الصفحة 23 من 55

الثالث: أن حديث النهي عن قول ذلك للمنافق، لا يدل على منع قولها لمن ليس كذلك.

2 -النهي عنه في المخاطبات، كقول القائل: ياسيدي، وأما ذكره مع عدم الخطاب فهذا لا ينهى عنه (1) .

قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ: (( وقد كان بعض أكابر العلماء يأخذ بهذا، ويكره أن يخاطب أحدا بلفظه أو كتابه بالسيد ) ) (2) .

وهذا القول ذكره الحافظ ابن حجر عن الإمام مالك بن أنس (3) ـ رحمه الله تعالى.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن (ت 1285) : (( وأما استدلالهم بقول النبي ـ ? ـ: (( قوموا إلى سيدكم ) )فالظاهر أن النبي ـ ? ـ لم يواجه سعدا به )) (4) .

قالوا: لأن المخاطب ربما يكون في نفسه عجب وغلو، ولما يلحق القائل من الذل والخضوع (5) .

وهذا القول متعقب بالأحاديث التي فيها الأمر بالمخاطبة بهذا اللفظ، كقوله ـ ? ـ: (( وليقل: سيدي ومولاي ) ).

3 -حمل النهي على إطلاقه على غير المالك، والإذن بإطلاقه على المالك، وقد اختار هذا القول ابن حجر (6) ـ رحمه الله تعالى.

(1) انظر: تكملة فتح الملهم شرح صحيح مسلم لمحمد تقي العثماني (4/ 416) .

(2) فتح الباري (5/ 179) .

(3) انظر: فتح الباري (5/ 179) .

(4) فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد (2/ 839) .

(5) انظر: القول المفيد (3/ 280) .

(6) انظر: فتح الباري (5/ 179) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام