أولاً أنهم مخالفون من حيث الأصول، المصادر، المصادر تلقي العقيدة عند أهل السنة والجماعة الكتاب والسنة الوحي فقط، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] ، وأما عند الأشاعرة في باب المعتقد وخاصةً باب الأسماء والصفات فعندهم المصدر العقل، وعندهم العقل مقدمٌ على الشرع على النقل، فحينئذٍ كيف نسوي بينما يجعل العقل تابعًا للشرع مع من يجعل الشرع تابعًا للعقل؟ أهل السنة والجماعة يجعلون العقل تابعًا للشرع، فما حكم به الشرع مقبولٌ وإن حار فيه العقل، وأما الأشاعرة فيرون أن العقل مُحَكَّم هنا وهو الحاكم حينئذٍ جاء الشرع أو لم يأت إما أن يُحَرّف إما أن يُرَدّ، أخبر آحاد .. مجاز .. إلى آخره ورُدَّ الشرع، فكيف يُسَوَّى بين هذا وذاك؟ يعني الأمر لو نظر إليه من هذه الحيثية يكفي، ثم ما أثبتوه من الأسماء أو الصفات السبعة
له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة علمٌ واقتدر
بقدرة تعلقت بممكن ...
هذه الصفات السبعة الذي يثبتها الأشاعرة، هل أثبتوها بالشرع أم بالعقل؟ بالعقل لا بـ .. اختلفنا معهم، مفهوم الكلام، مفهوم الإرادة، مفهوم السمع، مفهوم البصر عندهم. يختلف عن مفهوم ما أثبته أهل السنة، فهي ألفاظٌ فقط مجردة عن المعاني التي أرادها السلف، حينئذٍ لا يمكن أن يكون أهل السنة والجماعة لفظًا شاملاً للأشاعرة، وهذه المقولة قد ذكرها السفاريني رحمه الله تعالى في شرحه بأن أهل السنة والجماعة على ثلاث مراتب: (الأشاعرة، والماتردية، وأهل الحديث) .
وهذه القسمة باطلة. فمن حيث اللفظ أهل السنة إذًا أهلٌ اجتمعوا على السنة، أهل السنة والجماعة، وهؤلاء أهل العقل وليسوا بأهل السنة، على كل حال اختصارًا نقول: القول بأن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة قولٌ باطل، والآن يروج لهذا القول من جهة ما قد يكون عند بعضهم من الحسبيّات التي يريد أن يجمعوا الناس ولو كانوا على باطل، وأما المعتقل وهذا لا يلتفت إليه، فيؤتي للأشعري ويحاول أن يروج عند الشباب وعند طلاب العلم لأن هذه المسألة فيها خلاف وأنا أرجح أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة. إذًا نتفق فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، وتعالى يا صوفي، ويا معتزلي، بل ويا رافضي من أجل أن نجتمع في وحدةٍ ونحارب الكفار واليهود والنصارى، وهذا لا أدري هل معهم عقول أم لا؟
س: الفرق بين القبول والانقياد في شروط لا إله إلا الله.