فهرس الكتاب
الصفحة 191 من 337

وأما أصحاب الأشخاص فقالوا: إذا كان لا بد من متوسط يتوسل به وشفيع يتشفع إليه والروحانيات - وإن كانت هي الوسائل - لكنا إذا لم نرها بالأبصار ولم نخاطبها بالألسن لم يتحقق التقرب إليها إلا بهياكلها ولكن الهياكل قد ترى في وقت ولا ترى في وقت لأن لها طلوعا وأفولا وظهورا بالليل وخفاء بالنهار فلم يصف لنا التقرب بها والتوجه إليها فلا بد لنا من صور وأشخاص موجودة قائمة منصوبة نصب أعيننا نعكف عليها ونتوسل بها إلى الهياكل فنتقرب بها إلى الروحانيات ونتقرب بالروحانيات إلى الله سبحانه وتعالى فنعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى

فاتخذوا أصناما أشخاصا على مثال الهياكل السبعة كل شخص في مقابلة هيكل وراعوا في ذلك جوهر الهيكل أعني الجوهر الخاص به من الحديد وغيره وصوروه بصورته على الهيئة التي تصدر أفعاله عنه وراعوا في ذلك الزمان والوقت والساعة والدرجة والدقيقة وجميع الإضافات النجومية من اتصال محمود يؤثر في نجاح المطالب التي تستدعي ( 2 \ 50 ) منه فتقربوا إليه في يومه وساعته وتبخروا بالبخور الخاص به وتختموا بخاتمه ولبسوا لباسه وتضرعوا بدعائه وعزموا بعزائمه وسألوا حاجتهم منه فيقولون: إنه كان يقضي حوائجهم بعد رعاية هذه الإضافات كلها وذلك هو الذي أخبر التنزيل عنهم أنهم عبدة الكواكب والأوثان

فأصحاب الهياكل: هم عبدة الكواكب إذ قالوا بإلهيتها كما شرحنا

وأصحاب الأشخاص: هم عبدة الأوثان إذ سموها آلهة في مقابلة الآلهة السماوية وقالوا: هؤلاء شفعاؤنا عند الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام