فهرس الكتاب
الصفحة 132 من 547

وقال أيضًا - رحمه الله تعالى - مبينًا وناصًا على أن الشرك ضد الإسلام: «ولما كان الدين عند الله هو الإسلام والإسلام هو الاستسلام لله وحده.

وله ضدان: الإشراك، والاستكبار. فالمستكبر استكبر عن الإسلام له والمشرك استسلم لغيره وإن كان قد استسلم له.

فمعنى الأحد: يوجب الإخلاص لله المنافي للشرك، ومعنى الصمد: يوجب الاستسلام لله وحده المنافي للاستكبار» [1] .

وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في قوله سبحانه حكاية لدعاء إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} الآية

[البقرة: 128] .

قال: «قال ابن جرير: يعنيان بذلك: واجعلنا مستسلمين لأمرك، خاضعين لطاعتك، لا نشرك معك في الطاعة أحدًا سواك، ولا في العبادة غيرك» [2] .

وقال الإمام البغوي: «ربنا واجعلنا مسلمين لك» : موحدين مطيعين مخلصين خاضعين لك» [3] .

وقال ابن تيمية - رحمه الله تعالى: «والإسلام يجمع معنيين:

أحدهما: الاستسلام والانقياد، فلا يكون متكبرًا.

(1) بيان تلبيس الجهمية (2/ 309) .

(2) تفسير القرآن العظيم (1/ 446) .

(3) معالم التنزيل (1/ 150) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام