فهرس الكتاب
الصفحة 101 من 337

أصحاب أبي ثوبان المرجئي الذين زعموا أن الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله تعالى وبرسله عليهم الصلاة والسلام وبكل ما لا يجوز في العقل أن يفعله وما جاز في العقل تركه فليس من الإيمان وأخر العمل كله عن الإيمان

ومن القائلين بمقالة أبي ثوبان هذا: أبو مروان غيلان بن مروان الدمشقي وأبو شمر ومويس بن عمران والفضل الرقاشي ومحمد بن شبيب والعتابي وصالح قبة . ( 1 \ 142 )

وكان غيلان يقول بالقدر خيره وشره من العبد

وفي الإمامة أنها تصلح في غير قريش وكل من كان قائما بالكتاب والسنة كان مستحقا لها وأنها لا تثبت إلا بإجماع الأمة

والعجب أن الأمة أجمعت على أنها لا تصلح لغير قريش وبهذا دفعت الأنصار عن قولهم: منا أمير ومنكم أمير

فقد جمع غيلان خصالا ثلاثا: القدر والإرجاء والخروج

والجماعة التي عددناهم اتفقوا على أن الله تعالى لو عفا عن عاص في القيامة عفا عن كل مؤمن عاص هو في مثل حاله

وإن أخرج من النار واحدا أخرج من هو في مثل حاله

ومن العجب أنهم لم يجزموا القول بأن المؤمنين من أهل التوحيد يخرجون من النار لا محالة

ويحكى عن مقاتل بن سليمان: أن المعصية لا تضر صاحب التوحيد والإيمان وأنه لا يدخل النار مؤمن

والصحيح من النقل عنه: أن المؤمن العاصي ربه يعذب يوم القيامة على الصراط وهو على متن جهنم يصيبه لفح النار وحرها ولهيبها فيتألم بذلك على قدر معصيته ثم يدخل الجنة ومثل ذلك بالحبة على المقلاة المؤججة بالنار

ونقل عن بشر بن غياث المريسي أنه قال: إذا دخل أصحاب الكبائر ( 1 \ 143 ) النار فإنهم سيخرجون عنها بعد أن يعذبوا بذنوبهم وأما التخليد فيها فمحال وليس بعدل

وقيل: إن أول من قال بالإرجاء: الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب وكان يكتب فيه الكتب إلى الأمصار

إلا أنه ما أخر العمل عن الإيمان كما قالت المرجئة اليونسية والعبيدية لكنه حكم بأن صاحب الكبيرة لا يكفر إذ الطاعات وترك المعاصي ليست من أصل الإيمان حتى يزول الإيمان بزوالها

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام