الصفحة 98 من 151

قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ... أذهان والآراء كل زمان»

انتهى كلام الشيخ عبداللطيف رحمه الله تعالى [1] .

وقال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ـ رحمه الله ـ: «وبالجملة فيجب على من نصح نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله فيه أعظم أمور الدين .. وأيضاً: فما تنازع العلماء في كونه كفراً، فالاحتياط للدين التوقف وعدم الإقدام، ما لم يكن في المسألة نص صريح عن المعصوم ×، وقد استزل الشيطان أكثرالناس في هذه المسألة، فقصر بطائفة فحكموا بإسلام من دلت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على كفره، وتعدى بآخرين فكفروا من حكم الكتاب والسنة مع الإجماع بأنه مسلم، ومن العجب: أن أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة، أو البيع ونحوهما، لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله، بل يبحث عن كلام العلماء، ويفتي بما قالوه، فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم، الذي هو أعظم أمور الدين وأشدها خطراً على مجرد فهمه واستحسانه؟ فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين! ومحنته من تينك البليتين!!» انتهى كلام الشيخ عبدالله أبابطين رحمه الله [2] .

وقال الشيخ سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ في إجابة لسؤال عن بعض المسائل المتعلقة بالتكفير: «الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى. أما بعد: فقد تأمّلتُ ما ذكره الأخ من المسائل التي ابتُلي بالخوض فيها كثير من الناس من غير معرفة ولا إتقان ولا بيّنة ولا دليل واضح من السنة والقرآن، وقد كان غالب من يتكلم فيها بعض المتديّنين من العوام الذين لا معرفة لهم بمدارك الأحكام ولا خبرة لهم بمسالك مهالكها المظلمة العظام، وليس لهم اطلاع على ما قرّره أئمة الإسلام ووضحوه في هذه المباحث التي لا يتكلم فيها إلا فُحُولُ الأئمة الأعلام. وهذه

(1) ينظر: الدرر السنية 1/ 467 - 469.

(2) ينظر: الدرر السنية 10/ 374، 375.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام