الصفحة 2 من 18

الحمد لله الذي فرض الولاء والبراء، والصلاة والسلام على خير المرسلين والأنبياء، وعلى الأربعة الراشدين من بعده الخلفاء، وجميع الآل والصحب الأبرار النجباء، ومن سار على هديهم من المجاهدين والصالحين والأولياء، أما بعد:

فهذه رسالة صغيرة في حجمها، كبيرة في حججها، تنضح بالآثار والأخبار والبراهين، مجردة من الآراء والأهواء ووساوس الشياطين [1] ، قد اعتنيت فيها بما قاله السلف، وغضضت الطرف عما قاله الخلف، موضوعها من صلب الإيمان، ليس بخارجٍ عن السنة والقرآن، قد كتبتها نصحاً للأمة، وإبراءً للذمة، ووسمتها بـ (( الهجر والتقبيح؛ لأهل الانتخابات والترشيح ) )، أسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها وناشرها ومُتلقيها.

باد ذي بدأ أحبُ أن أُعرف القارئ بالمجالس التشريعية وحقيقتها، وما تقوم عليه من كفرٍ وزندقةٍ وضلالٍ مبين، ولن أسهب في ذلك وأطيل النفس، فقد أُلفت في ذلك كتب ومقالات، وأُلقيت دروس ومحاضرات، وجرت حوارات ومناظرات، فيكفيني هنا أن أشير أشارات ..

أولاً: الكفر والعصيان تحت قبة البرلمان:

-القسم على احترام الطاغوت: (الدستور) والعمل به والتزامه .. قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا) [النساء: 60] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إن كل شيءٍ من أمرِ الجاهلية تحت قدمي موضوع) [خرجه مسلم وأبو داود والدارمي وابن ماجة]

-تقلص منصب التشريع (التشريع المطلق) ، ومنازعة الله في حكمه .. قال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) [الشورى: 21] وقال تعالى: (ولا يشركُ في حكمهِ أحداً) [الكهف: 26] .

(1) دين النبي محمد أخبارُ ... نِعم المطية للفتى الآثارُ

لا ترغباً عن الحديثِ وأهله ... الرأيُ ليلٌ والحديثُ نهارُ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام