وجه الدلالة من هذه الآية استدل جل وعلا بهذه الآيات على أنه مستحقٌ للعبادة لقوله: ( {إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} ) إذًا لا تسجدوا للشمس ولا للقمر مع كون هذه المخلوقات من أعظم ما يمكن أن يتعلق بها المخلوق فيصرف لها شيئًا من العبادة، فحينئذٍ يكون وجه الاستدلال أو دلالة من الآية استدل جل وعلا بهذه الآيات على أنه مستحقٌ للعبادة. و (وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ} [الأعراف: 54] ) ، ( {اللهُ} ) إذًا جمع بينهما فيُحمل الأول على المعنى اللغوي، والله يحمل على. يعني يحمل الأول الرب على الربوبية، والله يُحمل على الإلوهية ( {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( {ثُمَّ اسْتَوَى} ) أي علا وارتفع ( {عَلَى الْعَرْشِ} ) على السقف المحيط بالمخلوقات وفيه إثبات استواء الرب جل وعلا، وأن معناه العلو والارتفاع، فيُثْبَتُ المعنى دون نظرٍ في الكيف، الاستواء معلوم والكيف مجهول، ( {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} ) ، ( {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} ) أي يغطي كل واحدٍ منهما الآخر فيذهب يغطي كل واحدٍ منهما الآخر فيَذهب أو يُذهب ظلام هذا بضياء هذا، وضياء هذا بظلام هذا، وكلٌ منهما يطلب الآخر طلبًا حثيثًا أي سريعًا لا يتأخر عنه، بل إذا ذهب هذا جاء هذا والعكس بالعكس، ... ( {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} ) أي وخلق الشمس.