فهرس الكتاب
الصفحة 180 من 547

في أن المشركين كانوا يعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بوجوب التوحيد، وبحرمة ضده من الشرك والتنديد إلا أنهم أبوا أن يقروا بأنه دين الله لتكبر السادة، وجهل الأتباع الذين هم تبع لتقريرات السادة والكبراء فكيف بصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - هل يليق بهم الجهل بأصل دينهم، الذي عرفه أبو جهل، وأبو لهب، وأمية بن خلف ونحوهم.

قال الإمام الطبري مبينًا علم المشركين بالتوحيد: «وقوله: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا} [ص: 5] ، يقول: وقال هؤلاء الكافرون الذين قالوا: محمد ساحر كذاب أجعل محمد المعبودات كلها واحد يسمع دعاءنا جميعنا ويعلم عبادة كل عابد عبده منا {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} : أي إن هذا لشيء عجيب.

كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ، قال: عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده وقالوا: يسمع لحاجاتنا جميعًا إله واحد ما سمعنا بها في الملة الآخرة» [1] .

ولقد كان مشركو قريش إذا سمعوا التوحيد كفروا به، وإذا سمعوا الشرك آمنوا به، فهل يعقل أن يكفروا ويؤمنوا بشيء لا يعلمونه!!!

قال الإمام الطبري، إمام المفسرين -رحمه الله-: (ذلك بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم، وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير) .

وفي هذا الكلام متروك استغنى بدلالة الظاهر من ذكره عليه، وهو:

(1) تفسير الطبري (10/ 551) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام