الصفحة 25 من 55

الثاني: قال الشيخ سليمان بن حمدان ـ رحمه الله تعالى ـ: (( قال في إبطال التنديد: وهذان الحديثان دليل على الأدب مع الله ـ عز وجل ـ، وقوله: (( أنا سيد ولد آدم ) )وشبهه دليل على الجواز، فأقول: إذا كان الحديثان دليلا على الأدب مع الله ـ عز وجل ـ فما الذي أجاز سوء الأدب ومخالفة الأحاديث الصحيحة؟.

أما الاستدلال على جواز سوء الأدب بقوله ـ ? ـ: (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) )، فلا يدل على الجواز؛ لأن هذا إخبار منه ـ ? ـ عما فضله الله به على البشر، تحدثا بنعمة الله ـ تعالى ـ عليه، عملا بقوله: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (1) . . . )) (2)

6 -حمل النهي عن اتخاذ ذلك عادة شائعة؛ لأنها ربما أورثت كبرا، وحمل الجواز على استعمال ذلك في النادر (3) .

وهذا القول متعقب بتوجيه النبي ـ ? ـ المماليك إلى قول ذلك، ومعلوم أن كون المماليك يقولون ذلك، يعني أنه سيكون عادة شائعة.

المناقشة والترجيح:

بعد النظر في الأقوال السابقة وأدلة كل فريق ظهر لي جواز إطلاق ذلك على المخلوق بشروط:

أحدها: عدم إرادة أي معنى من معاني الربوبية أو الألوهية، فإذا أريد شيء من ذلك فلا.

ومن ذلك: أن يلمح في هذا اللفظ معنى السيادة العامة على جميع الخلق.

(1) الضحى، آية (11) .

(2) الدر النضيد (ص336 - 337) .

(3) انظر: فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد لفضل الله الجيلاني (1/ 300) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام