فهرس الكتاب
الصفحة 436 من 581

فَأَسَاخَهُ فِيهَا حَتَّى وَجَدَ طَعْمَ الْحَمْأَةِ، فَخَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ يَقُولُ: مَا لَقِيَ أَحَدٌ من أحد ما لقيت منك يا ابن مريم. [1]

وعَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يُصَلِّي عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ فَأَتَاهُ إِبْلِيسُ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَلْقِ نَفْسَكَ مِنَ الجبل وقل: قدر علي. قال: يالعين! اللَّهُ يَخْتَبِرُ الْعِبَادَ، وَلَيْسَ لِلْعِبَادِ أَنْ يَخْتَبِرُوا الله عز وجل." [2] "

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ فِي ذِي الْكِفْلِ قَالَ: قَالَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لِمَنْ مَعَهُ: هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُلُ لِي أَلا يَغْضَبَ، وَيَكُونَ مَعِي فِي دَرَجَتِي، وَيَكُونَ بَعْدِي فِي قَوْمِي؟ فَقَالَ شَابٌّ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا. ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ. فَقَالَ الشَّابُّ: أَنَا، فَلَمَّا مَاتَ قَامَ الشَّابُّ بَعْدَهُ فِي مَقَامِهِ فَأَتَاهُ

إِبْلِيسُ لِيُغْضِبَهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ: اذْهَبْ مَعَهُ فَجَاءَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهُ فَأَرْسَلَ مَعَهُ آخَرَ فَجَاءَ فَقَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئًا. ثُمَّ أَتَاهُ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَانْفَلَتَ مِنْهُ. فَسُمِّيَ ذَا الْكِفْلِ لأَنَّهُ كَفَلَ أَلا يَغْضَبَ. [3]

وعَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ:"إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ فَتَمَكَّثْ وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا فَتَوَخَّ وَإِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَلَا تُؤَخِّرْهُ وَإِذَا أَتَاكَ الشَّيْطَانُ وَأَنْتَ تُصَلِّي فَقَالَ: إِنَّكَ تُرَائِي فَزِدْهَا طُولًا" [4]

وعَنِ الْحُرَيْثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ:"إِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا مِنَ الْخَيْرِ فَلَا تُؤَخِّرْهُ لِغَدٍ، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ فَامْكُثْ مَا اسْتَطَعْتَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا فَتَوَحَّ، وَإِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ لَكَ الشَّيْطَانُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَزِدْهَا طُولًا" [5] وهذا فقه جيد منه، رحمه الله.

(1) - مكائد الشيطان (ص:76) (54) صحيح مقطوع

(2) - مكائد الشيطان (ص:77) (56) حسن مقطوع

(3) - مكائد الشيطان (ص:73) (51) صحيح مقطوع

(4) - الزهد لأحمد بن حنبل (ص:291) (2092) صحيح مقطوع

(5) - الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 12) (35) والسنن الكبرى للنسائي (10/ 406) (11856) صحيح مقطوع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام