و صار أهل الحقّ - و هم أوسط الناس و أعدلهم - إلى إعمال الدليل، و التماس العذر للعالم في زلّته، و التأدّب في ردّ مقالته و عَدَم المبالغة في تعظيم العالِم (المستَفتَى و غيرِه) بأخذ كلّ ما يصدُر عنه، أو اعتقاده إصابَتَه الحقَّ في كلّ ما يُفتي فيه أو يُخبِر به، لأنَّه من بني البَشر، (و كلُّ بني آدَم خطّاء، و خير الخطائين التوّابون) كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - [فيما رواه الترمذي و ابن ماجة و أحمد بإسنادٍ حسن] ، و العالِم في هذا كغيره؛ معرَّضٌٌٌ للخطأ، و الوَهمِ، و النسيان.
و لخطورة زلات العلماء عليهم و على الأتباع، رأيت أن أضع بين يدي القارئ الكريم جملة مسائل ذات صلة بموضوعها، مرتّبةً في مقاصد على النحو التالي: