وقال عبد الله بن عمر السرخسي: (أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك فقال: لا كلمته ثلاثين يوماً) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139] قاله في حق من أكل عند صاحب بدعة، فكيف بصاحب البدعة نفسه؟ بل فكيف بمن جلس عند نائب في البرلمان؟ بل فكيف بصاحب البرلمان نفسه؟!
وقال ابن المبارك رحمه الله: (اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139] ونحن جميعاً نقول: اللهم لا تجعل لنائب في البرلمان عندنا يداً فتحبه قلوبنا.
وقال الإمام مالك رحمه الله: (بئس القوم أهل الأهواء لا نسلم عليهم) [شرح السنة للبغوي 1/ 229]
وقال الإمام أبو داود صاحب السنن للإمام أحمد: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة، أترك كلامه؟ قال: (لا، أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه) [طبقات الحنابلة 1/ 160]
وقال الإمام أحمد: (إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) [الآداب الشرعية 1/ 233] ما أجمل هذه الآداب التي افتقدها كثير من المسلمين، لا أقول عوامهم، بل وحتى خواصهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال الإمام البغوي تعليقاً على حديث كعب المتقدم: (وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد .. وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا، مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم) [شرح السنة 1/ 266] فإياك ثم إياك أن تخالف إجماع الصحابة والتابعين، لا أقول: في هجران أهل البدع. بل: في هجران أهل التشريع من دون الله.
وقال أيضاً: (فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) [شرح السنة 1/ 224] وهجر هؤلاء المشرعين دائمة إلى أن يتوبوا ويهجروا مجالس الشرك والتشريع ويتبرءوا من أصحابها.