الصفحة 5 من 18

فهو رد) [متفق عليه] وقال أيضاً: (ومن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه] ..

هذا غيض من فيض، والطوام كثيرة في هذه المجالس يعلمها العلماء والعوام، ومن أراد زيادة فائدة فليرجع إلى مظان كتب العقيدة والتوحيد. فحسبنا الله ونعم الوكيل:

إلى الله نشكوا من ضلالٍ على عمدٍ ... أتى به الجهال من كل مرتدِ ...

قلوا كتب الأسلاف واستبدلوا بها ... سجلات أصحاب الشمال على عمدِ

ثانياً: هجر النواب وعدم المجيء لهم في خيامهم ومجالسهم:

أن قضية الولاء والبراء من أعظم قضايا الإيمان وأجلها، وأنه (ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم، بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده) [انظر"النجاة والفكاك"ص14 للشيخ العلامة حمد بن عتيق رحمه الله] لذا لن نذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك لأنها في متناول كل مسلم قرأ الكتاب أو تصفح السنة، ولكننا سنعرج إلى مسألة قد أتفق عليها السلف قديماً وحديثاً، ألا وهي هجر أهل البدع والضلال ومجانبتهم وعدم السلام عليهم أو مخالطتهم، وأصل هذه المسألة قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى أصحابه عن مجالستهم والكلام معهم حتى أنزل الله توبتهم. [متفق عليه] والحديث المشهور في القدرية: (إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) [رواه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم وله طرق يتقوى بها] وكل ما سنورده بحول الله وقوته في هذا المحور يتنزل على البرلمانيين من باب أولى، فإليك ذلك:

لما أظهر صبيغ بدعته ضربه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعراجين النخل ونهى الناس عن مجالسته حتى أعلن توبته فأذن في مجالسته. [سنن الدارمي 1/ 55] ، فعمر الفاروق الذي ضرب صبيغ هذا بعراجين النخل، لن يتورع عن أن يضرب هؤلاء البرلمانيون بصفائح السيوف، كيف لا؟! وقد ذكر الواحدي في - كتاب أسباب النزول ص 119 - سبب نزول آية (60) من سورة النساء: أن رجلين اختصما فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف. ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟ قال: نعم. فضربه بالسيف، فقتله. أهـ فكيف به رضي الله عنه لو رأى من يتحاكم إلى الدساتير الوضعية، والقوانين الأرضية، ولا يرضون بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم حكماً وحاكماً؟!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام