومدافعهم وطائراتهم مواجهة الأبطال.
ولكم رأينا فتاة مسلمة كانت الغاية من الحياة عندها أن تلبس فاخر الثياب، وأن تقتني أغلى الجواهر، ثم أصبحت مجاهدة بمالها، تبذل ما لديها في سبيل الله عوناً للمجاهدين ودعماً لهم، كل ذلك -أيها الأحبة- ما كان ليتم لولا أن الله قد رعاه وحفظه، ووفق المسلمين إليه تحقيقاً للوعد بنصر هذا الدين.
تحمل مسئولية هذه الصحوة
إن الصحوة الإسلامية نهر متدفق يحمل على ظهره زوارق الهدى والخير؛ ليصل بها إلى شاطئ الأمان، وإنه لا مكان في هذا النهر الصافي للذين يحاولون تغيير اتجاهه أو سد مجراه، أو تعطيل الزوارق التي تمخر عبابه.
والصحوة أمر قدره الله ليس للجهد البشري فيه إلا الدعم والتوجيه، وتبليغ ما أمر الله بتبليغه، أما المشككون، والمعوقون، والمرجفون، فسوف يلقون خسراناً، وإن الرابح من كان له في هذه المسيرة المباركة يد بيضاء، وعمل صالح مشكور.
الحاجة إلى الوعي والتعاون
إن كل عالم وداعية ومصلح، بل وكل مسلم صغير أو كبير مطالب بأن يكون لبنة في البناء، ويداً مضمومة إلى الأيدي المتوضئة، ونفساً مطمئنة باليقين محبة لكل من يدعو إلى الخير ويحث عليه ويسعى إلى نشر الوعي بين الناس.
ولا أظن مسلماً صادقاً في انتمائه لهذا الدين يقف ولو ساعة من نهار في صف أعداء هذه الصحوة، متنكراً لعلمائها ودعاتها مهما تكن المسوغات التي يسوغ بها هذا الوقوف مما قد يلبس به عليه الشيطان لعنه الله.
ليس من منهجنا أن نـزكي أحداً على الله، أو نقدس أشخاصاً بأعيانهم -أعوذ بالله من ذلك- ولكن ليس من منهجنا -أيضاً- أن نجرح إخواننا الدعاة الذين وفقهم الله إلى الصدع بكلمة الحق، وجعل لهم عند الناس قبولاً، وننال من أعراضهم، ونغلب سوء الظن فيهم، نعم.. ليس من منهج المسلم الذي يخاف الله ويرجو رحمته ورضاه، أن يحكم على نيات الناس زوراً وبهتانا، ولا أدري كيف يجيز بعض المسلمين لنفسه هذا، وهو يقرأ ليل نهار آيات القرآن الكريم التي توصي المؤمنين بالتثبت حتى لا يندموا على أحكامهم، كما توصيهم بالاعتصام بحبل الله المتين.
سد الثغرات بين أبناء الصحوة
وإن هذه الحرب لجديرة بأن نجد من دعاة الإسلام صفاً واحداً كأنه البنيان المرصوص لا مجال فيه للفرقة والعداوة بغير حق، وإني أنادي من أعماق قلبي من يحمل همَّ هذا الدين أن يكون ذا وعي، وألاّ يكون أداة في يد أعداء الصحوة شعر أم لم يشعر.
وإن التشكيك في مقاصد الدعاة والعلماء، والحكم على نياتهم ليس من منهج الإسلام في شيء، والفائز من عرف الطريق ولزمه، وكان عوناً على البر والتقوى، وحقق قول الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] وحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}.
الفائز من كان له وعي قائم على عقيدة صافية، يسلم بها من أن يكون مثل المنافق الذي صور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم صورته في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما: {مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع}.
الطعن في العلماء وخطره على الصحوة
إن أخشى ما نخشاه -أيها الأحبة- أن يكون لتلك الاتهامات أثرها السلبي على مسيرة الصحوة، مما سيفرح به أعداء هذا الدين في كل مكان وزمان، على أننا لا نغلق باب النصيحة بالحق، بل إن النصيحة واجبة في حق كل مسلم، ولكن بالطريقة المشروعة التي نعرفها جميعاً، خاصة وأن هؤلاء الدعاة الذين تطلق عليهم التهم، يدعون إلى الإسلام، ويحثون الناس على التمسك به، ويعتمدون على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فيما يقولون، وليسوا من أولئك الذين يجاهرون بالمعصية، أو بقول السوء.
وهذا الكلام أوجهه من قلب مخلص محب للجميع، ويعلم الله أنني لا أميل إلى أحد دون أحد إلا بالحق فإن الحق أحق أن يتبع، وإنما دفعني إلى هذا، الحرص على هذه الصحوة، والخوف على صفها من التمزق والتشرذم، والله المطلع على السرائر وهو المستعان.
إن الصحوة الإسلامية ليست خطة سياسية غربية أو شرقية، ولا قراراً سياسياً أوروبياً أو أمريكياً، فهي لم تخرج بتوصية من هيئة الأمم المتحدة، ولا بأمر من مجلس الأمن الدولي الذي يطيب لي أن أسميه مجلس الخوف، ولا ببيان عسكري من البيت الأبيض، ولا بعقد تجاري من السوق الأوروبية المشتركة، ولا بتصريح باهت من الجامعة العربية، كلا! إن الصحوة الإسلامية مقدمة لا شك في صحتها لذلك الوعد الإلهي بالنصر للمؤمنين الذين يثقون بوعد ربهم، ويسيرون على هدىً من كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ولذلك فإن نهر الصحوة المبارك سيظل متدفقاً -بإذن الله تعالى- مهما بنيت أمامه سدود الباطل، وأنى لسدود بشرية واهية أن ترد قضاء الله وقدره.
هذه -أيها الأحبة- حقيقة يجب على كل مسلم أن يثق بها، وأن يصرف عن ذهنه وقلبه الشك فيها، فإذا غلبه شكه وسيطر عليه ظنه السيئ، فليراجع إيمانه.
وإن من توفيق الله لهذه الصحوة أن هيأ لها عقولاً نيرة، وألْسنة معبِّرة، وقلوباً موقنة، وأذهاناً متوقدة، من دعاة، ومفكرين، ومصلحين، وأدباء، وشعراء، يحملون لواءها، ويبصرون الناس بها، ويصدقون في بيان زيف الباطل وأهله، ويرفعون عن وجوه الماكرين أقنعة الغدر والنفاق، ويهزون بعض القناعات الزائفة التي رسخت في نفوس كثير من المسلمين، كما أن من توفيق الله لهذه الصحوة أن هيأ لها شباباً مؤمناً مجاهداً يبذل روحه رخيصة في سبيل الله، ويعيد إلى الأمة ثقتها بعقيدتها التي تصنع الرجال الأفذاذ، الذين تتكرر على أيديهم مواقف البذل في سبيل الله بذلاً سخياً لا يبخل بشيء في هذه الحياة لا بمال، ولا بولد، ولا بنفس.
فلكم رأينا شاباً عهدنا به لاهياً عابثاً تحول في جبال الهندكوش بـأفغانستان، وفي أرض فلسطين، وفي بلاد البوسنة والهرسك أسداً هصوراً، يواجه دبابات الأعداء ومدافعهم وطائراتهم مواجهة الأبطال.
ولكم رأينا فتاة مسلمة كانت الغاية من الحياة عندها أن تلبس فاخر الثياب، وأن تقتني أغلى الجواهر، ثم أصبحت مجاهدة بمالها، تبذل ما لديها في سبيل الله عوناً للمجاهدين ودعماً لهم، كل ذلك -أيها الأحبة- ما كان ليتم لولا أن الله قد رعاه وحفظه، ووفق المسلمين إليه تحقيقاً للوعد بنصر هذا الدين.
وإن من أوجب الواجبات على العلماء والدعاة والمصلحين، الذين يحملون مسئولية هذه الصحوة، أن يكونوا على مستوى هذه المسئولية، عملاً دؤوباً وإخلاصاً لله، وتجرداً من أهواء النفوس وحظوظها، ووعياً بالمرحلة التي يعيشونها، وتعاوناً مثمراً لا مكان فيه للفرقة والنـزاع، ولا مجال فيه لتغليب هوى النفس الأمارة بالسوء.
إن الصحوة الإسلامية نهر متدفق يحمل على ظهره زوارق الهدى والخير؛ ليصل بها إلى شاطئ الأمان، وإنه لا مكان في هذا النهر الصافي للذين يحاولون تغيير اتجاهه أو سد مجراه، أو تعطيل الزوارق التي تمخر عبابه.
والصحوة أمر قدره الله ليس للجهد البشري فيه إلا الدعم والتوجيه، وتبليغ ما أمر الله بتبليغه، أما المشككون، والمعوقون، والمرجفون، فسوف يلقون خسراناً، وإن الرابح من كان له في هذه المسيرة المباركة يد بيضاء، وعمل صالح مشكور.
إن المرحلة التي نعيشها بحاجة إلى وعي، فلا مكان في هذه المرحلة للعقول القاصرة عن الإدراك والتفكير، ولا مقر فيها للقلوب المسكونة بالحيرة والاضطراب.
إن كل عالم وداعية ومصلح، بل وكل مسلم صغير أو كبير مطالب بأن يكون لبنة في البناء، ويداً مضمومة إلى الأيدي المتوضئة، ونفساً مطمئنة باليقين محبة لكل من يدعو إلى الخير ويحث عليه ويسعى إلى نشر الوعي بين الناس.
ولا أظن مسلماً صادقاً في انتمائه لهذا الدين يقف ولو ساعة من نهار في صف أعداء هذه الصحوة، متنكراً لعلمائها ودعاتها مهما تكن المسوغات التي يسوغ بها هذا الوقوف مما قد يلبس به عليه الشيطان لعنه الله.
ليس من منهجنا أن نـزكي أحداً على الله، أو نقدس أشخاصاً بأعيانهم -أعوذ بالله من ذلك- ولكن ليس من منهجنا -أيضاً- أن نجرح إخواننا الدعاة الذين وفقهم الله إلى الصدع بكلمة الحق، وجعل لهم عند الناس قبولاً، وننال من أعراضهم، ونغلب سوء الظن فيهم، نعم.. ليس من منهج المسلم الذي يخاف الله ويرجو رحمته ورضاه، أن يحكم على نيات الناس زوراً وبهتانا، ولا أدري كيف يجيز بعض المسلمين لنفسه هذا، وهو يقرأ ليل نهار آيات القرآن الكريم التي توصي المؤمنين بالتثبت حتى لا يندموا على أحكامهم، كما توصيهم بالاعتصام بحبل الله المتين.
أيها الأحبة: كل مسلم مسئول على الثغرة التي يقف عليها، كل بحسب طاقته وقدرته، وبحسب ما هيأ الله له من المواهب، وإن هذه الحرب الشعواء التي يشنها الغرب الكافر ومن يسير على نهجه من أصحاب المشروع الغربي في العالم الإسلامي، لدليل قاطع على أن الصحوة المباركة قد آتت ثمارها، وأن أهل الباطل يرفعون أسلحتهم الفتاكة ليحموا بها مذاهبهم الفاسدة التي شقيت بها البشرية زمناً طويلا.
وإن هذه الحرب لجديرة بأن نجد من دعاة الإسلام صفاً واحداً كأنه البنيان المرصوص لا مجال فيه للفرقة والعداوة بغير حق، وإني أنادي من أعماق قلبي من يحمل همَّ هذا الدين أن يكون ذا وعي، وألاّ يكون أداة في يد أعداء الصحوة شعر أم لم يشعر.
وإن التشكيك في مقاصد الدعاة والعلماء، والحكم على نياتهم ليس من منهج الإسلام في شيء، والفائز من عرف الطريق ولزمه، وكان عوناً على البر والتقوى، وحقق قول الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] وحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه: {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}.
الفائز من كان له وعي قائم على عقيدة صافية، يسلم بها من أن يكون مثل المنافق الذي صور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم صورته في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما: {مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع}.
أيها الأحبة: إن الذي دفعني إلى هذا القول الذي أعلم أنكم تدركونه، إنما هو ما ظهر في الفترة الأخيرة من اتهامات أطلقت في بعض الأشرطة والكتب، وانتشرت في بعض المجالس، وجهت هذه الاتهامات إلى بعض العلماء والأئمة والدعاة إلى الله، الذين نفع الله بعلمهم ودعوتهم، ونحسبهم -والله حسيبهم- من المخلصين والداعين إلى الخير، والبعيدين عن التحزب وضيق النظرة، وقد زكاهم علماؤنا الأجلاء كما ستسمعون بعد قليل.
إن أخشى ما نخشاه -أيها الأحبة- أن يكون لتلك الاتهامات أثرها السلبي على مسيرة الصحوة، مما سيفرح به أعداء هذا الدين في كل مكان وزمان، على أننا لا نغلق باب النصيحة بالحق، بل إن النصيحة واجبة في حق كل مسلم، ولكن بالطريقة المشروعة التي نعرفها جميعاً، خاصة وأن هؤلاء الدعاة الذين تطلق عليهم التهم، يدعون إلى الإسلام، ويحثون الناس على التمسك به، ويعتمدون على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فيما يقولون، وليسوا من أولئك الذين يجاهرون بالمعصية، أو بقول السوء.
وهذا الكلام أوجهه من قلب مخلص محب للجميع، ويعلم الله أنني لا أميل إلى أحد دون أحد إلا بالحق فإن الحق أحق أن يتبع، وإنما دفعني إلى هذا، الحرص على هذه الصحوة، والخوف على صفها من التمزق والتشرذم، والله المطلع على السرائر وهو المستعان.
والآن -أيها الأحبة- نترككم مع ما قاله علماؤنا الأجلاء حول هذا الموضوع، ونبدأ بسماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وإنا لنرجو أن نجد لأقوالهم آذاناً صاغية، وقلوباً واعية.
الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء، والواجب عليهم حسن الظن، وطيب الكلام، والبعد عن سيء الكلام، فالعلماء والدعاة إلى الله جل وعلا حقهم عظيم على المجتمع.
فالواجب أن يساعدوا على مهمتهم بكلام طيب وبأسلوب حسن والظن الصالح الطيب، لا بالعنف والشدة ولا بتتبع الأخطاء وإشاعتها للتنفير من فلان وفلان.
يجب أن يكون طالب العلم ويكون السائل يقصد الخير والفائدة ويسأل عن ما يهمه، وإذا وقع خطأ أو إشكال سأل عنه بالرفق والحكمة والنية الصالحة، حتى يزول الإشكال.
فكل إنسان يخطئ ويصيب، ولا أحد معصوم إلا الرسل عليهم الصلاة والسلام فهم معصومون فيما يبلغون عن ربهم من الشرائع، والصحابة وغيرهم كل واحد قد يخطئ وقد يصيب، والعلماء كلامهم معروف في هذا والتابعون ومن بعدهم من الأئمة الأربعة وغيرهم، ليس معنى هذا أن الداعية معصوم أو العالم أو المدرس أو الخطيب. لا. قد يخطئون فالواجب إذا نبه أن يتنبه، وعلى من يشكل عليه شيء أن يسأل بالكلام الطيب والقصد الصالح حتى تحصل الفائدة ويزول الإشكال من غير أن يقع في عرض فلان أو النيل منه التشهير به.
العلماء هم ورثة الأنبياء، وليس معنى هذا أنهم لا يخطئون أبداً، فهم إن أخطأوا لهم أجر وإن أصابوا لهم أجران إذا طلبوا الحق واجتهدوا في طلبه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيح: {إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران فإن حكم واجتهد فأخطأ فله أجر}.
وإخوتنا الدعاة إلى الله عز وجل في هذه البلاد حقهم على المجتمع أن يساعَدُوا على الخير وأن يحسن بهم الظن، وأن يبين الخطأ بالأسلوب الحسن بقصد الفائدة ليس بقصد التشهير والعيب.
وبعض الناس يكتب نشرات في بعض الدعاة، نشرات خبيثة رديئة لا ينبغي أن يكتبها طالب علم؛ لأنه ظن أنه أخطأ في كلمة، فلا ينبغي هذا الأسلوب، طالب العلم الحريص على الخير عليه أن يتحرى ويسأل عما أشكل عليه بالأسلوب الحسن.
والدعاة ليسوا معصومين سواء كانوا مدرسين أم خطباء أم محاضرين أم في ندوة.
ومن ذلك ما وقع في هذه الأيام ومن قبل أيام على بعض الدعاة، مثل محمد أمان والشيخ سلمان العودة والشيخ سفر الحوالي، والشيخ ربيع بن هادي وغيرهم من الدعاة المعروفين بالعقيدة الطيبة وحسن السيرة ومعروفين أنهم من أهل السنة والجماعة.
فلا ينبغي النيل منهم في شيء وإن ظن طالب العلم أن أحدهم أخطأ أو ظهر له أنه أخطأ، فلا ينبغي أن يشهر بذلك أو يسيء الظن، بل يدعو له بالتوفيق ويدعو له بالهداية، ويسأل فيما أشكل حتى يزول الإشكال بالدليل المعول عليه، قال الله وقال الرسول، ويقول الله تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10].
فالواجب على العلماء وطلبة العلم الحلم والحكمة وطلب الحق بالدليل لا بالشدة ولا بالأسلوب غير المناسب، ولكن بالكلام الطيب والأسلوب الحسن وحسن الظن، فالخطأ يزول بالمراجعة والتماس الدليل، يزول الخطأ ويأتي مكانه الحق والصواب، والله يقول: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر [العصر:1-3]، وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2].
فالتواصي بالحق والبر والتقوى يوضح الحق بالدليل وبالأسلوب الحسن والرفق وحسن الظن وبقاء المودة والمحبة، وأن الدعاة إخوان، والعلماء إخوان، وهم دعاة هدى ومن أهل السنة والجماعة، فيجب على طالب العلم إذا أشكل عليه شيء أن يسأل بالأسلوب الحسن من غير تشويش حتى تتم الفائدة.
والواجب كذلك على طلبة العلم والمؤمنين والمؤمنات هو طلب العلم بالدليل، والأسلوب الحسن، والنية الصالحة وليس بالأساليب التي تنفر ولا تفيد، وربما زرعت الشحناء والعداوة، قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الإسراء:53] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] وقال تعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46] وهذا مطلوب حتى مع اليهود والنصارى.
نسأل الله أن يوفق علماءنا وجميع دعاتنا وجميع المسلمين إلى الفقه في الدين والبصيرة والأسلوب الحسن، ونسأل الله أن يوفق طلبة العلم وجميع المسلمين بحسن السؤال والنية الصالحة حتى يستفيد الجميع ويتضح الحق بالدليل، وحتى تدوم المودة والمحبة والتعاون على البر والتقوى، وتزول الشحناء والتنافر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
نصيحة لمن يوزع الأشرطة ضد الشيخ سلمان العودة
الجواب: لا يجوز، يجب التعاون في باب الخير وترك الشر مع الشيخ سلمان، والشيخ سفر، والشيخ الطريري، ومع الشيخ ربيع، ومحمد أمان الجامي، وجميع الدعاة وجميع العلماء يجب التعاون معهم في الخير والإعانة لهم في الخير والدعاء لهم بالتوفيق والتسديد، وإن حصل شيء في محاضرة للشيخ سفر أو الشيخ سلمان أو الشيخ ربيع أو الشيخ الفوزان أو الشيخ: محمد أمان أو لي أو لغيري يسأل عما أشكل عليه بالأسلوب الحسن وليس بالشدة وسوء الظن، وهم يلزمهم أن يوضحوا، ويبينوا بالأدلة التي لديهم، والحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها، وكتاب الله هو المرجع وفيه الكفاية: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] فلا يجوز التعصب لا لزيد ولا لعمرو، يجب على طلبة العلم والعلماء الإنصاف وألا ينفروا من فلان أو فلان، عليهم أن ينفروا مما حرم الله من المعاصي والزنى والغيبة والنميمة والربا، ومن ترك الصلاة، ومن ترك صلاة الجماعة ومن جميع المعاصي.
أما العلماء والدعاة إذا أشكل عليهم أن يسأل المحاضر عما أشكل عليه وماذا قصد الشيخ سلمان أو ربيع أو الفوزانأو ابن باز، ولكن بقصد طيب وليس بقصد المراء والجدل.
نصيحة لمن يروج الوسائل الإعلامية ضد العلماء
الجواب: الله يهديهم ويهدي الجميع ويعين عليهم ويوفقهم ويصلحهم.
طريقة نصح العلماء
الجواب: إذا وجد خطأ يبين بالدليل مع الدعاء لهم بالتوفيق وأن يسدد خطاهم، فيقال هذه الكلمة خطأ، والدليل هو كذا، ولعله غفل عن هذا الشيء ويتبين منه حتى يبين، ويسأل أهل العلم، يتفاهم مع صاحب الشريط لا بالعنف والشدة والتشهير وأن فلاناً لا يصلح أن يؤخذ منه العلم، لا،بل يبين له خطؤه مع بيان أنه من أهل العلم، ويؤخذ ما بيَّنه للناس إلا ما دل الدليل على خلافه فقد أخطأ مالك، وأحمد والثوري، وأبو حنيفة، والشافعي؛ ولهم أخطاء معلومة وما منع الناس ليأخذوا منهم علمهم الذي أصابوا فيه، وما من عالم إلا وله أخطاء وأشياء رجع فيها إلى الصواب.
العالم يخطئ ويصيب
ما حكم هذا القول؟
وما قولكم لمن يقول إنه إمام ومجدد ويمدحونه على المنابر؟
الجواب: هذا خطأ وأن الوسائل تكون شرعية، والدعاء من الوسائل الشرعية بالتوسل بأسمائه وصفاته والأعمال الصالحات، أما التوسل بجاه فلان أو بحق فلان، فلا شك أنها مسألة خلاف، لكن الصواب أنها لا تجوز بجاه فلان أو بحق فلان، والشيخ حسن البنا وغيره له كلام طيب وعمل طيب، ولهم أشياء أخطأوا فيها يغفر الله لنا ولهم، والإنسان يؤخذ من كلامه الطيب ويترك الخطأ ويكون مجدداً في بعض ما أصاب فيه، وليس معنى أنه مجدد أنه لا يخطئ، المجدد قد يصيب حيناً ويخطئ حيناً.
فالمجدد يدعو إلى الإسلام، إلى توحيد الله، إلى ما قال الله ورسوله، والمهم أن يكون هدفه الحق، وإذا كان الداعية قد مات وكتبه موجودة يبين الصواب والخطأ، وما أصاب فيه قبل وما أخطأ فيه رد مثل بقية العلماء الماضين كتبهم موجودة يبين منها الصواب والخطأ، وما أصاب فيه قبل وما وافق الحق قبلناه، وما خالف الحق ردوه مع الترحم عليهم ما داموا من أهل السنة والجماعة والتوحيد، وما أصابوا فيه لهم أجران وما أخطأوا لهم أجر واحد، وخطؤهم مغفور، إذا اجتهدوا وقصدوا الحق رحمهم الله.
إتلاف الأشرطة القادحة في العلماء
الجواب: هذا غلط فلا ينبغي أن يسمع هذا الشريط ينبغي أن يتلف هذا الشريط، مثل هذا لا ينبغي أن يسمع ولا يتكلم فيه ولا ينشر عنه شيء -الله يهدي الجميع- هذا الذي أشرنا إليه أن الواجب هو الكلام الطيب وعدم إشاعة الفاحشة والكلام السيئ والتنابز بالألقاب وغيبة الناس من غير حق، ولا يوالي في هواه ويعادي في هواه -نسأل الله أن يهدي الجميع-.
السؤال: ما نصيحتكم لمن يوزع الأشرطة ضد الشيخ سلمان العودة في بيت الله الحرام، علماً أنه موجود الآن في المسجد؟
الجواب: لا يجوز، يجب التعاون في باب الخير وترك الشر مع الشيخ سلمان، والشيخ سفر، والشيخ الطريري، ومع الشيخ ربيع، ومحمد أمان الجامي، وجميع الدعاة وجميع العلماء يجب التعاون معهم في الخير والإعانة لهم في الخير والدعاء لهم بالتوفيق والتسديد، وإن حصل شيء في محاضرة للشيخ سفر أو الشيخ سلمان أو الشيخ ربيع أو الشيخ الفوزان أو الشيخ: محمد أمان أو لي أو لغيري يسأل عما أشكل عليه بالأسلوب الحسن وليس بالشدة وسوء الظن، وهم يلزمهم أن يوضحوا، ويبينوا بالأدلة التي لديهم، والحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها، وكتاب الله هو المرجع وفيه الكفاية: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] فلا يجوز التعصب لا لزيد ولا لعمرو، يجب على طلبة العلم والعلماء الإنصاف وألا ينفروا من فلان أو فلان، عليهم أن ينفروا مما حرم الله من المعاصي والزنى والغيبة والنميمة والربا، ومن ترك الصلاة، ومن ترك صلاة الجماعة ومن جميع المعاصي.
أما العلماء والدعاة إذا أشكل عليهم أن يسأل المحاضر عما أشكل عليه وماذا قصد الشيخ سلمان أو ربيع أو الفوزانأو ابن باز، ولكن بقصد طيب وليس بقصد المراء والجدل.
استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحاديث موضوعة متداولة | 5118 استماع |
حديث الهجرة | 5007 استماع |
تلك الرسل | 4155 استماع |
الصومال الجريح | 4146 استماع |
مصير المترفين | 4123 استماع |
تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة | 4052 استماع |
وقفات مع سورة ق | 3976 استماع |
مقياس الربح والخسارة | 3929 استماع |
نظرة في مستقبل الدعوة الإسلامية | 3872 استماع |
التخريج بواسطة المعجم المفهرس | 3833 استماع |