ونختم هذا المبحث بما يُنسب لسفيان الثوري رحمه الله أنه قال: من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث:
1 -إما أن يكون فتنة لغيره بالجلوس معه، وقد صح عن النبي أن (من سنَّ في الإسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن يقص ذلك من أوزارهم شيئاً) رواه مسلم.
2 -أو أن يقع في قلبه شئ من الاستحسان أو الركون فتمسه النار.
3 -أو أن يقول: والله ما أبالي بما تكلموا أو فعلوا وإني واثق من نفسي فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه .. ) أهـ من الدرر السنية.
هذه بعض الروايات المرفوعة والموقوفة وأقوال السلف والعلماء في أناس هم خير والله من ملأ الأرض من البرلمانيين هؤلاء:
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال مخاطباً أصحابه: (أهجوا قريشاً فإنّه أشدّ عليهم من رَشقِ بالنّبل) . وفيه قول حسّان: (والّذي بعثك بالحق لأفرينّهم بلساني فري الأديم) . وقريش قد أخلت بتوحيد الألوهية، أما هؤلاء البرلمانيون فقد أخلوا بالتوحيد بأقسامه الثلاثة. وقد بوب البخاري في صحيحه: باب هجاء المشركين.
قال صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة) [متفق عليه] وفي رواية قال: (أفتانٌ يا معاذ!؟) - ومعروف من هو الفتان - فتأمل جيداً كيف كان خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل - أعلم الناس بالحلال والحرام - في مسألة التطويل في الصلاة!!!
ولقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن نسف باللفظ إسفافاً ما بعده إسفاف لمن تعزى بعزاء الجاهلية وأن نقول: عظ على فرج أبيك. وأن لا نستعمل الكناية في ذلك بل اللهجة الدارجة: (عض على هن أبيك ولا تكنوا) [كما في حديث أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، والنسائي في السنن الكبرى والطبراني في الكبير وابن السني في عمل اليوم والليلة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد] وهذا فيمن تعزى - أي طلب العزة - بعزاء الجاهلية، ومن أعظم أمور الجاهلية في هذا العصر التي يتعزى بها البرلمانيون وغيرهم؛ تحكيم القوانين