-وحديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ المُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلَا تُخْفِرُوا الله فِي ذِمَّتِهِ» [1] .
وروي «أن عمر - رضي الله عنه - لما طعن أخذته غَشْية، فقال بعض الصحابة: إنكم لن تفزعوه إلا بالصلاة، فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين، ففتح عينيه، وقال: أصلى الناس؟ قلنا: نعم، قال: أما إنه لا حظ في الإسلام لأحد أضاع الصلاة ثم صلى وجرحه يثعب دمًا» [2] .
وكذلك روي عن علي وابن مسعود وابن عباس وأبي الدرداء - رضي الله عنهم - أنهم قالوا: «من ترك الصلاة فقد كفر» وهذا حجة لمن قال العمل من الإيمان [3] .
ولذا كان كثير من العلماء يذكرون باب ما جاء في ترك الصلاة أو كفر تارك الصلاة، ضمن كتاب الإيمان؛ فمن هؤلاء:
-الإمام أبو عيسى الترمذي فقد قال في جامعه في أبواب الإيمان: باب ما جاء في ترك الصلاة، وضمنه الأدلة الدالة على كفر تارك الصلاة [4] .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 87) رقم (391) .
(2) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 39) رقم (51) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (7/ 438) رقم (37067) ، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 892) رقم (923) ، والطبراني في المعجم الأوسط (8/ 130) رقم (8181) ، والدارقطني في سننه (1/ 417) رقم (870) .
(3) الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار (3/ 753) .
(4) جامع الترمذي (4/ 309) .