الصفحة 12 من 73

إن من أعلام المرحلة الأولى من هو في القرن الثالث كالجنيد (1) والسري السقطي (2) , ومنهم في القرن الرابع كأبي طالب المكي (3) وبداية القرن الخامس كأبي عبد الرحمن السلمي (4) كما أنه ظهر مبكراً من يقول بالحلول كالحلاج (5) ولكن هذا كان شاذاً بالنسبة لانتشار الغلو في القرون المتأخرة . فالقصد أن هذا التقسيم هو للغالب على كل مرحلة .

أوائل الصوفية

عرف التصوف في بداياته بأنه رياضات نفسية ومجاهدات للطباع , وكسر لشهوات النفوس وتعذيب للجسد كي تصفو الروح , وإذا كان هذا الصفاء الروحي يأتي بدون تكلف عند السلف نتيجة التربية المتكاملة فنحن هنا بصدد تشدد وتكلف لحضور هذا الصفاء , وبصدد تنقير وتفتيش عن الإخلاص يصل إلى حد الوساوس , وسنرى من أقوالهم وأحوالهم ما يؤيد هذا .

(1) هو أبو القاسم الخزاز , أصله من نهاوند ومولده في بغداد, من أقواله: الطريق إلى الله مسدود على الخلق إلا على المقتفين آثار الرسول صلى الله عليه وسلم , تفقه على أبي ثور, توفي سنة 298هـ , انظر صفة الصفوة 2/416.

(2) هو السري بن المغلس خال الجنيد وأستاذه, يحب العزلة, تكلم في موضوع المحبة لا طمعاً في الجنة ولا خوفاً من النار, ومن أقواله قليل في سنة خير من كثير في بدعة.. توفي 253هـ, انظر: طبقات الشعراني 1/74.

(3) محمد بن عطية, كان رجلاً صالحاً, ذكر أحاديث في ( قوت القلوب ) لا أصل لها. بدَّعه الناس في بعض أقواله وهجروه توفي 386هـ. انظر: البداية والنهاية 11/319.

(4) محمد بن الحسين الأزدي السلمي , له عناية بأخبار الصوفية , صنف لهم تفسيراً على طريقتهم . قال عنه محمد بن يوسف القطان النيسابوري: لم يكن ثقة , وكان يضع للصوفية الأحاديث , وفي تفسيره أشياء لا تسوغ أصلاً , توفي سنة 412هـ . انظر: سير أعلام النبلاء 17/247.

(5) انظر ترجمته في القسم المخصص للملاحق .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام