فهرس الكتاب
الصفحة 198 من 337

وإنما نشأ أصل التناسخ والحلول من هؤلاء القوم:

فإن التناسخ: هو أن تتكرر الأكوار والأدوار إلى ما لا نهاية له ويحدث في كل دور مثل ما حدث في الأول والثواب والعقاب في هذه الدار لا في دار أخرى لا عمل فيها

والأعمال التي نحن فيها إنما هي أجزية على أعمال سلفت منا في الأدوار الماضية:

فالراحة والسرور والفرح والدعة التي نجدها هي مرتبة على أعمال البر التي سلفت منا ( 2 \ 55 ) في الأدوار الماضية

والغم والحزن والضنك والكلفة التي نجدها هي مرتبة على أعمال الفجور التي سبقت منا

وكذا كان في الأول وكذا يكون في الآخر والانصرام من كل وجه غير متصور من الحكيم

وأما الحلول: فهو التشخص الذي ذكرناه:

وربما يكون ذلك بحلول ذاته

وربما يكون بحلول جزء من ذاته على قدر استعداد مزاج الشخص

وربما قالوا: إنما تشخص بالهياكل السماوية كلها وهو واحد وإنما يظهر فعله في واحد واحد بقدر آثاره فيه وتشخصه به

فكأن الهياكل السبعة أعضاؤها السبعة وكأن أعضاءنا السبعة هياكله السبعة فيها يظهر فينطق بلساننا ويبصر بأعيننا ويسمع بآذاننا ويقبض ويبسط بأيدينا ويجيء ويذهب بأرجلنا ويفعل بجوارحنا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام