وإن تخيله على وصف مقارب بمثيل فقد مثل الله، والله سبحانه وتعالى يقول ( ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى 11) .
لا يمكن أبداً أن تتخيل كيفية صفات الله عز وجل لا بالتقدير ولا بالقول! يجب عليك أن تتجنب هذا؛ لأنك تحاول مالا يمكن الوصول إليه! بل تحاول ما يُخشى أن يوقعك في أمر عظيم لا تستطيع الخلاص منه إلا بسلوك التمثيل والتعطيل! وذلك لان الرب جلت عظمته لا يمكن لاحد أن يتخيله على كيفية معينة؛ لانه إن فعل ذلك فقد قَفَا ما ليس له به علم، وقد قال الله تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (الإسراء 36) .
وإن تخيله على وصف مقارب بمثيل فقد مثل الله، والله سبحانه وتعالى يقول ( ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى 11) .
وبهذا نعلم أن من أنكر صفات الله أنكرها لانه تخيل أولاً، ثم قال: هذا التخيل يلزم منه التمثيل، ثم حرفوا! ولهذا نقول: إن كل معطل ومُنكر للصفات فانه مُمَثلٌ سبق تمثيله تعطيله. مثل أولاً وعطل ثانياً [1] ولو انه قدر الله حق تقديره ولم يتعرض لتخيل صفاته سبحانه ما احتاج إلى هذا الإنكار والى هذا التعطيل.
(1) - قال الشيخ -رحمه الله-في القواعد ص 47 - 48 (تنبيه عُلم مما سبق أن كل معطل ممثل , وكل ممثله معطل)
أما تعطيل المعطل فظاهر , وأما تمثيله فلأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه , فمثل أولاً وعطل ثانياً , كما أنه بتعطيله مثله بالناقص! وأما تمثيل الممثل فظاهر , وأما تعطيله فمن ثلاثة أوجه:
الأول: أنه عطل نفس النص الذي أثبت به الصفة حيث جعله دالاً على التمثيل مع أنه لا دلالة فيه عليه , وإنما يدل صفة تليق بالله عزوجل. الثاني: أنه عطل كل نص يدل على نفي مماثلة الله لخلقه. الثالث: أنه عطل الله تعالى عن كماله الواجب , حيث مثله بالمخلوق الناقص!) قلت: وانظر بيان بطلان مذهب المعطلة في القواعد المثلى ص 40 - 47 بكلامٍ علميٍّ متين.