وقال أيضًا - رحمه الله تعالى - مبينًا وناصًا على أن الشرك ضد الإسلام: «ولما كان الدين عند الله هو الإسلام والإسلام هو الاستسلام لله وحده.
وله ضدان: الإشراك، والاستكبار. فالمستكبر استكبر عن الإسلام له والمشرك استسلم لغيره وإن كان قد استسلم له.
فمعنى الأحد: يوجب الإخلاص لله المنافي للشرك، ومعنى الصمد: يوجب الاستسلام لله وحده المنافي للاستكبار» [1] .
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في قوله سبحانه حكاية لدعاء إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} الآية
[البقرة: 128] .
قال: «قال ابن جرير: يعنيان بذلك: واجعلنا مستسلمين لأمرك، خاضعين لطاعتك، لا نشرك معك في الطاعة أحدًا سواك، ولا في العبادة غيرك» [2] .
وقال الإمام البغوي: «ربنا واجعلنا مسلمين لك» : موحدين مطيعين مخلصين خاضعين لك» [3] .
وقال ابن تيمية - رحمه الله تعالى: «والإسلام يجمع معنيين:
أحدهما: الاستسلام والانقياد، فلا يكون متكبرًا.
(1) بيان تلبيس الجهمية (2/ 309) .
(2) تفسير القرآن العظيم (1/ 446) .
(3) معالم التنزيل (1/ 150) .