والمصيبة الكبرى والبلية العظمى: أن أُناساً ينكرون على شباب التوحيد هجرهم لأرباب الديمقراطية والشرك والتنديد!
ولما ظهرت بدعة القدر وأُخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (أخبرهم أني بريء منهم وأنهم برءاء مني) [رواه مسلم] ونحن نقتدي بأكثر الصحابة اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم - ابن عمر - فنقول لكل من يقرأ هذه الرسالة: أخبر البرلمانيين أننا برءاء منهم وأنهم برءاء منا.
وجاء إنسان إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام، فقال ابن عمر: (إنه بلغني أنه أحدث حدثاً، فإن كان كذلك فلا تقرأ عليه مني السلام) [رواه الترمذي وغيره] فكيف لو بلغه حدث النواب في البرلمانات، ماذا كان جوابه؟!
وفي البخاري مقاطعة عبد الله بن مغفل لابن أخيه عندما لم ينتهي عن الخذف قال: والله لا كلمتك بعدها أبداً. أهـ هذا في مسألة الخذف قاطع ابن أخيه! فكيف به في مسألة التشريع من دون الله والقسم على احترام غير شريعة الله؟!
وقال إبراهيم بن ميسرة التابعي الثقة رحمه الله: (من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139، وقال الألباني في تعليقه على المشكاة 1/ 66: روي موصولاً ومرفوعاً من طرق كثيرة قد يرتقي الحديث بمجموعها إلى درجة الحسن] فكيف بمن وقر صاحب بدعة مكفرة كبعدة الديمقراطية والمجالس التشريعية؟!
ورحم الله سفيان إذ يقول: (إني لألقى الرجل أبغضه، فيقول لي: كيف أصبحت؟ فيلين له قلبي، فكيف بمن أكل ثريدهم، ووطئ بساطهم؟؟) أهـ [من تذكرة الموضوعات ص 25] أي والله: فكيف بمن أكل - بوفيههم - ووطئ - رخامهم -؟!
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (المؤمن يقف عند الشبهة، ومن دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 140]
وقال أيضاً: (لا تجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 137] وإني لأعجب والله كل العجب: كيف يجلس من يدعي الصلاح في مخيمات هؤلاء ومجالسهم؟ ألا يخافون أن تنزل عليهم اللعنة؟!