فهرس الكتاب
  • 📄1
  • 📄2
  • 📄3
  • 📄4
  • 📄5
  • 📄6
الصفحة 110 من 174

ثم قال المصنف رحمه الله تعالى: متممًا الأدلة على ذكر الأركان الأخرى من الصلاة والزكاة والصوم والحج، قال: (وَدَلِيلُ الْصَّلاَةِ وَالْزَّكَاةِ، وَتَفْسِيرُ الْتَّوْحِيدِ) ، (الْصَّلاَةِ) يعني على وجوبها وأنها ركنٌ من أركان الدين الخمسة، (وَالْزَّكَاةِ) كذلك على وجوبها وأنها ركنٌ من أركان الدين الخمسة، (وَتَفْسِيرُ الْتَّوْحِيدِ) حينئذٍ هذه آيةٌ ثالثة تضمها إلى ما سبق، لكن أراد المصنف أن يجمع بين أمرين كأن يقال: وتفسير الذي يوضحها أورد آية إبراهيم، ثم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} ، ثم هذه الآية: ( {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] ) ، {وَمَا أُمِرُوا} أي وما أُمِرَ الذين كفروا هذه في سورة البينة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] إذًا: {وَمَا أُمِرُوا} أي وما أمر الذين كفروا {إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} هذا هو معنى لا إله إلا الله، وهو الشاهد من قوله: وتفسير التوحيد {لِيَعْبُدُوا اللَّهَ} ، أي إلا ليوحدوا الله تعالى ويفردوه بالعبادة {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} العمل، {حُنَفَاء} مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ما أمروا في التوراة والإنجيل إلا بإخلاص العبادة لله موحدين كما أمروا في القرآن. يعني التوحيد أمروا به في التوراة، وأمروا به في الإنجيل، وكذلك أمروا به في القرآن. وهو دعوة جميع الرسل. {حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ} أي وليقيموا الصلاة، الصلاة أي المكتوبة {وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} وهي الواجبة، الزكاة قد تُطلق عند بعض أهل العلم على الصدقة التطوع لكن مراد بها هنا الزكاة الواجبة، {وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ، {وَذَلِكَ} أي الذي أمروا به في هذه الآية {دِينُ الْقَيِّمَةِ} يعني الملة والشريعة المستقيمة و {الْقَيِّمَةِ} صفة لموصوفٍ محذوف أي الملة القيمة {دِينُ الْقَيِّمَةِ} أي دين الملة القيمة، القيمة هذا وصفٌ للملة يعني المستقيمة التي لا اعوجاج فيها، وهذه الآية تدل على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وهو الصحيح، لماذا؟ لأنه أُمروا بالتوحيد وهذا محل وفاق، وأمروا بالصلاة والزكاة، وهذا لا شك أنه من الفروع عند من قسم إلى أصولٍ وفروع، إذًا أُمروا بالتوحيد وأُمروا بالصلاة وأُمروا بالزكاة فهم مخاطبون بفروع الشرعية كما أنهم مخاطبون بأصولها، وهذا هو الصحيح المرجح عند الأصوليين، (وَدَلِيلُ الْصِّيَامِ) وأنه أحد أركان الإسلام الخمسة (قَوْلُهُ تَعَالَى) طبعًا لا نتكلم عن معنى الصلاة و .. إلى آخره هذا يُؤخذ من مظانها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام