و قد نُدبنا إلى الرجوع عن الخطأ، و التوبة من المعصية، و لا فَرق في ذلك بين عامي و عالم، أو أمير و مأمور، أو كبير و صغير.
و مِن جملة الأخطاء التي يجب الرجوع عنها ما يقع فيه العالم من زلات في الفتيا و التأليف أو غير ذلك، و حريٌّ به إن بان له الحق أن يرجع إليه، و يعضَّ عليه بالنواجذ، لينجو بنفسه، و ينجو بنجاته الأتباع من بعده.
و له في ذلك أسوة حسنةٌ في نبيِّ الرحمة - صلى الله عليه وسلم - الذي ما ترك خيراً إلا و أرشدنا إليه، و لا شراً إلا أخذ بحُجَزِنا فصرفنا عنه، و حذَّرَنا منه، و قد كان مدرسةً في اتباع الحقّ و الرجوع عمّا يخالفه.