فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 854

وكلامه يقتضى أن الهدى كان موجودًا عندهم ثم دفعوه وأخذوا الضلالة، وهو كذلك، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء) (1) " (2) "

وهذا نموذج يدل على استدلال الصاوى بالحديث الصحيح وابتدائه بما يدل على ذلك.

ومن أمثلة استدلاله بالحديث الضعيف، ما ذكره في فضل سورة الإخلاص، حيث يقول:"قال - صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ: سورة الصمد مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل: يا عبدى أدخل بيمينك الجنة) (3) " (4)

وهذا الحديث ضعيف؛ لأن في رجاله حاتم بن ميمون الكلابى، فقد قال عنه ابن حجر:"ضعيف، من الثامنة" (5)

كما يكثر استدلاله بالأخبار الإسرائيلية، والآثار الغريبة دون أن يذكر لها مرجعًا، ومن ذلك ما ذكره في أول سورة الأنعام بيانًا لفضلها، يقول:"ورد أنها فاتحة التوراة، وخاتمتها قبل آخر هود، وقبل آخر الإسراء" (6) .

وكان هذا الأثر من جملة الآثار الضعيفة، فقد أخرجه الطبري في تفسيره عن كعب بن الأحبار، وفى سنده: سفيان بن وكيع بن الجراح: ذكر علماء الجرح في ترجمته أنه كان صدوقًا، إلا أنه ابتلى بوراقة فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل فسقط حديثه. (7)

(1) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المشركين، رقم الحديث: 1385.

(2) حاشية الصاوى: (1/ 11) .

(3) أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن - باب ما جاء في سورة الإخلاص: (5/ 168) ، رقم الحديث: 2898.

(4) الحاشية: (4/ 346) .

(5) تقريب التهذيب: 208، ترجمة رقم: 1007.

(6) الحاشية: (2/ 2) .

(7) تقريب التهذيب، لابن حجر: 395، ترجمة رقم: 2469 وميزان الاعتدال: (2/ 363) ، ترجمة رقم: 3334.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام