فهرس الكتاب
  • 📄1
  • 📄2
  • 📄3
  • 📄4
  • 📄5
  • 📄6
الصفحة 69 من 174

مضرب فوقع عليه الضرب كذلك: قتل زيدٌ عمرًا، إذًا عمرًا مقتول فوقع عليه القتل، كذلك: ( {اعبُدُوا رَبَّكُمُ} ) فإذا صُرِفَت العبادة والطاعة والإيمان لله عز وجل فالرب معبودٌ كما تقول هناك: عمرٌو مقتولٌ ونحو ذلك، إذًا صح الاستدلال بهذا النص على أن الرَّبَّ هو المعبود لأنه قال سبحانه: ( {اعبُدُوا رَبَّكُمُ} ) أي أطيعوا ربكم بالإيمان، وهذا يفيد كأن أعظم ما أمر الله عز وجل به هو التوحيد ( {الذَِّي خَلَقَكُم} ) هذه صفةٌ كاشفة، أي الرب من صفاته أنه خالقٌ لكم وهو الذي استحق العبادة، وليس ثَمَّ ربٌّ ليس بخالقٍ، يعني هذه الصفة ليست للاحتراز والإخراج وإنما المراد بها كشف حقيقة الموصوف ( {اعبُدُوا رَبَّكُمُ} ) الذي من صفاته أنه خالقٌ لكم، ( {الذَِّي خَلَقَكُم} ) أي أوجدكم من العدم ورباكم بالنعم {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191] أما الذي لا يخلق فلا يستحق أن يعبد، {وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} أي وخلق الذين من قبلكم ... {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يعني من أجل أن تحصل لكم تقواه سبحانه جل وعلا، {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء} [البقرة: 22] . أراد أن يعدد بعض مفردات توحيد الربوبية المقتضية أن العبد إذا نظر في هذه المفردات وهذه الآيات والمخلوقات أن يقر بأن الخالق هو المعبود وأن الله تعالى الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة فكما أنه خلقكم قد {جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} أي: بساطًا مهيئًا تنتفعون بها من السير فيها والمكث عليها {وَالسَّمَاء بِنَاء} ، {السَّمَاء} جنس المراد به السماوات {بِنَاء} أي قبة مضروبةً عليكم وسقفًا محفوظا {وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ} أي من العلو المراد بالسماء هنا السحاب، والماء مراد به المطر {فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ} ، {مِنَ الثَّمَرَاتِ} جمع ثمرة وهو ما تخرجه الأرض من حبوبٍ وخضار والأشجار من الفواكه {رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، {فَلاَ تَجْعَلُواْ} هذا نهي والنهي يقتضي التحريم {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا} جمع نِدٍّ والأنداد النظراء والأمثال تَصْرِفون إليهم العبادة أو شيئًا منها {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أن الخالق لما ذكر هو المستحق للعبادة، وتعلمون أن هذه الأنداد والنظراء والأمثال ليست مماثلة لله تعالى، وأن الله تعالى هو المستحق للعبادة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام