فهرس الكتاب
  • 📄1
  • 📄2
  • 📄3
  • 📄4
  • 📄5
  • 📄6
الصفحة 94 من 174

ثم شرع في بيان أركان الإسلام قال: (فَأَرْكَانُ الْإِسْلاَمِ) الفاء فاء الفصيحة أفصحت عن جواب شرطٍ مقدر أو التفصيلية (فَأَرْكَانُ الْإِسْلاَمِ خَمْسَةٌ) بدليل شرع قال - صلى الله عليه وسلم: ( «بني الإسلام على خمسٍ» ) نص على الخمس، فحينئذٍ يبقى على ما هو عليه ونقول هنا: العدد له مفهوم حينئذٍ لا يزاد ولا ينقص. قد يكون ثَمَّ ما هو مهمٌ ويقال: هذه الأركان الخمسة لا تقوم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حينئذٍ تزاد من حيث الشرح والتفصيل، وأما من حيث العدّ فنقول: عدّها النبي - صلى الله عليه وسلم - خمس في غير ما حديث، وعدّها في هذا الحديث الآتي حديث جبرائيل خمسة، بل نص على العدد فقال: ( «بني الإسلام على خمسٍ» ) فلا نقول: بني الإسلام على ستٍّ، لماذا؟ لأن هذا مخالف، ولو كان المعنى صحيحًا لأن البعض زاد الأمر المعروف والنهي عن المنكر. نقول: هذه الخمس لا تقوم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن لا نخالف ولو قلنا في اللفظ، نطابق الشرع ولو في اللفظ، حينئذٍ نبقى وننطق بما نطق به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا أولى وحري بالمسلم أن تكون ألفاظه ومعلوماته مطابقة للشرع، فلا يتعدّى من حيث اللفظ ولا يتعدّى من حيث المعنى، حينئذٍ لا يزيد معنًى لا يراد في الشرع ولا ينقص معنى قد أراده الشرع، ويبقي اللفظ على ما هو عليه. إذًا فأركان الإسلام خمسة لحديث ابن عمر في الصحيحين الذي ذكرناه آنفًا. (فَأَرْكَانُ الْإِسْلاَمِ خَمْسَةٌ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ) هذا الركن الأول، وهو ركن مؤلف من شقين: الشقّ الأول الشهادة لله عز وجل بالوحدانية، والشقّ الثاني الشهادة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة، وهما شِقَّان وهما ركن واحد، لماذا؟ لأن مبنى العبادة التي خُلِقَ الخلق من أجلها {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] خُلِقُوا من أجل تحقيق هذه العبادة، ولا تصح أي عبادة كانت إلا بتحقق شرطين اثنين، وهما الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، الشرط الأول هو مقتضاها وتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، والشرط الثاني هو مقتضي وتحقيق شهادة أن محمدًا رسول الله، حينئذٍ اجتمعا من حيث المقتضى والتحقيق في كل عبادة فكل عبادة لا يوجد ولا يتحقق فيها الإخلاص فهي شرك، وكل عبادة لا يتحقق فيها المتابعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فهي بدعة، وهذا حكمٌ جمليّ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام